بعد غزو بيرو في 1532، تراجع حكام الإنكا من كوزكو إلى فيلكابامبا، وهناك قاوموا الإجتياح الإسباني لما يقرب من خمسين عاما، وفي عام 1579 تم القبض على آخر إنكا متمرد وهو توباك أمارو، وتم قطع رأسه من قبل الإسبان، ووضعوا الأسبان رأسه على رمح ووضعوه في ساحة كوزكو كتحذير للمتمردين، وأختفى الرأس، وهناك من يقولون أنه مدفون ولكن تقول الأسطورة أنها تنمو ببطء في جسدها، وعندما يكتمل الجسد، تعود الأنكا لحكم أرضها، ولا تزال العديد من أساطير الكيتشوا القديمة محفوظة في تقاليدهم الشفهية، ومعظمهم يروي أصل الجماعات العرقية المختلفة، أو الجبال والأنهار والبحيرات.
دين شعب الهنود الكيشوا :تجمع ديانة الكيتشوا بين عناصر ما قبل الكولومبية والكاثوليكية، والتأثير الأكثر أهمية من قبل الكولومبية حيث أن لديهم إعتقاد بأن قوى خارقة للطبيعة تحكم الأحداث اليومية، مثل الطقس والمرض، وهذا الإعتقاد يخدم الغرض النفعي إلى نظام الكيتشوا الزراعي، وهذا العالم الديني الأندياني يسكنه الآلهة الذين لديهم سمات إنسانية، وفي بعض الأحيان يحبون بعضهم البعض وفي أحيان أخرى يكرهون ويقاتلون بعضهم البعض، ولهذا السبب، فإن دين الأنديز له بعدان في حياة الناس، أولاً، من الناحية الإنسانية، يعزز التماسك الإجتماعي، وثانياً يربط الآلهة والبشر، واعتمد شعب الكيشوا المسيحية وأدرجها أيضًا في معتقداته الأصلية.
عطل شعب الهنود الكيشوا الكبرى :تحتفل الكيشوا بالأعياد الكاثوليكية الهامة مثل عيد الميلاد وعيد الفصح، وفي نفس الوقت، لم يتخلوا عن عطلهم القديمة، وفي عاصمة الأنكا القديمة في كوزكو، مازالوا يحتفلون ببعض المهرجانات، وتستقطب هذه المهرجانات آلاف السياح من جميع أنحاء العالم ليشهدوا إحتفالاتها المذهلة، ويرتدي شعب الهنود الكيشوا نسخا طبق الأصل من رنات الإنكا، بدلا من الزي المعاصر في جبال الأنديز، وفي هذه المناسبات، هناك الكثير من الطعام والشراب والرقص.
علاقات شعب الهنود الكيشوا :
تنطوي المغازلة والزواج على سلسلة طويلة من الطقوس والمراحل، ويلتقي معظم الشباب غير المتزوجين خلال أحد المهرجانات العديدة في المجتمع، وعندما يقرر الزوجان الشابان أنهما مستعدان للنظر في الزواج، تزور عائلة العريس أسرة العروس، ويبقى العريس نفسه في المنزل بينما يناقش والديه وعائلتهما الزواج ويتفاوضان بشأن ما ستتبرع به كل أسرة للعروسين، وفي حفل الزفاف، هناك موكب عام عندما تترك العروس منزلها للإنضمام إلى زوجها، وهناك طقوس أخرى مختلفة، بما في ذلك طقوس الخصوبة.
شروط معيشة شعب الهنود الكيشوا :مواد البناء المهيمنة في معظم جبال الأنديز هي مواد متينة للغاية ومجانية ومتاحة على نطاق واسع، ويساعدها على ذلك تقريبًا تربة جبال الأنديز الغنية، وتقليديا، كانت تصنع أسطح المنازل من مادة القش، ومع ذلك، الآن معظمها في كثير من الأحيان تكون مصنوعة من البلاط، وبناء المنازل هو شأن مشترك، ويقوم على نظام الإنكا القديم لتبادل العمل المعروف باسم ميتا، فيتم تقديم السجائر والطعام مقابل المساعدة في بناء منزل جديد، وأولئك الذين شاركوا في بناء المساكن هم عمال مستحقة يمكنهم المطالبة بما يريدون في أي وقت، لا تزال نوعية الرعاية الصحية في المجتمعات الريفية سيئة للغاية، فمعظم شعب الهنود الكيشوا يوفرون الأدوية العشبية والعلاج.
حياة أسرة شعب الهنود الكيشوا :
يلعب الأطفال في مجتمع الكيشوا العديد من الأدوار المهمة، فمن سن مبكرة جدا يشاركون في الأنشطة الإقتصادية والمهام المنزلية الرئيسية، لذلك فإن الأطفال ضروريون لأنهم يتوقع منهم توفير الأمن الإقتصادي على المدى الطويل لوالديهم مع تقدمهم في السن، ويعتبر حجم الأسرة الأمثل ثلاثة أو أربعة أطفال، ومع ذلك، وبسبب محدودية الوصول إلى وسائل منع الحمل، فإن العديد من العائلات لديها عشرة أطفال أو أكثر، وبوجه عام، يكون الأطفال الذكور أكثر قيمة من الإناث، لأن إمكاناتهم الإقتصادية تعتبر أكبر.
وتلعب النساء دورًا ثانويًا مقارنة بالرجال في البنية السياسية المجتمعية، فالنساء أقل احتمالية لتلقي تعليم رسمي، ولا يشغلن مناصب هامة في المجتمع، ويستبعد من العديد من الأنشطة الإقتصادية المربحة، فيوجد تقسيم جنسي واضح للعمل فيما يتعلق بالمهام الزراعية والمنزلية، وداخل الأسرة، المرأة لها رأي في أمور كثيرة مثل القرارات المتعلقة بالتمويل أو القضايا المحيطة بتنشئة الأطفال، ومع ذلك، هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى أنها خالية من التبعية في هذا المجال ايضا.
ملابس شعب الهنود الكيشوا :تعكس ملابس الأنديز التقليدية التأثيرات الإسبانية، ففي عام 1572، منع الإسبانيين الكيشوا من إرتداء أقمصة الإنكا المحلية والفساتين الملتفة، ثم تبنت شعوب الأنديز الملابس التي لا يزالون يستخدمونها حتى اليوم، فترتدي نساء الكيشوا التنانير والبلوزات، مع شالات منسوجة ملونة حول أكتافهن، ويرتدي الرجال السراويل والقمصان والعباءات المنسوجة، والصنادل هي الأحذية المفضلة لكل من الرجال والنساء، ويختلف نمط ولون الملابس التي يرتديها الهنود الكيشوا بشكل كبير من منطقة إلى أخرى.
طعام شعب الهنود الكيشوا :
تم إدخال البطاطا لأول مرة في بيرو قبل 4500 عام تقريبًا، ولاتزال حبوب البطاطا والكينوا يمثلان اثنين من أهم مكونات نظام كيتشوا الغذائي، وتشمل الأطباق المشتركة اللحم مع التوابل بالفلفل الحار أو الكزبرة أو الفول السوداني، وبالنسبة لأعياد المجتمع، يتم استخدام فرن تحت الأرض في بعض الأحيان.
ويعتبر أيضا طبق خنزير غينيا هو الطبق المفضل للمهرجانات، فغالبًا ما يربى شعب الهنود الكيشوا الخنازير الغينية في المنزل فتعتبر الخنازير الغينية مصدر مهم للبروتين بالنسبة لشعب الإنكا.
تعليم شعب الهنود الكيشوا :مطلوب التعليم الرسمي في بيرو حتى سن السادسة عشرة، أما في المناطق الريفية، فإن النسبة المئوية للطلاب الذين ينهون دراستهم أقل بكثير مما هي عليه في المناطق الحضرية، وهذا، جزئيا، لأن الأطفال يلعبون دورا قيما في المهام المنزلية والزراعية، ولا يمكن إنقاذ عملهم من قبل أي شخص آخر، وعادة ما يكون التعليم المدرسي ضعيفًا جدًا، وتعتمد طرق التدريس على الحفظ عن ظهر قلب بدلاً من مهارات حل المشكلات، وتظهر مشكلة أخرى لأطفال الكيشوا، حيث أن اللغة الإسبانية هي اللغة الأساسية التي يتم تدريسها واستخدامها في المدارس.
تراث شعب الهنود الكيشوا الثقافي :يطلق على الموسيقى المميزة لجبال الأنديز الوسطى اسم "هاواي"، وتنعكس أصول جبل هوايان في كلماتهم التي تروي الحياة اليومية في القرى الجبلية وتعلن القومية الأنديزية، ومن الأدوات التقليدية التي لاتزال تستخدم على نطاق واسع تشمل الطبول، المزامير، والجيتار على غرار مندولين مصنوع من قذيفة أرماديلو، والمطربين تحظى بشعبية متزايدة في المناطق الحضرية.
وكما لم تكتب الإنكا، لا يوجد تقليد للأدب الخاص بشعب الكيشوا في القرن العشرين في بيرو، فبرز هناك تقليد للكتاب المحليين الذين يركزون على حياة الشعوب الأصلية لدول الأنديز، وكتب كل من خوسيه ماريا أرغو يداس وسيزار فاييخو وكيرو أليجري كتباً مؤثرة تصور اضطهاد الكيشوا على مر القرون وتؤرخ بحياة قاسية في جبال الأنديز، وساهم هؤلاء المؤلفون في تنامي النزعة القومية والإعتزاز في بلاد الأنديز.
وظائف شعب الهنود الكيشوا :تعتمد معظم الكيشوا على زراعة الكفاف لكسب قوتها، والذرة والبطاطس والحبوب هي المحاصيل التي تكيفت مع البيئة عالية الإرتفاع، ولاتزال الأرض مستزرعة باستخدام طريقة الإنكا من المصاطب على المنحدرات الشديدة، ويتطلب هذا النهج المكثف في الزراعة قدراً هائلاً من الوقت، ويتم ترك القليل من الوقت لتكريس ما تبقي للأنشطة الإقتصادية الأخرى.
أما عن التجارة فهي عالية التطور بين مختلف القرى والمناطق، وبالإضافة إلى المنتجات الزراعية، هناك العديد من المجتمعات تنتج الفخار، والمنسوجات، والأحزمة، والقبعات، وغيرها من الحرف اليدوية للمبيعات النقدية، وفي معظم المجتمعات، هناك يوم سوق أسبوعي يلعب دورا هاما في النسيج الإقتصادي والإجتماعي للقرية.
الرياضة في الكيشوا :لا توجد رياضة فريدة من نوعها في كيشوا، ومع ذلك، كجزء من مجتمع ميستيزو "خلفية مختلطة"، يشارك شعوب الكيشو في مجموعة متنوعة من الرياضات الغربية، مثل كرة القدم.
الإستجمام في الكيشوا :التنشئة الإجتماعية هي الشكل الأساسي للإستجمام في مجتمع كويتشوا، ويحتفل شعب الكيشوا بالكثير من المهرجانات الدينية والأعياد الوطنية وأعياد الميلاد، ويتم انتظار المهرجانات بفارغ الصبر وتتطلب أسابيع عديدة من التخطيط، والعديد من المهرجانات تصل إلى ثمانية أيام من الشرب، والوليمة، والرقص.
الحرف والهوايات في الكيشوا :من أهم الحرف اليدوية التي تنتجها الكيشوا هي المنسوجات، ويمكن رؤية النساء في جميع أنحاء جبال الأنديز يلفن الصوف طوال اليوم تقريباً، حتى أثناء جلوسهن في السوق أو انتظار الحافلة، وتستخدم كل من اللاما والغنم الصوف، ويعود تاريخ "نول الحزام" الذي لايزال يستخدمه الكيشوا إلى أوقات ما قبل الاتصال مع الأوروبيين، وشعب الكيشوا هم نساجون مهرة، ويزداد الطلب على منتجاتهم في أسواق السياحة والتصدير.
مشاكل شعب الكيشوا الإجتماعية :الذكور المدمنة على شرب الكحول هي مشكلة إجتماعية خطيرة في جميع أنحاء جبال الأنديز الوسطى، حيث أن شرب المشروبات الكحولية ليس فقط سلوكًا مقبولًا في العديد من المهرجانات في كيتشوا، بل هو أيضًا سلوك متوقع في اي وقت، فجنبا إلى جنب مع الولائم والرقص، يصبح شرب الكحوليات جزءًا أساسيًا في معظم المناسبات الإجتماعية، وينتشر هذا السلوك غالبًا في الحياة اليومية، ويؤثر الإفراط في شرب الكحوليات لدى الذكور تأثيراً سلبياً على العلاقات الأسرية والمالية والعائلية، والإساءة الزوجية هي نتيجة شائعة للإدمان على الكحول.
ساحة النقاش