ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ 60) - 64 ﻫـ / -679 683ﻡ ( ﺑﻮﻳﻊ ﻟﻪ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻴﻪ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻭﻟﻴّﺎ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ، ﺛﻢ ﺃﻛﺪ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ﻣﻦ ﺭﺟﺐ ﺳﻨﺔ ﺳﺘﻴﻦ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻰ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﻰ ﺳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻭﺳﺘﻴﻦ ! ﻭﻗﺪ ﻭﺍﺟﻬﺘﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﻋﻘﺐ ﺗﺴﻠﻤﻪ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ ﺿﺪﻩ ﺛﻼﺙ ﺛﻮﺭﺍﺕ، ﺗﺮﺟﻊ ﺩﻭﺍﻓﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ " ﻣﺒﺪﺃ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ" ﻓﻰ ﺑﻨﻰ ﺃﻣﻴﺔ . ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ : ﻣﺎ ﻛﺎﺩ ﻳﺰﻳﺪ ﻳﺘﺴﻠﻢ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﻭﺍﺟﻪ ﻧﻔﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻤﺘﻨﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﻳﻌﺘﻪ، ﺛﻢ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻬﻢ ﻟﺒﻴﻌﺘﻪ ﺃﻥ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺛﻮﺭﺓ ﻣﺴﻠﺤﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺭﻓﻀﺎ، ﻭﺧﺮﺟﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﻭﺗﻮﻗﻒ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺑﺎﻳﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻳﻌﺖ. ﻓﻠﻤﺎ ﺑﺎﻳﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻳﻌﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻭﺗﻌﻘَّﺪ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ . ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺮﻓﺾ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﺗﻮﺟﻬﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺳﺎﻧﺤﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﻳﻴﻦ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﻋﻠﻰ؛ ﻟﻴﺘﻮﻟﻰ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ، ﻓﻬﻮ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ! ﻭﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ . ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﺭﺳﻠﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻟﻴﺤﺮﺿﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻭﻳﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ، ﻓﺒﻌﺚ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦُ ﺍﺑﻦَ ﻋﻤِِّﻪ " ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻃﺎﻟﺐ " ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻟﻴﺘﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ؛ ﻭﻟﻴﻤﻬﺪ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﺮ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﻌﺘﻪ ﺃﺳﺮﻉ ﺑﺈﺣﺎﻃﺘﻪ ﻋﻠﻤًﺎ ﺑﺬﻟﻚ . ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻗﺒﻞ " ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ" ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺇﻗﺒﺎﻻ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻰ ﻣﺒﺎﻳﻌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻳﺴﺘﻌﺠﻞ ﻗﺪﻭﻣﻪ. ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﻮﻳﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺃﺣﻴﻄﻮﺍ ﻋﻠﻤًﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﺄﺭﺳﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ ﻭﺍﻟﻴًﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﺤﻔﻆ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻡ، ﻭﻟﻴﻀﺒﻂ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺯﻳﺎﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ . ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳُﺤﻜﻢ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻳﻘﺘﻞ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ " ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ " ﻭﻳﺨﺮﺱ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﺎﺩﻯ ﺑﺎﻟﺤﺴﻴﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ . ﻭﺗﺤﺮﻙ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﻤﺘﺄﺯﻡ ﺍﻟﻤﻠﺒﺪ ﺑﺎﻟﻐﻴﻮﻡ، ﻓﻨﺼﺤﻪ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻛﺒﺎﺭ ﺷﻴﻌﺘﻪ ﻣﺜﻞ ﺃﺧﻮﻩ : ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻨﻔﻴﺔ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻣﻰ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻟﻴﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﻧﻘﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﻳﻌﺘﻪ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ - ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻨﺼﺢ ﺍﻟﻨﺎﺻﺤﻴﻦ. ﺣﺎﺩﺙ ﻛﺮﺑﻼﺀ: ﺧﺮﺝ - ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻓﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺷﻴﻌﺘﻪ ﻻ ﻳﺰﻳﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺭﺟﻼ، ﻭﻣﻌﻪ ﻧﺴﺎﺅﻩ ﻭﺃﻃﻔﺎﻟﻪ ﻗﺎﺻﺪًﺍ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﺣﺪﺙ ! ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ، ﺑﻞ ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻩ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌًﺎ. ﻭﻓﻰ "ﻛﺮﺑﻼﺀ " ﺍﻟﺘﺤﻢ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﺎﻥ، ﻓﺴﺎﻟﺖ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻭﺳﻘﻂ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺷﻬﻴﺪًﺍ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﺔ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﺳﻨﺔ 61 ﻫـ / 681 ﻡ، ﻭﺗﺨﻠﺺ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﺎﻓﺴﻴﻪ ﺍﻷﻗﻮﻳﺎﺀ، ﻭﺑﻘﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ . ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ: ﺫﻫﺐ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻣﺤﺘﻤﻴًﺎ ﺑﻬﺎ، ﻭﺳﻤﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻌﺎﺋﺬ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ. ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺃﺧﺪ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺍﻷﻣﻮﻱ " ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺍﻷﺷﺪﻕ " ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻓﻰ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﻪ. ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﻳﺰﻳﺪ، ﻭﻗﺪ ﻟﺠﺄ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﻰ ؟! ﻭﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺷﺘﺪ ﻋﻠﻰ "ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ" ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﺪّﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺠﻮﺀ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻠﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ؛ ﻟﻜﻰ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ . ﻭﻫﺪﺍﻩ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺇﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻟﻰ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻰ ﻣﺼﺎﻟﺤﺘﻪ . ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﻳﺰﻳﺪ، ﻓﻌﺰﻝ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻭﻋﻴﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ "ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﺳﻔﻴﺎﻥ ." ﻭﻗﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﺣﻴﻠﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻓﻌﺜﻤﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺑّﺎ ﺻﻐﻴﺮًﺍ ﻟﻢ ﺗﺼﻘﻠﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ، ﻭﻻ ﺧﺒﺮﺓ ﻟﻪ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﻴﺎﺩﺗﻬﻢ، ﻓﺄﺳﺎﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﺻﻼﺡ. ﻟﻘﺪ ﺃﺭﺳﻞ ﻭﻓﺪًﺍ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﺍﻑ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﻣﺸﻖ ؛ ﻟﻜﻰ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﺪﻯ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﻭﻭﻻﺋﻬﻢ، ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻓﺎﺩﺗﻬﻢ، ﻭﺃﻏﺪﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﻣﻨﺤﻬﻢ ﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻟﻴﺴﺘﻤﻴﻞ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، ﻭﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﺧﻴﺮ ﺩﻋﺎﺓ ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﺫﻭﻳﻬﻢ، ﻓﻤﻦ ﺭﺃﻯ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﻦ ﺳﻤﻊ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻰ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﺬﺥ ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﻑ، ﻭﺳﻤﻌﻮﺍ ﻣﺎﻻ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺘﺮﻑ، ﻋﺎﺩﻭﺍ ﻭﻫﻢ ﻳﻌﻠﻨﻮﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻭﺫﻭﻳﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﺧﻠﻌﻮﺍ ﻃﺎﻋﺔ ﻳﺰﻳﺪ، ﺛﻢ ﺑﺎﻳﻌﻮﺍ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻰ ﻋﺎﻣﺮ "ﺍﺑﻦ ﻏﺴﻴﻞ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ " ﻭﺗﻮﺟﻬﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﻰ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺄﺧﺮﺟﻮﻩ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺣﺎﺻﺮﻭﺍ ﺩﺍﺭ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗﻌﺒﻴﺮًﺍ ﻋﻦ ﺳﺨﻄﻬﻢ ﻭﺭﻓﻀﻬﻢ ﻟﺒﻨﻰ ﺃﻣﻴﺔ . ﻭﺍﺳﺘﻐﺎﺙ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻴﺰﻳﺪ، ﻭﺗﺄﺯﻡ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﺟﻴﺸًﺎ ﺿﺨﻤًﺎ ﻣﻦ ﺟﻨﺪ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﺃﺳﻨﺪ ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ، ﻟﻴﺤﻤﻰ ﺑﻨﻰ ﺃﻣﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻟﻴﺨﻀﻊ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ ﻋﻠﻴﻪ . ﻭﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻤﻘﺪﻡ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪﻭﺍ ﺑﺪّﺍ ﻣﻦ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺑﻨﻰ ﺃﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ ﺃﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺣﺪًﺍ. ﻭﺧﺮﺝ ﺑﻨﻮ ﺃﻣﻴﺔ ﻣﻄﺮﻭﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺗﻘﺎﺑﻠﻮﺍ ﻣﻊ ﺟﻴﺶ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻘﺒﺔ، ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺸﻴﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻠﻪ، ﻓﺄﺭﺷﺪﻩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺰﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺯﺣﻒ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ، ﻭﻧﻔﺬ ﺍﻟﺨﻄﺔ ﻓﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺷﻤﺎﻟﻰ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻫﻰ ﺃﺭﺽ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﺑﺮﻛﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﻨﻈﻠﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺤﻤﻮﺍ ﻣﻊ ﺟﻨﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻓﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺑﻬﺰﻳﻤﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻗﺘﻞ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﻗﺮﻳﺶ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ. ﻭﻓﻰ ﺟﻮ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺩﻋﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﺒﻴﻌﺔ؛ ﻣﺤﺬﺭًﺍ ﻣﻦ ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺃﻭﺍ ﺑﺄﻋﻴﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻐﻴﺮﻫﻢ. ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ، ﺳﺎﺭ ﺑﻤﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺑﻤﻜﺔ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﺼﻢ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻠﻪ، ﻓﺘﻮﻓﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ. ﻭﻳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻷﻣﻮﻯ ﺍﻟﺰﺍﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺔ ﻟﻠﻘﺎﺀ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ: " ﺍﻟﺤﺼﻴﻦ ﺑﻦ ﻧﻤﻴﺮ ﺍﻟﺴﻜﻮﻧﻲ" ، ﻭﻳﻮﺍﺻﻞ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ، ﻭﻳﺸﺘﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﻳﻦ، ﻭﻻ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﺷﻰﺀ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺘﻤﻮﻥ ﺑﻪ، ﻭﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﺷﻬﺮﻳﻦ، ﻭﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻣﺘﺤﺼﻦ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﻭﺗﺄﺗﻰ ﺍﻷﻧﺒﺎﺀ ﺑﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻳﺰﻳﺪ، ﻓﻴﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻭﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ، ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻷﻣﻮﻯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﻳﺨﺮﺝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺘﺬﻋﻦ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻪ، ﻭﻳﺒﺎﻳﻌﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳﺔ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﻳﺰﻳﺪ: ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﻳﺰﻳﺪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﺧﺮﺍﺳﺎﻥ ﻭﺳﺠﺴﺘﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﻓﻐﺰﺍ ﺳﻤﺮﻗﻨﺪ ﻭﺣُﺠَﻨْﺪﺓ، ﺃﻣﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﺎﺩ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ، ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻗﺪ ﻋﺰﻟﻪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻮﺍﺻﻞ ﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻪ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﻣﻨﻘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮ ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻰ ﻗﺪ ﺑﻌﺖ ﻧﻔﺴﻰ ﻟﻠﻪ- ﻋﺰ ﻭﺟﻞ-، ﻓﻼ ﺃﺯﺍﻝ ﺃﺟﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ. ﻓﻔﺘﺢ ﻣﺪﻳﻨﺔ "ﺑﺎﻏﺎﻳﺔ " ﻓﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺔ، ﻭﻫﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻭﻫﺰﻡ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﺒﺮﺑﺮ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﺛﻢ ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺰﺍﺏ، ﻓﺎﻓﺘﺘﺢ ﻣﺪﻳﻨﺔ " ﺃَﺭَﺑَﺔ" ﻭﺍﻓﺘﺘﺢ "ﺗَﺎﻫَﺮْﺕ " ﻭ " ﻃَﻨْﺠﺔ" ﻭ " ﺍﻟﺴُّﻮﺱ ﺍﻷﺩﻧﻰ" ، ﺛﻢ ﺻﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻮﺱ ﺍﻷﻗﺼﻰ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻰ ﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ " ﻣﻠﻴﺎﻥ "، ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ )ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻷﻃﻠﻨﻄﻰ ( ﻓﻮﻗﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ: ﻳﺎ ﺭﺏ ﻟﻮﻻ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻟﻤﻀﻴﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﺠﺎﻫﺪًﺍ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻠﻚ . ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺭﺍﺟﻌًﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺮﻭﺍﻥ .
بوابة معلمى الغالى
موقع الأستاذ سامح يرحب بكم"نؤمن بالله , ونتبع نبيه محمدا " صلى الله عليه وسلم", نجل العلم والعلماء,ندعو إلى الاتحاد ونبذ الفرقة والعنف,نضىء شمعة من الحب فى طريق كل طالب وطالبة بل كل إنسان,نؤكد على أهمية الأخلاق الكريمة والسلوكيات الرشيدة,والله الموفق. »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
386,904
ساحة النقاش