مستشارك النفسى و الأسرى ( د. أحمد شلبى)

موقع للارشاد النفسى للمتميزين وذوي الإعاقة والعاديين

والآن نبدأ الرحلة ، وإليك -عزيزي القارئ الكريم- مجموعة من الألفاظ والمصطلحات وبعض ما يقف وراءها من تصورات ومفاهيم كي نطرحها للحوار ونتفقَ عليها لتكون لنا علامات هادية أثناء سيرنا وعند تعاملنا مع المكفوفين وأصحاب الظروف الخاصة عموما، ومن ذلك:

 

 

الاحتياجات الخاصة :

هل تقتصر على فئات محددة أم كلنا أصحاب حاجات خاصة؟

 

ولأضرب لك بعض الأمثلة حتى أوضح ذلك:

<!--حين يذهب العامل إلى المصنع والأجير إلى الأرض الزراعية ليكدح ويعمل أليس هو صاحب حاجة مادية أو على الأقل حاجة نفسية لقتل وقت الفراغ وإثبات الذات من خلال العمل؟

<!--وحين يذهب  مريض القلب أو غيره إلى الطبيب كي يعالَجه وخصوصا إذا كان عنده أزمة أو نوبة، أليس هو صاحب حاجة خاصة بل ربما أكثر إلحاحا من الذي فقد سمعه أو بصره؟

<!--وحين يحتاج اليتيم أو الأرملة أو المطلقة إلى من يكفلهم أليسوا أصحاب احتياجات خاصة؟

<!--وحين يحتاج الفقير إلى الغني ليحصل على المال، بل حين يحتاج الغني إلى من يصلح له سيارته أو يقلم أشجار حديقته، أو يصلح له المياه أو الكهرباء  أليس هو صاحب حاجة خاصة وبغيرها لا يستطيع البقاء والاستمتاع بحياته...وهكذا.

 

وعلينا أن نفرق تفرقة دقيقة بين الحاجة والاحتياج:

فالحاجة أمر غريزي أو فطري وهي إما حاجة مادية كالحاجة إلى الطعام أو الشراب ... الخ، أو حاجة نفسية مثل الحاجة إلى الأمن أو الحب أو الاحترام .

أما الاحتياج فهو يرتبط غالبا بالغير وفي الأمور المادية، وهو بهذا المعنى قريب من العوز ومن هنا تكمن خطورة استخدامه مع الفئات الخاصة لأنه معنى ذلك أننا نطلب منهم أن يصبحوا عالة على المجتمع معدمين يتلقون الصدقات ولا يكونوا شركاء فاعلين في عملية التنمية ومنتجين وعطائين داخل مجتمعاتهم ، والمصطلح الأجنبي الذي تم ترجمته بهذا المعنى هو (people of special needs) ، وهو أقرب للحاجة بالمعنى النفسي وبعيد عن معنى العوز.

فإذا تأملت الأمثلة السابقة وغيرها ستلحظ أن جميع الناس أصحاب حاجات بالمعنى النفسي ومحتاجون إلى الغير أيضا: لذا لا يصلح استخدامه مع الفئات الخاصة بمفردهم وعلى عمومهم، وبهذا المنطق فهل يوجد أحد من البشر ليس صاحب حاجات خاصة ؟ وهل يوجد فينا أحد لا يحتاج إلى غيره؟

إذن كلنا أصحاب حاجات خاصة ومن الظلم أو عدم الإنصاف أن نقصر الاحتياجات الخاصة على فئات دون أخرى، رغم تقديرنا لأن هذا التعبير  قد نشأ ليصلح آثارا نفسية سيئة صنعتها مصطلحات أخرى مثل: العاجز والمشوه ...إلخ.

 

 

أصحاب ظروف خاصة أم فئات خاصة أم أصحاب قدرات خاصة؟

رأينا في البند الأول من هذا الاتفاق أننا كلنا أصحاب حاجات خاصة وأن الاحتياجات الخاصة لا تقتصر على فئة دون فئة، فما هو المصطلح أو التعبير الذي نفضله ؟

نحن نرجح استخدام تعبيرات مثل:  أصحاب الظروف الخاصة، الفئات الخاصة ، أصحاب القدرات ،   لعدة اعتبارات ، منها:

<!--أنها لا تحمل ظلالا نفسية كألفاظ أخرى مثل المعاق أو المشوه أو غير السوي .. .الخ.

<!--أنها لا تحمل أوصافا محبطة مثل العاجز أو الغلبان أو التعبان ...الخ.

<!--أنها لا تحتوي على مبالغات مفرطة مثل متحدي الإعاقة وغيره.

<!--أما الظروف فكلنا نتعرض لظروف وتنتهي هذه الظروف .

<!--وتعبير الفئات الخاصة يشير إلى تصنيف مجموعة من الناس داخل إطار معين دون أن يحمل ظلالا سلبية أو آثارا سيئة.

 

وفيما يتعلق ب تعبير أصحاب القدرات الخاصة فقد يرى فيه البعض مبالغة بعض الشيء عند النظرة الأولى ولكني وبكل الصدق أرى فيه وصفا وتجسيدا دقيقا للواقع وذلك لأسباب عديدة منها:

<!--أن صاحب  الظروف الخاصة إذا كان مازال يعيش صدمة الإعاقة أو المرض أو نحوهما فإنني أحفزه لاستدعاء القدرات الكامنة بداخله والتي يمكنه عن طريقها أن يتغلب على أزمته ويجتاز صدمته والتي تعرض لها أناس كثيرون قبله ونجحوا في التغلب عليها : قليل نعرفهم ، وكثير مجهولون قد لا نعرفهم.

<!--فإن كان قد تغلب على أزمته بالفعل فمن الإنصاف أن أشيد بهذه القدرات التي استدعيت وضوعفت وسخرت لتجاوز تلك المعاناة ، فنحن نؤمن أن المعاناة العظيمة تفجر طاقات كامنة وتكتشف قدرات هائلة وتصنع شخصيات عظيمة ، وصدق العقاد إذ يقول: (إن العظائم كفئها العظماء ).

<!--وإن تجاوز صاحب الظروف الخاصة أزمته أو تكيف معها وبدأ مرحلة العطاء فإنني حين أطلق عليه ( صاحب القدرات الخاصة) أذكره دائماً بهذه القدرات الهائلة البناءة كي تظل مصاحبة له وأركز على الجوانب الإيجابية في شخصيته وذلك أفضل من أن أذكره بعجزه وإعاقته ومواطن قصوره وجوانب النقص في شخصيته كما لاحظنا في بعض التسميات والمصطلحات السابقة ،فهل نتفق على ذلك ؟

 

ماذا نقصد بالفئات الخاصة (أو بأصحاب الظروف  الخاصة) :

(هم مجموعات من الأفراد ، تعرضوا لظروف خاصة مختلفة جعلتهم يبتعدون عن مستوى الفرد المتوسط – من وجهة  نظر مجتمعاتهم – وذلك في قدراتهم العقلية أو الجسمية أو الوجدانية أو الاجتماعية أو غيرها مما تطلب تقديم مجموعة من الخدمات الخاصة لفترة دائمة أو مؤقتة تساعدهم على النمو والتعلم والتدريب ، وتمكنهم من التكيف مع ظروفهم وتلبية متطلبات حياتهم اليومية أو العملية أو الوظيفية أو المهنية أو الثقافية أو الأسرية أو الاجتماعية ، وأن يشاركوا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بأقصى حد تسمح به إمكاناتهم وقدراتهم ).

 

أمثلة:

<!--الطفل المريض : مرضاً مزمناً أو مقعداً جعله يصعب عليه التعلم بالوسائل التربوية العادية أو ممارسة المتطلبات الحياتية بالطرق التقليدية مما دعا إلى التدخل الطبي أو النفسي أو التربوي لتعويض هذا القصور وتمكينه من تلبية متطلبات حياته بطريقة شبه عادية.

<!--كذلك الطفل اليتيم : الذى فقد أباه أو فقد أمه أو كلاهما ، لاشك أنه يحتاج إلى المساعدة النفسية والعون الاجتماعي حتى يجتاز أزمته ويشق طريقه في الحياة ويكون مصدراً للعطاء داخل مجتمعه بدلاً من أن يكون مصدراً للنقمة عليه والانتقام منه.

 

أقسام أصحاب الاحتياجات الخاصة

تتمايز الفئات الخاصة أو أصحاب الاحتياجات الخاصة إلى أربعة أقسام رئيسية هي :

<!--أصحاب الإعاقة (أو المعوضون) بأقسامهم المتنوعة : الحسية ، الذهنية ، النفسية ، الاجتماعية.

<!--المرضى بأمراض معينة تحتاج إلى عناية خاصة.

<!--المكفولون بفئاتهم المختلفة من الأيتام إلى المسنين.

<!--المتفوقون بأشكالهم العديدة.

 

 

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 236 مشاهدة

ساحة النقاش

د.أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi
• حصل علي الماجستير من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس في مجال الإرشاد الأسري والنمو الإنساني ثم على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية في مجال الإرشاد و التوجيه النفسي و تعديل السلوك . • عمل محاضراً بكلية التربية النوعية و المعهد العالي للخدمة الاجتماعية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

368,920