" وإن كثيرا من الناس لفاسقون "
[5/15/2013 5:54:18 PM]
محمد حيدر محيلان
فعلا أن كثير من الناس لفاسقون ويؤكد ذلك أفعالهم وأقوالهم أن كثيرا من الناس ومن النواب لا يريدون الإصلاح , وان الصب تفضحه عيونه , وكاد المريب أن يقول خذوني.. وليس أدل على ذلك إلا ما يحيكه في الظلام شرذمة ممن يكرهون الحق ويستمرءون الصفقات والمحسوبيات , وما خروج بعض النواب من المجلس حين أعلن وزير الصحة (انه لا يقبل الواسطة ولا المحسوبية في أي قضية تتعلق بوزارته, إلا ما يرضي الله ورسوله من إزاحة الظلم عن المظلوم أو إنصاف من وقع عليه الجور أو إعطاء ذي حق حقه), وطلب عدم إحراجه من قبل السادة النواب , إلا دليل آخر على ثقل وقع الحق على البعض وكرههم للعدالة والأمانة والنزاهة.
وما كان جواب البعض ورد فعلهم إلا أن قالوا أخرجوه من مجلسكم انه رجل مستقيم, أو كأنهم يقولون إن لنراك في ظلاله أو اعتراك بعض الجنون أو أصابك سوء ....أو دهاك انسلاخ عن واقع (البزنس) الذي ولغ به البعض , فكأنهم يقولون ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) ,ولسان الوزير يقول( أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون). وما هم بتاركي عاداتهم وعصبيتهم وواسطاتهم عن قولك وما هم لك بمؤيدين .. ولا هم عن الكيد لك ولأمثالك بناكصين.
فاستهجان بعض الناس وبعض النواب لسماع وزير يحارب الفساد علانية وعلى الملأ دليل الانغماس الكامل والولوغ في الباطل وموالاته ومحاربة الحق والنكوص عنه .. فمجرد تبرؤه من الواسطة والمحسوبية والفساد ومما يفعلون, استفزهم وأثار غضبهم وهروبهم من مجلس التشريع والرقابة ... فجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا وخرجوا من المجلس وهم يتمتمون ...ويتوعدون..
أوليس يطالب جميع الأردنيين بالإصلاح, ومحاربة الفساد ولم يهدأ حراكهم من شهور وبعض هؤلاء النواب يطالبون ليل نهار, ويصرون على فتح ملفات الفساد وجلب فلان وطعج علان, فمالهم عن الحق مدبرين وعن العدل ناكصين؟؟؟
كان الأولى من نواب الشعب الأفاضل ولسان حاله - الذي يصرخون مطالبا بالإصلاح – أن يجلسوا للحوار ويشدوا على يد الوزير مطالبين جميع الوزراء أن ينهجوا منهجه, اوليس ما يدعو إليه الوزير أولى أولويات الإصلاح ؟؟؟ فلماذا يعارضه النواب الأفاضل...وماذا يسمى هذا السلوك ؟؟؟ إن وزير الصحة ولا أريد أن أزكيه على احد ولا اشهد بنزاهته لان شهادتي مجروحة ( لصلة القرابة بيننا) غير انه مشهود له من الجميع بالصلاح والاستقامة, ولسان حاله يقول : إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت...
إلا إن الكثيرين من أصحاب المنافع و(البزنس) لفاسقون ويصرون على محاربة الإصلاح مع سبق الإصرار والترصد والقصد ومثلهم كمثل القوم الذين (َإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ).
وبعد أن قطع قرار الملك قول كل خطيب , بعدم توزير النواب في المرحلة الآنية , وقول الملك أو فعله أو كتابته ارادة ملكية لا ينقضها إلا ارادة مماثلة , وما دار ويدور في مجلس النواب من حردان وتبطيل لعب وتوقيع على عريضة للتصويت على طرح الثقة بالحكومة إلا تحنيق وغبن وتصرف يدعو للاستهجان ويقاس على مبدأ (يا لعيب يا خريب) الحاراتي.
فهل يرعوي السادة النواب وهم أمل الأمة ومرتجى خلاصها من الهمجية والتخلف والرجعية, ويلتفتوا للأهم الأهم ويقوموا بواجباتهم الموكولة إليهم بأمانة وإخلاص ونزاهة وجدية, وان يضعوا التشريعات المناسبة للمرحلة القادمة بما يرضي الله والأمة , أم يلتفت إليهم الشعب بجد ويطالب بإقالتهم واستبدالهم بمن هم أهل للمرحلة وأهل للمجلس , وأضن أن الأكثرية العاقلة في المجلس يعقلون ويعون ما دورهم وما ينتظرهم في هذه المرحلة من التحول الديمقراطي من سن التشريعات وتأكيد الرقابة وتفعيلها وليس إضعافها وتهميشها.
ساحة النقاش