موقع الاديبة الفلسطينية ناديا كمال / عطر الورد

هجرة  الروح \ الكاتبة الفلسطينية ناديا كمال


سنة  هجرية  جديدة  تطل  علينا  ،  إنها  هجرة الروح  الى  عالم  الحلم  حين  يضنيها الواقع    فتبحث  لها  عن  ملاذ  يحييها  من  جديد تبحث  عن  بارقة  أمل   تنعش   فيها  الحياة  ،  عن  بسمة   تضيء  ليلها  المعتم   ,   لقد  تسلقت   معراجي  اليه  حيث  هو  هناك ،  رأيته   جالسا   مستندا  على تاريخ  طويل  من الذكريات  ،  تلك  الذكريات التي   تجسدت  فيها  بطولات  من مرّوا   بدربه  تاركين  خلفهم   أساطير  وحكايات  خلّدها التاريخ   وتوارثها  على  مر الأجيال.


ألقيت  عليه التحية  فرد  علي   باسما  ومحياه  يظهر  اَلاما  وجراحا  لا  تزول  .هذا  هو  الأقصى  الحبيب  المجهد  من  تخاذل  من  جاؤؤا  من الزمن الحاضر  ، وسياط  الظلم التي تجلده  كل  يوم  اَلاف المرات  ،  أمام أعين  العالم  المتخاذل ،وأحِبٌته الذين  قدّموا  أجسادهم  دروعا بشرية  لحمايته ، وهم لا  حول  لهم ولا قوة  ، أخذت  اتأمّل  ملامحه  المتعبة  ولسان  حاله  يصرخ  من   تعب  السنين  وعذابات البشر  ، وكأنه  يستنجد  بهذا  الجندي  المجهول  القادم  من  الماضي   البعيد ،زمن  صلاح الدين والمعتصم ،  هؤلاء الأبطال الذين  تغنى بهم التاريخ  ،وصرخة وامعتصماااااه  التي  هزت أركان العالم ، ما  زال  صداها يدوي  في  نفوس  الأحرار  الذين  أخذوا  على عاتقهم   نصرته  ونصرة الحرية بما  أوتو من  قوة  وجهد ضعيف ،فكان عرس  الحرية  الزاهي  بألوان  البهجة   ورائحة الجراح  تفوح  وسط  دموع  الحزن والفرح  ،وأنين  شهداء  الاقصى  يسمع  في  جنباته  وسط  حفريات  الظلم  وإبادة التاريخ   وتلويث  الحقائق  ،وشموع  الحقد  التي  زرعت  تحت  أرضه  بما  يرافقها  من  عبارات  وأسماء  مزورة  لطمس  المعالم  وخداع التاريخ  كأنها  تقول  له   لن  ندعك   تبقى   هنا  ، سندمرك   ونبعدك   عن هذا العالم   ونقيم    مكانك  هيكلنا المزعوم  ، ولن  يبق  لك  اثر.


آاااه   يا  أقصاي  الحبيب    كم  تعاني   وتتألم  ، وأنت   محور  تقديس  الأنبياء  في  الماضي  ، ومحور  أحداث  الدنيا  في  الحاضر ،ومحشر  جميع   خلق  الله  يوم المحشر  ،وإليك  تشد  الرحال  تبركا   بطهرك  ،تغير  حالك  ، وأصبح  الحزن  يسكنك   ، سماؤك  باتت  ملبدةبالسواد  والغيوم ، هاجرت الحمائم   بعيدا  عن  افقك  ، وتوقف  نمو السنابل   بأرضك  العطشى  للحرية   والطهر ،و التي  باتت  تصرخ  كل  يوم  ( واامعتصماه  ) لعلٌ  المعتصم  ينهض  من سباته  العميق  ويأتي  مسرعا  لنصرتك  وتطهيرك  ممن  داسوا  ترابك  ولوّثوا   ساحاتك  بحقدهم   وظلمهم .


تأملت  وتأملت  في  محياه   الحزين ،وعيناي  اغرورقت  بالدموع   والقهر  سكن  قلبي  وروحي    ، فوجدته  يبتسم  لي  قائلا  :  لا  تحزني  يا  ابنتي  وانظري  الى  تلك  النجمة البعيدة   هناك  ، حيث  يبرق  الأمل  وتنمو  الأماني  وتزهر الأحلام  ، وتأملي  معي  حلمي  الجميل  ، جموع  المصلين  من كل العالم   تملأ  ساحاتي   وأرجائي  ،  وأصواتهم مع  أصوات  الماَذن  تعلو  بالتكبير  ،الله  اكبر  ، الأقصى  تحرر ،والحمائم  تحلق  في  سمائي  فرحة  سعيدة  وغصن  الزيتون  ينمو  ويزهر  في  أرضي ،  تزهر السنابل  من جديد  ،وأرواح  الشهداء   تقبل  ضاحكة  سعيدة ،تهمس  لي  قائلة : الاَن  ننام  بسلااام  ،فحقنا  عاد  لنا   فدماؤنا  لم  تذهب  هدرا  ، وماَذني  تعلو    وتعلو  شامخة  تناطح  السحب  لا  شيء  يعيقها   ،لنحلم  يا  ابنتي  بيوم العيد  يوم   النصر الاكبر   ، يوم  تصلي  الجموع  بأرجائي   صلاة النصر  والحرية يأتون من  كل  صوب  من  الشرق والغرب  دون ان  تمنعهم   حواجز  ولا  حدود  ، وتعود   قدسي  الأبية  عزيزة   نقية  ، لا  يشوبها  غبار  التهجير   ولا   الاستيطان  ، تنتهي  كل  الماَسي  ،  وتندمل  كل  الجراح ،  ولا  يسمع  الا اصوات التكبير  والنصر.


ورجعت  روحي   من هجرتها  ،  حيث  كنت  وكان،  حزني  تحول  الى  فرح ، ويأسي  تحول  الى  أمل  ، عدت  أحمل   في  قلبي حلما    كبيرا   بالنصر  والحرية  ،  ووعدا  من  نجمتي   بالفرح  المنتظر  .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 111 مشاهدة
نشرت فى 20 يناير 2012 بواسطة nadia-alwardhmh

ساحة النقاش

ناديا كمال / عطر الورد

nadia-alwardhmh
فلسطينية الاسم ,,,,,فلسطينية الكلام والصمت ,,,,فلسطينية الوشم ,,,,,فلسطينية الاحزان والجرح ,,,,, نعم فعِنْدَمَآ يَقُولُونَ لِيْ : يَآ فَلَسْطِينـِــــيْة ... ..أشْعُرُ وَكَأنِّيْ ' مَلِكـة ' فِيْ هَذَآ الكَوْنْ ..! وأقول لاعدائي :عذِّبوني، هجِّروني، و ان اردتم حتى اقتلوني و لكن … من ارضي ابدا لن تقتلعوني !! »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

15,592