ى ـ المنظمة الأوروبية للتجارة الحرة:
تعود فكرتها الى دعوة بريطانيا عام 1958 إلى إنشاء منطقة تجارة حرة بعد أن رفضت الجماعة الاقتصادية الأوروبية (السوق الأوروبية المشتركة) أن تضم اليها دولا أخرى، الأمر الذى اشعر البريطانيين بأنهم أساءوا التقديم بانسحابهم من مفاوضات تكوين الجماعة الاقتصادية، ولذا جاء اقتراح إنشاء منطقة للتجارة الحرة كرد على تكوين الجماعة الاقتصادية. وفي 14 يناير 1960 تم التوقيع في استوكهولم على اتفاقية إنشاء منظمة أوروبية للتجارة الحرة وتضم النمسا والدانمارك والنرويج والبرتغال والسويد وسويسرا وبريطانيا.
وأصبحت الاتفاقية سارية المفعول اعتبارا من 3 مايو 1960. وقد استوحت الاتفاقية في كثير من أحكامها قواعد معاهدة روما المنشئة للسوق الأوروبية المشتركة ومقرها جنيف.
وقد استهدفت خلق نظام جمركي يتبادل الأعضاء بمقتضاه إعفاء وارداتهم من الرسوم الجمركية والرسوم الداخلية. وتحقيقا لهذا الهدف وضعت الاتفاقية توقيتا زمنيا لعدة مراحل يتم خلالها تخفيف الحواجز الجمركية تدريجيا وينتهى في أول يناير 1970 بالإلغاء التام للرسوم الجمركية فيما بين الدول الأعضاء بالنسبة لمنتجاتها الأصلية. كما استهدفت المنظمة أيضا تسهيل التبادل التجاري بين الدول الأعضاء وذلك برفع القيود تدريجيا عن الاستيراد والتصدير فيما بينها، وإن كانت الاتفاقية لم تتضمن تنظيمات مخصصة بالنسبة لهذا الغرض.
وقد استندت المنظمة الى هيكل تنظيمى على النحو التالى:
ـ مجلس المنظمة: ويتكون من ممثلى كل الدول الأعضاءـ وهو المسؤول عن تنفيذ الاتفاقية وعن دراسة توثيق حدود التبادل التجاري بين الدول الأعضاء أو بينها وبين غيرها من الدول والاتحادات. ويتولى الفصل في المنازعات التي تنشأ من دول المنظمة بشأن تنفيذ الاتفاقية ويصدر المجلس لذلك الغرض توصيات وقرارات ملزمة، ويشترط إجماع أعضائه لإصدار هذه التوصيات والقرارات باستثناء بعض المسائل الإدارية التي يتم التصويت عليها بالأغلبية.
ـ لجان الفحص: وهي لجان معاونة للمجلس وتتولى بحث الموضوعات التي يحيلها إليها مثل لجنة التنمية الاقتصادية، ولجنة الخبراء.
ـ الأمانة العامة: وهي الهيئة الإدارية للمنظمة وتنقسم إلى عدة إدارات متخصصة.
والجدير بالذكر أن المنظمة الأوروبية للتجارة الحرة ، لم تحقق على عكس السوق الأوروبية نجاحا يذكر سوى في مجال رفع الحواجز الجمركية على السلع المصنعة، وهو ما كان يعطى بريطانيا ميزه نسبية عن باقى الأعضاء، فضلا عن تزايد رغبة بريطانيا فى الانضمام للجماعة الاقتصادية.
وهكذا تعددت المنظمات الإقليمية المنظمة للتعاون الأوروبى، حتى ظهرت الجماعة الاقتصادية الاوروبية ـ بشكل متدرج ـ كإطار عام لهذا التعاون ولتخطو به خطوة اكثر تقدما نحو التكامل من خلال الاتحاد الاوروبى. والجدير بالذكر هنا، أنه اعتبارا من اول يوليو 1967 تم توحيد أجهزة الجماعات الأوروبية الثلاث (الجماعة الاوروبية للفحم والصلب، السوق الاوروبية المشتركة، الجماعة الاوروبية للطاقة الذرية)، وذلك في محاولة للاقتراب من الوحدة الأوروبية. فتم دمج جميع الأجهزة المتناظرة في الجماعات الثلاث في لجنة واحدة وتوحيد مجالات الوزراء الثلاث في مجلس واحد. وذلك استنادا الى الاتفاقية الموقعة في 18 أبريل 1965.
رابعا: المنظمات الإقليمية الأمريكية
كان التجاور الجغرافي سببا في تعميق روابط التضامن بين دول القارة الأمريكية حيث بدأت هذه الدول بإبرام اتفاقية للدفاع المشترك ثم انتقلت الى مرحلة تبادل المنافع الاقتصادية ودعم علاقات التعاون بين دول أمريكا اللاتينية. إلا أن هذه المحاولات لم ترق إلى درجة التكامل بين هذه الدول الأمريكية حتى تأسست منظمة الدول الأمريكية التى جاءت معبرة عن رغبة هذه الدول في تعميق التعاون والترابط بينها كدول لقارة واحدة.
1ـ منظمة الدول الأمريكية:
من الملاحظ ان قيام المنظمة ارتبط باتجاه عام من جانب دولها بالتركيز على القضايا ذات الأبعاد السياسية، مثل الاستقلال والسيادة. وهو ما تؤكده أهداف المنظمة التى ركزت على احترام استقلال الدول الأعضاء وتحريم العدوان فى العلاقات بينها.
فكانت البداية فى مؤتمر المكسيك الذى عقد عام 1945، للتباحث حول مشاكل الحرب والسلام. ومع دوران عجلة المفاوضات فيما بين الدول الامريكية توالت الاتفاقات مابين ميثاق ريو دي جانيرو الموقع في عام 1947، وميثاق بوجوتا الموقع في 30 أبريل 1948 والذي أدى إلى إنشاء المنظمة. وقد دخل هذا الميثاق حيز التنفيذ في 13 ديسمبر 1951، وتضم المنظمة حتى الآن 35 دولة أمريكية هي: الأرجنتين، وجويانا، وجزر البهاما، وبربادوس، وبيليز، وبوليفيا، وانتيجوا وبرنسيب، والبرازيل، وكندا، وشيلي، وكولومبيا، وكوستاريكا، وكوبا ( وقد طردت من المنظمة)، وجمهورية الدومينكان، و دمينيكيا، والاكوادور، والسلفادور، وجرينادا، وجواتيمالا، وهاييتى، وهندوراس، وجامايكا، والمكسيك، ونيكاراجوا، وبنما، وباراجواي، وبيرو، وسان كريستوفر، وسانت لوشيان، وسانت فينست ، وسورينام ، وترينداد وتوباجو، والولايات المتحدة الامريكية، وأوروجواي، وفنزويلا.
أهداف المنظمة:
أكد ميثاق بوجوتا على ان منظمة الدول الأمريكية هى منظمة دولية إقليمية تعمل انطلاقا من أهداف ومبادئ الأمم المتحدة، وقد تضمن الميثاق الأهداف التالية:
ـ احترام استقلال وسيادة وشخصية الدول الأعضاء وتعهد كل دولة بتنفيذ التزاماتها الدولية.
ـ مراعاة مبدأ حسن النية واعتباره الأساس في العلاقات الدولية.
ـ إدانة حروب العدوان وفض المنازعات بالطرق السلمية.
ـ اعتبار أي اعتداء على دولة عضو اعتداء على الدول الاعضاء بالمنظمة.
ـ الاعتراف بأن السلام الدائم مرتبط بالعدالة الاجتماعية والضمان الاجتماعي.
ـ رخاء الدول الأمريكية يرتبط بالتعاون الاقتصادي فيما بينها.
ـ احترام الإنسان وحقوقه الأساسية دون تميز بسبب الأصل أو الجنس.
ـ الوحدة المعنوية للقارة الأمريكية تقوم على احترام القيم الثقافية لدولها وتطلب تعاونها لتحقيق الأغراض السامية للدول.
وقد استندت المنظمة الى هيكل تنظيمى مكون من ثلاثة أجهزة هى:
أ ـ المؤتمر العام : هو الجهاز المنوط به وضع السياسة العامة للمنظمة وتحديد نشاطها، كما أنه يهتم بتدعيم سبل التعاون بين الدول الأعضاء. ولذا تمثل فيه فى كل الدول الأعضاء ولكل دولة صوت واحد. وكان المؤتمر يجتمع مرة كل خمس سنوات في دورة انعقاد عادية فى البداية مع جواز دعوته إلى دورة استثنائية بموافقة ثلثي الأعضاء. ولكن طبقا للتعديل الذي تقرر عام 1967 والذي دخل حيز التنفيذ عام 1969 تقرر ان يجتمع المؤتمر في دورة انعقاد عادية مرة كل عام.
ب ـ مجلس وزراء الخارجية: يتكون من وزراء خارجية الدول الأعضاء ويجتمع للنظر في المسائل العاجلة وخاصة فى حالة وقوع اى اعتداء مسلح على إحدى الدول الأعضاء، وتتبعه لجنة استشارية لشؤون الدفاع وتقوم بتنظيم الجهود المشتركة للدفاع ورد العدوان.
ج ـ الأمانة العامة: تمثل الجهاز الإداري للمنظمة ويرأسها أمين عام ويعاونه أمين عام مساعد يتم تعيينهما لمدة خمس سنوات من قبل المؤتمر.
ساحة النقاش