إن ما يزعج اسرائيل هو عودة مصر لأحضان العالم العربي وقطعها السياج الذي سعي النظام السابق لتسييج مصر به بعيدا عن حضنها العربي الطبيعي ، فضلا عن التعامل الايجابي مع غزة وحركة حماس واستقبال قادتها بعد طول حصار من نظام الرئيس السابق مبارك ، فضلا عن حديث المتحدثة باسم الخارجية المصرية (السفيرة منحة باخوم) عن تأكيد الوزير نبيل العربي (استعداد مصـر الكامل القيام بأي دورٍ من شأنه إيصال المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية إلى أبناء الشعب الفلسطيني في غزة و(موافقة مصـر السياسية على إدخال هذه المواد إلى القطاع عبر معبر رفح) .

وما يزعج تل ابيب أكثر هو موقف مصر الثورة من التيارات الاسلامية خصوصا الاخوان التي شاركت في الثورة وتستعد لحصد مكاسبها مثل غيرها من باقي الثوار ، وموقف الثورة المصرية من المقاومة الفلسطينية وحديث مصر الثورة عن اسرائيل كعدو لا إيران ، ووصول الاحتجاجات الي مقر السفارة الاسرائيلية بالقاهرة وكذا القنصلية الاسرائيلية في الاسكندرية والهاتف بغلقهما وطرد السفير وإرتفاع نبرة التحدي عموما لاسرائيل ، بالحديث عن منع الغاز المصري عنها (في أجندة مرشحي الرئاسة) ، ومراجعة بنود اتفاقية السلام لمنع تقديم أي حوافز مجانية لتل ابيب ومراجعة خرقها للاتفاقية وما لم تنفذه منها وهو السلام مع الفلسطينيين .

خطوات الوقيعة الاعلامية

ولهذا يحاول الاسرائيليون عبر وسائل مختلفة بث الذعر لدي الغرب أن تنحرف الثورة المصرية لتصبح (ثورة إسلامية) ، ويسعون لتعميق الوقيعة بين الثورة والجيش من جهة ، والثوار والجيش ضد الاخوان من جهة ثانية .

وتبرع جهات بحثية صهيونية أمريكية (مثل منظمة "ميمري" أو موقع "سايت" ) في رصد تصريحات حماسية لقوي إسلامية إخوانية وسلفية للإيحاء للجيش المصري وللامريكان والغرب أن ثورة مصر تنحرف نحو ثورة إسلامية علي النمط الايراني !!.

وقد ظهر هذا في مزاعم نتانياهو أن "الربيع العربي" المتمثل بالثورات التي تهز العالم العربي قد يتحول "شتاء إيرانيا"، بمعني استغلال طهران للأحداث الجارية في الشرق الأوسط، ومن تكرار تجربة الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 في هذه الدول العربية .

وضمن هذا تلتقط تل ابيب إعلاميا ،و تركز علي تصريحات اسلاميين متحمسين غير ناضجين سياسيا ، عن دور ثورة إيران الاسلامية في إلهام الثورة المصرية (!)، وحديث أخرين عن (جماهيرية إسلامية عظمي) !! أو (تطبيق حدود الشريعة) فورا دون تلمس الظروف المناسبة وفقا لتعاليم الشريعة الاسلامية نفسها .

فضلا عن محاولة اللعب بورقة تدخل حماس في الشئون المصرية مثل مزاعم أن رئيس الوزراء عصام شرف ينوي نقل نجلي مبارك علاء وجمال من سجن طره خشية قيام حماس بهجوم علي السجن وكأن سجن طره يقع في غزة لا في قلب القاهرة ، وكأن حماس هذه هي حزب سياسي مصر مكتبه يقع بالقاهرة ولا توجد حدود أو جيش يحرسها ، وكلها تسريبات تخدم تل ابيب !!.

والحقيقة أنه منذ اندلاع الثورات العربية، والقادة الإسرائيليون يحذرون باستمرار من سيناريو "على الطريقة الإيرانية"، تقوم خلاله منظمات (إسلامية) حليفة أو قريبة من النظام في طهران باستغلال الوضع في العالم العربي للوصول إلى السلطة أو ممارسة نفوذ بالغ عليها ، ويحاولون أن يقنعوا الغرب أن حماس مرتبطة بايران وأنه – كما يزعم نتنياهو - إذا ما سقط النظام الإيراني، لن يستغرق الأمر طويلا لسقوط حماس أيضا !؟.

وهذه الدعاية الصهيونية وحرب الاعصاب الموجهة للداخل الأمريكي والأوروبي مقصودة ومخططه بدقة وتؤتي ثمارها في صدور مواقف أمريكية وأوروبية مخالفة للرغبات العربية الشعبية وصامدة لها .

خطط الوقيعة الاستراتيجية

ومنذ نجاح الثورة الشعبية المصرية وتوالي نجاح الثورات العربية في بلدان عربية يعتبرها الصهاينة (كنز أستراتيجي) لهم – كما وصفوا الرئيس السابق مبارك – وهناك حالة توجس صهيونية من المستقبل بعد أن يتمكن الشعب من الامساك الحقيقي بالسلطة عقب انتخابات حرة وتستقر الاوضاع الداخلية ، ومن ثم الالتفات الي (العدو الحقيقي) الذي يهدد أمن مصر الخارجي وهو الدولة الصهيونية .

وهذا التوجس في لغة أجهزة المخابرات الصهيونية غالبا ما يترجم لخطط لتأجيج الفتن في مصر والدول العربية الأخري التي تخشي تل ابيب أن تتفرغ لها وتعاديها بقوة بعد التخلص من حكامها الفاسدين الذين كانوا ألعوبه في ايدي الصهاينة والأمريكان ، دون أن ننسي أن هناك خطط اسرائيلية إستخبارية موجودة من البداية وتنفذ ولكن حان الوقت لتنشيطها وتأجيجها .

من هذه الفتن الصهيونية تأجيج التوتر بين المسلمين والأقباط في مصر .. والدليل الدامغ علي مسئولية مخابرات اسرائيل فيه هو ما كشفه رئيس المخابرات الحربية الصهيونية (أمان) اللواء عاموس يادلين، خلال خطاب تنحية وتولي غيره في نوفمبر 2010 عندما قال أن " مصر تقع في القلب من أنشطته، ولا تزال تشكل أحد أهم مسارح عملياته " وان التركيز يتم عبر تأجيج الفتنة الطائفية .

أما جديد هذه الاجهزة الاستخبارية الصهيونية – بمعاونة طاقم كامل من اللوبي الصهيوني في أمريكا وأوروبا وفريق إعلامي عريض يدعي التحليل السياسي الاستراتيجي – فهو اللعب علي ورقة فزاعة الاسلاميين ومحاولة الوقيعة بينهم وبين الجيش المصري وباقي ألوان طيف الثورة .

دراستان خبيثتان للوبي الصهيوني

هنا نحن أمام دراستان خبيثتان صادرتان عن "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" أحد مراكز الأبحاث الأمريكية التابعة للوبي الصهيوني الأمريكي .. فالمعهد يرتبط بقوة بـ"مركز جافي للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب" من خلال فريق العمل المتشابك والتبادلات بين المركزين، وقد رأس هذا المركز لفترة طويلة الجنرال "أهارون ياريف" الذي شغل سابقا منصب وزير في الحكومة الإسرائيلية، كما عمل رئيسًا للاستخبارات الإسرائيلية، وتوفي عام 1994.

ويضم المعهد في عضويته يهودًا أمريكيين مواليين لإسرائيل منهم "روبرت ساتلوف"، وهو المدير التنفيذي للمعهد والذي توعد العرب بهيمنة السياسة الأمريكية والإسرائيلية، دولة دولة، قائلا "ان دورهم سيأتي واحدا بعد الآخر" وبالانجليزية "وان دانسر ات ايه تايم" وذلك في كتيب له بعنوان "حرب الأفكار ضد الإرهاب" صدر في عام 2004.

وعلى الرغم من ان المعهد يعتبر يميني محافظ ينتمي لحركة المحافظين الجدد الموالية للصهيونية العالمية الا انه نصح أمريكا بدعم "من يرغب في أن يكون ليبراليا في مصر".

الدراسة الأولي : الوقيعة بين العسكر والاسلاميين

الدراسة الأولي التي نشير لها هنا ، هي دراسة لروبرت ساتلوف المدير التنفيذي لـ"معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" عبارة عن وثيقة قدمتها المنظمات الصهيونية في أمريكا للكونجرس تشير لمساع منظمات اللوبي الإسرائيلي في أمريكا لحث الإدارة الأمريكية على الضغط على المجلس العسكري المصري لإثنائه عن تمرير قوانين انتخابية قد تسمح بوصول إسلاميين للحكم في مصر .

هذه الدراسة التي نشرت يوم 13 أبريل الجاري في موقع المعهد علي الانترنت تؤكد دعوة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية ، الكونجرس والإدارة الأمريكية لممارسة ضغوط علي المجلس الأعلى للقوات المسلحة لعدم المضي قدما في خطوات ديمقراطية تسمح بخوض القوي الإسلامية الانتخابات خشية وصول الإسلاميين للحكم بحسب المذكرة التي قدمها اللوبي للكونجرس وأحيلت للإدارة الأمريكية .

هذه الضغوط الصهيونية جاءت في صورة مطالبة هذه المنظمة البحثية الأمريكية التي تنتمي للوبي الإسرائيلي (معهد واشنطن) للإدارة الأمريكية بالقيام "باتصالات سرية" بالمجلس العسكري المصري لتحريضه على تحجيم الحركات الإسلامية قبيل الانتخابات القادمة، وكذلك إمداده بمعلومات استخباراتية (ملفقة وتحريضيه بالطبع) عن تمويل خارجي لجميع الحركات الإسلامية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين والحركة السلفية والجماعة الإسلامية ، بحسب إدعاءات اللوبي .

وقد حذرت منظمة "معهد واشنطن لدراسات الشرق الادني"، الذراع البحثية لمنظمات إيباك، كبرى منظمات اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، في الوثيقة المودعة في سجلات الكونجرس اعضاءا في الكونجرس الأمريكي من صعود الحركات الإسلامية المختلفة في مصر بعد ثورة 25 يناير ووصفتهم بانهم "يهددون مصالح وسياسات أمريكا في المنطقة".

الشهادة (المشبوبة) التي تم إيداعها في سجلات الكونجرس بتاريخ 13 ابريل عن مستقبل مصر السياسي تقدم بها روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لـ"معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" الى الكونجرس ، لا تكتفي بتحريض الجيش ضد جماعة الإخوان المسلمين ، وإنما تحريضه ضد كل الجماعات الإسلامية بما فيها الجماعة الإسلامية والجهاد والحركة السلفية وحزب الوسط ، حيث تذهب الوثيقة إلى وصفهم جميعا انهم يوزعون الأدوار .

كما طالب معهد واشنطن أيضا الإدارة الأمريكية بتحذير مصر علانية من أن واشنطن ستقبل فقط التعامل مع حكومة لها مواصفات معينة وذلك للتأثير المبكر على الانتخابات المصرية القادمة !؟.

أما أهم ما نصح به هذا اللوبي الصهيوني الادارة الأمريكية – في صورة دراسة علمية بحثية مشبوهة – فهو الاعلان في وسائل الاعلام ان الأمريكيين سيتعاملون فقط مع حكومة مصرية تسمح لاسرائيل بحرية الملاحة في قناة السويس، والسلام مع إسرائيل .

وقال (ساتلوف) في وثيقة المعهد للكونجرس والادارة الأمريكية إن الإسلاميين بكل أطيافهم يمثلون تهديا لمصالح أمريكا لكنه طالب بعدم إظهار بيانات علنية في الوقت الحالي ضد حركة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص "حتى لا يلتف حولها الشعب المصري".

وحذر ساتلوف – القريب من الدوائر الصهيونية - من تأثير الإسلاميين على معاهدة السلام مع إسرائيل بزعم" أن مصر أكثر إسلامية" سوف تؤثر على قضايا مثل بيع الغاز لإسرائيل والمناطق التجارية الحرة مع إسرائيل وسياسة مصر تجاه غزة .

وحذر بشدة مما وصفه "تاريخ الإخوان المسلمين الإرهابي" وادعى آن للسلفيين في مصر دور هدم الأضرحة الصوفية وفي الهجوم على المسيحيين المصريين.

الدراسة الثانية : مصالح اسرائيل أهم !

أما الدراسة الثانية الخبيثة التي صدرت عن نفس المعهد وتتحدث عن التحديات التي تجابه مصر والعالم بعد ثورة 25 يناير وكتبها (ديفيد شينكر) من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني (نشرة المجهر السياسي رقم 110 بتاريخ 14 أبريل 2011 ) ، فهي تركز أيضا علي التغير المرتقب في السياسة الخارجية المصرية تجاه أمريكا واسرائيل وإتباع "سياسة خارجية تعكس نزعة شعبوية" (أي مناهضة للغرب.)

ولاحظ هنا أن هدف أي دراسة لهذا المعهد واي جهة أمريكية أو أوروبية بها نفوذ للوبي الصهيوني تركز علي مصالح اسرائيل وهل تتضرر ؟ وكيف نعالج هذا الضرر ، دون أن تتحدث عن الأصول الديمقراطية والحريات وحق الاختيار التي ينادي بها الغرب لنفسه فقط !

دراسة (شينكر) – الذي شغل سابقاً منصب كبير المساعدين للشؤون السياسية في وزارة الدفاع الأمريكية المختص بدول المشرق العربي - والمقدمة أيضا للإدارة والكونجرس تركز علي مزاعم دعم القوي الليبرالية العلمانية في مواجهة الاسلاميين خصوصا جماعة (الاسلام هو الحل) ، وكذا استمرار الروابط مع الجيش المصري عبر المعونة الأمريكية كنوع من استمرار النفوذ الأمريكي في القوة المؤثرة في مصر .

فهو يؤكد أنه : (ينبغي على واشنطن أن تساعد القاهرة على قيام حكومة جديدة بقيادة الليبراليين، والاستثمار بقوة وبسرعة في نجاحها خشية من أن يقوم الإسلاميون - سواء من جماعة «الإخوان المسلمين» أو "حزب الوسط" أو الناشط عمرو خالد - باستغلال فشلها).

ويدعو واشنطن لتكثيف دعمها لمنظمات ليبرالية مصرية تدعم الديمقراطية عبر تقديم التمويل لـ "المعهد الديمقراطي الوطني" و"المعهد الجمهوري الدولي"، وكذلك "المؤسسة الدولية للأنظمة الانتخابية" - وجميعها أمريكية - للعمل مع المنظمات المصرية غير الحكومية (الليبرالية) أثناء هذه الفترة المعقدة المقبلةً.

كما تدعو الدراسة إدارة أوباما لدعم (ديمقراطية ليبرالية) وأن توضح أن الولايات المتحدة لا تريد إسلاميين غير ليبراليين في السلطة، وأنها تسعى بدلاً من ذلك إلى تعزيز الديمقراطية والليبراليين الديمقراطيين.

وتقدم نصائح للإدارة الأمريكية أن تستمر في تمويل الجيش المصري (الذي هو أحد المصادر القليلة الحقيقية لنفوذ واشنطن في تلك الدولة) بحسب الدراسة .

وبرغم أن السياسيين المصريين أنصار الثورة يطالبون بإستعادة مصر مكانتها الأقليمية القوية من أجل قيادة المنطقة لبر الأمان وتوحيد المواقف العربية والاسلامية ، فالدراسة تنصح هنا بالتركيز علي تقوية دور مصر الاقليمي ولكن لصالح أمريكا والحفاظ علي مصالحها في المنطقة .

حيث تؤكد إن : (مصر والولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيستفيدون حقاً إذا ما لعبت القاهرة دوراً إقليمياً نشطاً، والذي ربما يبدأ بالسودان وليبيا وغزة) ، وإن (المساعدة على استقرار هذه الدول المجاورة من خلال الوسائل السياسية أو العسكرية لن تحسِّن فقط مكانة مصر الإقليمية - على حساب طهران - وإنما ستمنع أيضاً انتشار أية آثار جانبية خطيرة محتملة في مصر نفسها) .

وتقول : (على مدى الأعوام الثلاثين الماضية اعتمدت واشنطن على مصر بقيادة حسني مبارك، جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في تشكيل الأساسٍ لهيكلها الأمني الإقليمي وبينما ساهمت الاستبدادية في السخط المتنامي ثم عدم الاستقرار داخلياً في النهاية، كانت مصر تحت حكم مبارك شريكاً لعقود طويلة، مما ساعد الولايات المتحدة على تعزيز غاياتها الجوهرية في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.)

وتضيف أن (اثنان من انتقالات السلطة الثلاثة الأخيرة في مصر - إلى جمال عبد الناصر وأنور السادات – أدتا إلى تحولات جذرية في السياسة المصرية ، وبالتالي ترجح الدراسة أن تصبح مصر – عقب التغيير الثالث بإزاحة مبارك - مشابهة لتركيا في ظل حكم «حزب العدالة والتنمية» ، وأن تبقى مصر صديقة للولايات المتحدة ومستفيدة من المساعدة الخارجية الأمريكية [بمليارات] الدولارات – لكنها تؤكد أنه (من غير المرجح أنها ستبقى الحليف الموثوق الذي كانت واشنطن معتادة عليه في ظل مبارك).

خلاصة الدراسة بالتالي تركز علي السعي لـ (لبرلة) مصر بعد ثورة 25 يناير ، ودعم علاقتها مع أمريكا وإسرائيل ضد القوي الاسلامية داخليا ، وضد إيران خارجيا ، فالمهم هو أن تبقي مصالح اسرائيل في المنطقة وهو ما لن يتأتي إلا بمحاربة الاسلاميين أو الوقيعة بين الثورة والجيش من جهة وبينهم !

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 61 مشاهدة
نشرت فى 7 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

47,889