عمنا "محمد عبد القدوس " يجوب شارع عبد الخالق ثروت طولا وعرضا أمام نقابة الصحفيين رافعا علم مصر بيد والميكرفون الهورن في اليد الأخرى يصرخ فيه "إنتي فين يا مصر؟ - الصهاينة قادمون - الأمريكان قادمون" .. الشارع يخلو من المارة والسيارات إلا القليل منها ليستمعوا لهتاف عمنا " تسقط التبعية - يسقط الفساد" .. الشارع يخلو من المارة والسيارات .. يوجه حديثه لجنود الأمن المركزي على الرصيف الآخر "يسقط الاستبداد - إنتي فين يا مصر؟ - الأمريكان قادمون - إنتوا إنتوا عساكر مين؟ - إنتو إخواننا الفلاحين - إصحي يا مصر - إصحي يا مصر" - يكرر الصراخ - عمنا محمد وحيدا .. ينضم إليه أفراد .. ينضم إليه العشرات .. يصعد سلم النقابة .. براءة الأطفال في عينيه .. عقل الحكماء في رأسه .. ينضم إليه المئات .. يستمر في الهتاف والصراخ .. يخاطب المارة .. يخاطب سائقي السيارات الخاصة والعامة .. يواصل حديثه مع جنود الأمن المركزي .. "يسقط الاستبداد - إنتي فين يا مصر؟ - الأمريكان قادمون - إنتوا إنتوا عساكر مين؟ - إنتو إخواننا الفلاحين - إصحي يا مصر - إصحي يا مصر" .. يسلم الهورن لأحد المتظاهرين ولكنه متمسك بعلم مصر .. يجلس على سلم النقابة وهو يرفع العلم .. يرتاح قليلا ويعود للهتاف. الصورة السابقة هي الصورة الذهنية لعمنا محمد عبد القدوس في مخيلتي وهي صورة مرتبطة بصورة الفنان حسين رياض في فيلم " واإسلاماه " .. الشيخ سلامة مستشار السلطان جلال الدين بن خوارزم شاه الذي تصدى لجحافل التتار الذين اجتاحوا مملكته حتى انتصروا عليه في النهاية فيهرب سلامة بابنته جهاد وابن أخته محمود حتى يصل إلى مصر فيبيعهم مع العبيد حتى لا يقعوا في يد خصمهم وتستمر أحداث الفيلم مع سلامة "محمد عبد القدوس" وهو يحذر المصريين من التتار " التتار قادمون - إنتي فين يا جهاد؟ - إنت فين يا محمود؟ - إنتي فين يا جهاد؟"ولا يمل ولا يكل سلامة " محمد عبد القدوس" حتى يجد جهاد ومحمود ويعتلي محمود "سيف الدين قطز" عرش مصر ومعه جهاد وينتصر على التتار في عين جالوت.
في أول يوم من أيام الغضب كان معنا على سلم دار القضاء العالي .. هو هو ببراءة الأطفال وحكمة وعقل الكبار .. "إزيك يا عمنا إحنا مستنيين حبيبنا مجدي حسين عشان نعمل له حفل كبير في النقابة .. الحشد عليك" ولم يكن يدري عمنا أنه سيلحق بمجدي .. ولم يكن يقدر ولم أكن أقدر أن الغضب سيكبر ويكبر ويملأ ربوع مصر من البحر إلى السد ومن سيناء إلى الواحات .. إنه "الغضب الثائر آت" وينتفض الجميع للإفراج عن عمنا وزملاؤه الصحفيين ولكنه يرفض قبل أن يخرج باقي الصحفيين .. إنه عمنا "محمد عبد القدوس" - " حسين رياض - سلامة - واإسلاماه "
لقد طارد النظام شعب مصر وحاصره في شارع عبد الخلق ثروت في نادي القضاة ونقابتي المحامين والصحفيين .. ويستمر النظام في حصار شعب مصر حتى يضيق عليه في نقابة الصحفيين .. ويستمر النظام في حصار شعب مصر حتى يضيق عليه في لجنة حريات النقابة والتي فتحها عمنا "محمد عبد القدوس" لمصر - كل مصر - بكل ألوان طيفها السياسي فالفرز عند عمنا ليس فرزا أيدولوجيا بل فرز وطني وحضاري .. من في خندق الأمة ومن في خندق الأعداء؟.
26 يناير 2011
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 102 مشاهدة
نشرت فى 4 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

47,815