وجدت في قسم الشرطة 26 محضرًا معدةً سلفًا قبل الإضراب

- النظام يشوِّه صورته بنفسه وما حدث في العسكرية دليل إدانة له

- كادر الأساتذة "قروش" ولا تليق بنا وسياسة العصا والجزرة فضيحة

- القرار بإنشاء محافظتين فضيحة ويشبه الصدمة الكهربية للمتخصصين


<!-- EO header --><!-- body --><!-- select photo -->

د. مجدي قرقر

حوار- حسن محمود

أكد د. مجدي قرقر أستاذ التخطيط بجامعة القاهرة وعضو تجمع (مهندسون ضد الحراسة) والأمين العام المساعد لحزب العمل، عقب الإفراج عنه بعد القبض غير المبرر عليه صباح إضراب 6 أبريل أن مصر تعاني من انسداد سياسي يحُول بين الشعب واختيار ممثليه على مختلف المستويات.

وقال د. قرقر في حوار خاص لـ(إخوان أون لاين): إن القرار السياسي دائمًا ما يسبق القرار الفني، مشيرًا إلى أنه بصفته أحد أساتذة التخطيط يرى أن ما حدث في القرار الجمهوري بإنشاء محافظتين وما ترتب عليه من تغييرات في 48 ساعة فضيحة تكشف عورات القرارات السيادية في مصر.

وأوضح أن أساتذة الجامعات عانوا ولا زالوا مع النظام القائم في ظل التأميم المتواصل للجامعات، مشيرًا إلى أن ذلك اتضح للجميع من خلال المحاكمات العسكرية لعديد من قيادات الإخوان، رغم أنهم قمم علمية ويجب تكريمهم.

وحذر د. قرقر زملاءه أعضاء هيئات التدريس من قبول منح أو حوافز من الدولة، موضحًا أن الذي يمنح يستطيع أن يمنع عنهم ما يريد في أي وقت، داعيًا النظام الحاكم ورجالاته أن يبحثوا في المرض الذي تعاني منه مصر؛ لا في أعراضه الممثلة في الغضب والاحتجاج، مؤكدًا أن النظام الحاكم يشوِّه صورته ويُفقد الدولة المصداقية وإلى نص الحوار:

* بدايةً.. ماذا حدث معك يوم القبض عليك؟

** تقريبًا كان نفس السيناريو الذي حدث مع الأستاذ محمد عبد القدوس في الزمالك، ولكن أنا كنت في مدينة نصر؛ حيث كانت الساعة الحادية عشرة صباحًا، وكنت في أحد الطرق الخالية من المارَّة، وأثناء مروري بالقرب من المنصة، فوجئت بسيارة تعترضني من الأمام؛ فظننت أنه احتكاك مروري عادي، لكن عندما بدأ السباب يوجَّه إليَّ ظننت أنهم مجموعة من البلطجية، واستوقفوني وفتحوا الباب عنوةً، وحاولت مقاومتهم، ولكنهم اعتدوا عليَّ، وكسروا لي السنَّة الأمامية، وتم ليّ رقبتي، وأخذت منهم عددًا من اللكمات في الوجه والجسد، ومزَّقوا قميصي، وعصبوا عينيَّ، وربطوا يديَّ بقطعة من القماش، وقالوا: إنت عارف إحنا مين؟!

المحاضر جاهزة!

 

المئات يهتفون ضد النظام في إضراب 6 إبريل

* هل عرفتهم؟ وماذا حدث بعدها؟

** طبعًا.. عرفت أن هؤلاء البلطجية ممثِّلو أمن الدولة في هذه العملية، وتأكدت أن هذا اليوم هو يوم 6 أبريل بالفعل، وبعدها تم أخذ سيارتي وأخبروني أن السيارة معهم، ثم أخذوني إلى معسكر للأمن المركزي، وفي الطريق تم تفتيشي بالكامل بشكل مهين، وأخذوا تليفوني المحمول وأوراقي، وتركوني بعدها في مكتب أحد الضباط بهذا المعسكر، وعندما علمت أن محمد عبد القدوس موجود أردت أن أنضمَّ إليه فوعدوني بذلك، إلا أني فوجئت بنقلي إلى عنبر مجدي حسين و30 من الشباب الذين تم اختطافهم من الشارع، وظللنا على ذلك حتى الخامسة مساءً، بعدها تم ترحيل الشباب في عربة الترحيلات، وذهبت إلى قسم شرطة قصر النيل، وهناك وجدت محضرًا منسوخًا بالكربون من 26 محضرًا بنفس الألفاظ ونفس الاتهامات التي ترجمت البيان الهزيل الذي أصدرته وزارة الداخلية قبلها بيوم.

* ألم يكن هناك اعتبار لما تمثِّله من مكانة علمية كأحد أعضاء هيئة التدريس؟

** أنا أظن أن الوضع يختلف حسب قوة المهنة التي تمثلها، أظن أنهم ربما يعطون اعتبارًا للصحفيين لقوة نقابتهم، ولكن أساتذة الجامعات وضعُهم مختلف في ظل التأميم المتواصل للجامعات، وهو ما اتضح خلال المحاكمات العسكرية لعدد من الشرفاء من الإخوان، رغم أنهم قمم علمية ويجب تكريمهم، وأظن أن تعاطف أبنائي الطلاب وزملائي الأساتذة في الوقفات الاحتجاجية التي حدثت للتضامن مع د. عصام حشيش ود. محمود أبو زيد ومعي؛ أعطانا دافعًا قويًّا وقوةً ضد هذا النظام؛ الذي يشوِّه صورته بكل قوة دون أن يدري، فالنظام يتجه بكل قوة نحو تشويه صورته بين قطاع الطلاب، فعندما يُحبس الأساتذة التي يعرف الطلاب كرم أخلاقهم وبُعدهم عن التخريب والعنف، ويفاجؤوا باتهامات ملفَّقة لأساتذتهم على عكس ما يرونه منهم؛ فهذا بلا شك يشوِّه هذا النظام ويُفقد الدولة ككل المصداقية!.

* وأنت في الاعتقال.. كيف رأيت مصر وحالها؟

** رأيت حالاً مؤلمًا وواقعًا أليمًا، ولكن هناك بصيص أمل؛ بدأ في حركة الشارع وتجاوب الشعب مع قضاياهم؛ فمنذ خمس سنوات مثلاً لم نكن نسمع عن وجود إضرابات أو مظاهرات أو أي اعتراضات، ولم يكن هناك أي صوت غير صوت الأمن في كل شيء، أما اليوم فالوضع مختلف، الجماهير بدأت تفكر في كيفية الحصول على حقوقها، ولذلك كانت الإضرابات المتواصلة والمظاهرات ضد الغلاء والظلم والاستبداد، وكلما أغلق النظام نافذة فتح الله لنا نوافذ أخرى؛ فهم أصدروا قانونًا يجرِّم ويمنع التظاهر في دور العبادة، والمقصود هنا بالطبع الجامع الأزهر، وفي المقابل خرجت الجماهير وأعلنت عن رفضها للسياسات الحكومية، سواءٌ على المستوى الفئوي كما يحدث في الإضرابات المتتالية في المصانع والشركات أو في الإضرابات العامة، وأعتقد أن رسالة 6 أبريل كانت واضحة، أما الرسالة الأهم فهي هذه المقاطعة من الشعب لمهزلة الانتخابات المحلية، ولو كان النظام يعي مصلحة الوطن فعلاً لتعامل مع هذا الموقف من الجماهير بعين الاعتبار.

* هذا يدفعنا إلى سؤال آخر، وهو أن النظام يفعل ما يريد ولا يهتمُّ بأحد؛ بدليل الأحكام العسكرية القاسية التي صدرت في حق الإخوان، وقبلها الاعتقالات التي طالت المئات منهم بسبب المحليات، ثم الاعتقالات التي طالت أعضاء حركة كفاية وباقي القوى المعارضة كما حدث معك.

** أنا أختلف معك في ذلك، وأرى أن هذا العنف الرسمي من الدولة، سواءٌ ضد الإخوان أو المعارضة الحقيقية، دليلٌ على خوف النظام وضعفه، وأنه لا يملك مقومات التأثير في الشارع، ولذلك يلجأ إلى التنكيل بكل من يستطيع تحريك هذا الشارع.

وبخصوص الأحكام التي صدرت في حق قيادات الإخوان فإنني أحب أن أشير إلى أمور مهمة؛ وهي أن الإخوان بالفعل هم القوة الكبرى والأكثر فاعلية في هذا الوطن، ولذلك فهم يدفعون ضريبة الإصلاح، ولكن الله معهم ولن يتركهم، وبخصوص المجموعة التي صدرت في حقها أحكام بالسجن؛ فإن هذا دليل على إفلاس النظام، وفي إطار متصل يجب على قوى المعارضة أن تعرف جيدًا أن الدور عليها، وحتى المستأنس منها سيصيبه العقاب، ليس من النظام ولكن من الشعب؛ الذي بات يعلم جيدًا مَن الذي يدافع عن حقوقه ومَن الذي يساعد في سرقة حقوقه؛ فتحية إجلال وتقدير لقيادات الإخوان الذين صدرت ضدهم أحكام بالحبس، وتحديدًا المهندس خيرت الشاطر والدكتور المهندس محمد علي بشر.

قروش الكادر

 

* أشرت إلى أن هناك حركةً في الشارع يمكن أن نطلق عليها "حركات فئوية"، هل يدخل تحرُّك أساتذة الجامعات من أجل الكادر ضمن هذه الحركات؟

** أولاً أساتذة الجامعات من نسيج هذا الوطن، وهم مشاركون فيه، سواءٌ بالمعارضة أو التأييد، ثانيًا القضية ليست قضية الكادر؛ فنحن لدينا مطالب عديدة، أبرزها إصلاح أحوالنا المعيشية؛ لا لشيء إلا لكي نستطيع أن نملك قرارنا، إضافةً إلى مطالبنا برفع يدِ الأمن عن الجامعات، وأن تعود القدسية للحرم الجامعي كما كانت، وأن تكون هناك حريةٌ طلابيةٌ نشطةٌ، لا تمتد إليها يد الأمن، وأن يتم اختيار رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ووكلائهم ورؤساء الأقسام؛ من خلال إرادة الأساتذة أنفسهم لا من خلال التقارير الأمنية.

ويجب الإشارة في قضية الكادر إلى أن الدولة تتعامل معنا بشكل سيِّئ، وتستخدم معنا سياسة "العصا والجزرة"؛ ولذلك يجب في أي قانون يتعلق بالكادر أن يكون نابعًا من الأساتذة أنفسهم، وعندما تريد الحكومة الحوار معنا يكون هذا الحوار عن طريق لجنة مشكَّلة من الأساتذة التي تتبنَّى قضايا الجامعة بشكل جادٍّ، وليس وفقًا لأهواء الدولة، ويجب أن يستشعر الجميع أن الأساتذة يبحثون عن وضع لائق بهم.

وأنا أحذِّر من خلال موقعكم من قبول مِنَح أو حوافز من الدولة؛ لأن الذي يمنح يستطيع أن يمنع في أي وقت يريد، ويجب أن نصرَّ على أن تكون الزيادة على أساسي الراتب، وأن يهتم النظام الحاكم في ذات الوقت بالتنمية والإنتاج في الدولة عمومًا؛ لأن أيّ زيادة في ظل عدم وجود مناخ جيد للإنتاج ستؤدي إلى التضخُّم، ووقتها ستكون الزيادات قروشًا فقط!.

وللأسف لن يحدث هذا طالما وُجد ذلك النظام في مكانه، دون تغيير ودون إصلاح سياسي حقيقي، يحترم رغبات الشعب في اختيار ممثليه، ويجلب لهم حكومةً تعبر عنهم، ويكون ولاؤها له لا للرئيس.

صدمة كهربائية

 

* بصفتكم أحد خبراء التخطيط العمراني كيف تنظر إلى ما حدث من إنشاء محافظتين جديدتين بقرار جمهوري؟

** ما حدث فضحية بكافة المعايير، وستكون من الفضائح التي تتحدث عنها الأمم لفترة مقبلة؛ فكيف يتم إصدار قرار جمهوري ثم يتم "لحسه" وتغييره خلال 48 ساعة؟! إن هذا تخبُّط وليس تخطيطًا، ولا أعرف حتى الآن المعايير التي تم على أساسها التخطيط والتقسيم، وكذلك الدوافع التي أدَّت الي إنشاء مثل هذه المحافظات؛ فهناك شيء معروف اسمه "التخطيط بالمشاركة"؛ حيث يشارك أصحاب الشأن في تحديد الأمر، ولكن هذا لم يحدث، وبالتالي ليس غريبًا هذه التحفُّظات السريعة على القرار والثورة العارمة للأهالي بعد إعلان القرار.. إن الموضوع لم يُفتح حتى للمناقشة العلمية فقط بين المتخصصين، وأغلبية أساتذة التخطيط لم يشاركوا في هذا القرار؛ فهو أشبه بالصدمة الكهربية التي فاجأت الجميع.

سباق

* ما المشكلة إذن في عدم أخذ النظام بهذا الكلام؟

** القضية أن القرار السياسي في مصر يسبق القرار الفني، وهذه مصيبة المصائب، وعلى أساسها تكرر اختيار كثير من المشروعات والمجتمعات العمرانية الجديدة دون وعي أو علم، ولا أحد يستطيع بشكل عفوي وسريع أن يرصد ما سيحدث بعد ذلك إلا عندما توضع الخرائط الرسمية أمام المختصين، وجميع الخدمات وشبكة الطرق التي ستخدم هذه المحافظات حتى يتم اتخاذ القرار الفني الصحيح.

مصلحة الوطن

* ما هي رسالتك إلى النظام الحاكم؟

** أنا أقول لكل من في هذا النظام ودائرته: ابحثوا في المرض قبل أن تبحثوا في أعراضه؛ فغضب الشعب واتجاهه إلى الإضراب والاحتجاجات نتيجة لمرضكم وسوء إدارتكم للوطن في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وأدعوهم للتفرُّغ لمصالح الشعب وحقوقه قبل أن يتصدَّوا لقمع المعارضين واختطافهم وحبسهم بعد تحقيقات ملفَّقة ومحاكمات باطلة.

 


أساتذة الجامعات يطالبون بتحسين أوضاعهم ووقف تدخلات الأمن

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 4 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

47,828