<!--
<!--<!--
أنت ولى رغم الفساد
كنت تظن انه لازمن يحول بينك وبين أحلامك هذا إن كانت لك أحلام ترعرعت في حواريك وشوارعك تتطاير كالفراشات تتجاهل المصابيح المضيئة والأنوار المتسكعة آخر الليل تغنى على حافة القانيات تمدد رجليك للماء تلسع كفوفك لا يستهويك تناغى الناس تجوب بين مدقات المزارع وتشم راحة الطحالب المنبعثة من الماء العفنة في الترع والمصارف تتوغل بين مزارع القصب لا ترهبك الذئاب وتنزع العشب الأخضر لكائنات جوعا تنتظر قدومك فتحمل العشب والحطب وقلبك مليء بالمسحات مساحات لا تبلغ مداها من نشوة العيش وحيدا بعيدا عن كائنات تعودت التناطح بالإحزان فترجع تلقى أحمالك وتنظف ساقيك من وحل المزارع وتنطلق إلى شاطئ النهر تنتظر القادمة من بين ثكنات الحواري تملئ مائها ولكن ما غواها الماء ولكنك غويتها من بين رزاز الماء تودعك بعينها وهى تحمل وعاء ها ينطلق قلبك بين مساحات الأحلام التي انفلت مداها بين روائع نسيم السعادة هي تلك حصيلة مذكراتك ومجموع نجاحك وتاريخك الحافل بالتهميش تغزوا الحياة بقلب طيب وعقل فطرى تخترق حدود حسن الظن بالناس فينقلب إلى سوء ظن بك ربما يكمن داخلك الخير ولكنك فشلت أن تصدره للناس وربما تكون داخلك طيبة تستهوى تعذيب من حولك فاندفعت إلى عالم ليس لك فيه إقامة أو مسكن أو فراش ولكن ليس لك عالم غيره ولكنك تصر ألا تودع طفولتك وصباك وطهارتك وطيبتك فيتلقفك من هم على حدود الغدر والتشفي لا يقبلوك أسيرا ولكن تتراقص قلوبهم فرحا بتعذيبك فتتلقفك الأزمات والنوائب ومن هول ما ترى ترتعش فرائسك وينتفض وجدانك أيام رعب تعيشها تحتطب فيها جفونك وتجف دموعك ويرتعش جلدك ما عدت قادر على حمل كوب الشاي يسافر نومك سفر غير شرعي على شراع ليس له مقر أو عنوان فتسأل نفسك عما جنته يداك تكتشف انك لم تستوعب العالم من حولك وظللت أسير أحلامك وصباك فلم تنبت مخالبك ولم تكبر |أظافرك لتخيف أنت إذن عربون لطاولة القمار أنت ورقة في لعب الميسر تلقيك الأكف والأصابع ورقة خاسرة يبصق عليها اللاعب ويلعنها هنا فقط بدأت تتكون مخالبك وتكبر أظافرك لتصرخ بأعلى صوتك أنى أخاف يرافقك الخوف والفزع من عالم رحلت إليه بلا زاد فتخنق داخلك الإنسان الذي أشقيته معك وتجهض أحلامك المنتظرة الولادة وتقذف ما في جوفك من رائحة العطر والياسمين وتملأه بالدخان والأغبرة وتترك ساقيك موحلة بطين مزارع القصب وتهجر شاطئ نهرك لتتبخر محبوبتك التي طال انتظارها على حبيبات الرمل على شاطئ النهر فتمتطى مراكب الصيادين وترحل بين صفحات الماء تبحث عن حلم ابتلعته الأسماك وأنت أيضا تتناقلك الأزمات ويحاصرك خوفك وتكتشف أن الحكم على الناس ليس بوسامة الوجه و أناقة الهندام فالأفاعي أروع ملمسا من وفاء الكلاب وتكتشف أن من بين مسامات الوجوه المضيئة مساحات من الظلام يختفي من النظر يحمل بين ضلوعه رعب وأهوال وان هذا الملمس الناعم والوجه المضي ليس من كرامات الأولياء وان هذا الهندام الرائع والمسبحة الفسفورية ليست صك التقى والورع وإنما هي هذا الغلاف الذي يحتوى بين مساحاته الأهوال وان الصلاة والصيام والمسبحة واعتياد المساجد ليس برهان للإيمان ولكن يجب أن يكون هو حصيلة ونتائج لطيب القلوب والأفئدة وطهارة الضمائر والقلوب الوجلة لله وهى مرحلة الكمال بعد الصفاء فيزداد رعبك وخوفك من زحمة التناقضات فتقرر أن تكون لك مخالب وأنياب وتعتزل أيام الخوف والرعب التي حاصرتك وصكوك الأذى التي بيعت لك فحملتها لتبحث لها عن أكفان ورغم أزماتك وصواعقك تشعر بأن هناك باعث يرافقك أينما حللت يهون عليك ويقيل عثرتك وينجيك من مهلكك رغم تنامي ذنوبك ومعاصيك رغم هجرك وبعدك عن خالقك فيمتطيك العجب من هول ما ترى ومن هول ما تنجوا وتشعر أن هناك كائن يتقدمك يحميك ويحصيك وتتعجب ويزداد عجبك فأنت لن يرافقك صالح ولن يجند لك ملك لتنامي ذنوبك وعدم ولائك لإيمانك ولكن تنظر إلى نفسك فتجدها مطمئنة إلى هذا الذي ينجيك ولا تراه وأنت لست في زمن المعجزات وتكتشف أن هناك نطفة تركها الله فيك لو صلحت لصلح الجسد هي فيك ولم تكتشفها هي من مرغها الناس في الوحل وطهرها الله وهى قلبك الطيب الذي أنجاك وراهن عليه خالقك بأنك ستعود إلى حظيرته هذا القلب الأبيض الذي ينسى ظالمه ويتحرى مظلومة هو إذن من تراهن عليه فلا تترك فيه بقعة ينموا فيها الظلام وقص مخالبك وأظافرك ودعك من هول ما رأيت واتبع من أنجاك وهذه المضغة التي ضنت على كثير من الناس حافظ على ما بين ضلوعك ولا تستهويك ثارات الانتقام وهون عليك مصائبك وخوفك ورعبك وراهن على هذا القلب الذي دفع من أودعه أن ينجيك هي إذن الكرامات لغير الصالحين والأولياء والأصفياء ولكنها كرامات لمن أراد الإله أن ينجيه من جرف الهلاك ويرجعه إلى حظيرته الخاصة ألا يكفيك انه أنجاك وحاك بغرمائك هول ما نسجوه لك وشربوا من كأس ملؤه لك وهووا في حفر حفروها لك ألا يكفيك انك ما قدمت ولا أخرت لكل هذا إذن أنت مع الله ولكنك لا تدرى ويحبك الله وأنت تنساه ويناديك ولكنك أصم الأذان فجلبك إليه بالأهوال لا ليشقيك ولكن ليصطفيك لنفسك وقلبك الطاهر ليس مكان هناك حين المخالب والأظافر والأوجاع ولكن مكانك بين الأحلام والمزارع والشواطئ ومسبحة مضيئة ومسجد وآذان