متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً
ذات يوم تسابق ابن عمرو بن العاص فى مصر مع الشباب فى سباق خيل ففاز شاب قبطى فذهب له ابن عمرو و تشاجرو قام بضربه بالسوط وهو يقول له :((خذها وأنا ابن الأكرمين)) فقال له المصرى القبطى انها لفرصة نختبر فيها عدل المسلمين و حكمهم
ثم سافر المصرى القبطى الى عمر بن الخطاب يروى له ما حدث من ابن عمرو
فبعث له عمر برساله من عمر بن الخطاب الى العاص بن العاص اذا جاء موسم الحج تأتينى انت و ابنك الى الحجاز مع الحجيج فلما وصلا إليه وقدما عليه جمع الناس و جاء بالمصرى فروى المصرى ما حدث من ابن عمرو فأعطى عمر بن الخطاب للمصري سوطا وطلب منه أن يضرب ابن عمرو بن العاص وهو يقول له : ((اضرب ابن الأكرمين, فأخذ المصري السوط وضرب ابن عمرو بن العاص)) ثم قال المصرى ضربته حتى تعبت من ضربه و شفيت فقال له ضع السوط على صلعة عمرو فقال المصرى يا امير المؤمنين لقد شفيت فقال عمر قولته الشهيرة :((متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً)) ثم قال لعمرو اذهب وارعى الغنم ان احسنت رعايتها امنتك على رعاية الناس و عمل عمرو فى رعاية الغنم حتى صفح عنه عمر و قال عمرو لو ان الخطاب فعلها لفعل معه عمر مثلما فعل معى .
هذا ايام كنا عظماء .... ايام لم يفرق عدل عمر بين مسلم و نصرانى ... بين والى و محكوم ... و بين مصرى بسيط و صحابى ... بين مؤيد و معارض
لقد اقتص من عمرو لكرامة مصرى نصرانى وليس لجوع جائع ولا قتل بريئ ولا سخط الرعية فأين نحن من هذا الدين