عدل الحق باق لا يموت \\ ناديا كمال \ القدس \ فلسطين
في الليل ..والنهار ..
طرق على الأبواب
كرياح مزمجرة غاضبة
ومارد جبّار ..
يقتل الصغار ..
يُرعب الحمام ..
يذبح الأطيار ..
شبح الموت يطارد
الأهل ..والديار ..
ما عاد لنا قرار ..
وما عاد ينفع الفرار
فإمّا أن نموت ..
وإمّا أن .. نموت
وبين ميتة وميته
بركان يشتعل ..
ولهيبُ ونار ..
والكل دمار ..
شهيد هنا ..
شهيد هناك ..
ومن يقبل العزاء ..
أيضا شهيد ..
ومن رحم الحرائر
يأتي الوليد ..
وذات مخاض ..
يصبح شهيد ..
أمّه شهيدة ..
ووالده شهيد ..
إليكم يا أصحاب القرار
لتلبسوا عباءاتكم ..
ولتختفوا خلف الستار ..
واضربوا الخمُر على وجوهكم ..
والزموا الديار ..
لا تنادوا يا رجولة
قد باتت في إندثار
ماتت على أعتابكم
ضاعت معها بطولاتكم ..
أمجادكم .. تاريخكم
وتلوثت.. بالذل ..والعار !!
يا زمن الردّة العربية
يا زمن النخوة المنسيّة
يا عالم يحكمه الجبن
يكلّله أنين الإحتضار
بات الكل للموت ..
في انتظار .. ّ!!
حتى الطفولة شاخت
على أعتاب طغيانكم
وظلمكم الجبار ..
هناك في مدينتي
حيث يُغتال الصغار
وتنساب دموع الياسمين
على أعتاب الدمار
وتُعرّش الأشلاء على الجدران
تبحث عن بقاياها
لتعيد إلى الجسدٍ .. النهار
في مدينتي ...
دموع ودماء .. كالأنهار
وأنين في الّليل والنهار ..
يا عالم الإنسانية
والحضارة ..
يا ضمير الغائب !!
في زمن النخاسة والتجارة
بات عالمكم يصيبني بالغثيان
عالم ..مليئٌ بالقذارة ..
افرحوا بإنجازاتكم ..
وآصنعوا من أشلاء أطفالي
كعك أعيادكم ...
ارقصوا ..واطربوا ..
وآقرؤا معا تراتيل المساء ..
ورددوا ترانيم الأعياد والميلاد ..
ولتُصلّوا آخر صلاة لكم ..
ولتدعوا في الليل والنهار رب السماء .
. لعلّها تُغفر خطاياكم ..
ولن تُغفر خطاياكم ..!!
حضّروا التابوت ..
وزيّنوه بالآلئ والياقوت ..
وانتظروا الحساب ...
ونحن معكم منتظرون ..
فاذا مات العدل في الدنيا ..
فعدل الحق باق لا يموت ..
عدل الحق باق لا يموت ..
|
ساحة النقاش