بطل الدفاع المدني
مهداة لشهداء الدفاع المدني الاردني الابطال
شعر: د. محمد حيدر محيلان
وصلَ المكانَ مهرولاً
وأتاحَ للهممِ العنانْ
واستلَ من غَمدِ الزمانِ
مروءةً طُويَتْ
وعجلَ واستعانْ بمنعشِ الرئةِ
وكمامِ الأمان...
يتصارعونَ مع الدخان..
وجلُهم يصلى بنارٍ أضرِمتْ
فتعوذتْ منها شياطينٌ وجان..
فقدوا الهواءَ .. وأيأسوا
من أهلهِمْ ومنْ القريبِ العونِ
لا كفٌ تذودُ ولا يدان..
وصلَ المكان
هو منقذٌ لا يُستهانْ...
ورفاقهُ كلٌ يجاهدُ حازماً
ومكافحاً سحبَ الدخان
والنارُ تصلي جباهَهم وأكفَهم
فتذيبُ أغطيةَ الأمانْ..
وأنينُ أخوان الحريق
يفتُ في كبدِ الجَنان..
وصريخُ أهليهمْ يدَوي
مستغيثاً أشعلَ القلب الحَنانْ
النارُ تأكلُ داخليها...
تقضم الجدرانَ
ثم تُطلُ من شباكهِم فجعى
تمدُ لسانَها كالافعوانْ
لكنَ هذا الاردني
بطلَ الدفاعِ المدنيْ
أقدمْ لها لا ينَثني
هبتْ وهبَ كما الشرار
فتأججتْ لما رأته تأججا
وتغيضتْ لما رأته تغيَضا
أنْ يفتديهم كان أكبرُ همِه
فصراخُ أهليهمْ ييُشيطُ بدَمِه
أفضى لأولِهمْ وألبسَه كمامتَه
وأسرعَ واسْتدارْ..
النارُ تلفحُ وجهَه
لتردَه وعمى القتار..
وألحَ ينفخَ بالحياة
لكنهمْ فقدوا الحياة
وبنخوة الشجعانِ
ظلَ يواصلُ الانفاسَ
حتى أنفدَ الانفاسَ
إيثاراً ومكرُمةً
وايماناً بواجبهِ
يودعُ مرهفَ الإحساس...
شيَعَه رفاق دفاعنا المدني
على أكتافهم علماً
وفي أكبادهمْ ألماً
فكانَ الرمزَ في الإيثار..
وكانَ لفخرِنا عنوانْ
وكانَ مجاهداً بطلاً
يموتُ لينقذ الانسانْ
ساحة النقاش