صرخة الحرائر (وااامعتصماااااااه) \ الكاتبة الفلسطينية ناديا كمال
لقد تمت صفقة تبادل الأسرى في مرحلتها الاولى ،وكانت ناجحة ومشرفه للجانب الفلسطيني ،فقد خرج الأسود مقابل فأر ضعيف حقير .
وعمّت الفرحة أرجاء فلسطين ،بل وشملت الدول العربية والإسلامية ،خاصة تلك التي أبعد اليها الأحرار ،وأقيمت المهرجانات الخطابية والنقابية والفنية فرحا بهم ، وكان ذلك طبعا بمجهود القوى الفلسطينية المختلفة وعلى رأسها حماس التي عملت ما في وسعها لإتمام هذه الصفقة بهذا النجاح الكبير، ولا ننسى دور الأصدقاء من الدول التي بذلت مجهودا كبيرا في هذا المجال ، وأخص بالذكر والشكر الكبير للحبيبة مصر لدورها الكبير والفعال في إتمام صفقة التبادل والإفراج عن هذا العدد من الأسرى مقابل صعلوك صهيوني لا يساوى . وما زلنا ننتظر المرحلة الثانية من الصفقة التي يتم من خلالها الإفراج عن أكثر من خمسمائة أسير وأسيرة فلسطينيين وعرب ومصريين ، بالإضافه الى 81 مصريا سيفرج عنهم مقابل الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي ( إيلان غرابيل) المحتجز منذ 12 حزيران \يونيو ،وهو عميل في المخابرات الاسرائيلية (الموساد)ويحمل الجنسية الامريكية ، وعمل على التحريض وزرع الفتنة الطائفية في مصر خلال ثورة 25 يونيو التي أدت الى الإطاحة بالرئيس المخلوع مبارك ونظامه الفاسد .
ولكن وسط الفرح الذي يعم أرجاء الوطن وقلوب الفلسطينيين في كل مكان ، فما زالت الفرحة منقوصة ،وما زال هناك في السجون
بشرا يعانون ظلمته وقسوته وجبروته ،اّلاف الأسرى والأسيرات ينتظرون صفقة مشابهة كي يتخلصوا من ظلم سجانيهم ،ونير سياطهم .
وأخص بالذكر هنا ، إخواتنا الحرائر داخل السجون اللواتي ما زلن يعانين المر ويشربون العلقم تحت وطأة السجن وليله الحزين ، تسعة أسيرات
يقبعن في سجون الظلم ، يصرخن بعالي الصوت ، فهل يجيبهن المعتصم كما أجاب تلك المرأة التي صرخت بأعلى صوتها:( وامعتصمااااااااااه)
حين وقعت في أسر الروم حتى سمعها المعتصم وقال لبيك ،لبيك، فجهز جيشه وانطلق الى عمورية في تركيا وحرر المرأة
وفتح عمورية ، اين أنت الان أيها المعتصم ؟ تسعة أسيرات يستنجدن بك ويطلبن أن تحررهن من السجون المعتمة القاسية ،هن كغيرهن
يردن أن ترى أعينهن النور .فهل ستكون هؤلاء الحرائر ضمن المرحلة الثانية ، أم أن تعنت الاّلة الصهيونية الحقيرة ستبقيهن داخل الزنازين
حتى تذوى أجسادهن من الألم والقهر والعذاب .
في يوم تحررها ،الأسيرة المحررة قاهرة السعدي ، تتحدث بقلب موجوع وعيون امتلأت بالدموع ، لتروي لنا مأساة الأسيرات هناك خلف الشمس ، لتصف لنا حالتهن التي لا تسر أحدا ابدا ، وتظهر لنا الظروف القاسية التي تعيشها الأسيرات الفلسطينيات في سجون ومعتقلات القهر الإسرائيلي . حيث الموت البطيء كما تقول وعدم تقديم العلاج للمرضى منهم ، والحرمان من أبسط الحقوق ، والمعاناة المستمرة التي يغض العالم سمعه وبصره عنها .
وطالبت الفلسطينيين والعالم بالعمل على إطلاق سراحهن فورا ، وخصّت بالذكر الأسيرة البطله ( لينا الجربوني ) من فلسطينيي ال 48 والتي ما زالت تعاني
ظلم السجن والسجّان ،وتقول قاهرة على لسان لينا الى الفلسطينيين بشكل خاص والعالم بشكل عام : عتبي على فلسطين كلها والعالم أجمع ، لماذا نسيتم لينا ؟؟
اعتقلت لينا فيي تاريخ 18 \4\2002 واتهمت بالاتفاق مع جهات معادية لتزوير بطاقات هوية مزورة تسهل على الأبطال الوصول لأهدافهم وتنفيذ
عملياتهم الإستشهادية ،كما اتّهمت بالبحث عن شقق للإيجار يختبيء بها المجاهدون قبل تنفيذ عملياتهم الإستشهادية ، وتعتبر لينا قائدة الحركة النسوية الأسيرة في السجون الإسرائيلية ،كما تعتبر عميدة أسيرات الداخل الفلسطيني . عندما قال لها القاضي أريد ان أحكم عليك ،ردت عليه قائلة : أنت لا تقرر ولا تحكم ، الله ربي هو وحده من يحكم ، وعندما طلب القاضي منها الإعتذار عما بدر منها في المحكمة رفضت بشدة فأصدر يحقها الحكم الجائر والظالم بالسجن 17 عاما ، قضت منها 10 اعوام ...وبقية الأسيرات اللواتي لم يفرج عنهن هن :(ورود ماهر قاسم من ال 48 ) ،(فداء ابو سنينه .الخليل )(رانية أبو هلسة .القدس )(بشرى الطويل .رام الله )(هنية ناصر .رام الله) (خديجة اأبو عياش . ال 48 )(منى قعدان .جنين )(سعاد نزال .قلقيلية ) ( أخيراً شابة فلسطينية تم اعتقالها صباح الأربعاء جنوب بيت لحم ). وكلهن ينتظرن أن تكون أسماؤهن ضمن المرحلة الثانية ، أو أن يفرج عنهن قيل ذلك إن أمكن .
الأسبرة المحررة أحلام التميمي أيضا طالبت العالم أجمع بالعمل على إطلاق سراح أخوتها الأسرى والأسيرات في غياهب السجون ،وتحدثت عن قسوة السجن وكيف يعامل السجين ، واتهمت أحلام في العام 2001 بالتخطيط للعمليات الإستشهادية التي ينفذها المجاهدون ، وتحديد مكانها وزمانها ، واعتقلت في أعقاب عملية الجيتار ، التي نفذها الشهيد البطل ( عز الدين المصري )وهزت أركان القدس وقتها ووصل صداها الى صناع السياسة في العالم .وحكم عليها بالسجن 16 مؤيدا اي ما يعادل (1584) عام مع توصية بعدم الإفراج عنها بأي عملية تبادل للأسرى ، وعندما خاطبها السجان قائلا : لن تخرجي وستموتين هنا ، أجابته قائلة :( فشرت ، وراي رجال ) وها هم رجالك يا أحلام لم يخيبوا ظنك أبدا ، ونفذو وعودهم مع الله ومعكم . وانا اقول للينا كما قالت أحلام ( لا تيأسي يا لينا ، أنت ومن معك ، وراكم رجال ).
وقد صرح مسؤول ملف الأسرى في غزة أن مصر تعد بأن يفرج عن الأسيرات التسع الباقيات خلال أيام ، ونحن ننتظر الوعد ونعلم أن إخوتنا في مصر الغالية لن يخيبونا أبدا ، باالإضافة إلى المجهود الذي تبذله الفصائل الفلسطينية والوسائط المتعدده لهذا الغرض، كما ونطالب بالإفراج عن كافة الأسرى في السجون الإسرائلية وتبييض السجون منهم جميعا ،ونحن متأكدون أننا سنجد أكثر من معتصم يرفض أن تسجن الحرائر فلا نامت أعين الجبناء ، وإلى حينها سيبقى صوتهن صادحا مدويا في الأرجاء ينادي ويصرخن ( وااااااااااااااااااامعتصماااااااااه ) ، وما زلنا مثلهن ننتظر أن يلبوا النداء كما فعل المعتصم . ولا بد ان يطل فجر الحرية ذات صبااح .
بقلم عاشقة القدس
ناديا كمال .
ساحة النقاش