تخرج طرخان من كليه الفنون الجميله ومثله مثل اى طالب متخرج من الكليه يحلم بالسفر لكى يكون نفسه ماديا وبدء طرخان فى البحث عن سفر خارج مصر وفعلا وجد فى احدى الصحف اعلان عن  طلب مهندس لتجميل حديقه حيوان الطائف بالسعوديه وفعلا قدم اوراقه لمكتب السفريات وتقدم من ضمن سيعمائه مهندس لكى يتم اختيار مهندس واحد فقط  بناءا على الاختبارات التى تم اجرائها لهم ليفوز طرخان بالمركز الاول فى هذه الاختبارات ويجهز طرخان نفسه للسفر للسعوديه وطرخان كان قد تزوج من شهور قلبله ولكن هكذا الحياة لابد من العمل والسعى والسفر من اجل لقمه العيش  وتاتى لحظه الوداع والسفر  ليودع طرخان زوجته واهله واصدقائه فى مصر الغاليه لكى يشق طريقه ومستقبله   واتفق طرخان واحد اصدقائه ايضا مسافر الى جده بالسعوديه لكى يعمل استاذ هناك اتفقوا الاثنان على السفر بالسفينه من السويس والاسماعيليه مدينتهم لا تبعد عن السويس الا خمسه وسبعون كيلو  فقط وبدء طرخان رحله السفر حيث ركبوا السفينه من السويس بعد ان ودع كل الاحباب  وما ان ركب طرخان السفينه هو وزميله حتى جلسوا فى الكبينه لكى يأكلوا وما ان انتهو من الطعام حتى نام طرخان وزميله نوما عميقا وبعد عده ساعات افاق طرخان وزميله عاى كارثه حيث ان السفينه تكاد تغرق تترنح يمينا ويسارا ويسمع صوت دبدبات فى اسقل السفينه وعلى الفور يتذكر طرخان وزميله كلام القبطان فى حاله لا قدر الله ان السفينه تغرق تمد يدك وتلبس العوامه الخاصه بالسباحه حتى لا تغرق وفعلا هذا ما فعله طرخان وصعد طرخان مسرعا هو وزميله الى سطح السفينه ليجد ان كل الناس قد صعدت الى سطح السفينه وقد لبست العوامه وما ان تجمع كل الناس بكثره على متن السفينه حتى انتبه القبطان لهذا الامر فتكلم فى الميكرفون معلنا ان الامر عادى ولا السفينه بتغرق ولا شىء وقال يا جماعه هذه المنطقه التى تمر فيها السفينه الان هى نفس المنطقه التى مر فيها نبى الله موسى عليه السلام حينما ضرب بعصاه عرض البحر لكى ينشق البحر كالطود فى حين كان يتبعه فرعون وجنوده  وظن فرعون ان يستطيع ان يعبر البحر ليتبع موسى ولكن ما ان عبر موسى واتباعه حتى اغرق الله فرعون وجنود ولذلك اراد الله ان يجعلها عبره للناس لكى تتعظ بقدره الله سبحانه وتعالى .                                                 ومن يومها ما ان تمر اى سفينه بهذه المنطقه الا ويحدث مطبات كأن السفينه تغرق  واستطرد القبطان قائلا معلهشى نسيت ابلغكم قبلها كل مره ببلغ الركاب قبلها بشويه للتنبيه معذره لكم جميعا وتفضلوا الان استريحوا داخل كبائنكم  دون خوف او معاناة ولا تقلقوا ابدا الامر بسيط واطمئنوا جميعا                               طرخان سجد لله شاكر وحمد الله وذهب لكى يتوضاء ويصلى لله شاكرا على حفظه وان يصل بخير ان شاء الله   وتصل السفينه الى بر الامان حيث مدينه جده بالسعوديه ويسلم طرخان على زميله ويتفقوا ان شاء الله فى نهايه الاسبوع ان يتقابلوا فى مكه حيث العمره ان شاء الله بعد ان يتسلم كلا منهم عمله  ويسافر طرخان بالسياره الى الطائف حيث تبعد مسافه بسيطه عن جده وما ان وصل طرخان الطائف حتى وجدها محافظه جميله جوها رائع جدا تشيه الاسكندريه والاسماعيليه  وبالفعل وصل طرخان حيث اسوار الحديقه بالطائف ودخل طرخان الحديقه ليجد  السعودى رجل الاعمال المسئول عن الحديقه فى انتظاره مرحبا به ويضع طرخان شنطه ملابسه واغراضه فى غرفته  لكى يصطحبه السعودى ليقدم له واجب الترحيب  حيث ذهب بطرخان الى بيته لكى يتاول معه الطعام وبعد الطعام جلس طرخان فى بيت السعودى فى المجلس لكى يتاول الشاى ويتبدلان اطراف الحديث والحوار حول كيف كانت السفريه وما حدث فى السفينه وكل هذا وانتهوا فى نهايه اللقاء الى كيف سيكون العمل فى تجميل حديقه الحيوان وان المهندس طرخان مسئول عن ثمانين من العماله من مختلف الجنسيات ما بين فلبين هندى وبنجلاديشى ومصرى وغيرهم وهنا بنتبه طرخان ان الامر ليس سهلا فاامامه مهمه ليس بالسهله ولكن ان شاء الله يكتب له التوفيق والنجاح  وبعد ليله نرحيبيه فى بيت السعودى عاد طرخان الى الحديقه لكى ينام ليلته  وفى الصباح رحب به كل الزملاء فى الحديقه وكان هناك لقاء للتعارف ففرح بوجود زملاء له شباب متزوجين وظروفهم تشبه ظروفه الحياتيه  وكان منهن الدكتور محمد مدير الحديقه الطبيب البيطرى وايضا الدكتور عبد المنعم وايضا المهندس يوسف المهندس الزراعى المسئول عن تشجير وتجميل الحديقه زراعيا  وجمع المهندس طرخان كل عمالته  وجلس معهم ورحب بهم وقال لهم ان شاء الله لدينا عمل دؤؤب وخطه لتجميل الحديقه وينبغى على كل واحد ان يكمل عمل الاخر ولاحظ طرخان ان هناك حداد مصرى يشعر بالحزن والاسى ويبدو عليه علامات الكابه فنده عليه طرخان بعد نهايه اللقاء وتودد اليه وطلب منه ان يتمشوا شويه بالحديقه وكان هذا الحدا المصرى رجلا كبيرا يبلغ من العمر الاربعين وقد سافر كثيرا فى بلاد مختلفه منها العراق الكويت لبيا واستشعر طرخان من كلام الحدا انه قد اكتوى بنار الغربه والفراق عن اولاده وزوجته واحبابه  ومن يومها وصارت صداقه بين طرخان والعم حمزه الحداد  ليكون العم حمزه الذراع الايمن للمهندس طرخان  وهنا يحكى العم حمزه كل شىء يعتريه من حزن وضيق ليشعر بعدها بسعاده ان وجد شخص فى غربته يستمع اليه ويفضفض له مشاكله وصراعه النفسى الذى بداخله .                                   وفى ثانى يوم وبعد الانتهاء من العمل جعل المهندس طرخان عاده جميله فى نهايه العمل وبعد الاسترخاء وخاصه فى يوم الاجازه ان يجمع كل عماله بالحديقه لكى يكون هناك عشاء جميل وستمع كلا الى الاخر حلقه سمر مثلما كان يحدث فى معسكرات الجواله بالكليه وكم كانت هذه الحلقات من السمر رائعه ومفيده نفسيا وتقرب الجميع الى المحبه وروح العمل وان يكونوا جميعا على قلب رجل واحد ومن ان وجد الدكتور محمد المدير والدكتور عبد المنعم النائب هذه اللقاءات حتى فرحوا وانضموا اليه مرحبين فرحين بها جدا ليقضوا اجازتهم فى حلقات سمر من الكلام المفيد والضحك والاكل الجميل وكان عبد المنعم استاذ فى طهى الطعام وكل الاكل متوفر بكثره فى الحديقه حتى الفواكه التى تاتى للحديقه بكثره من قبل بلديه الطائف  وكان يتجلى الدكتور عبد المنعم فى طهى الطعام واللحمه متوفره بكثره ويا سلام على الفته باللحمه ما اروع طعام عبد المنعم وفى احد لقاءات السمر وبعد ان شبع الجميع واستلقوا على الارض مفترشين للنوم والحكى والقصص الجميله  وقد قص العم حمزه قصه الحديقه حيث قد تم غلق الحديقه من قبل فطلب المهندس ان يعرف ما هى قصه الحديقه فقال العم حمزه كان يوجد فى الحديقه دب عملاق وكان صديقا له ياكستانى يطعمه ويقدم له كل يوم الطعام ويقف الدب لكى يحضنه مثل الانسان بالضبط وفى يوم من الايام ذهب الباكستانى الى مكه لكى يعمب عمره وتأخر الباكستانى لظروف عن اطعام الدب فحزن الدب وقرر ان يقتل الباكستانى حين عودته وللاسف هذا ما حدث بالفعل حيث ما ان عاد الباكستانى واراد ان يعانق الدب كعادته لكن الدب لم يفعل لم يفطن الباكستانى لمصيره وما ان وضع الباكستانى الطعام للدب والتفت عائدا خارج قفص الدب حتى ذبحه الدب بمخلابه فمات الباكستانى فى الحال ومن هنا اغلق بلديه الطائف الحديق لده عامين وفطن رجل الاعمال السعودى لقيمه الحديقه فتقدم بطلب للبلديه وفعلا اتيح له ذلك لكى يفتح الحديقه مجددا بعد ان تعهد بجلب حيوانات وان يجمل الحديقه ومن يومها والرعب يكتنف الحديقه فهى فى خطر دائم وما ان اتموا الحديث فى خطر الحيوانات فمابالكم وهم يجلسون داخل الحديقه مع الحيوانات ليل نهار وما هى الا لحظه من الصمت حيث استمعوا لصوت مخيف للفهد بجوار منهم اسنان تفتح فى الظلام الحالك بجوار منهم  الخوف يسيطر على المكان والجميع ونده الدكتور محمد على عم عرابى الذى هو حارس الاسد والنور الاكثر شراسه وما ان جى عم عرابى حتى تسحب بالراحه ومسك الفهد من عند سلسله ظهره بيده الاثنين والحمد لله كان هذا الفهد صغيرا جدا فا استطاع عم عرابى ان يمسكه  ومع ذلك لم ينم الجميع ليلتها من الخوف فقد قام المهندس طرخان بحمله تمشيط لكل الاقفاص فا اكتشف ان الفهد الصغير استطاع ان يتسلق من اعلى القفص حيث الرطوبه والصدأ تسببت فى فك لحام الحديد ولذا لم ينم الجميع ليلتهم حتى ان انتهوا من التشيك على كل الاقفاص ومدى سلامتها وامنها فذا جرس اتذار من الله لهم جميعا وفعلا تم اكتشاف فك فى كثير من الاقفاص  والحمد لله ان ربنا سترها من عنده وكان المبيت داخل اسوار حديقه الحيوان شىء جدا مخيف فقد كان طرخان ورفاقه ينمون على صوت زتير الاسد المخيف لدرجه كلا منهم يحلم وكأن الاسد قد جاء اليهم ومد يده وفتح النافذه وهجم عليهم هذا الحلم كان يتكرر كثيرا مع طرخان وكان يقوم من النوم ويستعيظ بالله من الشيطان الرجيم ويتوضألكى  يصلى  ركعتين لله فى جوف الليل ويدعو الله ان بفرج همه وغمه وكربه وان يحفظه هو ورفاقه  فى الحديقه من هذه الحيوانات المفترسه   وفى احد الايام كان المهندس طرخان يرسم داخل قفص الاسد  وبالتالى لابد من ان يتم وضع الاسد داخل غرفته فقط وان يتم تفريغ الحوش منه وبالفعل جلس طرخان يرسم فى الجزء الموجود اعلى نافذه الاسد على غرفنه ونظر طرخان فوجد ان الاسد بعد ان اكل وشبع استلقى على الارض فى غرفته نائما وكلما ينظر طرخان من بين الحديد الموجود على النافذه يجد الاسد نائما مستلقى على الارض فيطمئن قلبه  ويرسم طرخان ويشرد بذهنه بعيد فى زوجته ومحبوبته وفراقه عنها  ويظل طرخان هائما على وجه رغم ان يديه الفنيه ترسم اجمل اللوحات ولكن فجاءه ينهض الاسد قافزا الى اعلى ماددا يديه الاثنين من بين الحديد مخلاب قاتله على عنق طرخان لكن من فضل الله ان اشعه الشمس الساقطه على غرفه الاسد حينما قفز الاسد الى اعلى انكسرت اشعه الشمس مما جعل طرخان ينتبه بسرعه ليقفز للخلف على ظهره ومع ذلك نالت مخالب الاسد من طرخان فا انجر الدم بكميات  وفى هذه اللحظه تصادف دخول السعودى للحديقه بسيارته ليشاهد لحظه سقوط طرخان من اعلى السقاله على ظهره ومن فضل الله كان هناك كومه من الرمال حينما سقط طرخان على ظهره  ويجرى السعودى بطرخان مسرعا الى المستشفى ليتم علاجه وتطهير الجرح ويعود طرخان الى الحديقه وعمر الشقى بقى  ويحمد الله  على السلامه 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 26 مشاهدة
نشرت فى 2 نوفمبر 2013 بواسطة mohamedtarkan

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

64,984