الولد الغضوب
شعر: محمد حيدر محيلان
وكنت اذا جفاني هوى بلادي وواصلــــني التكـــدُرُ والشحوبُ
وآذاني القريب كما البعيد تركت الدار, يسعفـــني الـــــهروب
فاسرجت الخيول بلا زوادٍ ورحــتُ وقلــتُ أنـــــي لا أأوبُ
فلا امل يُرى في بثِ نجوى فقد مات الوفـــــا, قَستِ القلوبُ
تناستني الحواضر والبوادي وأجحدني الشمال كما الجنــــــوب
غربت عن البلاد وقلت انسى لكي تنسى وتفقدنـــي الدروب
ألوذ من الهواء فلا يراني وأخفيني اذا هـــبَ الهبـــوب
أهاجر تربها وأسى بنيها وأعلن أنـــــها بنــتٌ لــــعوب
اصوم عن الكلام فلا اجيب ولا افطر اذا حــــل الغـــــروب
وأنْ صُبحاً أطلَ أدرتُ وجهي لكي يُغرب سراعــــاً أو يـــؤوب
فلا اربدْ يؤرقني هواها ولا عمـــــان أضرعها حلـــــوب
ولا عجلون يأسرني نداها ولا طــــير اصيـــغ له طـــروب
وان صرختْ عليَ جبالُ رمٍ أصُـــمُ مسامــعي كيــــما أذوب
وليس معان يُحزنني اساها ولا أحنــو لأوجـــــاع الجنـــــوب
وأقسو حتى لا اسلو جفاها وان حَدبـَــتْ علي يـــدٌ حــَــدوب
ولكن حين اصحو من همومي ويعفى الجــرح أو تشفى الندوب
افيقُ وفجأة يغلي حنيني اعـــود مكــفرا ذنبــاً, أتـــــوب
أسائل عن بلادي وعن بنيها وأركـــض في بواديــها أجـــــوب
أقبلُ رأســـها وأكيلُ لثــــــما لكفيـــها ودمـــعاتي ســـكوبُ
فكيفَ يُقطْـــعُ الولدُ الأبـــَــرُ وصـــــالَ الأمِ يغلــــــبه الغلـــــوب
إذن فعققتُ والابناءُ توصِلْ وهلْ يعــــقلْ أنا ولد غضـــوب
معاذ الله ان اجفو بلادي وان جــــافى المداهـــن والكـــذوب
عمان – 27 -5 – 2015
ساحة النقاش