ندرة وجود الأسماك علي سواحل الإسكندرية له عدة أسباب منها استعمال الشباك الضيقة غير المطابقة للمواصفات في عملية الصيد. وانتشار مافيا الزريعة. وطريقة الصيد بالبندقية والتي يستخدمها بعض الغطاسين كوسيلة سهلة لاصطياد الأسماك ذات الأحجام الكبيرة.. ونتيجة لذلك اتجهت غالبية مراكب الصيد إلي خارج حدود البلاد مثل الذهاب للصيد علي سواحل ليبيا وتونس ومالطا وإريتريا ودول أخري حتي يستطيعوا الرجوع بأكبر كمية أسماك ممكنة. ولتغطية المصروفات الباهظة علي تلك المراكب.
كما اتجه عدد كبير من تجار الأسماك إلي استيراد الأسماك المجمدة من الخارج ومن بلاد عديدة مثل الصين واليمن وتايلاند والهند والسعودية وإسبانيا وتونس.
يقول عادل علي حسن "صياد" ان موضوع مواسم الأسماك تم إلغاؤه لأن الصيد أصبح عشوائياً وغزل الشنشلة الضيق قضي علي الزريعة والتي من المفترض انها بعد ثلاثة أسابيع تصير أسماكاً كبيرة كما ظهرت مشكلة الصيد بالبندقية ويستخدمها بعض الصيادين والغطاسين لاصطياد أمهات الأسماك والتي تتكاثر داخل البحر. مع العلم بأن هذه الطريقة محرمة دولياً وهناك تعليمات من الثروة السمكية بمنع الصيد بهذه الطريقة ولكن هناك غطاسين يقومون بتكسير الصخور داخل الأعماق والتي تمثل منازل الأسماك للحصول علي بلح البحر والذي يصل سعره إلي 150 جنيهاً.
أضاف أنه إذا وُجدت الرقابة الشديدة علي البحر سوف ينصلح حاله. أما الوضع الحالي فلا يبشر بالإصلاح.
ويشير عبدالعزيز فتح الله 63 عاماً "صياد" إلي أن أصحاب المراكب يخاطرون بحياتهم وأموالهم للاصطياد من ليبيا وتونس ومالطا وإريتريا والصومال حتي يجدوا الأسماك ويتعرضون لطلقات نارية من حرس السواحل بليبيا والدول الأخري.
أضاف أن بحرنا نضب من الأسماك وأن هناك صيادين كثيرين يقومون ببيع رخصة المركز حتي يعيشوا بثمنها وأنه يحصل علي معاش 180 جنيهاً. وله علاج شهري يقدَّر بأكثر من 500 جنيه بخلاف الطعام والشراب. مطالباً المسئولين بمراعاة الصيادين الذين ليس لهم حول ولا قوة.. ورفع معاش الصيادين ليواكب ظروف المعيشة الغالية جداً.
ويقول محمود الهمشري "تاجر أسماك" أن ندرة الأسماك ترجع إلي استعمال شباك غير مطابقة للمواصفات مما يتسبب في القضاء علي الزريعة. وضعف الرقابة من المسئولين عن حرفة الصيد علي المراكب. وأنه لا يوجد تفتيش علي الغزول والجميع يخالف التراخيص ويعمل علي "مزاجه" بخلاف الترخيص وأضاف أن أغلب المراكب تصطاد علي الشواطيء التي من المفترض أنها مكان لتربية الزريعة وبذلك يقضون علي الزريعة أولاً بأول.
ويقول أحمد حامد "تاجر": أقوم بشراء جميع الأسماك المجمدة لبيعها داخل المحل بسبب قلة الأسماك الطازجة.. مضيفاً أن الأسماك المجمدة لها أنواع عديدة وتتفاوت أسعارها طبقاً لحجم الأسماك والبلد المصدرة.. فالجمبري يأتي من بلاد عديدة مثل تايلاند ويباع علي حسب عدد الجمبري في الكيلو فالجمبري 4030 يباع ب 50 جنيهاً. و5040 يباع ب "45" و6050 يباع ب "40" جنيهاً ونفس الأسعار تنطبق علي الجمبري الهندي والإماراتي ولكن تنخفض أسعار الجمبري الصيني لأنه الأسوأ ولا نقوم ببيعه نظراً لصعوبة تقشيره.
تابع: هناك أنواع من الأسماك كثيرة جداً مجمدة مثل السُبيط ويباع ب 25 جنيهاً للحجم الكبير. و20 جنيهاً للحجم الوسط. وسمك موسي "سافوليا" يباع ب 20 جنيهاً للحجم الكبير. ويوجد الدنيس والشراغيش ويباع ب 20 جنيهاً للكيلو.
وأشار محمود شندي "تاجر" إلي أن الزبون مضطر لشراء الأسماك المجمدة نظراً لقلة الأسماك البلدي داخل البحر وأصبحت الأسماك المجمدة هي سيدة الموقف وتتعدد أنواعها وأسعارها وبلادها. فهي تأتي من مختلف بلاد العالم ونفضل شراء الأسماك السعودي والهندي واليمني لأنهم الأقرب للبلدي.
ويقول أشرف زريق شيخ الصيادين: إن البحر قل خيره بسبب قلة الدراسات. وأن المزارع السمكية قلت ميزتها وارتفعت أسعارها فبعدما كان الفدان ب 20 جنيهاً تعدي ال 3000 جنيه.
أضاف أن طن العلف للأسماك وصل 4000 جنيه ونظراً لقلة الأسماك زاد الاستيراد من الخارج وأوضح أن الأسماك المجمدة تقل جودتها كثيراً عن البلدي.
ويقول الدكتور شريف فتوح نائب رئيس جمعية حماية المستهلك: ان إنتاج الأسماك ليس علي قدر الاستهلاك. ويتم الاستيراد لسد الفجوة الغذائية.. ومع ذلك نقوم بتصدير بعض أنواع الأسماك للخارج والمطلوبة عالمياً ونستورد أنواعاً أقل جودة وسعراً.
أضاف أن القيمة الغذائية من البروتين السمكي متشابهة ومتقاربة من مختلف الأصناف. ونفس الكلام بالنسبة للأسماك المستوردة من الخارج.
وأوضح أن الأسماك المجمدة لا تفتقد القيمة الغذائية طالما أنها مجمدة بالطرق السليمة والإجراءات صحيحة للتجميد. وأصبح هناك استيراد وتصدير للأسماك بكميات ضخمة وكبيرة.
وطالب خالد عبداللطيف رئيس لجنة التموين بمجلس محلي حي وسط بضرورة شراء الأسماك المجمدة من أماكن معلومة مثل المجمعات الاستهلاكية التي لديها ثقة عند المواطنين.
وحذر من التعامل مع الباعة الجائلين لأن هناك من يتلاعب بالمواطنين.
المصدر: جريدة المساء عدد 18/1/2011
نشرت فى 16 مايو 2011
بواسطة mohajo
محاسب / محمد يوسف عليوة
هذا الموقع يهدف فى المقام الاول الى التعربف بدنيا الصيد والاسماك فضلا عن المساهمة بتقديم بعض المعلومات الهامة المتعلقة بالعديد من المجالات العلمية والادارية والقانونية اضافة الى مجموعة مختارات منوعة تسهم فى اضفاء لمسة رقيقة من الهدوء النفسى كما أن القائمين على ادارة الموقع يعدون السادة زائرى الموقع بكل ما »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
618,311