المـــــــوقـــع الــرســــــــمى الـخــــــــــــاص بــ "د/ تـــــــامر المــــــــــلاح"

"تكنولوجيا التعليم " الحاسب الألى " الانترنت " علوم المكتبات " العلوم التربوية " الدراسات العليا "

في أواسط الستينات وبداية السبعينات ظهرت الاتجاهات التربوية المرتبطة بتفريد التعليم بداية بالتعليم المبرمج وخطة كلير والتعلم من أجل الإتقان والتعلم بالوسائط السمعية والبدايات المبكرة لتوظيف الحاسوب في التعليم كل تلك الاتجاهات حفز للتحول من المكتبات المدرسية التقليدية إلى مركز مصادر أو وسائل تقدم خدمات للطالب والمعلم غير مقصورة على المواد المطبوعة ولكن بجميع أشكال الاتصال الأخرى ، وتطلب هذا التحول إلى البحث عن مصطلح جديد يعبر عن ذلك المكان بدلاً من المكتبات المدرسية ؛ وعلى الرغم من الدور المهم الذي أدته المكتبات المدرسية بأنواعها المختلفة وعبر تاريخها الطويل في دعم العملية التربوية بشكل عام والمناهج المدرسية بشكل خاص إلا أنها اعتمدت ولفترة طويلة جدا على الأوعية التقليدية للتعلم والمعلومات وبخاصة الكتب وغيرها من المطبوعات . وكانت محاولات تطويرها وإخراجها من هذا الإطار تواجه بكثير من الصعوبات الإدارية والمالية التي تواجه المؤسسة التربوية. وحتى عندما نمت المكتبة المدرسية فإن نموها كان تراكمياً وليس تكاملياً ولم تؤدِ دوراً ايجابيا في إدخال المصادر والنظم والتكنولوجيا التربوية الحديثة مما حال دون استخدامها من قبل الطلبة والمعلمين .
كذلك فقد أغفلت المكتبة المدرسية في صورتها التقليدية أهم عنصر في العملية التعليمية وهو المتعلم . وقد تطورت العملية التربوية في الفترة الأخيرة وظهرت أفكار ونظريات وأساليب حديثة في مجال التعليم والتعلم ، تؤكد أن أفضل أنواع التعليم هو الذي يتم عن طريق الخبرة وخلق الرغبة والدافعية لدى المتعلم في البحث عن المعلومات بنفسه ومن مصادرها المتعددة . وكان على المكتبة المدرسية أن تتطور لتواكب هذه التغيرات في النظريات التربوية الحديثة ، ولتواكب هذه التكنولوجيا التي دخلت المؤسسة التربوية بسرعة وقوة ، فظهرت فكرة تطوير المكتبات المدرسية إلى مراكز مصادر التعلم . فبدأ ظهور مصطلحات كثيرة منها مركز المواد التعليمية ، مركز الوسائل التعليمية ، مختبر مصادر التعلم ، مركز مصادر التقنيات التعليمية وغيرها من المصطلحات ، حيث استخدمت جميعها للإشارة لمفهوم مركز مصادر التعلم ، الذي ظل أخيراً المفهوم السائد استخداماً في الأدب المنشور ، وقد أضافت تقنية المعلومات ونظريات التعلم والتعليم الحديثة أبعاداً جديدة لمفهوم مركز مصادر التعلم . وهذه المراكز على الرغم من حداثتها فهي وليدة القرن العشرين ، إلا إن جذورها أقدم من ذلك بكثير..
إن التطورات التربوية والتكنولوجية المتلاحقة والمتسارعة ، والمشكلات الكثيرة التي بدأت تواجه العملية التعليمية التعلمية أدت إلى ظهور أطراف عدة تنادي بضرورة إنشاء مراكز مصادر التعلم لتواكب هذه التطورات والارتقاء بعملية التعليم وتحسينها من أجل خلق متعلم قادر على مواجهة المواقف والمشكلات المختلفة وإيجاد الحلول المناسبة لها بطرق علمية صحيحة تعتمد على مصادر جديدة ومتعددة للمعلومات

وذكر الدكتور مصباح الحاج في كتابة المترجم مراكز مصادر التعلم ، أن القرن العشرين لم يكن هو بداية الفكرة لمراكز مصادر التعلم بل هناك أدلة على تشير أن هذا المفهوم قد ظهر في بريطانيا في القرن السادس عشر للميلاد ويورد جزءا من نشرة الوزارة البريطانية للتربية والتعليم :(يجب أن تحتوي المباني التعليمية على مكتبة ومعرض مزود بكل أنواع الكتب والخرائط والمجسمات والآلات الفلكية وكل الأشياء الأخرى ذات الصلة بعملية التعليم ،سواء وزدتها بها المدارس من الإدارات المتخصصة أو اشترتها المدارس من ميزانيتها الخاصة ) .

ومعنى ذلك إن مفهوم هذه المراكز كان معروفا بطريقة أو بأخرى منذ القرن السادس عشر .       

أيضا فهارس الدوريات وموضوعاتها قد تكون مؤشر جيدا لمدى استعمال هذا العنوان أو المصطلح وبناء عليه فان مجلة التربية البريطانية تحدثت عن موضوع هذه المراكز عام 1947م تحت عنوان : مراكز المواد التدريسية .

أما في أمريكا فقد أوصى المجلس التعليمي لمقاطعة نيويورك عام 1954م بدمج إدارتي المكتبات والتربية البصرية ، كما إن كثيرا من أمناء المكتبات قد ضموا إلى محتويات المكتبة مواد أخرى ، سمعية وبصرية .

وأيضا في عام 1956 اصدر اتحاد مكتبات المدارس الأمريكي بيانا رسميا ، بين فيه حاجة المكتبة المدرسية إلى خدمة جديدة تقدمها المدرسة ، إضافة إلى خدماتها ، وتحويلها إلى مراكز مصادر للتعلم .

وفي عام 1959م تطور اسم هذه المراكز إلى مراكز المواد التعليمية وقد وردت هذه التسمية في دليل القارئ في بريطانيا .

وفي عام 1969م صدرت نشرة اتحاد أمناء مكتبات المدارس الأمريكية تضمنت معايير وإجراءات محددة لإنشاء مراكز مصادر التعلم ، ثم بدأت عدة كليات بإعداد متخصصين في المواد التعليمية بدلا من أمناء المكتبات وتحولت عدة أقسام لعلوم المكتبات إلى أقسام وسائل اتصال تكنولوجية .

أما الباحث ربحي سرحان فقد تحدث عن تطور مراكز مصادر التعلم في دراسة عن مراكز مصادر التعلم وقال فيها :

لقد مرت مراكز مصادر التعلم بعدة مراحل من التطور حتى وصلت إلى الصورة الحالية التي نعرفها, وقد واكب هذا التطور في الوقت نفسه تطور العملية التربوية بشكل عام، وعملية التعليم والتعلم وطرق التدريس بشكل خاص. أما أهم المراحل من وجهة نظر الباحث فهي على النحو التالي :

المرحلة الأولى : مكتبات الصفوف Classroom Library :

وهي البداية الحقيقية للمكتبات المدرسية التي تعد مرحلة سابقة لمراكز مصادر التعلم. وهي عبارة عن خزائن صغيرة تحفظ داخل الصفوف وتضم غالبًا كتبًا عامة وقصصًا وغيرها من المواد المطبوعة التي تتصل بميول وهوايات طلبة الصف ودروسهم, ويساهم طلبة الصف في اختيار وشراء موادها بالإضافة إلى المعلمين, وعادة يقتصر استخدامها على طلبة الصف. وقد أدت هذه المكتبات دورًا مهمًا في تطوير عادات القراءة والمطالعة عند الطلبة. وللأسف الشديد فقد بدأ هذا النوع من المكتبات يختفي من مدارسنا في الفترة الأخيرة على الرغم من أهميته.

المرحلة الثانية : المكتبات المدرسية الرئيسة أو المركزية School Library :

وهي المكتبات التي تلحق بالمدارس الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية وتهدف توفير المواد المكتبية المناسبة وتقديم الخدمات المكتبية المختلفة لمجتمع المدرسة المكون من الطلبة والمعلمين. وتعد بمثابة القلب بالنسبة للمدرسة, وهي بؤرة الإشعاع والنشاط الفكري والعلمي في المدرسة بوصفها المركز الرئيس للقراءة والمطالعة والدراسة والبحث, وتزود جميع أفراد المجتمع المدرسي من طلبة ومعلمين وإداريين بالمواد التي تعينهم في أنشطتهم المختلفة وتقدم لهم الخدمات المكتبية.

المرحلة الثالثة : مكتبة المواد أو المطبوعات Subject Library :

وفيها يتم جمع وتنظيم الكتب والدوريات والمواد المطبوعة الأخرى والمواد السمعية والبصرية كافة المتعلقة بمواد دراسية أو موضوعات معينة ذات علاقة كالتاريخ والجغرافيا مثلاً, والمواد العلمية كالفيزياء والكيمياء والأحياء, واللغات كذلك. وتكون المقتنيات والمجموعات المتوافرة كافة في هذه الموضوعات تحت تصرف الطلبة والمعلمين عند تدريس المادة أو القيام بأية نشاطات أو مشروعات تتصل بالمادة أو الموضوع الدراسي, وتتكون مجموعاتها عادة من الكتب والدوريات والصحف والنشرات والتقارير والبحوث والدراسات والأفلام المختلفة والتسجيلات والخرائط والمجسمات والعينات والنماذج والشرائح وكل ما يتعلق بالموضوع عن مواد مكتبية أو مصادر للمعلومات. وعلى الرغم من إيجابيات هذا النوع من المكتبات إلا أنها لم تنتشر بسبب حاجة المدرسة إلى عدد منها بسبب كثرة الموضوعات الدراسية, ولأن كل مكتبة تحتاج إلى قاعة مستقلة وأمين مكتبة متفرغ.

المرحلة الرابعة : المكتبة الشاملة (Comprehensive Library) :

ظلت المكتبات المدرسية على اختلاف أنواعها تعتمد بشكل رسمي على أوعية المعلومات التقليدية التي تتمثل في المواد المطبوعة كالكتب والدوريات في تقديم خدماتها, وكان عليها أن تطور أهدافها وخدماتها ومجموعاتها بحيث تقتني وتيسر استخدام مختلف أشكال مصادر المعلومات المطبوعة والمسموعة والمرئية وتوظيفها لإشباع مختلف الحاجات التربوية التعليمية. وقد حاول المكتبيون والتربويون اختيار اسم مناسب لهذه المكتبة المطورة يعكس المفهوم الحديث لها, ويدل على الشمولية في مقتنياتها ومصادرها, فاختاروا مصطلح المكتبة الشاملة.

ولقد مرت المكتبة الشاملة بعدة مراحل حتى وصلت إلى وضعها الحالي, فقد بدأت المرحلة الأولى عندما أضيفت إلى المكتبة المدرسية التقليدية وحدة خاصة بالأفلام التعليمية, ووحدات أخرى للمواد التعليمية كالشرائح والأسطوانات والتسجيلات الصوتية (الكاسيت), وكان الهدف في هذه المرحلة هو مجرد توفير المواد وتنظيمها وإعدادها للاستعارة , ثم جاءت مرحلة ضرورة تكامل هذه المواد وتوعية المدرس بطرق استخدامها وبضرورة مساهمته في اختيارها لأغراضه التعليمية المختلفة, بعد ذلك لم تعد المكتبة مجرد مخزن للمواد المطبوعة وغير المطبوعة، بل أصبحت مؤسسة تعليمية تسهم في تحقيق الأهداف التربوية المختلفة للمدرسة. وفي هذه المرحلة تغير التصميم التقليدي للمكتبة من مجرد قاعة كبيرة للمطبوعات إلى عدة قاعات أو أجنحة للمواد التعليمية المختلفة كالأفلام والخرائط والمصغرات الفيلمية والتسجيلات الصوتية, وظهرت قاعات صغيرة لمشاهدة الأفلام والاستماع للتسجيلات والتعلم الفردي, وتطورت الخدمات المكتبية التي تقدمها المكتبة لجمهورها من الطلبة والمدرسين, وظهرت الحاجة إلى ضرورة إعداد وتأهيل العاملين في مثل هذه المكتبات.

المرحلة الخامسة والأخيرة : مرحلة مراكز مصادر التعلم :

وهي مرحلة الوصول إلى مراكز مصادر التعلم في وضعها الحالي, وذلك بعد أن تأكد أن كافة المراحل السابقة لم تتمكن من تحقيق هدف وطموح المدرسة في الانتقال من عملية التركيز على التعليم إلى التركيز على التعلم من خلال توفير مواد مكتبية وأنشطة مختلفة تساعد التلاميذ على اكتساب مهارات التعلم وتنمي قدراتهم في مجال التحليل والنقد, وقد أدت العوامل الرئيسة التالية دورًا مهمًا في تطور المفهوم الحديث لمراكز مصادر التعلم.

أما في المملكة العربية السعودية صدرت في عام 1418هـ موافقة معالي وزير التربية والتعليم على تقرير اللجنة المكلفة بوضع تصور لتطوير واقع المكتبة المدرسية والذي يتضمن البدء بتنفيذ تجربة مراكز مصادر التعلم في عدد محدود من المدارس في الرياض وفي 7/4/1420هـ واستناداً لخطاب معالي الوزير في 1/4/1420هـ أعدت الإدارة العامة لتقنيات التعليم تصوراً لتنفيذ مراكز مصادر التعلم في المدارس وفي عام 1421هـ تم استحداث ستة مراكز مصادر تعلم في مدينة الرياض في إطار المرحلة التجريبية بدأت المرحلة التحضيرية للمشروع والتي تشمل نحو 70 مركزاَ لمصادر التعلم في جميع مناطق المملكة العربية السعودية .

المصدر: إعداد م/ تامر الملاح
tamer2011-com

م/تامر الملاح: أقوى نقطة ضعف لدينا هي يأسنا من إعادة المحاولة، الطريقة الوحيدة للنجاح هي المحاولة المرة تلو المرة .."إديسون"

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1251 مشاهدة
نشرت فى 19 أغسطس 2012 بواسطة tamer2011-com

ساحة النقاش

م/ تامر الملاح

tamer2011-com
باحث فى مجال تكنولوجيا التعليم - والتطور التكنولوجى المعاصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,756,720

بالـعلــم تـحـلـــو الحـــيـاة

للتواصل مع إدارة الموقع عبر الطرق الأتية:

 

 عبر البريد الإلكتروني:

[email protected] (الأساسي)

[email protected]

 عبر الفيس بوك:  

إضغط هنا

(إني أحبكم في الله)


أصبر قليلاً فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير.