لا شك أن الانسان يولد أمى المعرفة وتتكون لديه المدركات رويدا رويدا مع مرور الساعات والأيام والسنين تتبلور لديه محصلات بصرية وسمعية وحسية تكمن فى داخله ويمارس حياته محملا بهذا المخزون البصرى الضخم والمتشعب فى المعرفة وتنوعها بجمالياتها أحيانا وبسيئها أحيانا وتتزايد عنده المسميات وتكبر معه السمات واللهجات  وألحانها والسلوك وحجم من المعارف البيئية التى يحتك بها ويكون جزءا منها أو هى جزء منه شاملة كل أحداث الحياة،ودوره الدائم والفاعل فيها  بشكل مستمر ودون دراية تتكون لديه المعارف المتعدده وحرفية التعامل مع الحياه التى تكبر داخله .

 والانسان بطبيعة تكوينه وارتقائه من بين المخلوقات لديه القدره على الفهم والاستيعاب ، والتركيز وكذلك القدرة على التحليل واتخاذ القرار كالرفض والموافقة والقبول والامتناع كمكون رئيسى فى الشخصيات بشكل عام  ويلفت نظر الانسان ما يميل إليه بعملية لا شعورية ينجذب نحو الأشياء التى تروق لأحاسيه بشكل دائم ولها مؤشرات متفاوتة على الدوام وانتباه دائم لبعض الأشياء كالصور والألوان وحركات الناس كالمشى والجلوس وحركات الباعة وأصحاب الحرف والمهن المتعددة باختلاف طوائفهم والتى تمر أمامه أو يكون جزءا فاعلا ومدمجة بازدواجية  الأشياء أو يرى مهنيا يتعامل معه كالبناء والحماليين والسائقين ورعاة الأغنام وغيرها أو الخبازين فى الأفران أو الطحانين والفرانين وباعة اللحوم والأسماك والدجاج والحبوب وكذلك الزراع من الفلاحين وعمال الحصاد وجامعى الألبان فى الصباح والمساء  .     وطوائف المهن المختلفة كالنساجين  والنجارين والقصابين والمعلمين والأطباء وهلم جرة إلى عشرات المهن والمشاهدات وبهذا الحجم من الرؤى تتكون الحصيلة البصرية المركبة والمعقدة طوال السنوات يخزنها المخ البشرى بمنظومة اعجازية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى وعندما يتعامل الإنسان تطفو فورا صاعدة من عمق الذاكرة إلى حافة سطح المعرفة بجميع تفاصيلها الشكلية ومواصفاتها اللونية والحياتية وكذلك الإحساس بالمشاعر , إنها أسرار الخالق مودعها فى مخلوقاته  وتتكون لدى الفنان مشاعر خاصة عندما يستدعى هذه المشاهدات لتحتل المشهد دون معاناه بيسر تام , وطوال السنوات وهذا المخزون المتراكم بمشيئة الله تتجسد فى يده عندما يحاول تخطيط أعماله التشكيلية المتنوعة والمنية على أساس المعرفة والاهتمام ، ويعد البحث العلمى من أهم السمات التى تشكل منظومة الترتيب وجمال التنسيق ، ومن البديهى ان تترجم حجم هذه الرؤى إلى أعمال لها مدلولاتها ، والفنان المهتم بشئون كل ما هو حوله من بشر وحجر ونبات وكل ما هو فى ملكوت الله القادر البصير ،ليرى الجمال كل الجمال حتى ولو كان قبيحا من وجهة نظر الآخر وعلينا أن نحترم الآخر .                          والفنان المهتم بتلك الشئون يلزم الاهتمام بما يريد التعبير عنه وماذا يريد توصيله ولمن وما هو المتلقى وكيف يقرأ العمل الفنى أو القيمة الفنية  سواء كان ذلك باللون أو بالشكل أو بأى أداة أخرى ، ويتحرى الدقة الثقافية فى عرضه للأفكار والقيم التى يريد أم يرسخها ويكون لديه حسن التنبؤ بما يقد يحدث ، ليس تخمينا أو يدعها للصدفة وانما بحكم العمق الثقافى والفنان هكذا يكون ، راصدا متأملا واعيا رقيقا ودقيقا .                       والفن ليست كلمة فضفاضة بل هى ضمير العقلاء

المصدر: الفنان محمد الحلوجى
mohamedabdelwah

الفنان التشكيلى / محمد الحلوجى mohamed elhalwagy the artist

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 75 مشاهدة
نشرت فى 19 ديسمبر 2013 بواسطة mohamedabdelwah

محمد الحلوجى

mohamedabdelwah
فن تشكيلى وابداعات متعددة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

51,441