<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
تزايد الاهتمام الدولي بمنطقة القرن الأفريقي Horn of Africa في السنوات الأخيرة بصورة ملحوظة وذلك في إطار أهمية المنطقة جغرافياً وإستراتيجياً باعتبارها منطقة ربط للتجارة الدولية، وممرا حيويا للتحركات العسكرية القادمة من الغرب نحو الخليج العربي من جهة، ولإشرافها على مناطق وممرات بترولية من جهة اخرى.
تحدد الدراسات الجيوسياسية المنطقة بأربعة دول هي؛ اثيوبيا والصومال، جيبوتي وارتيريا، و لاعتبارات مصلحية تضيف الولايات المتحدة الى الدول الاربعة السودان وكينيا واوغندا في اطار مشروع القرن الافريقي الكبير، لاسيما بعد زيادة اكتشاف ابار جديدة للنفط في جنوب السودان, ازدادت مخاوفها من اعتلاء الاسلاميين للسلطة السياسية وإحجامهم على المبادلات والمشاريع مع الغرب، فلقد اصبحت دول المنطقة تعرف تعصبا دينيا من طرف بعض الجماعات في السودان منذ ثمانينات القرن الماضي مع "حسن الترابي" الذي انشأ الجماعة الاسلامية للإنقاذ وسعى طويلا للوصول الى السلطة، والجماعات الاسلامية في الصومال وفي اقليم الاوجادين بإثيوبيا ونشاط الاتحاد الاسلامي الصومالي لاسيما بعد ارتباطه بتنظيم القاعدة الاسلامي، خاصة وأن رئيس شورى المحاكم الإسلامية "حسن ضاهر عويس" متهم لدى الأجهزة الأميركية بالمشاركة في تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998، وفندق مومباسا في كينيا. وأنه قد تدرب -حسب الدوائر الأميركية الاستخبارية - في أفغانستان، والتقى بزعيم القاعدة أسامة بن لادن.
تحاول الولايات المتحدة ان تكسب المنطقة لصالحها منافسة بذلك الدول الاستعمارية التقليدية في المنطقة، وتأمينا لمصالحها في دول الخليج والبحر الاحمر والمضايق من الاسلاميين ومن المنافسة الغربية تعمل على التغلغل في دول المنطقة بطرق شتى منها الدبلوماسية بزيارات متكررة لوزراء خارجيتها، بمساعدات انسانية تتخفى وراءها مطالب لبسط النفوذ عن طريق ارساء قواعد عسكرية و مؤسسات اقتصادية. و قد سهلت لها الطريق اسرائيل صاحبة العلاقات الحسنة والتاريخية مع اثيوبيا ( يهود الفلاشة) ومع جنوب السودان.
أهم دولة تجدها امريكا ذات موقع متميز هي الصومال صاحبة الساحل الاطول لذلك لم تتوان في التدخل عسكريا باسم الانسانية عام 1993، لكن احلامها اهبطت بعد اسقاط طائراتها و انهزام جيشها المغوار الذي سحبت جثت بعض جنوده فوق ارض مقديشو على يد جيش يعرف الجوع وقساوة العيش، وقلة العتاد والذخيرة.
تحريض دول الجوار لكسر شوكة الصومال والاسلاميين
لن تمحى احقاد الميراث التاريخي بين اثيوبيا والصومال بسهولة، فمن المعروف قبل انسحاب المستعمر التقليدي من المنطقة كان يعمل على اذكاء الصراعات حتى لا يترك تلك الدول تتنفس اكسجين الاستقلال، لذلك قام الاحتلال البريطاني عام 1954 بتسليم اقليم اوغادين الصومالي الى اثيوبيا رغم رفض اهل المنطقة، فكانت الشرارة الاولى لانطلاق الاحقاد بين اثيوبيا والصومال التي تربطهما حدود بطول 2800 كيلومتر، و توالت الصراعات بينهما الى اندلاع حرب عامي 77 و78 من القرن الماضي. ولازالت تعمل اثيوبيا اليد الخفية لأمريكا وإسرائيل على تدمير دولة الصومال لثلاثة اعتبارات؛ اولها انها الدولة العدوة لها و قد وصفها الرئيس الإثيوبي الأسبق "منغستو هيلا مريم" يوم فراره من اديسا ابابا عند الإطاحة بحكومته "لو كان لشعب إثيوبيا بقية عقل وإدراك لعرف أن لي فضلا كبيرا عليهم. لقد نجحت في تفكيك الدولة العدوة لهم الصومال"، والاعتبارالثاني ان الصومال هي الداعمة لحركات المعارضة الدينية الاسلامية والعرقية الإثيوبية، فلا شك انها تخشى سيطرة المحاكم الاسلامية في الصومال وتأثير الشباب الجهادي الصاعد و لانها صاحبة الدعم الاجنبي القوي فلم تتردد عام 2006 في غزوها للصومال.
والاعتبار الثالث هو اعتبار مادي فكلما نفذت خططها في تفكيكك الصومال كلما حضيت برضى أمريكا، التي تدعمها بالمال والسلاح وتحرصها من أي عدو خارجي وقد اعطت برهانها حين وقفت لجانبها ضد اريتريا عام 1998.
وشكوك تحوم حول اتفاق خفي جاري بين كينيا وامريكا، لما يلاحظ من محاولات التواجد الكيني في محافظات جوبا السفلى وجوبا الوسطى وجدو الواقعة بالحدود الصومالية الكينية فهي الاخرى لها اطماع تاريخية، وان هي تتدخل اليوم باسم الاتحاد الافريقي إلاّ ان الامر لا يسلم من وجود خفايا اخرى.