جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
من تركيا والجزائر والعراق ومصر إلى بقية أقطار الوطن العربي تخبرنا الأحداث أن هناك أزمة يستعصى حلها بين العسكر والإسلاميين وان أحدا منهم لن يسمح بمرور الآخر ولو من ( سم الخياط ) تبدأ الأزمة تلك في تركيا ليهيمن العسكر على المشهد مئات السنين ثم يخترق الإسلاميين الحصن طاردين العسكر من صدارة اتخاذ القرار وتمر تلك المراحل بإخفاقات ونجاحات لمرحلة تهزوا أحيانا وتتعافى أخرى ليبدأ المشهد أكثر إثارة وترقب في الجزائر عندما قاد (عباس مدني وعلى بلحاج) القياديين الإسلاميين قطار الإسلاميين إلى سدة الحكم ويكتسحوا الانتخابات ساعتها هلل القاصي والداني لبلوغ أول تجربة ديمقراطية مرحلة المهد ولأن المولود غير مرغوب فيه والصعود لنلك التيارات مزلزل لأعمد الدولة المعتقة من طول الانتصاب على دوائر صنع القرار كان للعسكر رأى آخر وإرادة أخرى وهى إلغاء الانتخابات والهيمنة على صنع القرار لتسبح الجزائر في بحور من الدم سنوات أخذت في طريقها المحسن والمسي الصالح والطالح وما كان للجزائر أن تستقر لولا أنصاف الحلول التي بادر بها (بوتفليقة ) تلك السفينة التي أبحرت بتغيراتها من الصومال إلى الجزائر لم يهنئ لها بال بأن تستقر في ميناء بعينه إلا أنها ترسل رياحها إلى شواطئ الأقطار العربية ففي تونس يحرق( بوعزيزى )نفسه بعد صفعه من شرطية أهدرت كرامته وكرامة الوطن ليشعل ربيع لم يخطط له ولم يكرس له فتلتهم ناره صناع القرار ومن حاباهم ويتسلق الإسلاميين إلى الارتفاع المستحيل بلوغه لولا حرق (بوعزيزى) نفسه ويقبضون على جمر الرئاسة التي تغلي في أيديهم وهج نارها تكوى بها أيديهم وأرجلهم من هول حممها والمثير في الأمر هو ذلك النموذج التونسي المبهر في ربيعة وان ضاقت حلبة الصراعات على روادها لكن الجيش التونسي بقى متماسكا ولم ينزلق وراء منظومته التي دان لها بالولاء طوال فترة حكم بن على ليقتصر الصراع وينحصر حول النخب وهذا عكس ما جاء به الربيع العربي على منظومة الجيش في ليبيا وسوريا والعراق وان كان التغيير قصري وبإرادة خارجية خالصة انتهت بسقوط بغداد وانفلاق حبات العقد الطائفي في بلد صرة صدام حسين في منظومته القطرية وفى كل محطة يمر بها الربيع العربي يستشرى الصراع بين القوى الإسلامية والعسكر ليتحول الربيع العربي إلى خريف تتساقط أوراقه وتجف فروعه وبراقص سموم الغرب جذوره فترثوا محطة الصراع بين العسكر والإسلاميين في مصر وان غلفت بغطاء شعبي ونخب احتسبت على المعارضة ورموز تناطحت الأدوار المتناقضة في المسار السياسي فيقفز الإخوان إلى دائرة صنع القرار بالترجل إلى صناديق الاقتراع ثم تلتهم الإخفاقات التي كرس لها الرئيس المنتخب وبارك مسعاها العسكر والداخلية ليقع الإخوان في صدارة المشهد المتأزم مع الشعب فيتم عزل الرئيس وإلغاء كل الانجازات وتوقف كل التحركات التي تمت على مدار سنة من حكمه فيتم عزله وحبسه ومحاكمته ليبقى المشهد الضبابي للقصة بأكملها تتلخص في إصرار الإخوان المسلمين بعدم الاعتراف بالإخفاقات وعدم رغبة العسكر في تمكينهم من حكم البلاد ويبدأ سيناريو محاكمة مرسى مقتبس بكل تفاصيله من مشهد محاكمة صدام حسين وكأن الرجل أراد بذلك أن يحدث الضجة نفسها التي أحدثتها محاكمة صدام حسين وتناثر شعبيته في عموم أقطار الوطن العربي وهذا هو الدرس الذي استوعبه النظام الحالي من سرية المحاكمة وعدم إذاعتها حتى لا تحدث صدى بين المترقبين والمتلهفين على المحاكمة فتقتصر محاكمة صدام حسين على واقعة كان الأصل فيها تدبير لقتله وتقتصر محاكمة مرسى على واقعة كان الأصل فيها نزعه وترويعه من عرشه لم يعترف صدام حسين حتى تنفيذ حكم الإعدام فيه بشرعية من حاكموه أو شرعية النظام المؤلف من الغزاة وإتباعهم ولم يعترف أيضا مرسى بشرعية من يحاكموه أو من نصبهم لمحاكمته هو إذن نفس السيناريو ونفس المشاهد لتخليد زعيم واستقطاب المتعاطفين معه هو ارث الصراع على الخلود في التاريخ بكينونة بحروف معينة وبلباس معين وإرادة معينة لتبحر سفينة الوطن مجهولة الاتجاه تلاطمها الأمواج وتخترق شرايينها الشعاب فتتوه عنها المراس والمواني ونحن داخلها نرمق النظر في المدى نترقب المراسي التي يتفق عليها أطراف النزاع لنرسو فيها
كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين