الإعاقة الحركية

مقدمة

  إن الإنسان الذي لا يعاني من مشكلات جسمية لا يشعر بهذه النعمة التي ينعم بها إلا عندما يرى أولئك الأفراد من الناس، الذين يعانون من قصور في جانب أو أكثر من الجوانب الصحية بشكل عام ، فعندها يشعر ما به من نعمة ويدرك أهمية أن يكون صحيحا ، فالإنسان عندما ينظر إلى نفسه وجسمه ، ويتمنى لو أن جسده كجسد ذاك الشخص القوي ، أو لو أنه أسمن أو أضعف قليلا ، وقد يستطيع تحقيق ذلك ، ولكن كيف ينظر إلى ذلك الشخص الذي يعاني من الإعاقة الجسمية ؟ بل ما موقفنا نحن الذين لا نعاني من قصور عندما نرى من يعاني من إعاقة جسمية ظاهرة ؟ ومن المعلوم أن الإعاقات الجسمية ليست سواء ، منها البسيط ، ومنها المتوسط ، ومنها الشديد ، وليست من ذات السبب بل منها ما هو خلقي ، ومنها ما هو مكتسب .

 

   فالأفراد المعاقين جسميا وحركية كانوا قديما يعانون من النبذ الاجتماعي والعزل لأنهم يشكلون عبئا على المجتمع ، فبعض المجتمعات القديمة كانت تتخلص منهم بأشكال متنوعة ، ثم بعد ذلك أخذ الاهتمام بهذه الفئة يزداد ويزداد ، وتظهر البرامج التربوية وغيرها تظهر ، وأصبح الاهتمام بإعداد معلمين مدربين للتعامل والعمل مع هذه الفئة ، فلم توجد البرامج المدرسية التي تعنى بالمعاقين حركيا بشكل رسمي الا في نهاية القرن العشرين وعليه، فسوف نتناول في هذه الورقة – بمشيئة الله –  بعض الموضوعات ذات العلاقة بالإعاقة الجسمية والحركية ، لا سيما المعالجة الطبية التي تعد الركيزة الأساس في علاج هذه الفئة .   

 

تعريف الإعاقة الحركية والجسمية

     لم يتفق أهل الاختصاص على تعريف واحد متفق عليه للإعاقة الجسمية والحركية ؛ ذلك لصعوبة حصر أفراد هذه الفئة وتصنيفها تصنيفا موحدا ، ولاكتشاف أمور جديدة فيها ، ولكن يمكن تعريف الأفراد المعوقين جسميا على أنهم : من يعاني من عجز عظمي أو عضلي أو عصبي أو إصابة صحية مزمنة تضعف وتحد من القدرة على استخدامهم لأجسامهم بشكل اعتيادي وطبيعي ، مما يؤثر سلبا على مشاركاتهم الحياتية ، مما يستدعي توفير خدمات تربوية وطبية ونفسية خاصة لمساعدتهم . (Kirk & Gallagher, 1989 ؛ Pattan, & et al, 1991 ؛ السرطاوي والصمادي ، 1998) .

    ومن الناحية التربوية ، فالإعاقة الجسمية تعني أن لدى الفرد حالة تفرض قيودا على مشاركته في النشاطات المدرسية الروتينية ، فلا تعني عدم القدرة على التعلم ، ولكنها بالضرورة تعني أن يتحمل المعلمون مسؤوليات خاصة لتكييف المواد والأدوات التعليمية ، لمساعدة الفرد على تخطي الحواجز النفسية والمادية التي قد تنجم عن الإعاقة . ( عريفج وآخرون ، 2002). بمعنى أنها – اي الاعاقة الحركية – عجز جسمي شديد يؤثر على التحصيل الدراسي . ( سيسالم،1998)

ولا بأس أن نعرض بعض التعاريف للإعاقة الحركية والجسمية ، فهناك من يعرف الإعاقة الجسمية بأنها : العجز في وظيفة أعضاء الجسم ، سواء كانت أعضاء مرتبطة بالحركة كالأطراف ، أو أعضاء متصلة بالحياة كالقلب ، وتكون صفة دائمة تؤثر على ممارسة الفرد لحياته الطبيعية . ( حنا وآخرون ، 1997) .ومنهم من يعرف الإعاقة الحركية بأولئك الأطفال الذين يعانون من اضطرابات حركية حسية سمعية أو بصرية والتي قد تؤثر في سلوكهم المدرسي إلى درجة تستدعي معها الحاجة إلى خدمات التربية الخاصة (سليمان، 2001، 55).  ويعرف الروسان الإعاقة الحركية بأنها : حالات الأفراد الذين يعانون من خلل ما في قدرتهم الحركية أو نشاطهم الحركي بحيث يؤثر ذلك الخلل على مظاهر نموهم العقلي والاجتماعي والانفعالي ويستدعي الحاجة إلى التربية الخاصة (الروسان، 2001، 269).

 

وتعرف الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية 1977 الإعاقة الحركية بأنها: إصابة جسمية شديدة تؤثر على قدرة الفرد على استخدام عضلاته وتؤثر على أدائه الأكاديمي بشكل ملحوظ ومنها ما هو خلقي ومنها ما هو مكتسب (العزة، 2001، 194).

 

من خلال النظر إلى هذه التعريفات نرى أنها تجمع على ما يلي:

<!--وجود خلل في جميع الأعضاء المسؤولة عن حدوث هذه الإعاقة، سواء كانت عصبية أو عظمية أو عضلية.

<!--إن هذه الإعاقة تفقد الفرد المصاب بها القدرة على القيام بالوظائف التي يجب أن يقوم بها الجسم والمتعلقة بنشاطاته الحياتية الجسمية.

<!--إن هذه الحالة بحاجة إلى تدخل طبي واجتماعي ومهني.

<!-- إن سببها قد يكون خلقي أو مكتسب.

ومما لا بد معرفته أن الشخص الذي تتأثر قدراته بسبب القصور الجسمي الذي يعاني منه ، هو الذي يحتاج إلى تدريب وخدمة خاصة ليرتقي بمستواه ما أمكن ، فهو قد لا يعاني من أي مشكلة في اكتساب المعلومة والتعامل معها ، فما يحتاج إليه هو العلاج الطبي أو الفيزيائي ، فالفرد الذي تكون رجله صناعية ولا تحد من نشاطه ومشاركاته ، فلا يصنف من ذوي الإعاقة الجسمية . 

نسبة انتشار الإعاقات الجسمية والحركية

إن نسبة انتشار الإعاقات الجسمية والحركية تختلف باختلاف المعيار المستخدم في التعريفات ، فليس بالأمر السهل تحديد نسبة انتشار الإعاقات الجسمية والحركية في أي مجتمع ، ولكن قد تزداد هذه النسبة بدل أن تنخفض وذلك بحكم التطور في الأدوات والخدمات التشخيصية للأمراض والإعاقات الجسمية . (  Heward & Orlansky,1992)؛ وعليه؛ فإن نسبة هذه الإعاقة في المجتمع تشكل  (0,005 – 0,003 ) وإن استخدام الأجهزة الطبية الحديثة في الولادة يؤدي أحيانا إلى إصابة الأطفال أثناء الولادة . ( القريوتي وآخرون ، 2001) . وفي دراسة أخرى يشير هيوارد وارلانسكي (  Heward & Orlansky,1992  ) إلى أن  ( 0.5 % ) هي نسبة شيوع الإعاقات الجسمية تقريبا .  وفي الأردن ، يشير التقرير الصادر عن صندوق الملكة علياء للعمل الاجتماعي والتطوعي الأردني ( 1979 ) أن نسبة المعاقين حركيا بلغت ما نسبته (34.3 %) من مجموع المعاقين في الأردن . ( الروسان ، 2001) .

التشخيص

    إن الإعاقة الحركية والجسمية تعتبر مشكلة طبية في المقام الأول ؛ لذا لا بد من فريق من الأطباء المختصين ، يقوموا بعملية قياس وتشخيص حالات الأطفال الذين يعانون من اضطرابات حركية ، وذلك من خلال الفحوصات والإجراءات الطبية ، والوقوف على الحالة وحيثياتها وتقديم ما يلزم من علاج .( سيسالم ، 1998 ؛ عريفج وآخرون ، 2002)  

الأسباب

إن الإعاقة الحركية شأنها شأن الإعاقات الأخرى ، فيمكن أن نتحدث عن ثلاثة أسباب رئيسة تكون وراء الإصابة بالإعاقة الحركية وهي باختصار كما أوردها ( سيسالم،1998) :

 

أولا :  قبل الولادة Prenatally: وهي التي تنتج عن خلل جيني أو موروث ، أو تكون نتيجة التعرض للضرب الشديد أو السقوط أو الحوادث أثناء فترة الحمل ، أو تعاطي الكحول والتدخين ونقص التغذية .

ثانيا : أثناء الولادة Perinatally: ومن أهمها نقص الأكسجين أثناء الولادة ، أو استخدام أجهزة طبية كالملاقط والشفط مما يؤدي إلى تهتك خلايا الدماغ .

ثالثا : ما بعد الولادة Postnatally: وهناك الكثير من المسببات تحدث بعد الولادة ولكن من أهمها : الالتهابات التي تصيب الطفل في بداية مرحلة النمو كالتهاب الدماغ والحبل الشوكي ، أو تناول مواد سامة أو كيميائية ، أو التعرض للصدمات والسقوط والحوادث .  

 

 تصنيف الإعاقات الجسمية والحركية

     اختلفت وتنوعت تصنيفات الإعاقة الجسمية والحركية،وشاعت خلال الفترة الأولى بعض المصطلحات التي تشير إلى فئات عامة ، ثم بعد ذلك ظهرت الفئات الفرعية ، بيد أننا سنتناول هنا التصنيف الذي يصنف الإعاقة الجسمية والحركية حسب موقع الإصابة وهو كما يأتي  :

- إصابات الجهاز العصبي المركزي  Neurological Impairments

- إصابات الهيكل العظمي  Skeleton Impairments

- إصابات العضلات  Muscular Impairment  

- إصابات صحية Health Impairment

الخصائص

  وسنورد أهم خصائص المعاقين حركيا وجسمياً التربوية والاجتماعية وخصائصهم التعليمية (العزة، 2001، 387-388):

1. خصائصهم التربوية والاجتماعية
 من خصائص هؤلاء الأطفال أن لديهم مشكلات في:

<!--عادات الطعام واللباس.

<!--عادات في مشاكل التبول وضبط المثانة والأمعاء

<!--الانطواء الاجتماعي وقلة التفاعل الاجتماعي والانسحاب والأفكار الهازمة للذات.

<!--يعانون من نظرة المجتمع نحو قصورهم الجسمي وأجسامهم بالدونية.

<!--الاعتمادية على الآخرين والخجل والعزلة.

<!--صعوبات في مجال اللغة والحواس والتعلم.

2. خصائصهم التعليمية:

تعتمد خصائصهم التعليمية على خصائصهم الجسمية والنفسية والعصبية، حيث أن هؤلاء الأطفال لديهم مشكلات في:

<!--الانتباه وتشتت وصعوبة في التركيز والتذكر والاسترجاع والحفظ والنسيان.

<!--نقص في تآزر حركات الجسم.

<!--لديهم صعوبات في مجال التعلم حيث أنهم لا يتعلمون بسهولة ولا يتعلمون بسرعة. لذلك فهم بحاجة إلى مناهج واستراتيجيات تربوية خاصة تراعي إعاقتهم بحيث تعتمد على التبسيط والانتقال من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركب والاعتماد على النمذجة والتلقين وتشكيل السلوك وتسلسله وتقديم التعزيز الإيجابي والتغذية الراجعة الايجابية والبيولوجية، وتجزئ المهارات والمهمات المطلوبة منهم.

وتتباين درجة الإعاقة الحركية من البسيطة إلى المتوسطة إلى الشديدة وبالتالي يجب على معلم التربية الخاصة معرفة خصائصهم الجسمية والنفسية والاجتماعية والتربوية والعصبية والتعليمية والمهنية والتدريبية، لكي يستطيع تقديم البرامج التربوية التي تناسبهم والارتقاء بهم إلى أقصى درجة ممكنة.

ومما لا شك فيه أن الإعاقة الجسمية تشكل مشكلة تربوية وتأهيلية خطيرة، إذ ينتج عنها عدم قدرة المصاب على التوافق النفسي والاجتماعي. حيث تؤثر تأثيراً بالغاً على شخصية المصاب والمكونات المعرفية والانفعالية وإمكانات التفاعل الاجتماعي لديه.

فالإعاقة الجسمية بما تفرضه من حدود على إمكانات وقدرات وتفاعلات الفرد تؤثر على مفهومه لذاته وتنتقص من ثقته في نفسه وتشعره بالقلق والعجز، ومن ناحية أخرى فإن الإصابة تؤثر على أساليب تفاعل الأسرة مع الطفل المعاق جسمياً فقد تلجأ تارة إلى الإنكار وإهمال الطفل، أو تصاب بالقلق والإحساس بالحسرة، أو تلجأ إلى الإشفاق على الطفل وحمايته خوفاً عليه، وبالتالي لا تهتم بعمليات تأهيله تربوياً أو مهنياً مما ينعكس على شخصيته.

ولقد تناول كثير من العلماء والباحثين مفهوم الإعاقة من وجهات نظر مختلفة نظراً لاختلاف مجالات عمل كل منهم، ولاختلاف زواية الرؤية التي نظر كل منهم إلى الإعاقة من خلالها.( حسن ، 2005م).

ففي المجال الطبي: ينظر إلى المعوق باعتباره إنسان محدود في القيام بالأعمال الطبيعية بصورة مستمرة من جراء قصور بدني أو حسي أو ذهني، وتنشأ الإعاقة نتيجة لإصابة في الجهاز العصبي المركزي أو الحواس، أو غيرها من أعضاء الجسم نتيجة لمرض طارئ أو عيب وراثي تكويني .. وفي ضوء ذلك فإن الطفل المعوق هو الذي يعاني نقصاً جسمياً أو نفسياً سواء كان خِلقياً أو عند الولادة أم مكتسباً بسبب مرض أو حادث.

وفي المجال الاجتماعي: يعتبر الفرد معوقاً إذا لم تكن لديه القدرة على الاستجابة لمتطلبات الحياة اليومية في مجتمع معين بصورة عادية.

وفي المجال الاقتصادي: ينظر إلى الإعاقة من زاوية قدرة الفرد على الحصول على عمل معين والتكسب منه، فالمعوق" فرد تنخفض فرصته في الحصول على عمل ما والاحتفاظ به، نتيجة لنقص في مؤهلاته البدنية أو الفكرية". وحسب إعلان الأمم المتحدة بشأن المعوقين فإن المعوق" هو كل شخص لا يستطيع أن يكفل لنفسه كلياً أو جزيئاً ضرورات الحياة الفردية أو الاجتماعية نتيجة سبب فطري أو غير فطري في قواه الجسمية أو العقلية".

 أما في المجال التربوي: فإنه ينظر إلى الإعاقة من زاوية عدم قدرة المعوق على مسايرة نظم التعليم العادية، وعدم مقدرته على الانجاز والنجاح والمنافسة في الظروف العادية، مما يتطلب ضرورة الكشف المبكر وتشخيص الإعاقة، وضرورة تهيئة ظروف تربوية مناسبة، وإعداد أساليب رعاية تربوية تتفق مع نوع الإعاقة حتى يتمكن الطفل المعاق من اكتساب المهارات اللازمة لممارسة أنشطة الحياة والاندماج في المجتمع بشكل أفضل. ( حسن ، 2005م).

 مظاهر الإعاقة الحركية:

 تعتبر ظاهرة الإعاقة من المشاكل التي تعاني منها المجتمعات الإنسانية قديمها وحديثها وهي ظاهرة عامة تشترك فيها المجتمعات المتطورة والمختلفة على حد السواء هذا وتشير تقارير منظمة الحصة العالمية أن نسبة الإعاقة في أي مجتمع تتراوح ما بين 7-10% من مجموع السكان، والإعاقة تعني النقص أو القصور المزمن الذي يؤثر على قدرات الشخص فيصير معاقاً سواء كانت الإعاقة جسمية أو انفعالية الأمر الذي يحول بين الفرد وبين الاستفادة  الكاملة من الخبرات التعليمية والمهنية التي يستطيع الفرد العادي الاستفادة منها.

والمعاق هو كل شخص لا يستطيع أن يكفل نفسه كلياً أو جزئياً ضرورات الحياة الفردية أو الاجتماعية نتيجة عجز في قواه الجسمية مما يجعله غير قادر على أداء واجباته الأساسية بمفرده ومزاولة عمله والاستمرار فيه بالمعدل الطبيعي.

الطلاب ذوي العوائق البدنية والصحية عبارة عن مجموعة مختلفة للغاية مع تنوع كبير في الظروف والأمراض من شلل مخي وصداع وانعواج القدم وشلل الأطفال إلا أنها قليلة وبعض مشكلات هذه العوائق يرجع إلى الناحية الخلقية حيث توجد منذ الميلاد و البعض الآخر يحدث بعد الميلاد من خلال مرض ما أو إصابة ويمكن أن يكون لهذه المعوقات أثر بسيط على الأداء المدرسي وقد لا يكون لها أي أثر فبعض الطلاب أصحاب المعوقات البدنية والصحية لا يحتاجون إلى تكيفات خاصة والبعض الآخر يحتاج فقط إلى تعديل البيئة الطبيعية وقد يكون من الضروري للبعض أن يتكيفوا من خلال بعض الأنشطة التعليمية داخل الحجرة الدراسية للتعليم العام أو أن يزودوا بتعليم خاص في مناطق الحاجة مثل التحرك، الاتصال، المهارات الأساسية.

والواقع أن قليلاً من هؤلاء الطلاب لهم عوائق مضاعفة مرتبطة بالحاجات الطبية المختلفة والتي تتطلب خدمات واسعة من ممرضة المدرسة أو من أي أفراد آخرين مدربين فيمكن أن يكون لأحد الطلاب شللا بطرفه الأسفل إلا أنه نشط ومتصرف بينما يكون الآخر متقهقراً ولا يريد التفاعل مع الآخرين.( طارق؛ وربيع، 2008م).

 تعريف الإعاقة الحركية:

 1- تعريف منظمة العمل الدولية للإعاقة:

" هو كل فرد نقصت إمكانياته للحصول على عمل مناسب والاستمرار فيه نقصاً فعلياً، نتيجة لعاهة جسمية أو عقلية".

2- الإعاقة الحركية:

        هي حالات الأفراد الذين يعانون من خلل ما في قدراتهم الحركية، أو نشاطهم الحركي بحيث يؤثر ذلك الخلل على مظاهر نموهم العقلي والاجتماعي والانفعالي ويستدعي الحاجة إلى التربية الخاصة.(حابس الهواملة، 2003م).

3- المعاق جسمياً:

        وهم من لديهم عجز في الجهاز الحركي أو البدني بصفة عامة كالكسور والبتر وأصحاب الأمراض المزمنة مثل شلل الأطفال والدرن والسرطان والقلب والمقعدين وغيرهم. (حابس الهواملة، 2003م).

  4- المعوق حركياً:

هو الشخص الذي لديه عائق جسدي يمنعه من القيام بوظائفه الحركية بشكل طبيعي نتيجة مرض أو إصابة أدت إلى ضمور في العضلات أو فقدان القدرة الحركة أو الحسية أو كلتيهما معاً في الأطراف السفلى والعليا أحياناً أو إلى اختلال في التوازن الحركي أو بتر في الأطراف، ويحتاج هذا الشخص إلى برامج طبية ونفسية واجتماعية وتربوية ومهنية لمساعدته في تحقيق أهدافه الحياتية والعيش بأكبر قدر من الاستقلالية. (حابس الهواملة، 2003م)                    

 

حالات الإعاقة الجسمية:

 1- شلل الأطفال ويشمل:

شلل يصيب قائمة واحدة - شلل يصيب القوائم الأربع - الشلل الرئوي للأطفال.

2- الإعاقة الحركية الدماغية وتشمل:

 الكساح والمقعدون - الشلل المخي الدماغي - ضمور العضلات - تشقق العمود الفقري - بتر الأطراف.

3- التشوهات الخِلقية وتشمل:

 التهاب المفاصل - النزيف داخل الأطراف - الفالج الشقي - الإصابات العظمية - فقدان الأعضاء-  الكساح العصبي.

4- المصابون بأمراض صحية مزمنة وتتضمن:

الصرع - سكر الدم - أمراض القلب - النزيف الوراثي - التهاب المخ -  الحمى الروماتيزمية. ومن الجدير بالذكر أنه: خلال الفترة المبكرة من الاهتمام بالإعاقة الجسمية شاعت بعض المصطلحات التي تشير إلى فئات فرعية داخل القطاعات العامة للإعاقات الجسمية على سبيل المثال:

- حالات الأطفال المصابين بالشلل المخيCerebralpalsy  يتم تصنيفهم إلى فئات فرعية طبقاً لنوع الشلل وهي :

- الشلل المخي الكنعاني Athetoid  والشلل المخي التخلجي Ataxic والشلل المخي التيبسي Rigid والشلل المخي الارتعاشي Termor.

- حالات الصرع Epilepsy يقوم تصنيف فئاته طبقاً لنوع النوبة التي تصيب المريض: فهناك نوبة الصرع الأكبر Grand Mal ونوبة الصرع الصغرى Petit Mal ونوبة الصرع النفس حركية Psychomotor .

وحالات الإعاقة الناتجة عن مرض القلب يوجد نوعان من التصنيف:

- أحدهما: يركز على القدرة الوظيفية للقلب ـ حيث صنف المرضى إلى أربع فئات تتراوح بين الحالات التي لا تحتاج إلى فرض آية قيود على الأنشطة الجسمية، والحالات التي لا يستطيع الفرد فيها القيام بأي نشاط جسمي دون أن يكون ذلك مصحوباً بعدم ارتياح.

- والتصنيف الثاني: يحتوي على مضامين علاجية تتضمن عدة فئات بعضها لا يحتاج إلى فرض قيود خاصة، وبعضها يحتاج أفرادها إلى الراحة التامة والبقاء في الفراش.

وعلى ذلك فإن المدى الكامل للإعاقة الناتجة عن اضطراب نيرولوجي معين يتضح إذا ما أخذنا في الاعتبار جميع العوامل التي تنبع من الحالات الجسمية ويرتبط بها، وتعتبر مثل هذه النظرة ضرورية سواء من أجل وضع تعريف محدد للإعاقة الجسمية أو من أجل تطوير برامج للخدمات والتربية الخاصة والتأهيل للمعاقين جسمياً. (حسن، 2005م).

نسبة الإعاقة الحركية:

تختلف هذه النسبة من مجتمع إلى آخر؛ وذلك لأمر يتعلق بثقاة هذا المجتمع أو ذاك حول الوعي الصحي والثقافي، إضافة إلى العوامل الوراثية، والمعايير المستخدمة في تقدير نوع الإعاقة الحركية، كذلك إلى الاختلاف في تحديد معايير الإعاقة الجسدية وعدم وجود اتفاق بين العلماء حول تعريف الإعاقة الحركية إضافة إلى عوامل الظروف المستجدة مثل: الكوارث الطبيعية ( الزلازل ـ الفيضانات.. إلخ ) والحروب ، مثل حرب أمريكا على المجتمع الأفغاني والعراقي من قبله؛ مما يؤدي إلى زيادة انتشار حالات الإعاقة الحركية. وحسب الإحصاءات الأمريكية فإن نسبة المصابين هناك بالإعاقات ا لحركية بلغت (0.5%) رغم التقدم الطبي والعناية الصحية، وتشير التقارير أن هذه النسبة في ازدياد. ويمكن تقدير نسبة هذه الإعاقة في المجتمعات الأخرى من خلال التقارير الإحصائية في ذلك البلد.

أما في الأردن فإن نسبة الأفراد المعاقين حركياً، يشكلون نسبة عالية من المعاقين بشكل عام، إذ يشير التقرير الصادر من صندوق الملكة علياء للعمل الاجتماعي التطوعي الأردني (1979م) حول موضوع تسجيل المعاقين في الأردن إلى أن عدد المعاقين حركياً هو ( 6479) معاقاً، ويشكل ذلك العدد ما نسبته 34.4 من مجموع عدد المعاقين في الأردن، كما أشارت النشرة التي تصدر عن مؤسسة العناية بالشلل الدماغي في عمان (1986م) إلى عدد الأطفال المصابين والمسجلين والذين راجعوا المؤسسة منذ عام 1978م ولغاية عام 1986م بلغ  (2580) طفلاً

ومما تجدر بالإشارة إليه أن تقرير النسبة لهذه الإعاقة قد لا يكون صحيحاً خاصة في المجتمعات التي تخجل من الإفصاح عن هذه الإعاقة في أسرتها وذلك تبعاً للعوامل الثقافية والاجتماعية وخروف الأفراد من الأفكار الخاطئة التي تلاحق أسرة المعاقين حركياً. (حابس الهواملة، 2003م).

 أسباب الإعاقة الحركية: في الحقيقة يكشف تحليل تراث الإعاقة الحركية أو العوامل التي تؤدي إلى حدوثها عن وجود شبه اتفاق بين المهتمين بتحليل هذه المشكلة من ناحية تحديد هذه الأسباب إلى نوعين أساسيين هما: 

أولاً: العوامل الوراثية:

-ثانياً: العوامل البيئية: ولكن بالطبع تتدرج تحت تلك الأسباب أو العوامل مجموعة من الأسباب الفرعية الأخرى والتي تشكل النوعية الرئيسية وعلى أي حال سوف نركز اهتمامنا على تحليل مجموعة من أهم هذه الأسباب والتي نعتبرها تلعب دوراً أساسياً في حدوث الإعاقة وهي كالتالي:

الأسباب الوراثية الولادية:

-وهي حصيلة المؤثرات الموجودة داخل الكائن الحي المتصلة بالتكوين الجيني وهي تشمل الحالات التي تنتقل من جيل إلى آخر عن طريق الجينات الموجودة في الكروموسومات في الخلايا مثل الاستعداد الموجود عند بعض الأسر لمرض السكر وبعض حالات أمراض القلب المزمنة وكذلك الأمراض العقلية الوراثية والاستعداد لها وانخفاض مستوى الذكاء ما أن النقص الوراثي في إفرازات الغدة الدرقية يؤدي إلى نقص النمو الجسمي والعقلي.

وتؤثر هذه العوامل على حدوث إصابات تقدر بما يقرب (3%) من حجم أعداد الولادة في العالم كما يؤدي إلى حدوث وفاة مبكرة لدى الأطفال الرضع ولكن معظمها يسبب حدوث إعاقات للأطفال منذ الولادة وحتى سن البلوغ وتؤدي إلى حدوث إعاقات جسمية أو حركية أخرى. ( طارق وربيع، 2008م).

2- الأسباب البيئية أو الاجتماعية:

وهي حصيلة المؤثرات الخارجية التي بدأت تلعب دورها منذ الحمل حتى الوفاة وتسير مع قوى الوراثة منذ نشأتها في علاقة تفاعلية وتشمل مؤثرات ما قبل الولادة تعني تعرض الجنين لإصابات معينة نتيجة إصابة الأم بمرض معين فمثلاً إصابة الأم في بداية الحمل بالحصبة الألمانية تؤدي إلى احتمال تعرض الجنين لإصابات العين والقلب كما أن تغذية الأم وحالتها الصحية لها تأثير على الطفل.

 

أما المؤثرات التي تكون أثناء الولادة، فمثلاً ولادة الطفل قبل موعد ولادته الطبيعية قد يؤدي إلى إصابته بنزيف في المخ. أما المؤثرات بعد الولادة فمنها الحوادث وإصابات العمل والجروح وإصابات الحروب والإصابة بالأمراض الشديدة مثل شلل الأطفال والحمى الروماتيزمية والدرن وغير ذلك. ( طارق وربيع، 2008م).

 

وتشكل هذه العوامل إحدى الأسباب الرئيسية لحدوث الإعاقة سواء في الدول النامية أو المتقدمة ولكنها تظهر بصورة أكثر على مستوى الدول النامية والتي يولد بها 4/3 عدد الأطفال المولودين سنوياً على مستوى العالم كما تنتج تلك العوامل عن عدم توافر البيئة الصحية الملائمة التي تؤثر على الجنين أثناء فترات الحمل وولادة أطفال ناقصي النمو بدرجة كبيرة نتيجة لسوء التغذية ومن أهمها. ( طارق وربيع، 2008م).

<!--سوء التغذية والأنيميا الشديدة أثناء فترة الحمل:

وأن حدوث هذه الأمراض ترتكز بصورة أكثر في الدول النامية التي تنتج عن قلة تناول الوجبات الغذائية السليمة للحوامل وولادة الأطفال ناقصي النمو كما يسهم في زيادة حدوث الإعاقات نتيجة هذه الأمراض قلة الوعي الاجتماعي والصحي والزواج المبكر وكثرة الإنجاب.

<!--الأمراض التي تصيب الأم الحامل:

ومن أهمها مرض الحصبة الألمانية الذي يصيب الأم الحامل ويؤثر على الجنين وحدوث إعاقات متعددة على الأطفال بعد الوالدة كما تسهم أمراض أخرى في ذلك أيضاً مثل الأنفلونزا والزهري والعديد من الإصابات الفيروسية الأخرى كما تشكل إصابة الأم الحامل بأمراض وإدمان المسكرات والمخدرات وعقاقير الهلوسة وغيرها من حدوث إعاقات متنوعة للأطفال خلال فترات الحمل أو بعد الولادة مباشرة علاوة على ذلك تساهم العادات والتقاليد الخاصة بزواج الأقارب والزواج المبكر أو المتأخر من حدوث إعاقات متعددة أيضاً. ( طارق وربيع، 2008م).

 

 -       شلل الأطفال:

قبل اكتشاف اللقاح الوقائي لهذا المرض كانت تمثل الإصابة (3%) من كل مائة ألف حالة من السكان سنويا وتقدر نسبة إصابة المرض في الدول النامية وخاصة التي تطبق برامج التحصين الشامل بحوالي (2.5) مليون أو حدوث 75 ألف إصابة سنوياً. ( طارق وربيع، 2008م).

 

-       الأمراض النفسية والعقلية:

تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية، إلى ارتفاع نسبة إجمالي إصابات الأمراض النفسية والعقلية على المستوى العالمي ( الصرع ) بمفرده نسبة كبيرة جداً كما أن العديد من هذه الأمراض تنتج عن أساليب التربية والتنشئة الاجتماعية غير السليمة والمتطرفة كما في حالات التدليل للأطفال، أو حالات الحرمان والمعاملة الأسرية القاسية.

 -      الحوادث:

تشير مفهوم الحوادث إلى معان متعددة في الوقت الحاضر وتسهم بصورة كبيرة في زيادة معدلات الإعاقة بصورة عامة وتعتبر حوادث الطرق والمرور مسئولة عن إعاقة (8.5%) من المعاقين عالمياً وهذا الرقم ليس بسيطاً.

 -      الإدمان:

ويقصد بالإدمان هو عمليات الإدمان على المسكرات والمخدات وعقاقير الهلوسة، وفي الحقيقة الأمر، أن حوادث الإعاقة من الإدمان في حالة متزايدة على المستوى العالمي نتيجة لعوامل متعددة، كما توجد هناك صعوبات جمة في معرفة الإحصاءات الرسمية أو على الأقل التقديرات في أي مجتمع من المجتمعات النامية أم أو المتقدمة، وذلك لاعتبارات متعددة أخرى وإن كانت تشير نتائج إحدى الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية في 14 دولة أن نسبة المدمنين تزيد عن (2%) من إجمالي عدد المجتمعات ذاتها، كما أن هناك نسبة مرتفعة من المعاقين بسبب الإدمان على مستوى العالم.

 -       كبر السن:

تعتبر حالات كبر السن من العوامل المسببة للإعاقة تقدر هذه الفئة ممن يزيد أعمارهم عن 60 سنة فأكثر ويبلغ تمثيل هذه الفئة حوالي 20% من إجمالي عدد المعاقين وإن كانت لا توجد تقديرات إحصاءات حول هذه الفئة العمرية على مستوى العالم أو الدول المتقدمة والنامية ولكن تعتبر مشكلة كبار السن من المشاكل ، والتي تواجه معظم الدول المتقدمة وأيضاً النامية وتحتاج إلى المزيد م الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية.

 -       أمراض الجهاز العصبي

·             الشلل المخي.

·             شلل الأطفال " التهاب النخاع السنجابي".

<!--الشلل النصفي الحاد" الفالج".

<!-- الضمور العضلي الشوكي الوراثي" مرض فيردنج ـ هوفمان".

<!--ارتخاء عضلي وراثي سليم.

·             نمو الرأس" زيادة السائل المخي الشوكي".

·             عيوب العمود الفقري.

 

- أمراض العضلات:

·             مرض الاعتلال العضلي المتزايد " مرض دوشين".

·             الاعتلال العضلي الذي يصيب الوجه والكتف والذراع.

·             اعتلال عضلي وراثي.

·     &nb

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 294 مشاهدة
نشرت فى 10 يناير 2018 بواسطة mutazwafi

RS- Mutaz Wafi

mutazwafi
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعلى: " وقل ربي زدني علماً" صدق الله العظيم من كتم علماً ألجمه الله به لجاماً من نار الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, أما بعد,,, الاسم رباعي باللغة العربية: معتز محمد مصطفى وافي الاسم باللغة الانجيليزية: Mutaz M.M. Wafi »

ابحث

تسجيل الدخول