كتب / محمد سالم الهرش

-إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله تعالى فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله و صفيه من خلقه و خليله ، أدى الأمانة و بلغ الرسالة و نصح للأمة فكشف الله به الغمة و جاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته و رسولاً عن دعوته و رسالته و صلي اللهم و سلم وزد و بارك عليه و على آله و أصحابه و أحبابه و أتباعه و على كل من اهتدى بهديه و استن بسنته و اقتفى أثره إلى يوم الدين.

- أما بعد فحياكم الله جميعاً أيها الآباء الفضلاء و أيها الأخوة الأحباب الكرام الأعزاء و طبتم جميعاً و طاب ممشاكم و تبوأتم من الجنة منزلا و أسأل الله العظيم الكريم جل و علا الذي جمعنا في هذا البيت المبارك على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته و دار مقامته إنه ولي ذلك و القادر عليه…
أحبتي في الله… ماذا قدمت لدين الله؟!!
هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك و كعادتنا حتى لا ينسحب الوقت من بين أيدينا سريعاً فسوف ينتظم حديثي مع حضراتكم تحت هذا العنوان" المخجل" في العناصر التالية:-
أولاً: واقع مرير يستنفر جميع الهمم…. ثانياً : و لكن ما هو دوري؟!… ثالثاً : تبعة ثقيلة و أمانة عظيمة أطوق بها الأعناق…. و أخيراً : فجر الإسلام قادم.
فأعيروني القلوب و الأسماع ، و الله أسأل أن يقر أعيننا و إياكم بنصرة هذا الدين إنه ولي ذلك والقادر عليه أحبتي في الله

اولأً : واقع مرير يستنفر جميع الهمم …. والله إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن و إنا لما حل بأمة التوحيد لمحزونون لمحزونون…. أهذه هي الأمة التي زكاها الله بقوله " كنتم خير أمة أخرجت للناس "؟… أهذه هي الأمة التي زكاها الله بالوسطية و الاعتدال في قوله سبحانه " و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا؟.. أهذه هي الأمة التي زكاها الله في القرآن بالألفة والوحدة فقال سبحانه " إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون؟.. إنك لو نظرت إلى الأمة في القرآن و نظرت عليها في أرض الواقع لانفلق كبدك من الحزن و البكاء على واقع أمة قد انحرفت كثيراً كثيراً عن منهج الله جل و علا.. و عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلقد غيرت الأمة شرع الله و انحرفت الأمة عن طريق رسول الله، و الله جل و علا يقول" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم " فأذل الله الأمة لأحقر و أذل أمم الأرض ممن كتب الله عليهم الذل والذلة من إخوان القردة و الخنازير من أبناء يهود حتى من عباد البقر ساموا الأمة سوء العذاب ولا حول ولا قوة إلا بالله …. لقد أصبحت الأمة الآن قصعة مستباحة لأحقر أمم الأرض و لأذل أمم الأرض و حق على الأمة قول الصادق كما في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود من حديث ثوبان : يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا : أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : كلا : و لكنكم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل و ليوشكن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم و ليقذفن في قلوبكم الوهن قيل و ما الوهن يا رسول الله ؟ قال: حب الدنيا و كراهية الموت …

لقد أصبحت الأمة الآن أيها الأخيار غثاءاً من النفايات البشرية يعيش على بساط مجرى الحياة الإنسانية تعيش الأمة الآن كدويلات متناثرة متصارعة متحاربة تفصل بينها حدود جغرافية مصطنعة و نعرات قومية جاهلية و ترفرف على سمائها رايات القومية و الوطنية و تحكم الأمة قوانين الغرب العلمانية و تدور بالأمة الدوارات السياسية فلا تملك الأمة نفسها عن الدوران بل ولا تختار لنفسها حتى المكان الذي تدور فيه!!!!….

ذلت الأمة بعد عزة و جهلت الأمة بعد علم و ضعفت الأمة بعد قوة و أصبحت في ذيل القافلة الإنسانية بعد أن كانت بالأمس القريب تقود القافلة كلها بجدارة و اقتدار و أصبحت الأمة الآن تتسول على موائد الفكر الإنساني و العلمي بعد أن كانت الأمة بالأمس القريب منارة تهدي الحيارى و التائهين ممن أحرقهم لفح الهاجرة القاتل و أرهقهم طول المشي في التيه والضلال بل و أصبحت الأمة الآن تتأرجح في سيرها و لا تعرف طريقها الذي يجب عليها أن تسلكه و أن تسير فيه بعد أن كانت الأمة بالأمس القريب الدليل الحاذق الأرب في الدروب المتشابكة و الصحراء المهلكة التي لا يهتدي للسير بها إلا الأدلاء المجربون.. ما الذي جرى؟؟
قال الله سبحانه ليبين لنا أن ما وقع للأمة إنما وقع وفق سنن ربانية لله في كونه لا تتبدل هذه السنن ولا تتغير مهما ادعى أحد لنفسه من مقومات المحاباه.. قال الله جل و علا" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " لن أطيل في تشخيص الواقع المرير فكلنا يعرفه و لكنني أقول إن هذا الواقع الأليم يستنفر جميع الهمم الغيورة و يستوجب أن يسأل كل واحد منا نفسه هذا السؤال... قل لنفسك الآن.. و أنا أقول لنفسي الآن : ماذا قدمت لدين الله جل و علا ؟؟؟!! سؤال مخجل … سؤال مهيب ماذا قدمت لدين الله جل و علا ؟؟

سؤال يجب ألا نمل طرحه و ألا نسئم تكراره لنحيي في القلوب قضية العمل لهذا الدين في وقت تحرك فيه أهل الكفر و أهل الباطل بكل رجولة و قوة لباطلهم و كفرهم الذين هم عليه!.. انتعش أهل الباطل و تحركوا في الوقت الذي تقاعس فيه أهل الحق و تكاسلوا!!! و والله يا أخوة!! ما انتفش الباطل و أهله إلا يوم أن تخلى عن الحق أهله ماذا قدمت لدين الله … سؤال يجب إلا نمل تكراره لتجييش الطاقات الهائلة في الأمة لتعمل لدين الله جل و علا للقضاء على هذه السلبية القاتلة المدمرة التي تخيم الآن على سماء الأمة لتحريك دماء الإسلام التي تنبض بالولاء و البراء و الغيرة لدين الله في هذا الجسد الضخم الذي يتكون مما يزيد على مليار من المسلمين و المسلمات ماذا قدمت لدين الله جل و علا أيها المسلم و أيتها المسلمة؟؟….واقع يجب أن يستنفر جميع الهمم الغيورة و هم قد يسأل كثيراً من المسلمين بصفة عامة و كثير من شبابنا بصفة خاصة يقول :أنا أريد أن أقدم شيئاً لدين الله و أن أبذل شيئاً لدين الله و لكن ما هو دوري!!..

- و هذا هو عنصرنا الثاني من عناصر هذا اللقاء: و لكن ما هو دوري ؟؟.. سؤال و إن كان يمثل في الحقيقة ظاهرة صحية إلا أنه ينم عن خلل في فهم حقيقة الانتماء لهذا لدين إلى الحد الذي أصبح فيه المسلم لا يعرف ما الذي يجب عليه أن يقدمه لدين الله جل و علا!!!!! … لماذا؟!…لأن قضية العمل للدين ما تحركت في قلبه إلا في لحظة حماس عابرة أججها في قلبه عالم مخلص أو داعية صادق فقام بعد هذه اللحظة الحماسية المتأججة ليسأل عن دوره الذي يجب عليه أن يبذله و يقدمه لدين الله جل و علا..

أما لو كانت قضية العمل لدين الله تشغل فكره و تملأ قلبه و تحرف وجدانه و يفكر فيها في الليل و النهار في النوم واليقظة في السر والعلانية لو كانت قضية العمل لدين الله كذلك في قلب كل مسلم ما سأل أبداً هذا السؤال لأنه سيحدد أمره بحسب الزمان الذي يعيشه و بحسب المكان الذي يعيشه لأن قضية العمل لدين الله تملأ عليه همه و تملأ عليه وجدانه و تملأ عليه قلبه بل و تحرف قلبه في الليل و النهار.. و لكن بكل أسف بكل مرارة أصبحت قضية العمل لدين الله قضية هامشية ثانوية في حس كثير من المسلمين!..

بل و أصبح لا وجود لها في حس قطاع عريض آخر ممن يأكلون ملئ بطونهم و ينامون ملئ عيونهم و يضحكون ملئ أفواههم بل و ينظرون إلى واقع الأمة فيهز الواحد كتفيه و يمضي و كأن الأمر لا يعنيه!… و كأنه ما خلق إلا ليأكل و يشرب و إلا ليحصل الشهادة أو ليحصل الزوجة الحسناء هذا كل همه في هذه الحياة!!… أنا لا أمنع أيها الحبيب أن تحمل في قلبك هموماً كثيرة… أن تحمل هم الوظيفة و هم الزوجة و هم الأولاد و هم السيارة و هم العمارة و هم الدولار و هم الدينار و هم الدنيا لكن…

ما هو الهم الأول في هذه الخريطة؟؟؟؟…في خريطة الهموم ما هو الهم الأول في خريطة همومك التي تحملها في هذه الدنيا هل هو هم الدين؟ أم هو هم الدنيا؟ لا بد من مصارحة للنفس نقب عن الهم الأول في خريطة همومك التي تحملها في هذه الحياة الدنيا … أنت ما خلقت إلا للعمل لدين الله و إلا لعبادة الله و إلا لطاعة الله قال جل في علاه " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " هذه هي الغاية و تلك هي الوظيفة التي تحولت في حياتنا إلى فرع بل إلى شيء في حس كثير ممن ينتسبون إلى هذا الدين و ظن قطاع عريض من المسلمين أن الدعوة إلى الله و أن بذل الجهد لدين الله إنما هو أمر مقصور على فئة معينة من العلماء الصادقين و الدعاة المخلصين فهذا ورب الكعبة وهم كبير فإنا جميعاً أيها الأخيار ركاب سفينة واحدة إن نجت هذه السفينة نجونا و إن هلكت هلكنا كما في صحيح البخاري في حديث النعمان بن بشير أن البشير النذير صلى الله عليه وسلم قال : مثل القائم على حدود الله و الواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها و أصاب بعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً حتى لا نؤذي من فوقنا ،يقول المصطفى : لو تركوهم و ما أرادوا لهلكوا جميعا و لو أخذوا على أيديهم لنجوا و نجوا جميعا فنحن جميعاً ركاب سفينة واحدة إن هلكت السفينة هلك الصالحون مع الطالحين هلك المتقون مع المفسدين ويبعث بعد ذلك كل واحد على نيته … يبعث كل واحد على ما مات عليه

فالعمل للدين ليس مسؤولية العلماء و الدعاة فحسب بل هو مسؤولية كل مسلم و مسلمة ينبض قلبه بحب هذا الدين و بالولاء والبراء و بحب عقيدة لا إله إلا الله… بكل أسف فرق قطاع عريض من الأمة بين حقيقة الانتماء لهذا الدين و بين العمل له… ما معنى إطلاقاً بأن تكون منتمياً للإسلام دون أن تبذل للإسلام أي شيء؟؟ … لا معنى لانتمائك ألبتة لماذا أنت مسلم؟ ما معنى انتمائك للإسلام و هذا الدين؟ لا تفرق بين انتمائك و عملك لا تفرق بين انتمائك و جهدك لا تفرق بين انتمائك و حركتك لدين الله في الليل و النهار على حسب قدرتك و إمكانياتك و استطاعتك… تعلموا أيها الأخيار من أصحاب النبي المختار الذين فهموا أن الانتماء لدين الله جل و علا يستوجب أن يبذل الواحد منهم أقصى ما في طوقه من جهد لهذا

الدين….هذا هو صديق هذه الأمة الأكبرــ و أسألكم بالله …. بالله!! …. أن تتدبروا هذه النماذج، فأنا لا أسوقها لمجرد الثقافة الذهنية الباردة!.. ولا من أجل التسلية و تضييع الوقت بل أسوق هذه الأمثلة ليقف كل واحد منا مع نفسه الآن ليسأل نفسه بعد هذه الخطبة.." ماذا قدمت أنا لدين الله جل و علا ؟ "ــ

هذا صديق الأمة الأكبر شرح الله صدره للإسلام فنطق بالشهادتين بين يدي رسول الله و على الفور في التو و اللحظة يستشعر مسئوليته تجاه هذا الدين.... أنا أسألكم بالله ما الذي تعلمه أبو بكر في هذه الدقائق من رسول الله سوى الشهادتين مع سماعه لكلمات يسيرة جداً من المصطفى؟؟.. و مع ذلك يستشعر مسؤولية ضخمة تجاه هذا الدين بمجرد أن ردد لسانه الشهادتين فيترك الصديق رسول الله و ينطلق ليدعو!!!…….. يدعوا؟… يدعوا بماذا ؟؟….. والله ما عكف على طلب العلم سنوات لينطلق بعد ذلك للدعوة!!… و لكن بالقدر الذي أعطاه الله من النور خرج و هو يستشعر مسئوليته الضخمة لهذا الدين بكلمات قليلة… ليست العبرة بالمحاضرات الطويلة الرنانة المؤثرة.. والله يا أخي لو علم الله منك الصدق و الإخلاص و تكلمت كلمة واحدة لحركت كلمتك القلوب… فكم من محاضرات لا تحرك ساكنا … اللهم ارزقنا الإخلاص في القول و العمل ، فالإخلاص و الصدق يا شباب هما اللذان يحركان القلوب.. الكلمة إن كانت صادقة و إن كانت مخلصة ـ و لو كانت يسيرة قليلة ـ تحيي القلوب الموات بين الجوانح في الأعماق سكناها، فكيف تنسى و من في الناس ينساها.. الأذن سامعة و العين دامعة و الروح خاشعة و القلب يهواها.. و السر هو الصدق و الإخلاص.. تحرك الصديق بكلمات يسيرة جداً هل تصدق أيها المسلم أن الصديق بهذه الكلمات المخلصة الصادقة قد عاد إلى النبي في اليوم التالي مباشرة لإسلامه بالخمسة من العشرة المبشرين بالجنة؟!!!………إنها بركة الدعوة و بركة الحركة و بركة الجهد لدين الله ما قال : لا… تحرك بالقدر الذي من الله به عليه من علم في الدين من علم في الدنيا من علم في أي جانب … استغل مركزك و منصبك لدين الله سبحانه.. المهم أن ترى في قلبك هماً لدين الله.. المهم أن تفكر كيف تعمل شيئاً لدين الله سبحانه…

و هذا هو الطفيل بن عمرو مثال أخر يأتي إلى مكة و روح الصراع دائرة بين المشركين و بين رسول الله و يلتقط جهاز الإعلام الخبيث في مكة الطفيل بن عمرو يستحوذ هذا الجهاز الإعلامي الذي لا يخلو منه زمان و لا مكان على الطفيل بن عمرو و قال السادة من الزعماء و الكبراء ممن يتحكمون في أجهزة الإعلام التي تشوش و تلبس على الناس عقيدتهم و دينهم …تحرك هذا الجهاز الإعلامي الخبيث على الطفيل …. يا طفيل ! … إنك قد نزلت بلادنا و قد ظهر فينا هذا الرجل الذي قد شتت شملنا و فرق جمعنا و فرق بين الأخ و أخيه و الابن و أبيه و نحن نخشى أن يحل بك و بزعامتك في قومك ما قد حل بنا في قومنا فإياك أن تسمع منه كلمة واحدة أو أن تكلمه كلمة فإن له كلاماً كالسحر يفرق بين الأخ و أخيه و الابن و أبيه… " وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون " و ظلوا يحذرون و يخوفون الطفيل حتى عزم الرجل ألا يقترب من رسول ال،ه فلما غدا إلى بيت الله الحرام ملأ أذنيه بالقطن حتى لا يسمع كلمة من رسول الله! ، يقول الطفيل : فأبى الله إلا أن يسمعنى بعض ما يقول محمد بن عبد الله!!!… اقترب منه، يقول : فرأيت محمداً في الكعبة يصلى صلاة غير صلاتنا ورأيتني قريباً منه و سمعت آيات القرآن التي يتلوها محمد ــ و لك أن تتصور القرأن الذي لو أنزله الله على جبل لتصدع و تفتت ، لك أن تتصور كيف يكون حال هذا القرأن إن خرج بصوت الحبيب المصطفى الذي أنزل الله عليه القرآن ــ
تحرك قلب الطفيل ثم قال لنفسه : ثكلتك أمك يا طفيل!! .. إنك رجل لبيب عاقل شاعر لا تعجز أن تفرق بين الحسن والقبيح، اسمع للرجل، لا تحكم على الرجل قبل أن تسمع منه، قبل أن تجلس بين يديه، قبل أن تراه.. و انطلق الطفيل!، و تبع النبي حتى خرج من الكعبة إلى بيته و أخبره بما كان من أمر قريش و قال: يا محمد.. اعرض علي أمرك، فعرض النبي عليه الإسلام في كلمات يسيرة قليلة جدا، فقال الطفيل: والله ما رأيت أحسن من أمرك و لا رأيت أعدل من قولك ابسط إلي يدك لأبايعك يا رسول الله، و نطق الطفيل شهادة ألا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله ـ
ـ تصور معي أخي الحبيب، و إذ بالطفيل في موقفه، في مجلسه يقول للمصطفى ــ يا رسول الله، أرسلني داعية إلى قومي دوس!! فإنهم كفروا بالله و فشا فيهم الزنا…. داعية؟!!! ما عندك يا طفيل…ما الذي تعلمت يا طفيل؟؟!!! .. إنها المسؤولية التي حملها في قلبه مع أول كلمة ينطق بها لسانه لدين الله.. و مع أول لحظة حب ووفاء لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم .. ينطق الشهادة فيعلم أن هذه الشهادة قد أوجبت عليه أن يتحرك لدين الله …. لماذا أنت مسلم؟.. منذ متى و أنت تصلى؟؟.. منذ متى و أنت تحضر مجالس العلم؟؟.. هل أتيت برجل آخر؟.. هل دعوت آخر لدين الله؟.. هل نظرت إلى جارك المعرض عن دين الله جل و علا فتحسر قلبك ووجهت إليه دعوة لله سبحانه ؟ من يحمل هذا الهم؟؟؟….

لأن قضية العمل لدين الله أصبحت ثانوية، هامشية في حس كثير من المسلمين ـ إلا من رحم ربك جل و علا !ـ الطفيل يشهد ألا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله و على الفور يستشعر مسؤولية تجاه هذا الدين فيقول أرسلني داعية إلى قومي يا رسول الله، فأرسله المصطفى فقال الطفيل : ادعوا الله أن يرزقني آية يا رسول الله.. فدعا رسول الله أن يرزق الطفيل آية فما أن وصل إلى مشارف قومه إلا و قد ظهرت الآية التي تتمثل في نور في وجه الطفيل كالقنديل .. فقال الطفيل: لا يارب ! حتى لا يقولوا مثلة، حتى لا يقولوا إن الأصنام هي التي فعلت بي ذلك، و لكن اجعل هذا النور على طرف صوتي… فاستجاب الله فانتقل هذا النور الذي كالقنديل إلى طرف صوت الطفيل بن عمرو!! و ذهب إلى قومه فدعاهم إلى الله ثم عاد بعد ذلك إلى رسول الله فقال : يا رسول الله هلكت دوس ادع الله عليهم، فرفع صاحب القلب الكبير يديه إلى السماء و قال : اللهم اهد دوساً و ائت بهم فاستجاب الله دعاء المصطفى، فعاد إليهم الطفيل بعد ذلك ثم عاد بدوس كلها تشهد ألا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله!! و على رأس دوس راوية الإسلام العظيم أبو هريرة رضي الله عنه الذي سياتي مع قبيلة دوس في ميزان الطفيل بن عمرو يوم القيامة كما ستأتي الأمة كلها يوم القيامة في ميزان المصطفى…..

المصدر: مواقع مفضلة
mohamedsalim

أخبار سيناء الحرة

  • Currently 40/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 417 مشاهدة
نشرت فى 14 يناير 2011 بواسطة mohamedsalim

أخبار سيناء الحرة ـ مصر

mohamedsalim
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

80,013