ان موضوع التحاق المرأة العربية عامة و الجزائرية خاصة بالمسرح السياسي حتى تكون من ممثلاته البارعات، موضوع حساس و يحتاج لدراسة و تشريح حال المجتمع الجزائري في فترته الانتقالية بين التقليدي و المعاصر. قبول المجتمع بولوج المرأة عالم السياسية او عدم القبول تعود لنظرة و قبول الوالد و الاخ والزوج لها من حيث امكانياتها من جهة، و نظرة المحيط لهامن جهة اخرى.
هناك من يتخوف و يحسب الف حساب لنظرة الجيران و الاصدقاء و العائلة الكبيرة، هناك من يظن انها سوف تفقد احترامها وسط عائلتها وبيئتها عامة. و لا يمكن التغاظي عن هذه النظرة فعالم السياسية كما عالم الشهرة للبعض و الارتقاء، قد يكون عالم تشويه السمعات، عن طريق الاشاعات و الدعايات الكاذبة و المغرضة، و اي خطأ و لو بسيط قد يحسب عليها و لا تزال سمعة المرأة هي اساسها و اساس عائلتها، فان مست يمس جميع افراد العائلة. و كانت في الماضي لاجلها تندلع حروبا قد تطول رحاها.
لكن لا يمكن تناسي تلك العوائل المتحررة التي تعيش حياة معاصرة او تحاول تقليد الحياة المعاصرة يمزج بين الطابع الغربي و العربي، هذه العوائل ستتقبل نشاط نساءها في المجال السياسي، فتحفزها و تدعمها تدعيما معنويا و قد يمتد الدعم للدعم المادي.
ان المجتمع الجزائري بين التقليد و المعاصر في هذه المرحلة الانتقالية فتحت خشبة المسرح السياسي ذراعيها للمرأة الجزائرية، لكن لم تعطيها ضمانات كافية للنشاط،...، تشجعها اسميا و لم تضمن ان يشجعها الرجل الجزائري و الاحزاب السياسية الجزائرية القديمة منها او الجديدة، الا لما علمت ان المشرع الجزائري يدعو لضرورة تواجدها على القوائم الانتخابية و بكثرة (الثلث)، بل مكافأته ماديا في حال توفر اكثر من الثلث في قائمة الحزب. بعد ما كانت ترشحاتها في الماضي بنسب ضئيلة جدا مقارنة بالرجل، ففي الانتخابات التشريعية 2007 كانت نسبة ترشحها 8,33بالمائة من الترشحات الاجمالية، و بنسبة اقل في الانتخابات التشريعية لعام 2002.
ما هي النوايا الخفية للسلطة في زيادة نسبة المرشحات في القوائم الانتخابية و بالتالي نسبة البرلمانيات و المشاركات في المجالس المحلية؟ القرأة البسيطة هي كالاتي:
كسب نخب سياسية جديدة و السماع لها لعلها تقدم ما لم يقدمه و يفكر فيه الرجل المنتخب.
اكتساح المرأة لعدة مجالات و ميادين ما عدا الميدان السياسي.
محاولة دفع السباق العربي اولا ، فالجزائر صنفت في المرتبة الاخيرة قبل موريتانيا في التمثيل النسوي داخل قبة البرلمان الجزائري.
و دفع السباق على المستوى الاقليمي ايضا.
كسب ناخبات جدد يوم الاقتراع، قد تكون طريقة ذكية من السلطة في كسب الناخبات بعد ان تعملن المرشحات وسعهن في الحملة الانتخابية.
كسب تاييد المراة للسلطة التي باركت ولوجها لعالم السياسية .
التظاهر امام العالم ان الجزائر لا تهمش النساء و تعطيهن حقهن بالكامل في الانتخاب و الترشح و اعتلاء المناصب القيادية العليا مثلها مثل الدول المتقدمة.ننتظر الانتخابات التشريعية و المحلية لعام 2012 ليكتمل التحليل وتشريح الوضعية