<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

أكذوبة المتاجرة بالدين

أصيب الكثيرون بالملل والصداع من الاسطوانة المشروخة التي يكررها الإعلام الأجوف السطحي، ويكررها كذلك العلمانيون والليبراليون والكارهون للإسلاميين، فيقولون: (المتاجرة بالدين)، و(عباءة الدين) و(التمسح بالدين) و(استغلال الدين) و(التستر بالدين).......الخ، وقد زاد استخدام هذه الألفاظ في الإعلام المرئي والمقروء في الفترة الأخيرة خاصة بعد اكتساح الإسلاميين للانتخابات في المرحلة الأولى، حيث ثارت ثائرة العلمانيين والليبراليين فأخذوا يبحثون عن وسيلة يشوهون بها صورة هذا المنافس القوي المكتسح فلم يجدوا إلا العودة إلى اسطوانتهم المشروخة القديمة وهي اتهام الإسلاميين بأنهم يتاجرون بالدين ويتمسحون بالدين ويستخدمون الدعاية الدينية لاستقطاب الناس ودغدغة عواطف الجماهير ليصوتوا لهم في الانتخابات.

وهذا الاستخدام لا يردده إلا مَن يرون ويعتقدون ضرورة إبعاد الدين عن شئون الحياة، أو يرون حصر الإسلام في إطار المسجد فقط، فإذا ما خرج المسلم من مسجده فإن عليه أن يترك إسلامه داخل المسجد، ويحظر عليه أن يتعامل به خارج هذا الإطار، أي خارج إطار المسجد، فإن للحياة وللحكم وللسياسة – من وجهة نظرهم – قوانين وتشريعات أخرى لا علاقة للإسلام بها، وليس مؤهلاً للوصول إليها والتعامل معها.    

إن الإسلام في نظر هؤلاء لا يتجاوز الصلاة والصيام والزكاة والحج، وليس في مقدوره أن يتجاوز هذا الإطار الضيق، إنه – من وجهة نظرهم – لا يتعدى أن يكون مجموعة من العبادات والطقوس يؤديها المسلم داخل المسجد وكفى، وهذه الطريقة في التفكير هي ما نعرفه في واقعنا المعاصر باسم: ((الفكر العلماني)) أو ((العلمانية)).

والعلمانية مذهب من المذاهب التي ترمي إلى عزل الدين عن التأثير في الدنيا، أو هو مذهب يعمل على قيادة الدنيا في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها بعيدًا عن أوامر الدين ونواهيه.

وهذه طريقة من التفكير المغلوط التي ابتلي بها العالم الإسلامي وتمثل الإفراز المشوه لحركة التغريب والغزو الثقافي التي تعرضت لها بلادنا في فترات الاستعمار الذي اجتهد في تغييب كل ما له علاقة بالدين وصرف المسلمين عن التمسك بالإسلام، وتطورت الأمور بعد ذلك إلى فكرة تنحية الدين عن إدارة شئون الحياة وتصويره على أنه سبب التخلف والتراجع.

لقد كان الفكر العلماني (مذهب فصل الدين عن الدولة) أحد أخطر النتائج التي تمخضت عنها جهود التغريب في العالم الإسلامي، إذ يضم هذا المذهب في ثناياه كل المفاسد والأوضار التي أفرزتها المدنية الغربية الحديثة، ويتركز في أهدافه ومبادئه بصورة أساسية حول فصل الدين عن الدولة، والابتعاد بالدولة عن سلطان الدين، وكان من أهدافه الأساسية:

1.    إيقاف دور الإسلام كمحرِّك وموجِّه لحياة المسلمين في كل جوانبها الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكمصدر للتشريع ودستورٍ يحتكم إليه المسلمون جميعًا حكَّامًا ومحكومين.

2.    استيراد النظم والمبادئ الأجنبية ليصبح العمل بها بديلاً للنظم الإسلامية التي قُصِد إلى تنحيتها عن شئون الحياة، وقد عانى المسلمون - ولا يزالون - من هذه النظم الوافدة، سواء في ذلك النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقضائية...الخ.

3.    توجيه المجتمعات الإسلامية إلى هذه المادية التي سقطت فيها المجتمعات الغربية لتعميق التدهور والانحلال الديني والأخلاقي والاجتماعي في حياتهم، فحين تسري في المسلمين- لا قدَّر الله – جاذبية المادة التي انتهت بالغرب إلى إنكار كل ما وراءها، وجَحْد كل ما لا يقع تحت الحس والاختبار، فإن ذلك يؤصل الإلحاد ويدفع بالقيم الأخلاقية والاجتماعية إلى هاوية ليس لها قرار.

وقد وفدت هذه الفكرة إلى مجتمعاتنا الإسلامية من الغرب الأوروبي، ونادي بها بعض المسلمين إلحادًا وزندقة، أو ذلة وهوانًا وعمالة للغرب، أو جهلاً وغباءً فاحشًا بحقيقة هذه الدعوى ومقاصدها الخبيثة، وحاول المفتونون بالحضارة الغربية الترويج لهذا المذهب في العالم الإسلامي ومحاولة تطبيقه على الإسلام وفصله عن السياسة، أو بالأحرى فصله عن الدولة على غِرار ما فعلت أوربا، ثم كانت ظروفُ الضعف التي مرت بها الخلافة العثمانية-بعد سلسلة من المؤامرات ضدها- ثم إلغاؤها فرصةً للمتكالبين على الإسلام وأهله للتحول من مرحلة الدعاية والترويج لهذا المذهب المنحرف إلى مرحلة التطبيق العملي له في تركيا مركز الخلافة العثمانية، وبعد أن نجحت هذه التجربة الآثمة في تركيا أصبح لهذا المذهب معتنقوه ومؤيدوه من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا في كل دول العالم الإسلامي بلا استثناء.

ومنذ هذه اللحظة وُجِدَ على الساحة الفكرية التيار العلماني الذي يدعو إلى تنحية الإسلام وفصله عن السياسة والابتعاد به عن شئون الدولة، وقد ظهر هذا التيار في مواجهة التيار الإسلامي الذي يتبنى الدفاع عن شمولية الإسلام ويرى أنه دين ودولة، عقيدة وعمل، عبادات ومعاملات، سياسة وقيادة، وأن الدولة وشئون الحكم والسياسة جزء منه، وأن الحكومة ركن من أركانه الأساسية. 

إن كثيرين ممن يتصدرون المشهد الإعلامي والسياسي في بلادنا تربوا على هذا الفكر  المنحرف واعتنقوه واعتقدوه وأصبح جزءًا من شخصياتهم، ويحسبون أنهم على شيء من التفكير والفهم، والأخطر من ذلك أن كثيرين منهم تأخذهم العزة بالإثم ويقرون بأنهم ليسوا على استعداد للتنازل عن هذا الفكر أو تغييره حتى وإن ثبت خطؤه وخطره.

إن العلمانيين ومعهم الإعلام المنافق عندما يستخدمون مثل هذه المصطلحات المغلوطة يعلمون تمامًا أنها تحقق هدفهم الأساسي وهو تنفير الناس وإبعادهم عن الإسلاميين، لأن هؤلاء العلمانيين ومعهم الإعلام بفروعه المختلفة نجحوا قبل ذلك في ربط الدين في أذهان الناس بالخوف والفزع والتخلف والتعصب والتحجر والرجعية وسفك الدماء وكل ما هو سيء ومرعب، وأصبح الكثيرون من الناس عندما يسمعون كلمة الدين يقفز إلى ذاكرتهم كل ألوان الخوف والفزع، ويكون رد الفعل الطبيعي هو الابتعاد والنفور.

ويغيب عن هؤلاء العلمانيين وعن الكثيرين حقيقة الإسلام في حياة المسلمين، إن الإسلام هو الموجِّه الحقيقي والفعَّال لكل ميادين الحياة، بل الموجِّه لكل خطوة من خطوات المسلم، ولم يترك جانبًا من جوانب الحياة إلا وضع له القواعد التي تنظمه والأطر التي تحكمه، والنظم التي تضبط حركته وفاعليته في المجتمع الإسلامي، يستوي في ذلك الجانب السياسي والجانب الاقتصادي والجانب الاجتماعي والإداري وغير ذلك من جوانب الحياة، فهو نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا، فهو دين ودولة، عقيدة وعمل، عبادات ومعاملات، وليس مجرد شعائر تقام، أو مجرد عبادة وذكر لله في المساجد وفقط. 

هذا التفكير هو الذي يجب أن يعتنقه ويعتقده كل مسلم عن الإسلام، وأي تفكير يخالف ذلك فهو فكر منقوص يحتاج إلى مراجعة سريعة، فحب الإسلام والغيرة له ونشر مبادئه والسعي إلى تحكيمه في كل شئوننا هي مهمة ومسئولية المسلمين جميعًا، كل حسب طاقاته وإمكانياته وقدراته، وليست مهمة أو مسئولية شخص بعينه أو هيئة معينة أو فئة من العلماء دون غيرهم، إن الإسلام هو القضية الكبرى التي يجب أن يعيش لها كل المسلمين، وحب الإسلام ليس حبًّا نظريًّا فقط، وإنما يجب أن يتحول هذا الحب النظري إلى جهد عملي لكي يحكم الإسلام شئوننا ويسود في مجتمعاتنا، والسعي إلى تحكيم الإسلام ونشر مبادئه وقيمه يكون بكلمة أو بمقال أو بصوت انتخابي أو بأية وسيلة تؤدي إلى تحقيق هذا الهدف.    

وهذه المسئولية ليست حكرًا على أحد، ولكن يشترك فيها كل المسلمين بكل فئاتهم وطبقاتهم وثقافاتهم دون تمييز، ولا يستطيع أو يجوز أن يتنصل من هذه المسئولية أحد بأي عذر من الأعذار، ونؤكد هنا على أننا نتحدث عن الدعوة إلى الإسلام ونشر مبادئه وقيمه ولا نتحدث عن الفتوى في الأمور المختلفة؛ لأن هذا الجانب – أقصد جانب الفتوى – لا يجب أن يتعرض له إلا أهل الذكر في كل مجال من مجالات الحياة.

ومن شبه الشيطان التي يرجف بها على كثير من المسلمين أنه يلقي في قلوبهم أنهم ليسوا من الفئة التي تعمل للدين، وأن العمل للدين مسئولية أصحاب اللحى الطويلة والثياب القصيرة، أو أن العمل للدين مسئولية الهيئات ورئاسات الإفتاء ومجموعة من الدعاة ذوي العمل الدعوي الجماهيري، أما أنت فمصدر للتلقي يكفيك أن تصلي الصلوات الخمس، وتصوم رمضان وتحج البيت في العمر مرة، هكذا يرجف الشيطان على البعض موسوسًا: ألا تذكر خطيئتك؟ ألا تذكر ذنبك؟ أمثلك مؤهل لأن يعمل للدين بكل هذه الأقذار وكل هذه الخطايا، وكل هذه الذنوب؟ فما يزال الشيطان يلقي عليه قصيدة في هجائه، حتى يستشعر أنه ليس من الفئة التي تعمل للدين، إذ ليس هو أهلاً لذلك.

إن العمل للدين ليس مصنفًا إلى شرائح وفئات، فكل مسلم بانتمائه للإسلام عامل للدين، مهما كان عليه، ومهما كان فيه من خطأ، ومهما اعتراه من تقصير، فينبغي ألا تضيفَ إلى أخطائِك خطأً آخرَ وهو القعود عن العمل للدين، وينبغي ألا تضيف إلى ذنوبك - إن كنت استوحشت من ذنوبك - ذنبًا آخر وهو خذلان العاملين للدين، فاعمل معهم، فلعلَ عملك لدينك يطفئ حرارة الذنوب وتكاثر السيئات.

وقد يفاجئنا البعض بالسؤال التالي: ما دوري؟ فلستُ بالعالم فأفتي الناس؟ ولا بالخطيب فأخطب في الناس؟ ولا بالداعيةِ فأدعُو الناس؟ وهنا ينبغي أن نزيلَ من أذهانِنا وهمًا كبيرًا وهو أن العملَ للدين هو العملُ الجماهيري فقط، أو أن العمل للدين في الخطبِ والمحاضرات والندوات ومجالس الإفتاء وبرنامج كذا وكذا، هذا فهم قاصر وخطأ كبير، فالعمل للدين له أدوار كثيرة ومجالات متعددة ومسارب بعدد أنفاسنا، فقد يكون العمل للدين بالدعاء، وقد يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد يكون بالتصدق وبذل الأموال لنشر الدعوة، وقد يكون بكتابة مقال، وقد يكون بمداخلة تليفزيونية لتصحيح مفهوم، وقد يكون بالتصويت في الانتخابات.....الخ، ومن المؤكد أن كل مسلم يريد أن يعمل للدين سيجد الوسيلة والطريقة التي تتناسب مع قدراته وإمكانياته ومؤهلاته وتساعده على المساهمة في نشر الدين وتصحيحه في العقول والقلوب وتحكيمه في كل شئون الحياة.

ومن هذا المنطلق فإن الإسلاميين الذين يتبنون منهج الدعوة إلى الإسلام ينطلقون في عملهم من المسئولية التي يستشعرونها تجاه دينهم، واتهامهم بالمتاجرة بالدين أو التمسح به هو خوض في النوايا والضمائر والسرائر التي لا يعلمها إلا الله، وهو سبحانه وحده الذي يحاسب عليها، وهذا الاتهام لا يجب أن يصدر من مسلم إلا إذا كان معه من الأدلة ما يؤكد اتهامه، وهؤلاء الإسلاميون ليسوا ملائكة، ومن المتوقع أن يقعوا في الأخطاء، أو يكونوا فريسة لإغراءات المنصب والحكم، وهنا يجب على الجميع أن يقوموا بواجب التقويم والنقد لتصحيح المسيرة والعودة إلى المنهج الصحيح.

 لهذا كله كان من الواجب ألا ننجر وراء مثل هذه المصطلحات التي لا يُقصد من ورائها إلا تشويه صورة الإسلاميين وعرقلتهم عن أداء مهمتهم ومسئوليتهم التي هي في الأصل مهمة ومسئولية كل مسلم، وإذا كان هناك من يقوم منا بهذه المسئولية، فإن مسئولية باقي المسلمين لا تنقطع أو تسقط، بل على الآخرين مسئولية أهم وهي بذل النصيحة والتوجيه، والنقد أحيانًا بالأسلوب المناسب اللائق لنصل إلى المنهج الأكمل والأفضل والأرشد لتحكيم شرع الله في الأرض وفي كل شئون حياتنا، فإن منهج التكامل بين المسلمين جميعًا هو الأصل في الدعوة إلى الله وتحكيم شرعه في الأرض.

إن حياة المسلمين جميعًا هي من أجل الدين ومن أجل العبادة، بل إن حياتنا كلها عبادة، يقول ربنا جل وعلا: ((وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإِنْسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) (سورة الذاريات، الآية رقم 56)، وقد يفهم البعض العبادة على أنها إقامة الشعائر المعروفة من صلاة وصيام وحج وزكاة، وهذا فهم غير صحيح، فإقامة الشعائر جزء من العبادة وليست كل العبادة، فالعبادة مفهومها أوسع وأشمل من مجرد إقامة الشعائر، وعلى ذلك فإن كل عمل يقوم به المسلم ويتوفر فيه شرطان: الأول: إخلاص النية لله تعالى، والثاني: الموافقة للشرع، هذا العمل يُعَدُّ عبادة لله تعالى، وبالتالي فإن طلب الرزق عبادة وطلب العلم عبادة، وصلة الأرحام عبادة، وتربية الأولاد عبادة، والنوم عبادة، وتناول الطعام عبادة، والسعي إلى نشر الإسلام وقيمه ومبادئه وتحكيمه في شئون المسلمين عبادة، وكل عمل يقوم به المسلم يجب أن يتوجه به إلى الله تعالى، وإذا وجد المسلم أن عملاً ما يريد أن يقوم به وقد فقد الشرطين السابقين أو أحدهما فلا يجب أن يقوم به؛ لأنه في هذه الحالة سيكون ذنبًا يتحمل وزره أمام الله تعالى.

وإذا ما سمعنا من يقول: لماذا تُدخلون الدين في كل شيء؟ نقول لأن الدين هو حياتنا، وهو الذي يحكم حياتنا، وهو الذي من أجله خلقنا الله، فهو يحكم سياستنا، ويحكم اقتصادنا، ويحكم مجتمعنا، ويحكم أخلاقنا، ويحكم علاقاتنا بالآخرين، ويحكم كل تصرفاتنا وسلوكياتنا، ولا يمكن أن يكون هناك شيء في حياتنا يخرج عن إطار الدين، أو ليس للدين عليه سلطان، وإذا وُجد هذا الفهم فهو فهم مغلوط وغير صحيح، وعلى صاحبه أن يُراجع نفسه قبل فوات الأوان.

ونصل من ذلك كله إلى أنه لا يوجد في حياة المسلمين ما يُسمى بالمتاجرة بالدين، أو التستر بالدين، فالواجب على كل المسلمين أن يعملوا من أجل الدين، ومن أجل توجيه الناس إلى الدين، ومن أجل تحكيم الدين في كل شئون حياتنا من حيث الظاهر، فالظاهر هو الذي نستطيع أن نحكم عليه، أما النوايا والضمائر والسرائر فأمرها موكول إلى الله، وهو وحده سبحانه الذي يعلمها ويُحاسب عليها، إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر، ولا يستطيع أحد كائنًا مَن كان أن يحكم عليها أو يفتش فيها؛ لأن الحكم عليها والتفتيش فيها في هذه الحالة سيُبْنَي على الظن الذي نُهينا عنه، يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا))، (رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم)، لذا وجب على المسلم ألا يقبل شيئًا دون التحقق منه، ولا يتخذ موقفًا أو يبني رأيًا على أخبار منقولة دون التثبت منها.    

إن من أوجب الواجبات على كل المسلمين أن يستشعروا المسئولية للعمل لدينهم، وأن يكون هذا العمل ظاهرًا في حياتنا، نراه في كل كلمة وفي كل حركة ولفتة وسلوك وعلاقة ومشاركة، لتكون حياتنا كلها بالدين وللدين.

                   والحمد لله رب العالمين،،،،،

   د/ محمد علي دبور

كلية دار العلوم – جامعة القاهرة

وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

[email protected]

 

 

 

 

 

 

المصدر: مقال شخصي

ساحة النقاش

asmaaeldsouky

هذا الحديث فى منتهى البلاغة ولكن لمن يفهمه ولكن باقى الشعب الذى لا يقرأ ولا يكتب وهم قطاع عريض من يشرح له هذه المفاهيم لكى يستوعب أنه لا يجوز فصل الدين عن الحياة ؟ إذن من يقوم بهذا الدور لكى نساهم فى حل جزء كبير من المشاكل الذى يعتبر عدم الوعى هو السبب فيها .

mohammeddabbour

أستاذة أسماء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاك الله خيرًا على هذا التنبيه، أعلم أن هناك قطاعًا عريضًا من المسلمين لا يقرءون ولا يكتبون وهم في أمس الحاجة لفهم هذه المعاني، ولكن هؤلاء يمكن أن نصل إليهم عن طريق دروس المساجد المباشرة فهي غالبًا ما تكون بلغة بسيطة سهلة، ولكن أريد أن أقول إن كثيرًا من المثقفين أيضًا -للأسف الشديد- يجهلون هذه المعاني، لذا أتمنى أن يصل مقالي هذا إليهم جميعًا.

عدد زيارات الموقع

80,491