جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
واصل عالم المصريات المؤرخ "بسام الشماع" محاضرته عن اغتيال "توت عنخ امن" ، هذا الفرعون الذهبي المغتال في حياته وبعد مماته ، ففي المحاضرة الأولى لصالون "الشماع" "ايجيبتيكا" الأدبي ، تناول الشماع الاغتيال الأول لتوت عنخ امن شارحاً لنظريته التي أسس عليها فرضيته التاريخية ، لكن فيما يبدوا أن الاغتيال كان دوماً ملاحقاُ لهذا الفرعون الذهبي المجني عليه دائما ، حتى بعد مرور 3248 عام على وفاته على يد الأثري "هوارد كارتر" مكتشف مقبرته والذي قام بأفعال المجرمين بجثمانه.
يروي لنا "الشماع" في محاضرته : "كان هذا الأثري المجرم مولعاً بالبحث عن مقبرة الفرعون الذهبي "توت عنخ امن" وبعد فترة من عمله ألتنقيبي أوقفته كانت الحكومة المصرية ويا ليتها ما تراجعت عن قرار الإيقاف ، ثم وافقت له باستكمال أعماله حتى توصل فعلا للمقبرة وعندما دخلها وجد صندوق خشبي ففتحة فإذا به يغطى صندوق ثاني مذهب وثالث مذهب ثم تابوت حجري منقوش عليه هيئة "امن" ثم تابوت ذهبي يغطي تابوتين ذهبيين بما يعكس مدى الخوف على جثمان "توت عنخ امن" فلم نعهد كأثريين وضع المومياوات بكل هذه التوابيت وربما هذا أيضا دليل دامغ على ما رسبته واقعة اغتياله من مخاوف على المومياء وأخيرا أصبح كارتر وجها لوجه أمام المومياء فماذا فعل هذا المجرم ؟ " .
يستطرد الشماع قائلا: " استخرج كارتر المومياء وكعادة المومياوات تكون ملفوفة بلفائف كتانية تحتوي على تمائم من المجوهرات والأحجار الكريمة ، فقام كارتر بفك اللفائف وشطر الجسد إلى شطرين ثم قسم الجسد 18 قطعة منفصلة نعرضها عليكم بالصور التشريحية فقد تم فصل الرقبة تماما والقدمين والساقين والفخين وشطر الجذع نصفين كما شطر الذراع عن الكتف وفصله إلى ثلاث أجزاء فأصبحت المومياء أشلاء متناثرة كما قام بفصل الرأس عن القناع الذهبي مستخدما سكاكين حرارية مما دفع المصور لوضع قطن ابيض في منطقة الرقبة لإخفاء قطع العنق "
ثم أوضح الشماع : سيتساءل الجميع لماذا فعل كارتر هذه الفعلة الشنعاء ، والسبب أن تلك اللفائف احتوت تمائم من الأحجار الكريمة والنفيسة تزيد عن 143 تميمة من الحلي والذهب استحوذ عليها هذا المجرم لذلك أطالب بريطانيا بالاعتذار الرسمي عن اغتيال جثمان "توت عنخ امن" بتلك الطريقة الوحشية والذي كان محل جدل بمجلس العموم البريطاني وكان فضيحة كبرى أمام العالم ، وفي مفارقة تدعوا للدهشة أن أكثر ملك حرص المصريين القدماء على الحفاظ على جثمانه من المجرمين بعد اغتياله لم تمنعه كثرة التوابيت من اغتيال جسده بعد موته بآلاف السنين "
وفي ختام كلمات الشماع عن تلك الواقعة المشينة طالب الحكومة المصرية بجعل العمل الأثري وطني بأيدي مصرية ، فكما حرص الأجداد على الحفاظ على أجسادهم من عبث اللصوص والمجرمين وجب علينا نحن الأحفاد أن نكون أحرص على أجساد الأجداد ولا نتركها فريسة مستباحة للمجرمين من كل حدب وصوب " .
بقلم نانى محسن أحمد عبد السلام