عزيزي الزائر الكريم:
تحية لك ومرحباً بك:
ثم أما بعد:
إن أول شيء أطلبه منك وأنت تتعامل مع أو تتحدث إلى أصحاب الظروف الخاصة بصفة عامة وأصحاب الإعاقة على وجه الخصوص أن تكون دقيقاً في اختيار الألفاظ التي تطلقها عليهم فلا تستخدم ألفاظاً أو أوصافاً تجرحهم أو تحزنهم (مثل العاجز أو المشوه أو ذو العاهة ... إلخ) وإنما استخدم ألفاظاً لا تؤثر على نفسيتهم (مثل صاحب الإعاقة أو أصحاب الظروف الخاصة أوالفئات الخاصة ... وهكذا ) حتى كلمة معاق أومعوق تلقي بظلالها السيئة على نفسية من يسمعها فما بالك بمن تصفه بها .
فإذا احتكمنا إلى العقل أو المنطق فإن إنساناً أصيب في عينه أو سمعه أو يده أو قدمه ... إلى آخره واستطاع أن يجتاز محنته ويواجه أزمته ويتكيف مع ظروفه ، فواصل تعليمه وأصبح ناجحاً في عمله نافعاً لأسرته مفيداً لمجتمعه ،بل وفي أحيانٍ كثيرة تفوق على أقرانه من العاديين ، هل من الإنصاف بعد ذلك كله أن أصر أنه معوق أومعاق ؟ أليس هذا من الظلم له وعدم التقدير لما قام به ؟ ثم ماذا نقول على من لم ينجز مثل ما أنجز وهو سليم الحواس؟ أليس لديه إعاقة ولكن بطريقة أخرى وإن كان لم يفقد شيئاً من أعضائه ؟
إنه من الأولى بنا أن نطلق على صاحب الإعاقة الذي اجتاز أزمته (متفوق بدلاً من معوق ، وصاحب إرادة أفضل من صاحب إعاقة ، وصاحب ظروف خاصة أحسن من صاحب احتياجات خاصة ) وتخيل نفسك مكان هذا الشخص هل تحب أن يصفك الناس دائماً بأنك صاحب احتياج أو معوق أوعاجز أو غيرها من هذه الألفاظ المحبطة .
أما إذا احتكمنا إلى ثقافتنا أو تراثنا فمن العجيب أنك تلحظ عندما تتتبعها أن لم ترد ضمن ألفاظ الثقافة العربية الإسلامية وإنما وردت ضمن قاموس الحضارة الحديثة ( handicapped disable , special needs ) لكل ذلك وغيره أرجو أن نزيل من قاموس استخدامنا هذه الألفاظ التي تحدث آثاراً سيئة على نفسية من يتصف بها ، لأنها تجرحهم وتحزنهم فإن لم تشأ أن تقل أصحاب الإرادة أو أصحاب القدرات الخاصة أو غيرها من المعاني التي تحمل التفاؤل والإيجابية فلا أقل من استخدام ألفاظ غير مؤلمة مثل : أصحاب الظروف الخاصة ، الفئات الخاصة ...إلخ .
و مرة أخرى أرحب بك في موقعنا وأرجو أن تتقبل تحياتي
التوقيع: صاحب إعاقة وليس معوقاً.
بقلم : د.أحمد مصطفى شلبي
ساحة النقاش