لماذا  قتلتم العطر  ؟؟ الشاعرة الفلسطينية ناديا  كمال.. القدس

يا  أنتم  ..

لماذا  قتلتم العطر ..

وأدميتم  الورود  ..؟؟

لماذا  اغتلتم  الأحلام ..

وصادرتم الأماني  ..

والوعود ..؟؟

لماذا  أقفلتم  بواباتكم

وحاصرتموه بالأشواك  ..

وأحكمتم  القيود ..؟؟

لماذا  ..صادرتم  فرحا

كالدم  يجري  في الوريد ..

وحوّلتم  الأمل

في  لحظات ضعف

الى هجر ...وصدود ؟؟

قد  كان  ألِفَ حيّكم

وازدانت  وريقاته

بالطلّ  والندى  ..

والفجر  السعيد ..

قد  كان  يزوركم

كل  يوم .. وليل

تحرسه  النجمات ..

والقمر  ..العتيد  ..

قد  كان  رغم  جراحه

عصيا  ..أبيا  ..

كزيتونة الأرض ..

رمزا  للعزة ..

والصمود ..

أما  عرفتم  ان  الغيم

حين  يشتاق

يغرق  الأرض  مطرا ...

ورعود  ..

أما  عرفتم  ..

أن  الشوق  حين يلتهب

يشعل  القلب  ..

نارا  وبارود  ...

أما  عرفتم أنه..

رغم  الجفاء

و البعد  ..

وليل الأسى ..

لم ينس  يوما  ...

الأيام  ..والوعيد

وأنّه يعانق  الفجر

ويرتجي  اللقيا

بالقلب  الودود  ..

وأنه  يعيش  على

ذكراكم  ..

وصوركم  ..كلماتكم

له  شهود  ..

وانه  للوفاء  عنوان

يصون العهود   ..

فلماذا قتلتم  العطر   ..

وأدميتم  الورود  ؟؟

لماذا  تركتم  القلب

لاهثا خلف   طيفكم  ..

وعطركم المعهود  ؟؟

أرأيتم   الأسماك

تحلق في  الفضاء  ..

وتختزل الحدود؟؟

أم  رأيتم  الطير

يغوص  في  البحر

ويخترق السدود  ..!!

هكذا  هو  العطر

لا  يعبق  إلا  في

واحة  خضراء

مزينة بالورود  ..

فلماذا  قتلموه   ؟؟

كلما  مر  ببابكم  ..

انسابت دموعه...

انهارا علّها  ...

تفجر  تلك  السدود

وباتت  روحه

تعانق  طيفكم  ..

وتنتظر  الوعيد ..

كم تتوق  شوقا لكم   ..

يا من  سكنتم  الروح

وأحييتم  لها  الوجود  ...

اسألكم أحبتي  ...

لماذا  قتلتم  العطر  ..

ومحوتم  ذكره  عن كل الوجود  ...

وتركتموه  يحتضر ...

وحده  ..لماذا

تركتموه  للشرود؟؟؟

أوصيكم  ..لو  مرة

خطر ببالكم

أن  ترسلوا  طيفكم

الى قبره  ..

وتنثروا حلو  الكلمات

والورود  ...

قد  اعتاد دوما يدعو  لكم ..

يحفظكم  ..ويسعدكم

الخالق  المعبود ..

ناديا  كمال.. 
القدس  ..فلسطين