البرادعي والتدين الحقيقي .. وشيلاًه يا إخوان !
بقلم
أ.د. محمد نبيل جامع
أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية
20 مايو2012
01227435754
"لو كان البرادعي مرشحا لأعطيته صوتي تقربا لربي" ... يسلم فمك دكتور أيمن الجندي، ذلك الطبيب الذي يلهمه الله معنى التدين أكثر مما أفاء به على كثير من أصحاب اللحى الطويلة والوجوه الغليظة. أشارك أيمن الجندي وصف تصنيف "الإسلامي وغير الإسلامي" بأنه مقحم ومؤذي بل وأضيف أنه "جاهل" ودعوة للفتنة والتفرقة بين المسلمين، وتعلمون سيادتكم أوزار الفتنة ومخاطرها.
أرجو القارئ الكريم أن يرجع لمقال كتبته منذ عام (22/6/2011) بعنوان "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" على هذا الرابط:
http://kenanaonline.com/users/mngamie/posts/294916
يأخذ الدكتور أيمن الجندي البرادعي كنموذج للرجل المسلم، فبالرغم من أنه لا يطلق اللحية ولا يلبس جلبابا، فهو المجاهد (بكلمة الحق في وجه سلطان جائر)، ولم يتآمر مع النظام الفاسد، وتحمل الأذى والتعرض لشرفه وسمعة أسرته (وصبر صبر الأنبياء، وهذه من عندي)، نبت لحمه من حلال، عرف الفقراء والعشوائيات وتبرع لهم في صمت بجائزة نوبل، لا يتاجر بحجه وصلاته وصدقته، لم يتعامل أو يتعاون مع الحاكم الظالم بالمديح أو الصمت كما فعل علماء السلطان الشيخ حازم أو البلكيمي، طالب بحرية العقيدة والمواطنة الحقة. البرادعي هو تجسيد لمبادئ الإسلام، هو النزاهة والصدق والعدالة الاجتماعية وبدون لحية أو جلباب أو مظاهر. هذا ما قاله أيمن الجندي.
وهنا أود أن أعرض ما تعلمته من شيوخنا الأجلاء (الغزالي وأمثاله)، ومن أبي وأمي رحمهما الله، ومما تعلمت من علم وتراث العرب، ومما تعلمته أيضا من علم الفرنجة وسادة المعرفة المعاصرة.
التدين الحقيقي هو عقيدة الوحدانية ثم الاستقامة. يمكن أن نتوقف هنا وكفى. ولكن ماذا يعني ذلك؟ يعنى التعبد بأركان الإسلام الخمسة للتغذية الوجدانية والتدريب المستمر والتذكر الدائم، ثم إثمار ثمار هذا التعبد بالمعاملة. ولذلك لخص الحبيب صلى الله عليه وسلم الدين بقوله "الدين المعاملة."
والسؤال الآن: هل يمكن أن نقيس درجة تدين الإنسان أو المجتمع؟ نعم. كيف؟ بقياس السلوك أو العمل، هذا السلوك الذي ذكر بعضه أيمن الجندي في تقييم تدين البرادعي. والسؤال: هل يمكن أن يقاس السلوك؟ نعم. يعلم علماء الاجتماع ذلك وتتكلف الدولة آلاف الدولارات ليتعلم هؤلاء العلماء من ضمن ما يتعلمون كيف يؤدون ذلك. وسأعطي لسيادتك مثالا لكيفية قياس التدين ثم عرض مميزات التدين في بناء الدول والحضارات. وحاولوا أن تتحملوا قراءة ما يلي أهل السلف والإخوان.
عندما تبحث في جوجل عن "قياس التدين" ستجد معظم النتائج عبارة عن دراسات لطلاب دراسات عليا في الدول الخليجية، وستجد أن مقاييسهم تعتمد على الصلاة وارتياد المساجد، وإطلاق اللحية، ومختلف شعائر العبادات في الصلاة والزكاة والصوم والحج.
في إحدى الدراسات التي قمنا بها والتي بالمناسبة "مولتها أكاديمية البحث العلمي بمقدار 248 ألف جنيه عام 1984، وأنهينا الدراسة عام 87م، وأعدنا للدولة 68 ألف جنيه، وهذا ما لم يحدث أبدا، ولكن سبب التوفير هذا كان حسن الإدارة من ناحية، ومساعدة المحافظين لنا بالمبيت والمواصلات بما وفر هذا المبلغ". هذا السلوك في حد ذاته هو من التدين.
المهم أننا درسنا 257 قرية في محافظات مصر، وقسنا درجة التدين في كل قرية بمقياس رقمي بحيث نستطيع في النهاية أن نقول أن درجة التدين في هذه القرية هي خمس درجات مثلا، وفي هذه القرية الأخرى 15 درجة وبينهما تتواجد درجات القرى الأخرى. اعتمد القياس علي خمسة معايير هي: مدى انتشار التقوى بين الناس، مدى انتشار الحب بين الناس، مدى تعاون الناس وتكافلهم في حال الأزمات، مدى التزام الناس بفريضة الزكاة والصدقة، مدى تعفف الناس عن المادية والهوس بالماديات في الحياة.
النتيجة أن درجة تدين أهل القرية كانت من العوامل المحددة لمستوى تقدم القرية، وكانت سببا حقيقيا في تقدم القرية إذا ارتفعت تلك الدرجة، وكانت سببا حقيقيا لتخلف تلك القرية إذا انخفضت. ودون الدخول في تفصيلات نود أن نقول أيضا أن الدراسات العلمية الاجتماعية والسياسية قد أثبتت أن حرية العقيدة على مستوى دول العالم كانت سببا أساسيا أيضا في تحقيق النهضة والتقدم في تلك الدول العالمية بحيث أنه كلما ارتفعت درجة حرية العقيدة في دولة ما كلما ازداد تقدم هذه الدولة والعكس صحيح.
ونقلا عن جريدة الفجر بتاريخ 18 يونيو 2012 وبعد قراءة هذا الرابط:
هل يصح أن يوجه الشاطر (نائب المرشد) بيانا إلى شعب الإخوان بالتعليمات التالية؟
- تهديد أعضاء مجلسي الشعب والشورى بعدم إعادة ترشيحهم مستقبلا مع من يدير حملتهم الانتخابية إذا لم يحقق مرسي أو أبو الفتوح أغلبية في دوائرهم.
- إنشاء لجان رصد ترصد المناطق التي بها أغلبية أصوات موجهة لشفيق وموسى وصباحي وترسل هذه المواقع الانتخابية بكل دقة لمكتب الدكتور البلتاجي.
- حسن البرنس هو المسئول عن تنفيذ خطط إبطال الأصوات في لجان ستحدد بعد، عن طريق إتلاف الصوت بإضافة مرشح آخر (إسلامي)، أو عدم تمكين الناس من الدخول إلى اللجان، أو عن طريق تغيير الأصوات بأي طريقة كانت.
- التواصل مع كل مشرفي اللجان، وإقناعهم بالتغيير لمصلحة الإسلام، والمتابعة مع عصام العريان مباشرة.
أيها الإخوان المسلمون؟ كيف تضعون شفيق وموسى وصباحي في كفة واحدة. صباحي هو أيقونة الثورة، ومن ثم فأنتم لا تعترفون بالثورة. كيف أيها الإخوان تجاهرون وتطالبون ذويكم بالتزوير والغش؟ هل غاب عنكم "من غشنا فليس منا؟"، هل تؤمنون بالديمقراطية؟ ماذا أقول؟ أقول: "الآن حصحص الحق" ثم أقول "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا."
ساحة النقاش