كل يوم يمر يكشف حقيقة الأخوة المتدثرين بعباءة الديمقراطية ورافعى راية الليبرالية من خلال تصريحاتهم وآراءهم ومقابلاتهم الفضائية المتلاحقة والمتواصلة التى يصعب على المرء ملاحقتها والإمساك بتلابيبها بسبب كثرتها وتنوعها ومن آخر ماجادت به قريحتهم هو تصريحات د أسامة الغزالى حرب الذى أكد فيها أن الوضع الأمثل في مصر هو وضع الدستور أولا ثم الانتخابات الرئاسية ثم البرلمانية، ومن حق القوي الوطنية أن تدافع عن هذا بكل الطرق ولو اضطرت الي "العودة الي ميدان التحرير أو مقاطعة الانتخابات مرة اخري"
وللأخ الغزالى أن يرى مايشاء فهو حر فى رأيه ولكنه ليس من حقه التحدث باسم من سماهم القوى الوطنية ولا أن يمنح صكوك الوطنية لمن يشاء وينزعها عمن يشاء فهل القوى التى تتمسك بالإرداة الشعبية المتمثلة فى نتائج الاستفتاء أصبحت خارج نطاق القوى الوطنية ؟ أليس هذا هو التخوين بعينه ؟!!!
أما الحديث عن حق من سماهم بالقوى الوطنية فى الدفاع عن موقفها بكل الطرق فهذا أيضا غير صحيح ومخالف للديمقراطية التى يتشدق بها وكذلك المرجعية الليبرالية التى يستند اليها ،إن هذا الحق الذى يستند إليه كان مقبولا قبل إجراء الاستفتاء أما وقد قال الشعب كلمته فى استفتاء حر ونزيه لم تعرفه مصر فى تاريخها فإن على الأقلية أن تخضع لرأى الأغلبية وهذه أبسط قواعد الديمقراطية وإن كان من حقه أن يعبر عن رأيه أو أن يقاطع حزبه الانتخابات كما يشاء . . أما مسألة النزول للتحرير فتحتاج لوقفة خاصة مع دعوة شباب الجمعية الوطنية للتغيير لمليونية الدستور أولا يوم الجمعة 8 يوليوالقادم وهى الدعوة التى لاقت الترحيب من جانب بعض القوى التى ترفع شعار الليبرالية كحزب الجبهة وحزب الغد (أيمن نور) والحزب المصرى الديمقراطى وحزب المصريين الأحرارحسبما نشر موقع الدستور (الأربعاء8/6)
والواقع أن المرء يحار من هذه القوى التى ترفع شعار الديمقراطية والليبرالية وترفض فى ذات الوقت الانصياع للإرادة الشعبية ليس ذلك فحسب بل تريد الانقلاب على الديمقراطية والشرعية الشعبية فلمن توجه هذه المليونية؟ وضد من توجه ؟
بالتاكيد أن هذه المليونية موجهة للمجلس العسكرى للضغط عليه للانقلاب على الشرعية الشعبية والعدول على نتائج الاستفتاء وبنفس التاكيد فإنها موجهه ضد إرادة الأغلبية من الشعب المصرى التى قالت كلمتها بوضوح فلهذا سيكون من المشاهد العجيبة أن تدعوا قوى تدعى الديمقراطية لمليونية للانقضاض على نتائج استفتاء ديمقراطى حر وفرض رأيها على الأغلبية !!!
بل العجيب ماجاء فى تصريح شادى طه نائب رئيس حزب الغد الذى قال" فكرة الدستور أولا أمر لا يحتمل جدال ولا يحتاج لمليونية يشارك فيها مليون أو مليونان فقط وإنما 85 مليون كلهم من المفترض أن يشاركوا فيها."
وهو تصريح عجيب يثير الشفقة والسخرية فهل لم يسمع هذا الرجل عن نتيجة الاستفتاء ؟!! هل لم يسمع أن هناك أكثر من 14 مليون أيدوا التعديلات الدستورية ؟ أم ربما وصل إلى علمه أنهم تراجعوا عن موقفهم وعضوا بنان الندم على تأييدهم للتعديلات ، وأصبحوا يفزعون من النوم وهم يصيحون الدستور أولا . .الدستور أولا . . الدستور أولا!!!
وأنا لاأريد أن أشق على الرجل ولا على الشعب بخروج ال85 مليون ولا الأجنة فى أرحام أمهاتم تأييدا للدستور أولا (فكرتنى بالأخ بباوى وطلعته البهية !! !هو فين ) ولن أطلب منك خروج 14 مليون مثل الذين أيدوا التعديلات ولا حتى ال4 مليون الذين عارضوا التعديلات بل كفاية ماذكرته عن المليون أو المليونين فقط
والسؤال الذى يطرح نفسه مادمتم قادرين عل حشد كل هذه الأعداد فلماذالا تحتكمون الى صناديق الانتخابات وتذهبون الى الانتخابات الذين تحاولون الفكاك منها بأى وسيلة ؟ وسلملى على الديمقراطية والليبرالية !!!
كتب : د . صفوت حسين
نشرت فى 11 يونيو 2011
بواسطة mohamedmedhat1
محمد مدحت عمار
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
47,717
ساحة النقاش