تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

قوة الهجين بين أبو الفتوح وصباحي والزيني

زعيمان وامرأة ماسية

بقلم

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

01227435754

9 مارس 2012

<!--<!--

ظهرت بوادر الضربة القاضية للعيش والحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، بعد أن أَنهك أعداء الثورة شرفاء مصر المتطلعين إلى وطن عزيز يعبدون الله فيه أحرارا مطمئنين بالسماحة والتوحيد والعمل الصالح حتى يفوزوا بنعيمي الدنيا والآخرة. ظهرت بوادر الضربة القاضية باستمرار انتعاش عمرو موسى ثم ظهور الملاكم الآخر الذي ستنتفخ له أوداج المنافقين وأصحاب الأصوات الحنجورية تحت القبة وفوق الأرض وفي مقار الأحزاب الكرتونية المباركية. وسيكون الاختبار الأعظم لسيدة مصر الأولى، الجماعة العريقة، عندما تؤيد هذا الفارس المنتظر بأمر ولي النعم. وهنا سوف يتضح لكل المؤيدين لهوس التيار الإسلامي السياسي وتعجله امتطاء صهوة الحكم قبل أن تكتمل مؤسسات الدولة الديمقراطية الحديثة، سوف يتضح لهؤلاء جميعا كيف تتخلى الجماعة الموقرة عن صبغتها الدينية لتؤيد مرشح العسكر ومُجهض الثورة الشعبية المجاهدة تاركة من هم من أبناء جلدها. وهنا سوف تتضح الانتهازية السياسية المعهودة لهذه الجماعة، وهنا أرجو أن يخيب ظني، كما وأرجو أن يعذرني كل ممتعض لهذا النقد الساخن، وليعلموا أنهم يمتلكون قوة العمل وسلطانه، ونحن لا نعتبر هذا النقد إلا دفاعا عن النفس والعرض والشرف وعما نعتقده مصلحة لمصر وشعبها الكريم الذي تُفعل به الأفاعيل، ولا زال تحت تخدير الاستبداد والقهر والظلم الذي عاناه سنين.

إذن، نحن أمام تيار يحمل علم نظام مبارك وصفوت الشريف والعادلي وبقية كهنة الفرعون، ويجعل من ثورة يناير الحبيبة وطموحات شعبها المقهور قصة فشل رومانية أو عرابية جديدة، ويستعيد مصاصو الدماء أوضاعهم القديمة ليستمروا في استعادة ما حرمهم منه الثوار الأحرار بدماء الشهداء وعناء المصابين. وإذا كان المجلس العسكري بتحالفه مع التيار السياسي الإسلامي قد حول الثورة العملاقة إلى قزم، فليس من المستحيل أن يواجه القزم ذلك العملاق بعناصر المفاجأة والمبادرة والتنظيم الفعال.

وهنا أود أن أوكل عناصر المفاجأة والمبادرة والتنظيم الفعال هذه إلى ثلاثي أثق تماما في قدرته على أداء ذلك بمساعدة الشرفاء أمثال البرادعي وعبد الجليل مصطفى وحسام عيسى ومحمد غنيم وعلاء الأسواني وعظماء كثر آخرين نعلمهم جميعا، ويعلمون بعضهم البعض. هذا الثلاثي القدير، هو هجين بين التيار الإسلامي السمح بمعنى الكلمة والتيار "الحر" الجميل، وتيار العدالة الآمنة، أي بين أبو الفتوح رئيسا، وحمدين صباحي نائبا أول، ونها الزيني نائبا ثان. هذا هو الثلاثي الذي يمكن بإذن الله سبحانه وتعالى أن يستعيد الثورة ويُلبس تاجها لشعب مصر الحبيب وأبنائه وأحفاده رغما عن الأعداء مصاصي الدماء في المنطقة العربية شرق الأوسطية وعبر البحار والمحيطات.

أما دورنا نحن والإعلاميون الشرفاء فيجب أن يتمثل في توعية الجمهور الملتصق بشاشات التلفاز في القرى والنجوع والأحياء الشعبية بحقيقة الصراع الآن بين أعداء الثورة، مصاصي دماء الشعب، وبين الثوار زهور الشباب والشابات وأحرار مصر الكبار. ولا يجب إطلاقا أن تُرهبنا الهجمات الطائشة على الإعلاميين الشرفاء والمناضلين الثوريين المخلصين الطاهرين، فهذه مرحلة اختبار حقيقي لصمود هذا الشعب كما عاهدناه دائما عبر تاريخه المجيد.

الثورة والعاطفة والنقاء والشباب والنساء والحب والصفاء والعلم والضمير والأخلاق، كلمات تتعانق وتتناغم في سيمفونية راقية تدعو شباب مصر بجميع أطيافهم دون التزام بكلمة إسلامي أو قبطي أو سلفي أو إخواني أو علماني أو لبرالي أو حتى بهائي أو شيعي للتوجه إلى دعم هذا الثلاثي الثوري الرائع ليواجه الرجعة الهكسوسية لاستعادة النظام الذي ذل مصر والمصريين للريال والدولار، النظام الذي ترعرعت فيه العشوائيات والأمراض، ومحيت فيه العقول وتحطمت الإرادات، النظام الذي غَرَقَت فيه القلة في زيف الدنيا ونعيمها ونصر أعداء الحق، وتُركت فيه الثكالى والأرامل والفقراء يعانون  شظف العيش وعناء الظلم والابتزاز.

وفي النهاية، أقول لأبنائي شباب مصر من الذكور: قد يكون بعضكم قد ترسخ في عقيدته تلك الفكرة البالية التي لا تنتمي للإسلام بصلة وهي إقصاء المرأة عن الحياة الاجتماعية والسياسية وزنزنتها داخل أسوار المنزل، فالمستشارة نهى الزيني سيدة يكاد الإسلام ينطق من محياها الكريم، ولا ننسى يا أحبائي أن السيدة خديجة والسيدة أم سلمة كانتا مستشارتين للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا ننسى جهاد سمية أمام قبيح الوجه الطاغية أبي جهل، ولا ننسى أم عمار التي جعلت صدرها درعا للحبيب صلى الله عليه وسلم، ولا ننسى ذات النطاقين، رضي الله عنها وعن أبيها، ولا ننسى علم السيدة عائشة رضي اللهم عنها وفقهها، فكيف لا يكون النساء بركة المجتمع الإنساني وقد كانت المرأة أول من آمن بالحبيب المصطفى (خديجة)، وقد كانت أيضا أول شهيد في الإسلام (سمية). وتوقعوا في الأيام القادمة هدايا وعطايا، بل قل "بون بون"، ستنهال على الشعب المصري الكريم على أنها خيرات كالزيت والسكر واللحم المعهود، ولكن "على واسع" وبما يليق بمقدمها، خذوها فهي بضاعتكم ردت إليكم وانتخبوا الزعيمين والمرأة الماسية.

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع
  • Currently 7/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
2 تصويتات / 149 مشاهدة

ساحة النقاش

asmaaeldsouky

هو احنا لسة هنفصل والجاهز موجود ده حتى يبقى افترا مننا

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

91,506