التميز في التلاحم الاردني
الدكتور: محمد حيدر محيلان
الرحمة والتلاحم الاردني حالة وجدانية ومشاعر عفوية وهي في كيمياء الدم الاردني وليست متكلفة كما يدعي البعض ان الاردني يبالغ في حزنه على ابنائه الشهداء ...فقد لا تتواجد هذه الحالة الاردنية الخاصة في بعض الدول وابنائها ولذلك ينظرون لها بانها مبالغة لدى الاردنيين ..ان الشعب الذي يحتضن المهاجرين من شتى الاصول والمنابت ويحنو عليهم ويدمجهم في المجتمع ويوءاخيهم ويسبقوه الى الوظائف والمناصب ولا يثير ذلك غضبه ولا حنقه ولا يستخفه ولا يستفزه ... لانه وطن الانصار.. من يقتسم الحزن والوجع مع الشقيق واللقمة والشربة والوظيفة والمسكن والملبس اليس جدير بان يبكي ابنه اذا فقده ويفجعه خبر الاعتداء على اي واحد من فلذات كبده ... هذا الوطن متميز بابنائه وثباته فكل رجل فيه اثقل من جبال عجلون عقلا وقلبه اكبر من الاراضي القاحلة والصحراوية التي تنتشر في جنباته ..وكل امراة فيه يوزن عقلها وقلبها او يقارب عقل وقلب الصحابيات الجليلات فكلهن الخنساء وهند بنت عتبة المسلمة ..وابناء الاردنيين كلهم عمار بن ياسر .. الاردنيون يتميزون بنسيجهم وطينتهم المكونة من الوفاء والاخلاص والمودة والانتماء للتربة الاصلية ولمياه نهر الاردن المقدس التي مزجت منها مضغهم وصلصالهم ..هذه الطينة المميزة والنادرة لا توجد بغير هذا الوطن وهذه البيئة الصحية.. فعلى هذه البقعة المقدسة الاف من رفات الصحابة الشهداء ورفاق الرسول الكريم عليه السلام ممزوجة بتراب الاردن .. وماء النهر الذي روى ويروى هذا التراب هو مقدس ايضا .. فبالله عليك كيف لا يكون هذا الشعب مميزا وراقيا وقد حباه الله هذه الصفات والمكونات .. فلا لاعجب ولا غرابة .. والعجب والغرابة ان يسلك احد ساكنيه سلوك مغايرا لاهله وقيمهم وما جبلوا عليه من طيبة ومحبة ولحمة ووحدة يعتبرها البعض مبالغة او تمثيل ... ومن لا يعرف الصقر يشويه .. ومن لا يعاشر الاردنيين يجهلهم ويقول فيهم ما يقول .. حمى الله الاردن والاردنيين وطنا وقيادة وشعبا وسائر بلاد العرب والمسلمين
ساحة النقاش