<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
في فترة سابقة كان انتشار حالات الطلاق في الجزائر وغيرها من دول العالم العربي هاجس خوف للعزاب والعزبوات، وكثير منهم لم يقبل على الزواج خوفا من الطلاق؛ أو ما يطلق عليه بالفشل الأسري، فالتسمية وحدها كافية لتجعل البعض يحذر ويأخذ وقتا طويلا في عملية اختيار الشريك، وتجعل البعض يعزف كليا عن الزواج. إن التسمية تجعل المطلق سواء ذكرا كان أم أنثى يخفي موضوع طلاقه عن الناس، ألا يمكن اعتبار الطلاق مواجهة جريئة للمشاكل المستمرة بين الزوجين؟، فعوض الطلاق النفسي بينهما والذي قد يستمر أشهرا، والذي قد يفضي بالخيانة الزوجية و زيادة الكراهية والحقد، واضطراب شخصية الأولاد من كثرة سماع السب والشتم والصراخ والعويل، ومحاولات كلا الوالدين بكسب الطفل لصفه حتى يجعله دون أن يشعر يلجأ إلى الألاعيب والكذب كطريقة لإرضاء الطرفين، وقد تتأصل فيه صفات الكذب والنفاق.
إن كان الطلاق في السابق يشكل عزوفا وهاجسا فإنه لم يعد كذلك اليوم، فالكثير من الفتيات تقبلن على الزواج لأجل الزواج ذاته، تحديدا لإسكات أفواه الناس ولعدم سماع تسمية "بايرة" باللهجة العامية الجزائرية أي عانس، ولا تفكرن كثيرا في اختيار الشريك، بل حتى الأهل أصبح يسهلن لبناتهن الطريق إلى الزواج، ففي السابق تجد الأب أم الوالي عامة يسأل عن أصل الشاب المتقدم للزواج وعن أخلاقه وعمله وعلاقاته...، بل تفكر بعض الفتيات أن مجرّد زواجها و لو لأشهر معدودة في حد ذاته نجاحا وتجربة في الحياة، بمثل هذا التفكير فإنّ الطلاق هو المسلك الأخير في حالة عدم احتمال العيش مع الشريك.
بل كثرة رفع دعاوي الطلاق من طرف المرأة أي "الخلع" ، والذي يعد نوعا قانونيا وشرعيا من أنواع الطلاق، وسهولة حصولها عليه ـــ بتحفظ ـــ جعلها لا تخاف من الوقوع في رجل ظالم يمتد ظلمه طول العمر، وإن كانت المجتمعات الاسلامية لا تتقبله حتى إن كان شرعيا ومن حق المرأة، لكن يبقى حلا في آخر المطاف. نجد الفرحة ترتسم على وجوه والدي الفتاة المطلقة بعد أن كان طلاقها في الماضي يشكل عارا وخزيا، فلم يعد يفكر الوالدين في كلام الناس وأن توصف ابنتهما بالمطلقة وأضحى المهم لديهما أن لا تعيش مع معذب ومحطم للمشاعر. تسمح المرأة المطلقة عن طريق الخلع في كل حقوقها المادية والمعنوية وقد تزيد عليها حتى تتخلص من وضع صعب، علما أن المرأة هي الأكثر سعيا للمحافظة على بيتها و وضعها الاجتماعي وصفة السيدة، ومن الصعب عليها الاقبال على الطلاق إلاّ في الحالات القصوى بعيدا عن الميزاجية.
"البيوت أسرار" مثل شعبي شائع يبرهن عدم تمكننا من الاضطلاع على كل أسباب الطلاق "الخلع"، من أخطر الحالات التي تستدعي رفع دعوى الطلاق من المرأة المغلوبة على أمرها واليائسة من إيجاد حل بعيد عن خسارة عش الزوجية، هي الاهانة المستمرة وإرغامها على البغاء والحرام، زنى المحارم، تبذير المال في المحرمات وعلى رأسها السكر وإتباع الشهوات. ارغام الزوج لزوجته العاملة على اعطاءه كل راتبها أو الجزء الأكبر منه وصرفه في المعاصي أو بغرض انتهازي كتوفير راتبه للسفر مع الأصدقاء والترفيه عن النفس.
كتابة المقال ليس من باب تشجيع فكرة الطلاق، وإنما نريد أن نرفع عليه تهمة عزوف بعض الشباب عن الزواج، وأن نبيّن العقليات السائدة في مجتمعاتنا العربية الحالية.
نبيلة بن يوسف