المرأة و العدل في الأديان في مقال للدكتورعبد العزيز العسالي و رد من عادل مداحش في ملحق الوسطية
المرأة بين عدل الاسلام وظلم البشر
الجمعة 25 إبريل-نيسان 2008 القراءات: 166
أ.عبدالعزيز العسالي
المتأمل في الكتب المقدسة بلسان المرجعية الدينية (الاحبار والرهبان» يجد اقوالاً حاشا ان تصدر عن عقل منصف فضلاً عن دعوى صدورها عن نبي أو عن خالق الانسان.. لكن هذا الذي حصل من المرجعية العبرية وماشابهها، وقد حاولت ايراد اقوال من العهد القديم والأسفار حول المرأة، ثم سأعقبها بنظرات سريعة في القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم ليعرف القارئ العزيز البون الشاسع بين عدل الله والاكاذيب المنسوبة اليه..
وليعلم القارى أن اخطر الكذب واشد الظلم من الانسان لاخيه الانسان ان يكون باسم الدين وحتى لا أطيل اقول نقلا عن التوراة والانجيل.
1ـ قال للمرأة: سأزيد يوماً من معاناتك عند حملك في الالام والاوجاع، تلدين الاولاد ولزوجك دوماً تتطلعين، وهو حاكمك. الاصحاح 3/16.
2ـ يسبق الرجل المرأة في الحياة. هوربوت ـ ف ـ ج.
3ـ صوت المرأة عورة كيد ـ ع.
4ـ تفكير المرأة منقوص . شياب.ل ـ ج.
5ـ يحرق كلام التوراة ولايسلم لامرأة، بروشالمي سوته ـ ف ـ ج.
6ـ الاغيار العبيد ـ النساء ، الشاذون الصغار، لاتقبل شهاداتهم، بابا ماترا
7ـ لاتقاضى المرأة ولاتقبل شهادتها، بروشالمي سوتر ف ـ ج.
8ـ خلفت حواء وخلق معها الشيطان، بر شت
9ـ اذا امتنعت المرأة من اداء مهمتها يلزم تنفيذه ولو باستعمال السوط هلموت شون.
10ـ امر شمعون بن شيطح ان يشنق تسعيني امرأه.
11ـ لايمر رجل بين امراتين لئلا يسحر، تيمورتا ـ س
وفي الإنجي
1ـولكني لست آذن للمرأة ان تتعلم ولاتسلط على الرجل بل تكون في سكون.
2ـ وادم لم يغو لكن المرأة غويت فحصلت في التعدي.
3ـ كما تخضع الكنيسة للمسيح، كذلك النساء تخضع للرجال في كل شيء.
4ـ فإن الرجل لم يخلق من أجل المرأة ولكنها خلقت من اجل الرجل.
5ـ لتصمت نساؤكم في الكنائس لانه ليس ماذون لهن ان يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس.
6ـ فإن الرجل لايغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده، أما المرأة فهي مجد الرجل.
1ـ اذا كان بالمرأة سيلان من دم فسبعة ايام وكل من لمسها يكون نجسا حتى المغيب وجميع ماتضطجع عليه يكون نجسا وكل من لمس فراشها يغتسل ويستحم بالماء ويكن نجساً حتى المغيب ، وان ضاجعها فوقع عليه طمثها يكون نجساً سبعة ايام وكل فرش يجلس عليه هو نجس.
2ـ اذا سال دم المرأة كثيراً في غير وقت طمثها فلتكن في جميع الايام نجسة كما في ايام طمثها ، وكل فراش تستلقي عليه نجس.
3ـ فاذا طهرت من سيلانها ـ النزيف ـ فلتنظر سبعة ايام ثم تطهر وفي اليوم الثامن تاخذ يمامتين أو فرخي حمام وتجيء بهما إلى الكاهن على باب خيمة الاجتماع فيقرب الكاهن احدهما للرب ذبيحة خطيئة والاخر محرقة ويكفر عنها الكاهن أمام الرب سيلان نجاستها.
هكذا تجنبان بني اسرائيل النجاسة كي لايموتوا في نجاستهم.
وفي سفر اللاويين ـ12
وكلم الرب موسى فقال:
قل لبني اسرائيل اذا حبلت امرأة فولدت ذكراً تكون نجسة سبعة أيام كما في أيام طمثها وفي اليوم الثامن يختن الطفل.. وتنتظر 33 يوماً أخرى ليطهر دمها ولاتلامس شيئاً من المقوسات ولاتدخل المقدس حتى أيام طهورها.
ـ فان ولدت أنثى تكون نجسة أسبوعين كما في أيام طمثها وتنتظر 66يوماً ليطهر دمها وعندما تتم أيام طهورها لذكر أو لانثى تجيء بخروف حولي (بلغ الحول) محرقة أو بفرخ حمام أويمامة إلى باب خيمة الاجتماع إلى الكاهن فيقربها أمام الرب فيكفر عنها فتطهر من سيلانها ، هذه شريعة التي تلد ذكراً أو أنثى.
ـ وان كانت لاتملك ثمن خروف فلتأخذ حمامتين أو يمامتين أحدهما محرقة والاخرى ذبيحة خطيئة فيكفر عنها الكاهن.
وفي سفر التثنية فصل 25
ـ اذا قام اخوان معاً ثم مات احدهما ولا ابن فلا تتزوج أرملته برجل بل اخوه يدخل عليها ويتزوجها ويقيم نسلاً لاخيه وهذا في قانون الأحوال الشخصية الاسرائيلي.
المرأة في التلمود سفر 7 صحاح 11
ـ عندما تنذر المرأة فان لزوجها الموافقة أو ابطال النذر وان امرأة اسلمت ادارة البيت .. أو وجد الرجل امرأة أجمل منها فله الحق أن يطلقها.
ـ المرأة خفيفة عقل وكل من يعلم ابنته التوراة فكأنه يعلمها السخافة.
تعليق سريع
اعتقد جازماً ان القارىء اثناء قراءته لما سبق سيكون قد ذرعه القيء والغثيان جراء هذا الهراء الذي يقال عنه دين، لكني أبادر القارىء قائلاً: ثق تماماً أني ماجئت إلا بالشيء اليسير احتراماً للمشاعر.
ثانياً في القران الكريم
1( ياأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفو ان أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات
2ـ (ومن اياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون) الروم.
3ـ( ولهن مثل الذي عليهن) البقرة.
4ـ( يوصيكم الله في أولادكم) هكذا سائر الأولاد ذكوراً أو أناثاً.
5ـ( وهنا سورة خاصة بالنساء وسورة الأحزاب وسورة الطلاق وسورة التحريم وسورة النور واثنان وعشرون اية في سورة البقرة تناولت قضايا المرأة مطلقة أو متوفى عنها قبل الدخول...
6ـ( إني لاأضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى وهو مومن).
7ـ(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).
8ـ ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ...الخ ـ أعد الله لهم مغفرة واجر عظيما.
ثالثاً في السنة
1ـ انما النساء شقائق الرجال النسائي عن عائشة
2ـ المرأة مكلفة كالرجل سواء بسواء ولها شخصيتها ولها استقلاليتها بدليل ان الرسول لم يقر عقد الرجل بابنته بمن لاتريده، حتى تجيز مافعل أبوها وهذه هي المساواة، فكما ان للرجل شخصيته فلها شخصيتها ، وكما هو طرف في العقد فهي طرف فيه والاكراه هنا مرفوض مطلقاً في ظل تعاليم الاسلام، والاجتهاد الفقهي القائل: (للاب أن يكره ابنته فيما فيه مصلحة) هو قول بعيد عن تعاليم الاسلام السامية، واستناده إلى حادثة زواج عائشة الرسول وعمرها تسع سنين فهي حادثة يدحضها التاريخ، لان عائشة توفيت وعمرها تجاوز 70 سبعين عاماً، وبالتالي فان زواجها كان وعمرها في نهاية السادسة عشرة أو في مطلع السابعة عشرة، ومن شاء فليراجع كتب التراجم سيجد اضطربا في مولدها وهذا الذي ذكرناه هو اقرب إلى الصواب.
صحت الروايات ان نساء النبي كن يراجعنه ولاصمت هنا، بل ان سورة التحريم تشير إلى ان الرسول نزل عند رغبة بعض أزواجه والقران أطلق عليها مصطلح (المظاهرة) ضد الرسول.
ومشاورة أم سلمة له يوم الحديبية قضية مشهورة
ولدينا تحقيق تاريخي لامجال لذكره ، لكن ما أستعرضه خلاصته ان اربع عشرة امراة من نساء أمراء الامويين والعباسيين كن يحكمن بالفعل وكان أزواجهن عبارة عن ديكور.
ولم الذهاب بعيداً؟ والقران الكريم أثنى على ملكة اليمن وحصافة رأيها ، بل لوكانت نزلت عند قول الملأ قيادة الجند ، لكانت مملكتها في خبر كان، وهنا ينطبق قول ابن رشد رحمة الله وغيره من العقلاء (الرجولة صفات).
وهذه بنت الصليحي حكمت أربعين عاماً والعجيب ان جميع فقهاء الزيدية والشافعية بل والأزهر أصدروا فتيا في حقها، ولعل السبب في نظري هو رجاحة عقلها واحترام خصوصيات الناس جميعاً بل فتحت المدارس العلمية المخالفة لمذهبها هل يصل إلى هذا زعيم عربي؟
ان أم الخليفة المتوكل كانت قاضية المظالم ـ حاكمة بين الوزراء وقيادة الجند ولايستطيع أحد رفض حكمها وهذا كان في عهد الحنابلة ولم نجد اعتراضاً لا من أحمد بن حنبل ولامن أتباعه!.
ان ظهور صلاح الدين الايوبي على خصومه وطرد للصليبيين لم يأت من فراغ وانما ذكر التاريخ ان في مصر وسوريا والعراق يومها كان فيها ثمانمائة عالمة (بدرجة الفتوى) ومعظم هؤلاء من نساء الامراء والتجار وكان لهن اسهام في بناء المدراس العلمية ـ الجامعات ، وانفاق الأموال الطائلة عليها
صحيح ان الغالب على حال المرأة عبرالتاريخ الاسلامي هو العكس لكن يبقى تاريخنا هو الأفضل مقارنة مع غيره.
اين الخلل؟
في نظري يتمثل الخلل في ثقافتنا الاسلامية الحالية المتوارثة، في محورين بارزين تتفرع عنهما أمور كثيرة
1ـ المحور الأول: أن معظم القبائل في الجزيرية العربية لم تصطبغ بالتربية الاسلامية كما كان الحال في المدينة ومكة، فدخلت القبائل في الاسلام وانخرطت في ميدان الفتوحات فتغلب العرف كثيراً على التعاليم التي عهدها الناس في مهبط الوحي.
2ـ في نظري الشخصي: ان ضياع حقوق المرأة المسلمة وسيطرة الثقافة الإسرائيلية عليها بل وعلى الفقه التقليدي جاءت بسبب كراهية الشيعة لعائشة فلقد اخترعوا مئات الأحاديث ضد المرأة، وكذا بالمقابل كراهية العباسيين لأولاد فاطمة وقبلهم الأمويون وحجتهم كانت: أن المرأة لاترث الملك فالملك للرجال ـ العباسي وأولاده وهذان الامران هما وراء ماحصل من اضاعة وهضم لحقوق المرأة في الثقافة الاسلامية، ولاأنسى هنا دور العرف والقيم الذاتية للبعض فقد وجدناها تحولت إلى دين وفقه مقدس مع أنها رؤى وقناعات وقيم ذاتية. ********************
و في ما يلي المقالة التي نشرتها في نفس الملحق رداً على الدكتور عبدالعزيز العسالي حفظه الله .
*******************************
|
|
رداً على العسالي المرأة بين احتقار المتدينين وانتصار الأديان لها الجمعة 09 مايو 2008 القراءات: 195
عادل مداحش في البداية أود أن أعقب على مقالة الأستاذ عبدالعزيز العسالي في الأسبوع قبل الماضي وفيها صب العسالي جام غضبه على الأديان الأخرى متكئاً في ذلك لهراء محرٌف لا يعد به عند الباحث المنصف إذ كيف نقوم بعملية مقارنة بين الإسلام وكلام مُحرف لا يمت للأديان الأخرى بصلة، وهي بريئة منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب. من الذي أنبأك أن المسيحية أو اليهودية الحقة ظلمت المرأة، فهلاّ رجعت إلى كتب التوراة والأنجيل الذي أنزلهما الله لتعرف حجم الخطأ الفادح الذي وقعت فيه، أم أنك تعمدت ذلك انتصاراً للإسلام..!! إن كان ذلك ما قصدت فالإسلام غني عن ذلك وعن غيره لأنه دين العدل ولا يرضى الظلم للآخرين. أقول: إن ما استندت إليه هو كلام محرّف صادر عن ثقافات بشرية لا يعتد به، وإذا أردنا أن نسلك في الطريق التي سلكتها فسوف أضيف على ذلك وأقول :إن بعض المسلمين أساؤوا للمرأة بأحاديث موضوعة لم تصدر عن لسان النبي محمد، فهل نقول إن الإسلام أساء للمرأة..!!؟؟ وأزيد على ذلك أن الأغريق تحدثوا عن المرأة فقالوا:إنها سلعة تباع وتشترى في الأسواق، وعند الرومان فالمرأة جسد بلا روح، يصبوّن الزيت على بدنها، ويعذبونها بربطها على الأعمدة، بل كانوا يربطون البريئات بذيول الخيول ويسرعون بها حتى تموت، وعند قدماء الصينيين من السوء بحيث يحق لزوجها أن يدفنها وهي حية على موقد واحد، وعند الفرس للرجل حق التصرف في المرأة بالحكم عليها بالموت أو يُنعم عليها بالحياة وعند الجاهلية- أي في فترة الجاهلية- كانت تُدفن صغيرة خوفاً من العار وتُسلب وتُظلم إذا بقيت، هذه هي تحريفات البشر يا بن العسالي، أما الإسلام فقد جاء يحمل معه تباشير الحرية للمرأة، ويفتح أمامها عالم الحياة بإبداعه وروعته وعظمته لتشارك في سيادته وفق رسالة الله الخالدة لاستخلاف الأرض بالإسلام والفضيلة، وفيه تحريرها من القيود وعبثية الجاهلية إلى معترك الحياة الحقيقية، ولكن في هذه الأيام- وجدت النعرة الجاهلية لدى بعض المسلمين، فما زالوا يمارسون انتهاكاً لحقوق المرأة ويصادرونها بحجة الالتزام بأوامر الدين في قوله تعالى: «وقرن في بيوتكن» مجتزئين النص، غير مراعين السياق الاجتماعي والثقافي الذي نزلت فيه الآية، فأعيد عزل المرأة ثانية وظلت حبيسة الجدران، تؤمر فتطيع، ضعيفة لا تقوى على الحراك، وحقيرة في عقلية الرجل بصور متعددة ومن احتقارها أنه لما كانت المرأة ضعيفة اهتضم الرجل حقوقها وأخذ يعاملها بالاحتقار والامتهان وداس برجليه على شخصيتها. لقد عاشت المرأة إنحطاط شديداً أياً كان عنوانها في العائلة، زوجة أو أماً أو بنتاً، ليس لها شأن ولا اعتبار ولا رأي، خاضعة للرجل لأنه رجل ولأنها امرأة، فنما شخصها في شخص الرجل ولم يبق لها من الكون ما يسعها إلا ما استتر من زوايا المنازل، واختصت بالجهل والتحجّب لأستار الظلمات واستعملها الرجل متاعاً للذة، يلهو بها متى أراد، ويقذف بها في الطرق متى شاء، له الحرية ولها الرق، وله العلم ولها الجهل، له العقل ولها البله، له الضياء ولها الظلمة والسجن، له الأمر والنهي ولها الطاعة والصبر، له كل شيء في الوجود وهي بعض ذلك الكل الذي استولى عليه. من احتقار المرأة يملأ بيته بجوار بيض أو سود أو بزوجات متعددة، يهوى إلى أيهن شاء، مقاداً إلى الشهوة، مسوقاً بباعث الترف وحبّ استيفاء اللذة، غير مبال بما فرضه عليه الدين من احتقار المرأة أن يطلق الرجل زوجته بلا سبب من احتقار المرأة أن يقعد الرجل على مائدة الطعام وحده ثم تجتمع النساء من أم وأخت وزوجة ويأكلن ما فضل منه. من احتقار المرأة أن يعيّن لها محافظاً على عرضها يراقبها ويصحبها أينما تتوجه. من احتقار المرأة أن يسجنها في منزل ويفتخر بأنها لا تخرج منه إلا محمولة على النعش إلى القبر. من احتقار المرأة أن يعلن الرجال أن النساء لسن محلاً للثقة والأمانة. من احتقار المرأة أن يحال بينها وبين الحياة العامة والعمل في أي شيء يتعلق بها: فليس لها رأي في الأعمال، ولا فكر في المشارب، ولا ذوق في الفنون، ولا قدم في المنافع العامة، ولا مقام في الإعتقادات الدينية، وليس لها فضيلة وطنية ولا شعور مليء. كل هذا يدل على العقلية التي وصل إليها الرجال حيال المرأة، أقول الرجل المتدين وليس الدين، وهذا الرجل لا يعتبر حجة على الدين أياً كان موقعه في الواقع الاجتماعي والديني. حرية المرأة في الإسلام إن حرية المرأة في الإسلام تكمن في تنفيذ حقوقها المقرة في الكتاب والسنة الصحيحة، حيث تحث الشريعة الإسلامية على إلزام الرجل بتنفيذ هذه الحقوق دون مصادرة، لأن الدين أوجب عبادة الله على الجنسين... وإقامة مملكة الإسلام وفق التعارف الديني في قوله: «ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عن الله أتقاكم». ومن هذه الآية الكريمة نستخلص هذه الحقوق: ü 1ـ الحق الديني: وضع الله عزوجل الأمانة على عاتق الأنثى كما جعلها على عاتق الرجل وهي مكلفة بالمسؤولية بحكم طبيعة وجودها الإنساني، وتساوت القيم الوجودية هنا بين الرجل والمرأة، وهذه المساواة مساواة تكامل قال تعالى: «يا أيها الناس أتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيباً» النساء «1». هذا دليل قاطع على مسؤولية المرأة الكاملة، وأنها كائن يدير نفسه ويجعل حياته موافقة لمجتمعه، وقادرة على التفاعل والإنتاج بجانب الرجل، إنها مسؤولة أمام الله عن نفسها وبيتها وأطفالها وزوجها، ما هو حال الرجل، لذا حين تساوت القيمة الدينية للمرأة ونسفت الأفكار القديمة التي تحط من قدرها، جعلتها تخرج إلى ميادين القتال وتشارك الصحابة في ذلك. ü2ـ حقوق اجتماعية: نظراً لاختلاف المرأة نفسياً وفسيولوجياً جسدياً، فهناك قضايا دقيقة وحساسة في تركيبها يجب على الرجل مراعاتها والعمل وفق مضمونها كي يتحقق العدل التام في الأسرة وتنشأ الأسرة الإسلامية في استقرار وأمان قال تعالى: «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله، إن الله عزيز حكيم» التوبة «71». إن تحقيق الذات هو المنبع الذي تسعى إلى تحقيقه المرأة وبه سوف تواجه كل ما يعوقها في حياتها، لأن الإحساس بالوجود يعطيها إنطلاقة للبدء بحياتها عن رضا وإخلاص، فلو كُسرت ذاتها فستظل مسلوبة الإرادة إلى أن يتوفاها الله، من هذه الحقوق ما يأتي: 1ـ حق الإعتزاز بالإنتماء الإسلامي: ويعني ذلك الإلتزام بالقيم والمبادئ والسلوكيات التي تمارسها المسلمات في كل بقاع الأرض، لذا لا بد أن تعتز بانتمائها وتعبر عن ذلك أينما كانت. 2ـ الحق في طلب العلم إن العلم هو الرهان الحقيقي لإنطلاق المرأة، وهو الخط المتين الذي يوصل المرأة إلى بغيتها في ممارسة حقها سواء كان اجتماعياً أو سياسياً ويكفل لها قدرة فائقة في التفكير قد تفوق الرجال، وهذا ما ألزمنا الشرع به قال تعالى: «يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» المجادلة «111». وقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، والنملة في حجرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير». إن الهدف الأساسي من العلم في الإسلام عند الرجال والمرأة على السواء ، هو تكوين وتربية الشخصية المسلمة المتزنة روحياً وجسدياً، التي تستطيع أن تقوم بمسؤوليتها بكفاءة وإحسان، وتسعى إلى التغيير وبناء مجتمع يقوم على تقوى الله وتحقيق خلافته في الأرض، وتوحيده، وإقامة حضارة متكاملة بكل المعايير. 3ـ حق اختيار الزوج من سنن الله في الكون أن جعل لكل شيء زوجاً، بقوله تعالى: «ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون» الذاريات «49». ومن هنا كانت الرغبة في التزاوج علاقة فطرية نظمها الله تعالى في الزواج، هذه العلاقة في الإسلام علاقة حرة كاملة الإرادة تقوم على التراضي بين الطرفين، فلا الرجل يقبل الزواج ممن لا يحب، ولا المرأة تُرغم على قبول رجل لا تريده، والعلاقات الأسرية التي تنتج عن هذا الزواج إذا بنيت على أساس إسلامي صحيح يتجاوز الدنيا والفناء لتعيش حياة أخرى في الجنة مصداقاً لقوله تعالى: «جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم»، ولذلك كان بيت كل إنسان هو مركز حياته الدنيا الذي يعبر منه إلى الحياة الأخرة، ومن هنا يعطي الإسلام للإنسان حق اختيار من يعمر أرجاءه بما يريده من عمل صالح وتقوى وتذوق لقيم الرحمة والمودة والسكن، كما تمضي سفينة الحياة إلى ما شاء الله لها أن تمضي هانئة مستقرة، تتحمل مسؤولية التحديات الحضارية وتستطيع مواجهة كل ألوان الباطل بقوة وثبات. 4ـ حق المعاشرة بالمعروف لا شك أن طبيعة العشرة الزوجية يجب أن تقوم على احترام المشاعر والرغبات المتبادلة، كما أن الإحتكاك اليومي ومشكلات الحياة وأزماتها تولدَّ نوعاً من المشاحنة وشيئاً من التصادم ، لذلك نجد بعض العلماء يشرح العشرة بالمعروف في قوله تعالى «وعاشروهن بالمعروف» النساء«19» بأنها العشرة بإحسان للزوجة إذ وقعت منها إساءة، فلا يجوز ضربها الضرب المبرح على الرغم أن قضية الضرب غير المبرح أو المبرح لا وجود له في القرآن ولا في السنة، وما ذكر بحضور الضرب في بعض النصوص لا يعني الإيذاء الجسدي البتة، ومن حق الزوجة أن تذهب إلى الحاكم تشكو فيه أمر زوجها، وأن تخبر أهلها بمعاملة زوجها القاسية، لأن العنف لا يكون مع المرأة، ذلك الكائن الرقيق المشاعر والأحاسيس. وهناك حقوق أخرى لاحصر لها، لكن المرتكزات في الحقوق الاجتماعية تقوم على ما سبق، تبقيا لحقوقها الخارجية- أي خارج المتزل- مثل العمل: فقد كرّم الله المرأة بالمشاركة مع الرجل في بناء الحياة، إن مصطلح: «وقرن في بيوتكن» له سياقات أخرى، وإن كان البيت مهمة المرأة الأساسي في الوجود، كما هو شأن الرجل، فلها أن تمارس عملاً وفق الشريعة السمحة محتفظة بقيمها والتزامها مع مراعاة حقوق زوجها. 3ـ الحقوق السياسية: إن الحضارة الإسلامية اقتضت إشراك المرأة في الحياة السياسية، وأعطتها حريتها الكاملة في الشورى، من خلال قول الله عز وجل «وشاورهم في الأمر» آل عمران«159»، كذلك قوله تعالى: «وأمرهم شورى بينهم» الشورى «38». ليكون الجهد منُصباً على الجميع ذكوراً وإناثاً في الازدهار والرقي السياسي بالأمة، وأن المشورة ركيزة أساسية، تتجلى في قدرة المرأة على الحوار والرد والنقض، وتبيين الخطأ، وتقديم الصواب وهي ملكة أُعُطيتها المرأة كما أعطي الرجل. وقد ضربت نساء الرسول والصحابيات مثلاً رائعاً في ذلك، من هذه المواقف: - خروج النساء إلى الحبشة مع الوفد الإسلامي. - مشاركة المرأة في الجهاد في المعارك الفاصلة بين الإسلام والكفر. - مبايعة الرسول صلى الله وسلم في بيعة العقبة الأولى والثانية. - إجازة اللاجئ في الحاجة. - استشارتها في بعض المواقف.. إلخ. من هذا امنطلق جاء مفهوم القوامة في الإسلام، ليس أفضلية الرجل على المرأة، ولكن حمايتها في أزماتها، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية والوقوف بجانبها، لتشق مسيرتها بشكل صحيح. وهذا غائب عند كثير من المسلمين، لكن الوقت الراهن فتح القضية مطلقاً وجعل المرأة ترشح نفسها لمناصب سياسية عليا، وتضع صوتها في صناديق الإقتراع، وهي ممارسة فعلية للسياسة المعاصرة، حيث تبوأت فيها مناصب وزارية وعضوية البرلمان، بل وصل الأمر إلى رئاسة البلدان في بعض دول العلم. وأثبتت المرأة الإسلامية قدرتها وكفاءتها في إدارة الأمور بشكل صحيح وقد حاولت المرأة كسر العزلة والمشاركة الإيجابية الفاعلة في خدمة المجتمع، مطالبة بزيادة الدعم لها من قبل التنظيمات السياسية، ما يؤكد حقيقة اتخاذ شعار الإسلام في إنقاذ المرأة من التهميش والحيطان الأربعة، إذ حفظ الدستور الإسلامي حقوق المرأة المسلمة وأيدها بأسلوب رسمي، لذا فعلى المجتمع أن يمكن المرأة من أخذ كامل حقوقها المكفولة في الشرع والدستور والقانون. ختاماً أتمنى أن أكون قد وقفت في إبراز حقوق المرأة من مفهوم الدين الإسلامي وهذا لا يتعارض من أن الأديان الأخرى ليس لها- أي المرأة حقوق فيها- بل بالعكس فالأديان التي أنزلها لعباده كلها حفظت للمرأة حقوقها وابرزت الوجه الأبرز للدين الإسلامي في حفظ حقوق المرأة لإيماني العميق من أن أوضح ولو الشيء اليسير لديني الذي أعتز كثيراً بالإنتماء إليه كونه الدين الذي ارتضاه الله لبني البشر. والله الموفق |