إقــــــــــــرأ كتــــــــــــابك
(عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)
رايح فين ... هو كل مره هقلك رايح فين ... السائح الروسى أكله القرش قضاء الله ... هنعمل ايه .... لا القرش عميل ولا السائح جاسوس ... ربنا مقدر انى القرش يخرج الى الشاطئ ودى مش عوايده ... وحصل اللى حصل ... طيب بالمناسبة الحزينة دى ... ما تيجى نعرف يعنى ايه اقدار الله ... وانت بتقرأ فى التفاسير تلاقى فى عركة شغالة بين العلماء هو الخضر نبى ولا عبد صالح ولا خلق من خلق الله .... وكل واحد يا سيد الناس برأيه .... وسبنا العلة من ظهور الخضر مع موسى ومسكنا هل هو نبى ولا عبد صالح ... مع انى الانبياء جميعهم تمنوا ان يكونوا من عباد الله الصالحين... اللى الخضر واحد منهم مثلا سيدنا سليمان قال ((وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ) ولوط عليه السلام ((﴿ وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا ۖ إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ طيب ما تيجى نشوف ايه الحكاية ... وتكمل انت قراية عشان نستفيد مع بعض نبتدى يا سيد الناس ..... نبتدى .. بص يا سيدى أول سيدنا موسى ما شاف الخضر عليه السلام قله انا عايز امشى معاك بس بشرط وهـــــــــــــــــــــو (عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)
.......................................................
أتساءل دائما لماذا كل هذا الإصرار من نبى بحجم موسى عليه السلام فى مرافقة الخضر عليه السلام وأتسائل ما الذى يريد موسى أن يتعلمه من الخضر عليه السلام حتى يقول (عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)وأتسائك أيضا ما تلك الطاعة العمياء التى أبداها نبى الله موسى للخضر (سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا)وأتسائل لماذا إلتماس الأعذار من موسى عليه السلام وهو نبى ( لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا) لعبد من عباد الله وأسأل نفسى دائما لماذا كلما أويت الى سورة أتدبرها أجنح دون أن أدرى لسورة الكهف
..............................................................
القرآن الكريم لم يذكر لنا ما الذى يريد أن يتعلمه موسى عليه السلام من الخضر عليه السلام القرآن الكريم سرد لنا الوقائع وأسبابها سواء فى( خرق السفينة أو قتل الغلام أو بناء الجدار )هل هذا ما كان يريد أن يتعلمه موسى من الخضر ... وهل هذا يستحق من نبى بحجم موسى عليه السلام كل هذا الرجاء لعبد صالح أتاه الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما .... وكيف تكون الرحمة فى قتل الغلام .......................................................................
الاجابة عن كل هذه الاسئلة لم يذكرها القرآن صراحة وانما تركها للتدبر وعمق الفهم لكلام الله الاجابة عن كل هذه الاسئلة تكمن فى ما آلت اليه نهاية الاحداث فى تلك الرحلة
..........................................................................................
وهـــــــــــــــــــــــــــــــــــىإنما أراد موسى أن يعرف كيف تدار ( ألطاف الله ) بالعباد وأراد أن يعرف ما هو( القدر )إكتشف موسى عليه السلام أن الخضر هو (قدر الله ) المنزل على عباده قدر لا يطيقه البشر وإن كانو أنبياء وتعلم موسى أن الله لا يأتى الا بخير ... وما نراه شرا بأعيننا هو الخير كله بعين الله تعلم موسى أن الله قد يقيل عثرتك وينجيك من المهالك ويستبدل ما أحاط بك من شر بخير وأنت لا تدرى بصنيع الله لكفام الغلام المقتول (حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ..) لم تعرف أن قتله رحمة له ولها ولزوجها ورغم ان الله عوضها بغلام غيره فهى لم تنسى قاتل ابنها وربما كانت تدعوا عليه .. ولم تعرف أن فى بقاءه حيا شقاء له ولهما تعلم موسى وعلمنا من الخضر عليهما السلام أن نظرتك الضيقة لأمور معيشتك الصعبة هى شر .. ولكن لا تعلم ان الله فى فترة المعاناه القصير تلك يهئ لك فيها أفضل ما عنده لك (حتى إذا ركبا في السفينة خرقها)النظرة الضيقة هى سفينة تم تعطيلها وهى مصدر الرزق الوحيد للمساكين .. فعم السخط والغضب من هذا القدر ( الخضر) الذى عطل ارزاقهم ولم يعلموا انما فى خرقها نجاة لهم ولسفينتهم وديمومة لرزقهم بعد ان يصرف جنود الملك النظر عن تلك السفينة المعطوبة تعلم موسى من الخضر أن ما كان لك لن يكون لغيرك فرزقك لك وليس لغيرك ولا تبديل لكلمات الله (فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه) كانت القرية التى فيها الجدار تسخر منهم وهم يبنون الجدار بلا طعام ولا ماء ... ولم يعلموا ولم يعلم اليتيمين ان رزقهما تم حفظه حتى يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما ..................................................................
هنا يا سادة علمنا الخضر عليه السلام بأن( ألطاف الله وأقداره ) لا نحيط بها كبشر ... وأن ما نظنه شر فقد يكون الخير كله ... وما نظنه خير قد يكون الشر كلهفأنت لا تعلم العلة من ... حريق بيتك ... أو تحطم سيارتك ... أو خسارتك فى تجارتك ... أو فقد عزيز عليك ... فعليك بالرضا بقضاء الله ... وتعلم ان كله خير ... ربما ما حدث لك منع منك شرا لا تطيقه ... أو قهرا لا تتحمله ... أو أحداث لا تستطيع الصمود أمامها فأنت لا تعلم العلة مما حدث لك ... كما لم تعلم أم الغلام سبب قتل ابنها فانت لا تعلم العلة من خسارتك أو فقرك (خرق سفينتك ووإفراغ حمولتها ... إنما هو الخير كله )
......................................
الخضر عليه السلام هو حالة ربانية وهو حالة لتجسيد قضاء الله فى عباده .... وهوالعلة من الكبوات والازمات التى أصابتك ولكنك لا تعلمها الله يعلمها الخضر عليه السلام هو .فى ظاهره قسوة القضاء ... وفى باطنه رحمة رب القضاء ... الخضر هو .. حريق بيتك ... أو تحطم سيارتك ... أو خسارتك فى تجارتك ... أو فقد عزيز عليك ... أو مرضك ... أو مرض عزيز عليك الخضر عليه السلام هو العبد الصالح الذى تمنى جميع الانبياء الدخول الى حظيرة العباد الصالحين ... فكل نبى قال وادخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين والحقنى بالصالحين واجعلنى من الصالحين ... الخضر عليه السلام كان فى تلك الحظيرة الربانية الاستثنائة للبشر هذا ما أراد موسى عليه السلام ان يتعلمه من الخضر عليه السلام ... وهذا ما اراد الخضر ان يعلمنا اياه عليه السلام
....................................
وأخيـــــــــــــرا كل ما نقوله ليس سوى استنتاجات من مقاصد ومآلات الأيات تحتمل الخطأ وتحتمل الصواب وما تطرق إليه الاستنتاج كساه ثوب الإجمال .فى سعيه للتدبر كما أمر ربنا جل فى علاه... ولم ينحرف عنه الاستدلال ... ولم يسقط منه ظاهر المعنى من الأقوال ... إنما ندور فى فلك الآيات نتدبر الحكمة من التنزيل غير مبحرين فى التأويل (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ) اللهم اجعل لنا فيه أجر وأدخلنا برحمتك فى عبادك الصالحين