إرحل ...

قالوها  لي  بصوت وقح ..

خذ  ما  تبتغي  من كنوز الأرض ..

وعش  في قصر عاجي ...

كل  العالم  لك  وطن   ..

إلا فلسطين  ...

هي  لنا  وليست  لك ...

قلت  لا  أريد  قصوركم  ...

لا  أريد   وعودكم ..

عذبوني ...مزقوني ..

اقتلوني .. و ابنوا  لي ...

من تراب  القدس  ..قبرا

فانا  ابن  الأرض  الحرة  ...

لا أرضى   أبدا  ان  أساق  كالعبيد  ...

حرَقوا  ..دمّروا  .. شرّدوا

نحروا  بطن  أمي  ..

واعتقلوا أبي   .. وقتلوا  أخي

واغتصبوا  أختي..

وأبعدوني   عنك  يا وطني

ظلما  .. وجورا  ... وقصرا

وسمّوني  لاجيء  ...

ومن  خيمة التشريد  صنعوا  لي  بيتا  ..

وأعطوني  تموينا  ..

علبة  سردين  ...وبكيت  طحين  ...

وبعض  من الأرز   العفن .. والسكر ...

وماء  عكر ...لا يشبه  مياهك  يا وطني ..

وغدوت .. أنا  وشعبي  غرباء

في كل الاماكن  ...

ولكن حلم العودة لم يفن .. يا وطني ....

رغم أنهم  غيّروا  الأشياء من حولنا ...

والعناوين ... وأسماء الشوارع والحارات ..

وحتى  أسماءنا  ولون الهوية  ..

ورغم اختزال الذاكرة .. وبُعد المسافات ..

ورغم حواجز الظلم .. والجدر .. والعذابات

ورغم الصدأ الذي كلّل مفتاح بيتنا العتيق ..

ورغم العفن الذي  أكل أوراقنا الثبوتية..

ومصادرة  جواز السفر ..

ورغم كل البلاءات ..

لن يفنى حلم العودة يا وطني ...

ما دام بنا أنفاس على وجه الأرض ..

وما  دامت السنابل   تنمو لتزهر  بالأبطال  ..

وما دامت  شقائق النعمان

تتفتح  على قبور الشهداء ..

وما دام جدي يروي لنا حكايتك ..

كل   صباح  ...مساء

كيف اغتالك الاشقاء ..واغتصبك الغرباء ..

وكيف صادروا اسمك عن خارطة الزمن ..

وباعوا أرضك ...شعبك ..

باعونا بأرخص ثمن ..

ورغم أنوفهم ..

عصيّ انت على كل المحن ..

ومهما طال الزمان وقصر ..

لن  أبقى  لاجيء  ..ولا  لاجئون ..

إنا عائدون ...عائدون ...عائدون ....

ناديا   كمال 

القدس // فلسطين  ..