نبيلة بن يوسف ـ الرأي العربي
لا يبق الحال على حاله فبعد الغزوات الاستعمارية وإعلان الحماية والوصاية على عديد من ولايات عثمانية ومناطق إفريقية وأخرى آسياوية، والاستئثار بالثروات واليد العاملة لقرون طويلة، أصبح اليوم بإمكان المُستعمِر القديم أن يصير مُستعمَرًا، وقد يكون استعمارًا استيطانيًا، بعد الأعداد البشرية الهائلة التي هجرت نحو أوروبا منذ بداية القرن العشرين وتزايد عددها بتزايد مواليدها وزيادة الهجرة الشرعية وغير الشرعية، وقوة المطالبة بالحقوق بعد أن تعلم أبناء الجيل الثاني منهم، وتربى على قواعد الديمقراطية وعلى الثلاثية الشهيرة “أخوة، عدالة، مساواة”، وبعد غزوهم للمدارس والجامعات طلبا للعلم، وقبولهم العمل في مختلف المجالات والتخصصات حتى الأعمال الشاقة والتي لا يقبل الأوروبي القيام بها، استطاعوا أن يحققوا مستوى مادي من متوسط إلى عال، واستطاعوا أن يتملكوا سيارات وشقق وأراضي، في الوقت الذي يبحث الأوروبيون عن عمل يسد رمقهم ويخلصهم من الديون المثقلة.
فكان المستعمر في القديم يستنفد القوى البشرية التي يعود لها الفضل في بناء أوروبا جسورها وأنفاقها وعماراتها وشوارعها…، استهلكت إلى آخر رمق فيها مقابل لقمة العيش الهزيلة.
اليوم مع إشراقة شمس جديدة تباع أملاك وعقارات الدول الأوروبية إلى من يدفع أكثر بغض النظر عن جنسه ودينه، جزر كاملة تباع، مباني وفنادق ضخمة تقبل شركاء من دول كانت في الماضي تهان وتستضعف.
رجل الأعمال الجزائري “جيلالي مهري” يدخل شريكا بنسبة 94 بالمائة في إدارة متحف اللوفر الشهير بفرنسا وفي أوروبا والعالم أجمع، بعدما كان الجزائري يتمنى أن يستعيد بعض آثاره التاريخية .
المتوقع ان يزيد عدد العروض على العرب والمسلمين تحديدا في ظل تداعيات الأزمة الإقتصادية التي نخرت دارهم.