حضر متقاعدو الشمال ولم يحضر مدير مؤسستهم
06/12/2013 15:28
الكاتب : محمد حيدر محيلان
جلس حشد كبير من كبار ضباط متقاعدي الشمال العسكريين من الألوية الباشاوات والعمداء البيكات وغيرهم من الرتب الأخرى في قاعة غرفة تجارة اربد- الخميس 6-12- ينتظرون حضور مدير مؤسسة المتقاعدين العسكريين الجديد اللواء المتقاعد محمود ارديسات وحسب الموعد المبرم من قبل عطوفته للقاء أبناء الشمال المتقاعدين وتدارس همومهم ومشاكلهم ، والتي أبرزها تجاوز المسؤولين وأصحاب القرار مطالبهم وعدم الاهتمام بهم . وهم الأكثر عددا وكماً ومنهم الأكفأ نوعا ومنهم الأقدم خدمة ورتبة من عطوفة المدير.
وقد تفاءل الكثير من أبناء الشمال المتقاعدين عندما تولى المدير المذكور مهامه أملا في إنصافهم والالتفات إليهم والاهتمام بهذه النخبة الراقية (والمغمورة قصدا) وهم الذين خدموا باعتزاز في القوات المسلحة الأردنية والأمن العام والدفاع المدني والمخابرات،ولم يألوا جهدا أو يتوانوا في سبيل ر فعة القوات المسلحة وأجهزة الأمن، وخدمة الوطن والمواطن وقائدهم الأعلى، ولم يوفروا جهدا في سبيل انجاز واجباتهم ،ولم يهونوا أو يتخاذلوا ، بل أعطوا بهمة وكفاءة واقتدار، وكثير منهم من أحيل على التقاعد وهو في قمة العطاء وعلو الهمة وعنفوان الشباب وغاية الولاء والانتماء... فصبر واخذ بالأسباب ورضي بالواقع.
وان القوات المسلحة الأردنية أرادت- مشكورة - لأبنائها المتقاعدين بعد هذه الخدمة ان يعيشوا بكرامة واعتزاز وكبرياء فأنشأت لهم مؤسسة تحتضنهم وترعى شؤونهم وتتابع أحوالهم وتكون ممثلة لهم أمام الجهات الرسمية والعامة ، ومن خلالها يتم نقل همومهم وتطلعاتهم وحاجاتهم لأصحاب القرار، ولكن للأسف لم يكن احد ممن تولوا إدارة هذه المؤسسة يحفل بأبناء الشمال المتقاعدين الا ما ندر.
وقد فرح بعض المتقاعدين بهذا القادم الجديد وضنوا خيرا وهرعوا للقائه والسلام عليه والمباركة له في المنصب الجديد ، ولكنه خذلهم ولم يأتي للأسف المفجع والمحبط، وقيل لهم ان المذكور يعتذر لحصول ما يشغله عنكم ، فمنهم من صدمه الخبر لحسن ضنه بالمدير الجديد، ومنهم من أولَ وفسرَ الخبر وترجم الحادثة ان المذكور لا يختلف عن سابقيه وان شهاب الدين... ليس أفضل من أخيه .
ان هذه السابقة وهي باكورة أعمال وانجازات المدير المذكور مع أبناء الشمال المتقاعدين وهم مئات الآلاف، قد باءت بالفشل والاستعلاء والتجاهل ...فلا نؤمل الفلاح والخير من هذا القادم الجديد المتعالي . ومهما كان الظرف الطارئ ما لم يكن الوفاة أو المرض الشديد المقعد والملزم الفراش فلا عذر للمدير المذكور . لأنه لو جاءه وفد رفيع المستوى من متقاعدي الشمال وكان لديه موعد لرفض استقبالهم لارتباطه بالموعد المهم أو الاجتماع الخطير ، أما ان يلغي اجتماعهم وقد حضروا من كل قرى الشمال وبعضها يبعد عشرات الكيلو مترات فهذا عادي ولا يحسب له حساب.. إذا لم يكن مدير مؤسسة المتقاعدين أكثر الناس التزاما وانضباطا بمواعيده ووعوده وهو عسكري، فلا أضنه يلتزم بواجباته الأخرى أو يفلح في إدارة هذه المؤسسة العريقة بمنتسبيها .
وحتى لو كان العارض والطارئ والزائر أو الطالب على مستوى عال من الأهمية والغرض المطلوب منه أكثر أهمية - ولن يكون، لان مدير مؤسسة المتقاعدين ليس وزير دفاع أو خارجية – حتى يترك كل مواعيده ويلتئم بلقاء واجتماع مهم ، فكان الأولى والأليق والأجمل ان يعتذر من المعني مهما علت مكانته ودرجته ويقول أنا مرتبط مع متقاعدي الشمال ،عندها سيكبره ويجله الطارئ أو الزائر أو الطالب ،ويزيد من احترامه لأن الإنسان كلما علت مرتبته ودرجته وعلمه وجاهه كلما زاد احترامه للمواعيد والالتزام بها و احترام من التزم بها .
أخيرا أقول وكلنا يعرف ذلك، إننا لن نتقدم ما دمنا لا نحترم المواعيد ولا نلتزم بما نقول ونعد. وحظ أوفر لمتقاعدي الشمال العسكريين .
ساحة النقاش