مـــوقــعـــــــــى الـــخـــاص/ نــجـــــوى مــــســـلم

موقع خاص بالتاريخ وكل ما يتعلق بالأحداث التاريخية

 

الجمال هبة من الله ، يمنح المرأة السطوة ويعطيها تصريحاً بالمرور من كل بوابات الحياة ، وعرش الجمال قد يصبح أقوى من عرش الملوك إذا نجحت صاحبته في إظهاره وتفننت في وسائل إبرازة والمحافظة عليه ، وكم من ملك تنازل عن عرشه مختاراً لكي يحتفظ بمحبوبته الجميلة التى يؤثرها على كل نفيس وغالي ، وكم من امرأة جميلة إستطاعت بسحرجمالها أن تملك القلوب والألباب ، وتنصب نفسها أميرة وتجلس على عرش السلطة ، لعل المرأة الفرعونية هى أول نساء العالم اللاتى إستطعن أن يفعلن ذلك ، فهى أول ملكة حكمت من فوق عرش جمالها ، وهى صاحبة الفضل الأول فى تعليم  نساء الأرض كيفية اظهار جمالهن ليكون سلاحهن الأساسي فى مواجهة سيطرة الرجل وقسوة الحياة ، ولقد فطنت المرأة الفرعونية منذ آلاف السنين لمواهبها الدفينة ، وتفوقت على نساء العالم في إستخدام كل ما يبرز هذه المواهب ويظهرها فى أفضل صورة وأجمل شكل ، وهي التى أثبتت منذ البداية أن لكل امرأة جمالها الخاص ، وأنه لاتوجد فى العالم امرأة قبيحة ، لكن هناك امرأة تجهل أصول التجمل ، ولا تعرف أسرار الجمال التى تتلخص عند المرأة الفرعونية في ثلاث جمل  بسيطة وهي :( البشرة  النضرة  الصافية ، والعيون الجميلة الساحرة ، والشعر النظيف المهذب )، أما مفتاح هذا الكنز فيمكن تلخيصه في كلمة واحدة هى ((الطبيعة)) .

                          اولا: مفتاح الكنز(الطبيعة):       

لقد أثبتت النقوش والرسوم التى زينت بها المعابد والمقابر أن قدماء المصريين فهموا الحياة بأفضل وجه ، وكانت أدوات الزينة ومواد التجميل التى وجدت فى هذه المقابر شاهداً على ذلك ، كما تفنن الفنان المصرى في نحت أدوات الزينة وقوارير العطور والكحل ومساحيق التجميل ليقدم دليلاً آخر على ماتمتعت به المرأة الفرعونية من مكانة وإهتمام فى مجتمعها ، ويبدو أن المصري القديم كان حريصاً كل الحرص على تقديم أدوات الزينة ومساحيق التجميل والعطور كهدايا غالية لامرأته لتصبح فى أجمل صوره تسر قلبه وتسعده ، ولعل المرأة الفرعونية بدورها أدركت أهمية جمالها ، فمن ثم حرصت على إظهاره ، ويحكي التاريخ عن أشهر الملكات الفرعونيات اللاتي أدركن سر جمالهن وبرعن فى إبرازه وإستغلاله فى تحقيق النفوذ والسطوة لدى الرجال ، مثل ((كليوباترا )) و ((نفرتيتي)) و ((حتشبسوت )) ، وأن جمالهن لايزال حتى الآن منبعاً لإلهام الفنانين والمبدعين وخبراء التجميل ، فالتراث الفرعوني في الجمال ، تراث غني وحافل ، لايزال العالم كله يدرسه ويقتبس منه إلى يومنا هذا رغم التقدم الهائل الذي تحقق في هذا المجال .

                             ثانيا: أقنعة للبشرة:

المرآة الفرعونية تعاملت مع كنوز جمالها بذكاء شديد حيث كانت تتفنن في إظهاره والحفاظ عليه في نفس الوقت ، فلقد إهتمت ببشرتها بصورة فائقة وأبتدعت لها أقنعة العناية بالبشرة بهدف تقويتها وتجديد شبابها وإمدادها بالعناصر اللازمة لها ، فاستخدمت لذلك ((الغرين)) الذى تحمله مياه النيل في فترة الفيضان وتجلب معه الخصوبة والخير والنماء للأرض .

وقد اتجهت البيوت العالمية للتجميل في هذا العصر لإستخدام نوع من الطين الذى تتوافر فيه العناصر الطبيعية والمعدنية سهلة الإمتصاص لعمل أقنعة للبشرة لتقويتها والمحافظة على نضارتها وليونتها وصفائها ، كما كانت المرأة الفرعونية تستخدم قناع عسل النحل ومطحون الحلبة والأعشاب ، وعندما أدركت أن بشرتها تحتاج لرعاية وإهتمام أكبر إستخدمت الكثير من الزيوت النباتية لترطيبها وتغذيتها كزيت ((البابونج)) ، الذي بدأت بيوت التجميل فى استخدامه الآن كعنصر أساسي للعديد من أقنعة البشرة المغذية والتي ليس لها آثار جانبية ، كما استخدمت المرأة الفرعونية زيت الخروع وزيت زهرة اللوتس ، وهما يستخدمان حالياً على نطاق واسع للعناية بالبشرة الدهنية ، اما زيت الحلبة الذي اثبتت التجارب فاعليته في مقاومة التجاعيد والقضاء على النمش فقد استخدمته الملكة ((كليوباترا)) للعناية ببشرتها و الحفاظ على شبابها .

من الواضح أن المرأة الفرعونية لم تكن تهتم بجمال وجهها فقط ، بل كان لنعومة جسدها أيضاً إهتمام خاص ، فلقد حرصت على التخلص من الشعر الزائد به من خلال شفرات حادة صنعت من معادن مختلفة أو أحجار شديدة الصلابة ، وقد عثر بمقبرة أم الملك (خوفو) على شفرات صنعت من الحجر محفوظة فى أكياس من الجلد ، كما عثر على بعض الأدوات الدقيقة والأحجار الأسفنجية التى كانت تستخدم لتنعيم الكعبين وتنظيف وتهذيب الأظافر ، ويؤكد خبراء التجميل والآثار الفرعونية أن المرآة الفرعونية تعاملت مع مستحضرات التجميل بوعى وادراك ، وبلا مبالغة ودون أن تخفى ملامح وجهها أو لون بشرتها الطبيعى بل وتضفى عليها مزيداً من الجمال ، وكانت تستخدم لذلك الحجر الثلجى أو السيلكا بعد طحنها ووضعها فى أوعية خاصة للإستخدام ، ولإضفاء المزيد من الحيوية على وجهها كانت تلون وجنتيها بلون وردى تحصل عليه من الأكاسيد الطبيعية كأكسيد الحديد الأحمر أوثمار الرمان الجافة . 

كما  كانت تلون شفتيها بلون أحمر داكن وذلك باستخدام مزيج من الأكاسيد الطبيعية وبعض ((الراتنجات)) والدهون للمحافظة على ليونة الطلاء والشفاه وإكسابها بريقاً مميزاً ، كما أنها استخدمت فرشاة خاصة لتحديد الشفاه قبل طلائها وهو  ما نعتبره حالياً أحدث صيحات الموضة ، وتوجد فى متحف تورينو بإيطاليا بردية عليها رسم لسيدة مصرية تمسك بيديها فرشاة لتحديد الشفاه قبل طلائها .

                          ثالثا: العيون الساحرة:

أما عيون المرأة الفرعونية فكانت توليها اهتماماً خاصاً جداً ، بإعتبارها المرآة التى تطل منها على العالم ، وعيون المرأة الفرعونية ذات جمال أخاذ عرفه العالم من خلال النقوش والرسوم الجدارية التي أبرزت إبداع المرأة الفرعونية فى رسم خطوط العين في انسجام وتوافق رائع مع خطوط الحاجبين ، باستخدام الكحل وظلال للعيون والتي حصلت عليهما من مصادر متنوعة ، ولقد عرفت المرأة الفرعونية كحل ((الملاخيت)) وهو خام أخضر مائل للزرقة من خامات النحاس يوجد فى سيناء والصحراء الشرقية ، وكحل ((الجالينا)) وهو خام من خامات الرصاص يتوافر بكثرة فى جنوب الوادي بالقرب من أسوان والصومال ، والكحل البلدى ((السناج)) وهو مركب أسود من الدخان ، يتم تحضيره باحراق بذورالكتان أوقشر اللوز . 

                     رابعا: تاج المرأة الفرعونية:

وعرفت مصر القديمة مهنة تصفيف الشعر ، وكانت ((الكوافير)) تسمى ((نشت)) التي تتلخص مهمتها في إعداد التسريحات وتهذيب الشعر ونظافتة ، والآثار المصرية حافلة بالعديد من التماثيل والرسوم للمرأة الفرعونية بتسريحات مختلفة موجودة في العصر الحالى كالكاريه والبانك والشعر المسدل  والشعر المجعد ، والمتدرج ، والقصير ، والجدائل ، وكانت المرأة الفرعونية تغير تسريحة شعرها من وقت لأخر ، حيث شاع في ذلك الوقت استخدام الشعر المستعار الذي عرفتة المرأة الفرعونية بجميع أشكاله كالخصلات والحشو والباروكات ، كما عرفت مثبتات متنوعة للشعر من المواد ((الراتنجية)) والدهون الحيونية, بالإضافة الى المثبتات المعدنية الجميلة ، ولقد تغلبت المرأة الفرعونية على مشاكل شعرها بأسلوب علمي ، فتخلصت من مشاكل الشعر المجعد باستخدام مجموعة من الزيوت الطبيعية منها زيت الخروع وزيت الزيتون المضاف إليه خام الحديد وذلك لإكساب الشعر النعومة والبريق ، ويعرف هذا المركب حالياً باسم ((البرماننت)) ، ولترطيب شعرها وتغذيته استخدمت الأعشاب والمواد الحيوانية مثل الحنة وخشب الصندل والمسك والعنبر وعملت بها عجائن تبسط فوق شعرها فتزيد من حيويته ونعومته ، كما عرفت تلوين الشعر وصباغته بألوان جميلة زاهية باستخدام الأعشاب الطبيعية .

ويبدو أن المرأة الفرعونية لم تكتف بجمال وجهها وشعرها ، بل أدركت بذكائها وفطنتها أن هذا الجمال لن يكتمل الا بجسد جميل التكوين والقوام ، ومن ثم حرصت على ممارسة الرياضة وشاركت فى حفلات الرقص لتكتسب الرشاقة والتوافق العضلي ، كما أنها لم تنس عطورها لتصبح كالزهرة الجميلة اليانعة وكان العطر ((المنديسي)) من أشهر العطور لدى المرأة الفرعونية وأغلاها ثمناً لما يحتويه من مواد عطرية وزيوت خاصة ، فالعطر هو خير زاد لجسدها وجمالها وروحها .

 

المصدر: إعداد الباحثه / نجوى مسلم
nagwamoslm

قال العقل للعلم انا الرحمن بي عرف فرد العلم قائلاً انا الرحمن بي اتصف فايقن العقل ان العلم سيده فقبل العقل رأس العلم وانصرف

  • Currently 2/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
2 تصويتات / 1894 مشاهدة
نشرت فى 11 نوفمبر 2012 بواسطة nagwamoslm

موقعـــــــى الـــخـــاص / نـــجــــــوى مـــســــلم

nagwamoslm
حاصلة على ليسانس تاريخ جامعة الازهر الشريف كلية / الدراسات الانسانية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

834,594

حياتى كلها لله

قال لقمان لابنه:يابني!....اياك وكثرة النوم والكسل والضجر,فأنك اذا كسلت لم تؤد حقاً,واذا ضجرت لم تصبر على حق. 


كن على حذر: 
من الكريم اذا اهنته,ومن العاقل اذا احرجته,ومن اللئيم اذا اكرمته,ومن الاحمق اذا مازحته.
 


 قال علي رضي الله عنه((البر ثلاثه:المنطق والنظر والصمت,فمن كان منطقه في غير ذكرٍ فقد لغا,ومن كان نظره في غير اعتبارٍ فقد سهاً,ومن كان
صمته في غير تفكر فقد لها))
 


افضل الجهاد جهاد النفس.