برقية مسربة للخارجية الأمريكية عام 2009: الحكومة اليمنية تعرض الهدنة على «القاعدة»
- المصدر أونلاين ـ ترجمة خاصة: عبدالحكيم هلال
- الأربعاء 14 مارس 2012 01:06:07 مساءً
يواصل «المصدر أونلاين» نشر ترجمات لنصوص برقيات امريكية سرية سربها موقع ويكيليكس.
وننشر اليوم جزءاً يتعلق باليمن من وثيقة مطولة كتبت عام 2009 وتكشف نقلاً عن المخابرات السعودية عرض الرئيس السابق علي عبدالله صالح الهدنة على تنظيم القاعدة لإيقاف الهجمات المتبادلة، حيث كانت المعلومات حينها تشير إلى أن أكثر ما يقلقه هو الحفاظ على سلطته الخاصة بدلاً من استئصال الجماعات المتطرفة المزدهرة في اليمن.
وتقول البرقية إن اللواء غالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي كلف بتوصيل عرض الهدنة إلى زعيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي، لكن الأخير وعد بالرد في وقت لاحق، ما يوحي بأن القاعدة لم تقبل العرض.
• صالح يعرض الهدنة على تنظيم القاعدة لإيقاف الهجمات المتبادلة وتشير المعلومات إلى أن أكثر ما يقلقه هو الحفاظ على سلطته الخاصة بدلاً من استئصال الجماعات المتطرفة المزدهرة في اليمن.
• رفض «القاعدة» عرض صالح يؤكد على وجود بيئة أمنية متساهلة.. حتى أن التنظيم يدرك أن مواصلة القوات الحكومية حربها لن يؤثر بشكل كبير على تنفيذ مخططاتهم.
• نظرة صالح للمعارضة السياسية كخطر أكبر على نظامه يوحي إلى حد كبير أن حكومته ستواصل محاولاتها استرضاء، أو حتى استمالة، العناصر المتطرفة في الوقت الذي تحاول فيه قمع المشاعر الانفصالية في الجنوب.
• هذه الاستراتيجية ستعمل على تضاؤل عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن مما يوفر للقاعدة مستوى حرية أكبر للتخطيط وشن الهجمات داخل اليمن وخارجها في السعودية
************
- رقم البرقية: 09STATE45504
- تاريخ نشرها: 05-05-2009
- التصنيف: سرية
- الجهة التي صدرت عنها: وزارة الخارجية الأمريكية
- الموضوع: التقرير الدبلوماسي اليومي للحالة الأمنية
(تنويه من المحرر: تتضمن هذه البرقية مجموعة من الأخبار الأمنية من كافة أنحاء العالم.. وعليه فإننا هنا سنقتصر فقط على ترجمة ونشر الأجزاء الخاصة باليمن)
(.....)
28- NEA اليمن - الحكومة اليمنية تتقدم بعرض هدنة للجماعات المتطرفة:
وفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها من القيادي السابق في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP) محمد الحربي وقدمت عن طريق المباحث السعودية، فإن حكومة الجمهورية اليمنية من المفترض أنها تقدمت بعرض هدنة للقاعدة في جزيرة العرب مطلع فبراير.
وبحسب ما قيل، فقد كلف اللواء القمش رئيس جهاز الأمن السياسي اليمني شخصياً بمهمة إيصال عرض الهدنة إلى أمير القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي، الذي زعم حينذاك أنه ليس صانع القرار وأن الرد سيعاد في غضون أيام في حال قبلت الجماعة [بالعرض]. ويتضمن عرض الحكومة اليمنية وقف الهجمات على القاعدة في جزيرة العرب في حال أوقف التنظيم هجماته ضد عناصر الحكومة اليمنية، إلا أنه وحتى الآن لم يحدث أي تواصل لاحق، ما يوحي بأن القاعدة في جزيرة العرب لم تقبل عرض الهدنة.
وتنوه المباحث [السعودية] إلى أن تردد الوحيشي في الالتزام بالرد من طرف واحد، من المرجح أنه يوضح الدور الحالي لعضو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وفرع تنظيم القاعدة المصري المطلوب إبراهيم البنا في إقرار التوجيهات والتعليمات الاستراتيجية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
29- الملاحظات التي ذكرت سابقاً بخصوص الهدنة المزعومة والمعروضة من قبل الرئيس صالح وردت عن طريق أحد مصادر الاتصالات داخل المجموعة اليمنية المتطرفة، وأنه من المرجح جداً أن صالح قد عرض تلك الهدنة بالفعل، طالما وأن المعلومات الأخيرة تشير بشكل قوي إلى أن القلق الأكثر إلحاحاً على صالح ما يزال هو الحفاظ على سلطته الخاصة بدلاً من استئصال الجماعات المتطرفة المزدهرة في اليمن.
كما ويبرز رفض تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لهدنة وقف إطلاق النار وجود بيئة أمنية متساهلة فعلاً؛ قيادة القاعدة في جزيرة العرب مدركة أنه حتى بفرض ما يتحتم على قوات الأمن الحكومية في اليمن من مواصلة حملتها في مكافحة الإرهاب، إلا أنه من غير المرجح أن تؤثر مثل تلك الإجراءات تأثيراً كبيراً على المخطط التشغيلي الجاري وكذا/ أو على التنفيذ.
إن نظرة الرئيس صالح لحركة المعارضة السياسية باعتبارها الخطر الأكثر أولوية لنظامه هو أمر يوحي إلى حد كبير بأن الحكومة اليمنية ستواصل محاولاتها لاسترضاء أو حتى كسب [استمالة] العناصر المتطرفة في الوقت الذي تحاول فيه قمع المشاعر الانفصالية في الجنوب.
وباتباع هذه الاستراتيجية، فإن العمليات اليمنية في مكافحة الإرهاب ضد القاعدة في جزيرة العرب من المرجح أنها ستتضاءل، وبالتالي فإن التنظيم الإرهابي سيتمتع بدرجة أكبر من الحرية للتخطيط لشن هجمات في كل من اليمن وفي المملكة العربية السعودية المجاورة. (ملحق المصادر 12-13).
ترجمة خاصة بالمصدر أونلاين.
يمنع نقلها دون إذن مسبق.