هل تحقق حلم الكفيف وذوي الإعاقة في السياحة والسفر فوق طبقات السحاب ؟
( الإنجازات والمعوقات )
لقد كانت المحاولات الأولى لعباس بن فرناس للطيران تجسيداً لحلم راود الإنسان منذ قديم الزمان ، وراود هذا الحلم أيضاً الكثير من المكفوفين وذوي الإعاقة في العصر الحديث ليطلعوا على مستجداته وليفيدوا من تجارب المجتمعات الأخرى في مجالات عدة عبر السياحة والسفر، وليضيفوا فوائد أخرى إلى الفوائد السبعة للسفر التي ذكرها الإمام الشافعي رضي الله عنه.
وقد قدمت الشركات العالمية للسياحة والسفر – ومنها مصر للطيران - عدة مزايا تساعد المكفوفين وأصحاب الظروف الخاصة عموما على تحقيق ذلك ولا يزال مطلوباً منها الكثير في هذا المضمار .
ومن المزايا التي قدمتها شركة مصر للطيران - والكثير من شركات السفر -للمكفوفين وذوي الإعاقة :
-
التذكرة ذات الخدمة الخاصة : والتي تتيح لحاملها كرسياً متحركاً ومرافقاً يقوم بإنهاء الإجراءات لصاحبها وإيصاله إلى الطائرة .
-
وعندما يصل الكفيف أو صاحب الظروف الخاصة لمقعده يكون محلاً للتركيز من مضيفي الطائرة وتختلف درجة الاهتمام به وفقاً للسمات الشخصية لكل مضيف أو مضيفة .
وقد رأينا بعض شركات السفر – الأوربية والأمريكية - تقدم تعليمات الأمان للكفيف مكتوبة بطريقة برايل ويقوم المضيف أو المضيفة بشرحها له عملياً.
-
أيضاً إعطاء تخفيضات على التذاكر لأصحاب الإعاقة وتخصيص رحلات سياحية خاصة لهم لتشجيع ما يمكن أن نطلق عليه ( سياحة أصحاب الإعاقة ).
-
هذه وغيرها أمور سهلة ومتاحة ونحب أن تتوفر لنا في شركات السفر العربية بصفة عامة .
أما ما نطمح أن توفره شركات السياحة والسفر لأصحاب الإعاقة بصفة عامة :
- أن تخصص مقاعد لأصحاب الإعاقة داخل الطائرة تتناسب مع ذوي الإعاقة الحركية مثلما يحدث في وسائل المواصلات الأخرى
وأن تزود توصيلة الإنترنت بها ببرنامج ناطق يمكن الكفيف من استخدام الإنترنت كغيره من المسافرين .
- أن يعطى مقدموا الخدمة لأصحاب الظروف الخاصة دورات تدريبية في كيفية التعامل معهم والذي يختلف من إعاقة لأخرى حيث ينظرون إلى الجميع على أنهم أصحاب إعاقة حركية ويحضرون لهم كراسي متحركة مع أن الكفيف والأصم لا يحتاجان إلى ذلك ويمكن توفير هذا الكرسي لمن يحتاجه من كبار السن فأحياناً كثيرة يكون عدد الكراسي المتحركة أقل من المسافرين من ذوي الظروف الخاصة الموجودين على الطائرة كما أن بعض مقدمي الخدمة ينظرون إلى العصا البيضاء وكأنها شيئاً غريباً .
- أيضا نلحظ أن مستوى الخدمة لصاحب الظروف الخاصة تقل جودته أو يكون دون المستوى مع وصول المسافر صاحب الإعاقة إلى القطر الآخر المطلوب السفر إليه وعادة ما يتعاقب على الشخص صاحب الإعاقة أكثر من مقدم خدمة ، وأحياناً ما يترك لفترة طويلة حتى يأتي مقدم خدمة آخر ... إلى غير ذلك .
إذا كانت شركات السياحة والسفر تسعى إلى توفير سبل الراحة للمسافرين معها حتى لا يكون السفر قطعة من العذاب – كما يقول المثل السائر – فهل نطمح ونسعى أن يتحقق ذلك لأصحاب الإعاقة أيضا ؟
مع خالص تحياتي
ساحة النقاش