وطاف عليهم طائف وهم نائمون
[1/13/2013 6:27:40 PM
محمد حيدر محيلان
إن اللافتات المرفوعة التي تحمل شعارات وعود باطلة عجزت إن تحملها الأعمدة والأرمات لأنها أمانة والأمانة ثقيلة فلما أحست الحبال والأعمدة أنها تخدع الناس (فأبين أن يحملنها وأشفقن منها) وأطحن بها على الأرض, وقلن للمرشحين اذهبوا انتم وشعاراتكم فنافقوا إنا هاهنا رابضون.
لأنهن لسن كالإنسان (إنه كان ظلوما جهولا) فكثير من الناس لا يعرف معنى الأمانة !! أو انه يتجاهل معناها, وقد يحمل لافتة أو منشور أو إعلان وهو يعلم انه زيف وكذب كصاحبه, ويوزعه على الناس, أو يعلقه أعلى منزله ,وهو يعرف أن صاحبه فارغ كالشعارات التي يتنافخ بها, ويزين بها بيانه الانتخابي.
وكذلك المقار الانتخابية الفارهة والمترفة التي نصبت وشرعت ابوابها لاصطياد المغفلين أو المنافقين الذين يجوبون على جميع المرشحين في مقارهم ويكررون كلمات مكذوبة ووعود مخلوفة, وأمانة هم خائنوها,فألسنتهم معسولة من كثرة اكل الكنافة النابلسية وأيديهم غير نظيفة من التزاحم المتكرر على المناسف البلدية, أو مسك مال النخاسة السياسي . (ويجوع الحر ولا يأكل بضميره ولا بصوته الانتخابي).
فان كل مرشح تاريخه يقدمه أو يؤخره ونزاهته وقوته وأمانته وليس شعاراته الكاذبة . وان إطعام الطعام الآن لكي تستحي العين لا ينفع , لان المطعومين ( كلحوا) وبطلت تنكسر عيونهم.ويعملون على مبدأ (اللي منهم أحسن منهم ) (وشعرة من جلد الخنزير بركة) وإذا لم يكن الطاعم هو أصلا ممن( يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) ولوجه الله لا يريد جزاء ولا شكورا فلا ينفعه ذلك.
بل هم يطمعون بالجزاء السريع وجر المطعوم لصندوق الانتخاب بمركباتهم حتى اذا صوت لهم, عاد ماشيا لوحده فاقدا لاحترام لنفسه محتقرا ذاته(كشاهد الزور). وان لم يكن من حَمَلة البطاقة الانتخابية أو مسكين وفقير فيتولون عنه.
فكانت لفتة وتنبيه من السماء للعاقلين منهم أن أرسل عليهم الله ريحا صرصرا,وطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت مقارهم كالصريم , فتنادوا مصبحين فانطلقوا وهم يتخافتون ,فلما رأوها قالوا لقد أتلفها الريح والثلج والمطر ثم لم يتعظوا فيتضرعون لله ويرجعون، كما قال ربنا عز وجل: (فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون).
ولا أضن أن الحكومة الرشيدة بحاجة أن تشغل نفسها و ذهنها بهؤلاء لتفكر بطريقة لتزوير الانتخابات, حيث لا حاجة لذلك ما دام أغلبية المرشحين من (المسحجين والمطبلين والمزمرين) للحكومات. فممن ستخشى الحكومة؟؟ , وعلى رأي إحدى النساء المسترجلات وقد قيل لها استنكارا , نراك تصافحين وتجالسين فلان وفلان !! فقالت : (ليس فيهم من يُبطل وضوء امرأة). وكذلك حال بعض المرشحين فليس فيهم من تخشاه الحكومة , أو من يضطرها لإعادة التفكير أو مراجعة قراراتها أو إيقاف أو ورد قانون أو إلغاء اتفاقية أو مسائلة وزير أو تحويل فاسد للقضاء,فعلام تزور الحكومة الانتخابات بعد ما استطاعت بمكرها ودهائها تحييد المعارضة ومن يُخشى جانبهم وحضورهم والإخوان المسلمين من خوض الانتخابات, فمعظم المرشحين سواء بالنسبة لها (فتصافحهم وتجالسهم خلوة وعلى الملأ) وتأمرهم بما تريد وحتى على الهاتف للتصويت على القرار التي ترغب.
ولست استبق الأحداث ولا أتكهن, ولكني انظر بعين فاحصة إلى (العنز) قبل أن اطلب الحليب, فمعظم المرشحين مندفع للبصم أكثر من سابقيهم ,فها أكثريتهم يشتري ويبيع( يتاجر) بضمائر بعض الناس وإرادتهم (بمال النخاسة السياسي),وما يؤسف له إننا ما سمعنا أن الهيئة المستقلة للانتخابات حولت أي من المرشحين إلى القضاء بتهمة مال النخاسة السياسي. وهم (المرشحون) على مرأى ومسمع الجميع يعقدون ويبرمون الصفقات الفاسدة مع الفاسدين من الناس وضعاف النفوس !!!. ويطلبون من الناخب أن يقسم على القران أو يحجزون بطاقته الانتخابية ليضمنوا تصويته, وقد أعلن مجلس الإفتاء انه يجوز للناخب ان لا ينتخب المرشح الدافع المال وينتخب الأصلح مبررا ذلك العدول من حديث )من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها، فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه).
واعرف أن ثلثي الناخبين ممن سجلوا للانتخابات ( حيران) , ويتوارى عن القوم من سوء ما بشر به من قرارات الحكومة, وما سمع عن المجلس المنتظر وبعض المرشحين وبرامجهم الانتخابية , أيمسك بطاقته الانتخابية (على هون أم يدسها بالتراب؟؟؟؟) فالكرة الآن في مرمى الناخبين فلا يجب أن يُجرب الإنسان أكثر من مرة ولا أن ُيعاد رموز الفساد للبرلمان ولا للحكومة, فقد يسأل سائل وما الحل؟؟ فنقول إذا كان ولا بد فأهون الشرين, أن تنتخب غير المُجرب بفساد ولا شبهة, والمعروف بصلاحه وتقواه وعلمه وكفاءته بالرقابة والتشريع والقوي الأمين , كيلا تأثم شرعا وتندم طبعا, وتعود حليمة لعادتها القديمة ويرجع مجلس البصيمة,وعندئذ تنزل للشارع وتطالب بحل البرلمان .
ساحة النقاش