مقدمة

 

في إرشاد المعاقين بصريا 

 

نظـري وعمـلي

 

 

 

 

 

 

فبراير 2013 م

                                   ط3

 

 

 

 

بِسْــمِ اللَّهِ الرَّحمَـنِ الرَّحِيمِ

 

)أَفَلَمْ يَسيُرواْ فيِ الأرضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقلُونَ بِهَا أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا  لَا تَعْمَى الْأَبْصار ولَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتىِ فيِ الصُّدُورِ (صدق الله العظيم [ الحَجِ:46]


 مقدمة:

بتوفيق من الله تأتي هذه النسخة مزيدة ومنقحة عن الإعاقة البصرية وإرشاد الأشخاص المعاقين بصرياً ، كانت الطبعة الأولي في عام 1999 ، الثانية في مارس 2010.

تأتي هذه النسخة في جزأين ، الجزء الأول يستعرض نظرة تاريخية لتطور رعاية المعوقين بصرياً، في العصور القديمة ، ثم بعد ظهور الإسلام ، ثم المجتمعات الحديثة حتى بداية القرن العشرين،ثم انتقل إلي تعريف الإعاقة البصرية ، ثم يتطرق إلي تعريف إرشاد المعاقين بصرياً ، الإرشاد النفسي ،  وتعريف إرشاد الفئات الخاصة، وتعريف إرشاد المعاقين بصرياً، ثم يستعرض تشريح وفسيولوجيا العين وعلاقتها بعملية الإبصار،ثم يتحدث عن أشكال الإعاقة البصرية، وأسباب الإعاقة البصرية و الاحتياجات المختلفة للمعاقين بصرياً حسب اختلاف درجة الخلل البصري، الإعاقة البصرية وأثرها على النمو من حيث الجانب الوراثة والبيئة ، ومجالات التقييم  النفسي لضعاف البصر والبرامج التربوية للمعوقين بصرياً، و بعض خصائص المعاقين بصرياً الأكاديمية، والعقلية ، والمرتبطة باللغة والكلام ، والخصائص الحركية وكذلك الخصائص الاجتماعية والانفعالية، والمشاكل الخاصة بالإعاقة البصرية والحاجة لإرشادهم ، ثم انتقل لمناقشة أهمية وأهداف إرشاد المعاقين بصرياً، واستعرض المشكلات النفسية والاجتماعية والأسرية والتربوية والمهنية التي يعانيها المعاق بصرياً، ثم انتقل للحديث عن البرامج التربوية بصرياً بدءًا من مراكز الإقامة الكاملة ثم الدمج في الصفوف الخاصة ، ثم تحدث عن المهارات الأساسية لتعليم وتدريب المعاقين بصرياً من مهارة القراءة والكتابة بطريقة بريل ، والآلة الكاتبة العادية، ومهارة إجراء العمليات الحسابية ، ثم مهارة فن التوجيه والحركة وأهمية التوجه والحركة ، وكيفية التعامل مع الطفل المعاق بصرياً ودور مدرب المرشد مع الطفل المعاق بصرياً ،ثم عرض لبرنامج العمل في المدرسة.

ثم يأتي الجزء الثاني ليتطرق إلي برنامج الإرشاد الحركي وأهميته، وكذا أهمية المهارات اليومية الحياتية، والتقبل في عملية التوجيه والإرشاد الحركي، وتكييف البيئة المحيطة بالمعاق بصرياً، وكيفية تأهيل المرشد للقيام بعمله،ثم تطرق لتطوير الحواس المختلفة للمعاقين بصرياً، والمهارات الحياتية الوظيفية وأهميتها ، وأساس التحرك وقواعد التدريب وطرق الحماية ، ثم استعرض المهارات اللازمة بالمكفوفين ومهارة تدريس الخرائط.

 

                                                                            غزة /فلسطين

                                                                   فبراير  /2011

 

 

أنين طفل

وأمـآآه

يا أمي ما شكل السماء .. وما الضياء وما القمر ..
بجمالها تتحدثون .. ولا أرى منها أثر ..

هل هذه الدنيا ظلامٌ هم في ظلامٍ مستمر..
يا أمي مـُدي لي يديك عسى يزايلني الضجر ..
أمشي أخاف تعثراً .. وسط النهار أو السحر ..
لا أهتدي في السير .. إن طال الطريق وإن قصــُــر ..

أمشي أُحاذر أن يــُصادفني إذا أخطو خطر ..
والأرض عندي يستوي منها البسائط والــحــُــفر ..

عــُــكازتي هي ناظري .. هل في جمادٍ من نظر ..
يجري الصغار .. ويلعبون ويرتعون ولا ضرر ..

وأنا ضريرٌ قاعدٌ في عـُـقر داري مستقر ..
الله يلطف بي ويصرِفُ ما أقاسي من كدر ..

 

و إذا رأوني عاثراً ضحكوا و قالوا: قد عثر..
ما قلت:أي الدموع هي التي تجلو النظر..


أماه أشعر أنني أبكي فهل دمعي ظهر..
أماه ضميني إليك فليس غيرك من يبر..

 

 

 

 

مقدمة عامة

أولا : نظره تاريخية لتطور رعاية المعوقين بصريا :

1 - في العصور القديمة :

لم تكن هناك أي رعاية تربوية تذكر أبان تلك العصور حيث عاش المعاق بصريا عيشة بؤس وشقاء حيث يلجأ بعض الآباء إذا كف بصر بعض أبنائهم ليستدروا عطف الناس عند التسول ، ولقد ورد في الكتابات القديمة لأفلاطون و أرسطو ضرورة التخلص من المعاق بصرياً بالإعدام أو النفي خارج البلاد ، وجاء ذلك في قوانين ليكروجوس وسولون ، وفي روما ظل الناس فترة طويلة من الزمان يغرقون المعاق بصرياً في نهر التيبر حتى جاء رمولوس فحد من هذا التصرف بعض الشيء إذ طلب ضرورة تشكيل جمعيات أهليه للبت في مدى صلاحية المعاق بصرياً للمواطنة الصالحة من عدمه ، ولعل مرد هذا النبذ للمعاق بصرياً يرجع إلى بعض المعتقدات والخرافات الثقافية التي كانت سائدة عنه تلك الفترة كالخرافة الثقافية القائلة بأن لمس المعاق بصرياً قد ينقل العدوى إلى الملامس وان يديه خطرتان على الصحة العامة حتى إن بعض الأمهات لا يسمحن للمعاق بصرياً بلمس أطفالهن ، وتظهر طبيعة ذلك النبذ الاجتماعي في رفض المجتمعات القديمة للمعاق بصرياً بممارسة أي عمل إلا في أضيق الحدود ، ففي مصر القديمة مثلا عين المعاق بصرياً في بعض الأعمال البسيطة  (لطفي بركات احمد ، 1982، ص 37) .كما إن بعض المجتمعات كانت تعتبر المعاق بصرياً تجسيد للعنة الآلهة ولذلك كان المعاق بصرياً يلقي ألوانا من الاضطهاد والإذلال قد تصل إلى حد القتل ، وبعض الجماعات القديمة كانت تعتبر المعاق بصرياً عالة على المجتمع وانه يضعف من قوتها وشأنها فلا مناص من الخلاص منه عملا بالمبدأ الذي كانوا يؤمنون به وهو ضرورة الاستغناء عن كل عضو ضعيف في المجتمع (لطفي بركات احمد ، 1978، ص 40) .

2 - بعد ظهور الإسلام :

بظهور الإسلام غامراً الكون ، هاديا العالمين ، كرم النفس البشرية في كل صورها الصاعدة والهابطة، السوية والمعوقة حيث زودها بالقدرات اللازمة لمساعدتها على ما قد يعترضها من معوقات مردها إلى عوامل وراثية وأخرى مكتسبة مما يحد من نموها وتطورها باستمرار مصداقا لقوله تعالى : (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) . واتساقا مع قول الرسول الكريم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) عن أبي بكر الصديق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (سلوا الله اليقين والمعافاة) فاليقين يدفع عقوبات الآخرة، والعافية تدفع عقوبات الحياة (لطفي بركات احمد ، 1982، ص 38) .كذلك كانت من توجيهات الرسول الأمين ضرورة رعاية المعوقين ومنهم المعاقين بصرياً فقد أمر بتقديم العسل كعلاج لهم حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم (عليكم بالشفائين العسل والقرآن) ، ولقد كان من أثار الرعاية التربوية التي قدمها الإسلام للمعاقين بصرياً أن بزغ منهم الشعراء والأدباء والموهوبين نذكر منهم على سبيل المثال : الأعمى التطبلي والبردوني وثابت قطنه وأبو راشد الضبي وأبو العباس الأعمى وأبو الحسن علي بن حياله والفضل بن جعفر وأبو العلاء المعري وغيرهم (لطفي بركات احمد ، 1982، ص39).

 -3  في المجتمعات الحديثة :

صدر في إنجلترا عام 1601 قانون إليزابيث للفقراء ولقد استفاد المعاق بصرياً من هذا القانون بحسبانه من الفقراء إلى جانب المنح التي كانت تمنح له من وقت إلى آخر حيث كان الإحسان فقط هو وسيلة لتكيف المعاق بصرياً آنذاك . أما في فرنسا فقد أتيحت له حرية البحث عن الطعام في الطرقات واستثارة الناس بشتى الوسائل حتى أسس الملك لويس ملجأ لإيواء ثلاثمائة معاق بصرياً وكانت الخدمات التي تقدم له تستهدف رفع معنوياته وتكيفه مع من حوله وما حوله .

وكانت أول محاولة للرعاية التربوية للمعاق بصرياً في تلك الفترة على يد (فالنتين هوى) في باريس إذ التقط معاقاً بصرياً من الشارع كان يستجدي وأدخله مدرسة أسسها هو بنفسه وأطلق عليها اسمه وسرعان ما أصبح عدد تلاميذها أثنى عشر تلميذا قامت بتمويلها جمعية رعاية ضعاف البصر في باريس ، ولقد استخدم فالنتين مجموعة من الأحرف البارزة التي يتمكن المعاق بصرياً بلمسها بأصابعه أن يقرأ ، ثم أنشأت بعد ذلك عدة مدارس للمعاقين بصرياً في: ليفربول ، أدنبره ، بريستول ، لندن ، وفي اغلب العواصم الأوربية.وهكذا بدأت الرعاية التربوية للمعاق بصرياً تنمو باطراد نتيجة مقالات (فولتير) التي ابرز فيها أن المعاق بصرياً يستطيع الاعتماد على نفسه إذا ما أتيح له فرص التأهيل والتدريب المهني السليم .وفي مطلع القرن التاسع عشر أصبح تعليم المعاق بصرياً إلزاميا ، وظهرت طريقة (لويس برايل) وطريقة (مون) وهما طريقتان للكتابة البارزة ، أما بالنسبة لتعليم المعاق بصرياً الراشد فقد أعد له نظام التعليم في المنازل وابتدعت (اليزابيث جلبرت) هذا النظام ودعمته بوسائل تربوية متعددة (لطفي بركات احمد ، 1982، ص 40) .

4 - القرن العشرين :

مع بداية هذا القرن بدأت صيحات المربين تصل إلى كل مكان منادية بضرورة اضطلاع الدولة بمسئوليتها نحو المعاق بصرياً حتى صدر في إنجلترا عام 1920 قانون للمعاق بصرياً يضمن له مستوى معيشي آمنا ومن ثم أصبح عمل الجمعيات الخيرية وهيئات الإحسان الأهلية بمجرد تقديم المساعدات الثانوية للمعاق بصرياً .وفي الوطن العربي كانت أول محاولة لتعليم المعاق بصرياً في مصر في صورة مدرسة خاصة أسسها معلم اللغة العربية يسمى (محمد أنس) في شيخون بالقاهرة وسافر إلى أوربا للإطلاع على نظم وطرق تعليم المعاق بصرياً واستيراد مطبعة لطبع الكتب بطريقة برايل . وكانت هذه المدرسة توقفت برحيل صاحبها، وأنشأت بعد ذلك الجمعية الإنجليزية لرعاية العميان التي اهتمت بتعليم المعاق بصرياً المهن المختلفة ، وبعد الحرب العالمية الأولى بدأت وزارة المعارف في ذلك الوقت بالاهتمام بإنشاء معاهد خاصة للمعاق بصرياً كانت أولها مدرسة الجمعية الوطنية عام 1935 ، كما أنشأت في الوقت نفسه قسما إضافيا لخريجات مدرسة المعلمات للتخصص في تربية المعاق بصرياً ثم أخذت تتوسع بعد ذلك في إنشاء معاهد للمعاقين بصرياً في القاهرة والأقاليم واقتصر التعليم في تلك الفترة على المرحلة الابتدائية التي تنتهي بالتعليم المهني (لطفي بركات احمد ، 1982، ص 41) .

تعريف الإعاقة البصرية :

1 - التعريف اللغوي :

تستخدم ألفاظ كثيرة في اللغة العربية للتعرف بالشخص الذي فقد بصره وهذه الألفاظ هي :

كلمة الأعمى : وهي مأخوذة من أصل مادتها وهي العماء ، والعماء هو الضلالة ، والعمى يقال في فقد البصر  أصلا ، وفقد البصر مجازا .

وكلمة الأكمة : فمأخوذة من الكمه ، والكمه هو العمى قبل الميلاد .

وكلمة الأعمه : مأخوذة من العمة ، والعمة كما في لسان العرب التحير والتردد ، وقيل العمة التردد في الضلالة والتحير في منازعة أو طريق . ويقال العمة في افتقاد البصر والبصيرة ، وقيل أن العمة في البصيرة كالعمى في البصر .

وكلمة الضرير : فهي بمعنى الأعمى ، لأن الضرارة هي العمى ، و الرجل الضرير هو الرجل الفاقد لبصره .

وكلمة العاجز : فتطلق على المكفوف .

وكلمة الكفيف أو المكفوف : فأصلها من الكف ومعناها المنع . والمكفوف هو الضرير وجمعها المكافيف (سيد خيرالله  ولطفي بركات احمد ، 1967، ص 7-8) .

2 - التعريف القانوني :

يشير التعريف القانوني للإعاقة البصرية  ـ من وجهة نظر الأطباء  ـ  والذي تأخذ به معظم السلطات التشريعية ، إلى أن الشخص المعاق بصرياً : هو ذلك الشخص الذي لا تزيد حدة الأبصار Visual Acuity عن 20/200 (6/60) ، وتفسير ذلك أن الجسم الذي يراه الشخص العادي في إبصاره على مسافة  200 قدم ، يجب أن يقرب إلى مسافة 20 قدم حتى يراه الشخص الذي يعتبر معاقاً بصرياً حسب هذا التعريف (فاروق الروسان ، 1996، ص 116) . وهذا التعريف هو التعريف المعتمد قانونياً في الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية .

أما منظمة الصحة العالمية فإنها تعتمد درجة مختلفة . فالكفيف وفق معيارها هو من تقل حدة إبصاره عن (3/60) . ولو حاولنا ترجمة ذلك وظيفياً فإنه يعني أن ذلك الشخص لا يستطيع رؤية ما يراه الإنسان سليم البصر عن مسافة (60) متراً إلا إذا قرب له إلى مسافة (3) أمتار . ويشيع استخدام تعريف منظمة الصحة العالمية في الدول الأقل نمواً (يوسف القريوتي وآخرون ، 1995، ص 189) .

حدة الإبصارVisual Acuity هي قدرة العين على تمييز تفاصيل الأشياء وتقدر حدة الإبصار العادية بأنها 20/20 ، ويشير المجال البصري إلى المنطقة البصرية الكلية التي يستطيع الفرد أن يراها في لحظة معينة . العين العادية تستطيع أن ترى بزاوية تبلغ ما بين 60 إلى 70 درجة ، وعندما يكون مجال الإبصار محددا فان المنطقة البصرية تكون أقل .

أما الأفراد ضعاف البصر Partially Sighted فإنهم يعرفون أيضا من جانب السلطات القانونية بأنهم أولئك الأفراد الذين يمتلكون حدة الإبصار تتراوح من 20/70 إلى 20/200 في العين الأفضل بعد التصحيح الممكن (فتحي السيد عبد الرحيم  ، 1983، ص 54) .

إن أهمية التعريف السابق تأتي من أنها تحدد المعاني القانونية التي تقدر مدى أهلية الفرد للحصول على مختلف الخدمات التي يقدمها المجتمع للمعاقين بصرياً خاصة في المجتمعات التي يلزم فيها القانون تقديم امتيازات مادية أو تربوية أو تسهيلات أخرى لهم .

3 -  التعريف التربوي :

يرى الأخصائيون التربويون انه نظرا لان التعاريف القانونية تضع التركيز بصفة أساسية على حدة الإبصار ، فان هذه التعاريف لا تتيح معلومات ثابتة حول الطريقة التي يستطيع الفرد أن يسلك بها ، أو أن يؤدي وظائفه في الإطار الاجتماعي . وبالإضافة إلى ذلك فان التعريف القانوني يفشل في إيضاح درجة الكفاءة أو الفعالية التي يستخدم بها فرد من الأفراد الجزء المتبقي لديه من البصر. وكان من نتيجة ذلك أن التعريف التربوي يفرق بين الشخص الكفيف والشخص ضعيف البصر على أساس الطريقة التي يتعلم بها كل منهم على أفضل نحو ممكن (فتحي السيد عبدا لرحيم ، 1983، ص 54) .فالتعريف التربوي يشير إلى أن الشخص الكفيف ، هو ذلك الشخص الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب إلا بطريقة برايل Braille Method (فاروق الروسان ، 1996، ص 116) .أما ضعاف البصر فهم الأفراد الذين يستطيعون قراءة المادة المطبوعة على الرغم مما قد تتطلبه هذه المادة أحيانا من بعض أشكال التعديل (على سبيل المثال، تكبير حجم المادة ذاتها أو استخدام عدسات مكبرة) (فتحي السيد عبدا لرحيم ، 1983، ص 55) .

الإبصار جزئي : Partially Seeing (Low Vision)

        تبنى قانون الضمان الاجتماعي أيضًا سنة 1935م تعريف للمبصرين جزئيًا يتم على أساس تحديد المساعدات المقدمة من قبل الولايات المتحدة والحكومة الاتحادية و ينص التعريف على ما يلـي :

 (ضعيف البصر أو المبصر جزئيًا هو الذي تبلغ حدة إبصاره فيما بين 20/200 و20/70 في العين الأفضل وذلك بعد استخدام العدسات أو النظارات الطبية والمعنيات البصرية الملائمة) .وحدد المبصر جزئيًا بأنه الفرد الذي يعاني من إعاقة بصرية متوسطة لا تمكنه من استخدام بصره بفاعلية تامة في الأحوال العادية فهو بحاجة إلى تجهيزات بصرية وتربوية خاصة تمكنه من قراءة المواد المطبوعة .

كفيف جزئي : وهو الشخص الذي يوجد لديه بقايا النظر ويمكن قياسها كالآتي   :    C 6/60

ـ ويرى الشخص أربعة أصابع من بعد 4م .                                  4/60 C F 4H

ـ ويرى الشخص إصبع واحد من بعد 1م . 1/60 C F 1H                                  

ـ ويرى حركة اليد فقط .                                                              H 1 M

ـ لا يرى نهائيًا حتى يوجد الضوء . N 0 L                                                    ـ لا يرى إلا بالضوء . P 0                                                                 أما عن قياس دقة النظر فيتبع رسم ستلن كالآتي :  

E

6/60

X B

36/6

P Z T

6/24

H P E B

6/18

A Z B D E

6/12

E L C Z T O

6/9

وكلما نزلنا أسفل الجدول كلما ازدادت حده النظر وكان النظر طبيعي والعكس

تعريف إرشاد المعاقين بصرياً :

1- تعريف الإرشاد النفسي :

الإرشاد هو المساعدة المقدمة من فرد إلى آخر لحل مشكلاته ورفع إمكانياته على حسن الاختيار والتوافق وهو يهدف إلى مساعدة الإفراد على تنمية استقلالهم وتنمية القدرة على أن يكونوا مسئولين عن أنفسهم (فاروق عبد السلام وآخرون ، 1992 ص 16) .ولقد توصل حامد زهران إلى تعريف للتوجيه والإرشاد على أنه: عملية بناءه تهدف إلى مساعدة الفرد لكي يفهم ذاته ويدرس شخصيته ويعرف خبراته ويحدد مشكلاته وينمي إمكانياته ويحل مشكلاته في ضوء معرفته ورغبته وتعليمه وتدريبه شخصياً وتربوياً ومهنياً وأسرياً وزواجياً (حامد زهران ، 1980، ص 11) .

2- تعريف إرشاد الفئات الخاصة :

من خلال تعريفنا للإرشاد النفسي يمكن أن نعرف إرشاد الفئات الخاصة بشكل عام بأنها عملية المساعدة في رعاية وتوجيه نموهم نفسياً وتربوياً ومهنياً وأسرياً وزواجياً ، وحل مشكلاتهم المرتبطة بحالات إعاقتهم أو تفوقهم أو الناتجة عن الاتجاهات النفسية والاجتماعية تجاههم وتجاه حالاتهم بهدف تحقيق التوافق والصحة النفسية (حامد زهران ، 1980، ص430) .

3- تعريف إرشاد المعاقين بصريا :

ويمكننا من خلال استعراض التعريفات السابقة أن نحدد تعريف خاص لإرشاد المعاقين بصرياً على النحو التالي :

هو عملية تقديم المساعدة للمعاق بصرياً في اكتشاف وفهم وتحليل شخصيته نفسياً وتربوياً ومهنياً وأسرياً ، وحل مشكلاته المرتبطة بإعاقته أو الناتجة عن الاتجاهات الاجتماعية لأفراد المجتمع نحوه ، حتى يحقق أفضل مستوى للتوافق مع إعاقته وتقبلها والتوافق مع مجتمعه (بتصرف من الباحث ) .


:أولاً : تشريح وفسيولوجيا العين وعلاقتها بعملية الإبصار

 

(العين دائرية الشكل قطرها نحو 23 مم.)

 

أجزاء العين:

الجزء  الوقائي: التجويف العظمي للعين ، المحجر ، الحاجب ، الأهداب ، الجفن الدموع .

الجزء الإنكساري: القرنية ، عدسة العين ، القزحية، البؤبؤ، الرطوبة المائية.

الجزء العضلي: 6 عضلات متصلة بمقلة العين مرتبطة بالمخ .

الجزء الاستقبالي: الشبكية ، العصب البصري.

أجـزاء العـين :

1ـ الجزء الوقائي Protective :

الجـزء الوقائـي والأعضـاء الوقائيـة الخارجيـة للعـين .

لحمـايتها : من الصدمات ، الغبار ، أشعة الشمس ، الأضواء .

الأعضاء : التجويف العظمي للعين ، المحجر ، الحاجب ، الأهداب ، الجفن الدموع .

2ـ الجزء الإنكساري Refractive :

وهي الأعضاء التي تعمل على تجميع الضوء النافذ إلى العين وتركيزه على الشبكية .

 

 

 

أ. القرنية Cornea :

وهي النافذة الأمامية للعين ، عن طريقها تنفذ الأشعـة الضوئية إلى العين ، وهي غشاء يغطي مقدمة العين ، سُمكُه هو إلى نصف ملم ، يزداد إلى الأطراف يصل إلى 1م . وهي شفافة اللون .

 

ب. عدسة العين Lens :

تقع خلف القرنية ، يفصلهما عن بعضهما السائل المائي تتعلق بأربطة متصلة بعضلات صغيرة للغاية على جوانب العين تساعد على شدها وإرخائها ، وتتغير العدسة بصورة آلية زيادة ونقصًا متسعًا للحاجة إلى تركيز أشعة الضوء على الشبكة وتعرف: خاصية تكيف الإبصار.

ج. القزحية Iris : عبارة عن قرص ملون .

   وظيفتها : تعمل على التحكم في كمية الضوء الداخلية إلى العين وذلك عن طريق حجب العدسة حجبًا جزئيًا والتحكم في اتساع الفتحة التي ينفذ منها الضوء إلى العدسة .

د. إنسان العين (البؤبؤ) Pupil : عبارة عن فتحة صغيرة مستديرة سوداء تظهر في مركز القزحية ، يتغير اتساعها نتيجة قوة الضوء أو ضعفه .

هـ. الرطوبة المائية والسائل الهلامي : Aqueous and Vitreous

   عبارة عن أوساط انكسارية يمتلئ بها فراغ العين .

   تعمل : على تجميع الضوء النافذ إلى داخل العين وتركيزه على الشبكية .

3ـ الجزء العضلي : Muscular

يشمل على : 6 عضلات متصلة بمقلة العين مرتبطة بالمخ .

وظيفتـها : تحريك العين داخل المحجر إلى أعلى وإلى أسفل ، إلى اليمين وإلى اليسار ، وتعلم تعمل هذه العضلات الستة بانسجام وتوافق تام .

4ـ الجزء الاستقبالي : Receptive     وهي الأعضاء المستقبلة للعين وهي :

<!--شبكية العين : Retina

وهي المنطقة التي يتجمع فيه الأشعة الضوئية الساقطة على العين وهي عبارة عن غشاء رقيـق يبطن كرة العين من الداخل وهي تشبه الفيلم الحسـاس في آلية الصوتي عن طريقها تتم رؤية الأشياء وهي التي تحس بالضوء وتنقله إلى المخ .

<!--العصب البصري (مركز الإبصار بالمخ) : Optic nerve

وتتصل العين بمركز الإبصار عن طريق العصب البصري ، حيث يقوم العصب البصري بنقل الإحساس بالضوء من الشبكية إلى مركز الإبصار في المخ حيث يترجم هناك إلى صورة مرئية حيث يوجد نحو 2 مليون عصب بصري لتغذية العين .

 

تكوين العين وعلاقتها بالإبصار

العين دائرية قطرها نحو 23مم ، الفتحة الأمامية لاستلام الضوء الخارجي وتحويلة إلى كهرباء التي تحول فيما بعد إلى صورة .

الأجزاء التي يمر فيها الضوء :

1. القرنية : يمر الضوء مباشرة بالقرنية بعد الهواء (يصطدم بها) وهي كالزجاج ، لها ألوان مختلفة أفضلها اللون الشفافي .

2. سائل الحجرة الأمامية : هذه الحجرة من طبيعتها بها سائل ملحي المذاق ، شفاف اللون ، إذا كان بها دم فإنها لا ترى .

3. بؤبؤ Popo (إنسان العين Pupil) : شكلها دائري لتناسب مع شكل العين وظيفتها :

أن تأخذ كمية النور الموجه إليها فإن كان الكمية كثيرة تصغر والعكس إذا كان كمية النور صغير تتسع والمفروض أن تكون فارغة (قد تكون مغلقة منذ الولادة أو نتيجة أمراض) .

4. العدسة Lens : المفروض أن تكون شفافة تمامًا تخايل وفي حالة عدم شفافيتها المخايلة فإن الضوء لا يدخل إليها ويسمى مياه بيضاء Cataract غالبًا ما تصاب كبار السن (غباشة العين) ناتجة عن التهاب عدسة العين .

5. السائل الهلامي : ويجب أن يكون شفاف وغير متأثر بالالتهابات أو النزيف الداخلي أو التقلص أو أمراض أخرى .

6. الشبكية : ويحب أن تكون طبيعية .

7. العصب البصري : يحب أن يكون خالي من نزيف ، تليف، تحطم ، مرض السكر ،الذبابة الطائرة،انفصال شبكي ،أمراض العصاب ،أو الأورام بالمخ .

يقوم العصب البصري بنقل الإحساس بالضوء من الشبكية إلى مركز الإبصار بالمخ حيث يترجم إلى صورة مرئية .

أشـكال الإعـاقـة البصريـة

من العرض السابق اتضح أن لأجزاء العين كل جزء مسئول عن وظيفة محددة وأن أي مرض يصيب هذا الجزء يؤثر على مدى فعاليته وأداء وظيفته ، وكل جزء من أجزاء العين يصاب بأنواع مختلفة من الأمراض وبالتالي أشكال معينة من الإعاقة البصرية وذلك كما يلي :

1- أشكال الإعاقة البصرية التي يصاب بها الجزء الوقائي :

    أ. الرمد الحبيبي : ناتج عن فيروس خاص يعمل على تليف نسيج الجفون والملتحمة .

    ب. التراكوما : نوع من الرمد الحبيبي المزمن عن الناتج عن بعض الفيروسات المعدية

    ج. الرمد الصديدي: ناتج عن ميكروب ينتقل إلى العين عن طريق الذباب والعدوى .

    د. الإصابات المباشرة : التي تتعرض لها العين لبعض الأدوات الحادة أو المواد الكيمائية

هـ. المهاق عمى الألوان Color Blindness : : الذي يؤدي إلى غياب صبغيات البشرة والشعر والجفون ويصاحبه حساسية شديدة للضوء يؤدي إلى انعدام الرؤيا .

2ـ أشكال الإعاقة البصرية التي يصاب بها الجزء الانكساري :

    أ. الهـربس : يصيب قرينه العين بالقروح مما يؤدي إلى عتامها .

    ب. قصر النظر Myopia : تتكون الصورة أمام الشبكية وليس عليها كما في الحالات الطبيعية والناتج عن أخطاء انكسارية .ويعود السبب في مثل هذه الحالة إلى سقوط صورة الأشياء المرئية أمام الشبكية ،وذلك لأن كرة العين    Eye Ball أطول من طولها الطبيعي، وتستخدم النظارات الطبية ذات العدسات المقعرة       Concave Lens لتصحيح رؤية الأشياء ، بحيث تساعد هذه العدسات على إسقاط صورة الأشياء على الشبكية نفسها

 

 


                                              سطح الشبكية         23mm      ) (  مقعرة                                                                   Myopia       

 

ج.  طول النظر Hyperopic : الناتج عن أخطاء انكسارية تؤدي إلى تكون الصورة خلف شبكية العين ، وتبدو مظاهر هذه الحالة في صعوبة رؤية الأشياء القريبة لا البعيدة ، ويعود السبب في مثل هذه الحالة إلى سقوط صورة الأشياء المرئية خلف الشبكية وذلك لأن كرة العين اقصر من طولها الطبيعي ، وتستخدم النظارات الطبية ذات العدسات المحدبة Convex Lens  لتصحيح رؤية الأشياء بحيث تساعد هذه العدسات على إسقاط صورة الأشياء على الشبكية نفسها.

 

                               سطح الشبكية                                       محدبة +

Hyperopic                                                                      

أسباب طول أو قصر النظر :

<!--مقياس العين أقل من 23مم .

<!--[if !supportLists]-->2.   

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 13 يوليو 2018 بواسطة mutazwafi

RS- Mutaz Wafi

mutazwafi
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعلى: " وقل ربي زدني علماً" صدق الله العظيم من كتم علماً ألجمه الله به لجاماً من نار الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, أما بعد,,, الاسم رباعي باللغة العربية: معتز محمد مصطفى وافي الاسم باللغة الانجيليزية: Mutaz M.M. Wafi »

ابحث

تسجيل الدخول