تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

authentication required

مجلس قيادة الثورة

Yes sir, You Can Fight City Hall.

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

01227435754

[email protected]

نعم سيدي، يمكنك أن تحارب البلدية، بمعنى أنه يمكنك أن تحارب الحكومة، وبمعنى أعم يمكنك أن تحارب النظام. هذا ما أثبتته وما ستثبته الثورة المصرية للمقولة الشعبية الأمريكية القديمة "لا تستطيع أن تحارب البلدية"، تلك المقولة التي تقودك إلى اليأس وإن كانت فيها راحة لضعاف الهمم وأعضاء حزب الكنبة، شأنها تماما شأن المقولة الشائعة أيضا "I feel better since I lost hope"، أي "لقد شعرت بالراحة منذ أن فقدت الأمل."

بعد أحداث بور سعيد ومذبحة الألتراس، هل تؤمن سيدي القارئ بعنوان هذا المقال؟ أي هل لا زال عندك أمل، أم انضممت إلى من يقولون "كفاية بقى، آدي اللي احنا أخذناه من الثورة؟" إذا كنت كذلك، فقد اخْتلَفت مع عنوان هذا المقال، ولكن انتظر معي قليلا حتى تقرأه.

دعنا نفترض أن القوى التي تتصارع الآن على الغلبة والانتصار في معركة المصير بعد عام من ثورة يناير الحبيبة هي: المجلس العسكري وإغراءاته للمؤسسة العسكرية، الإخوان المسلمون وتيار الإسلام السياسي وشعبيته الجارفة، أباطرة الشرطة وإغراءاتهم للمؤسسة الشرطية، لصوص النظام القديم والمنتفعون به من رجال الأعمال والإعلام والإقطاع الحكومي أي أباطرة البيروقراطية الحكومية، وأخيرا الثوار أي الشباب والشعب الأعزل الضعيف أمثالي وأمثال سيادتكم. فإذا نظرت إلى الشكل المبين أدناه تجد أن الثوار في منتصف الشكل يحيط بهم القوى الأربع الأخرى، وهي قوى منظمة جدا وتمتلك موارد هائلة وتمثل نوعا من الكماشة القابضة على رقاب الثوار الذين يطالبون بحقهم في الحياة والفكاك من قهر هذه القوى ذات المصالح الخاصة والتي وإن كانت تختلف مع بعضها البعض إلى حد ما إلا أنها تتحد في معاداتها للثوار المهددين لمصالحها الخاصة.

المجلس العسكري

<====علاقة قوية جدا =====>

الإخوان المسلمون

<=علاقة قوية=>

 

 

الثوار

 

 

 

أباطرة الشرطة

<=== علاقة قوية جدا ===>

لصوص النظام

لصوص النظام في طرة وخارجها يفكرون ويمولون أباطرة الشرطة الذين ينفذون تحت رعاية، وأحيانا معاونة، المجلس العسكري وصمت الإخوان المسلمين الذين يكتفون ببعض الهرتلة الخطابية دون الفعل الإيجابي، ينفذون جميعا خطة إجهاض الثورة والحفاظ على النظام الدكتاتوري السابق إلى أن تحين لحظة الصراع بين المجلس العسكري وبين الإخوان المسلمين التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وعندها سوف يلجأ الإخوان المسلمون إلى الثوار ويتحالفون معهم من أجل الفوز بمصر الجديدة، وهم يعتلون كراسي عرشها. والنتيجة المأمولة هي مصر جديدة يتسيدها تيارا الاستنارة والإسلام السياسي، وتبدأ الآلة السياسية الديمقراطية الجديدة في العمل ولكن بإرادة الشعب والقوى العصرية التنموية الجديدة.

لا يفل الحديد إلا الحديد. هذا قول، والقول الآخر هو أن المعرفة قوة والتنظيم قوة، الأولى قوة الرشد والثانية قوة العمل الجمعي. إن ما ينقص الثورة بثوارها وشعبها من أجل الانتصار وتحقيق أهدافها هما المعرفة والتنظيم. لقد مرت الثورة في جميع مراحلها الهامة بما فيها مرحلة العامل المشعل أو العنصر المفجر للثورة والذي كان في مصر استشهاد خالد سعيد وفي تونس انتحار أبو عزيزي، وقامت الثورة في الدولتين إلا أن المرحلة التالية وهي مرحلة "الضبط الاجتماعي" واعتلاء كرسي الحكم لم تتم للثوار في مصر بصورة خاصة نظرا لظروف المجلس العسكري وهيمنته على المرحلة الانتقالية.

الخلاصة: لكي تتحقق المعرفة من ناحية والتنظيم من ناحية أخرى، أقترح تكوين مجلس لقيادة الثورة ينتظر قيام عنصر مفجر آخر مثل أحداث بور سعيد بعده يهب الشعب هبة مماثلة لهبة 25 يناير بما تلاها من موقعة الجمل وسقوط رؤوس النظام ليحل هذا المجلس محلها ويتخذ موقع القيادة للثورة واستكمال مطالبها.  هذا وقد يؤدي المسار الحالي إلى نتيجة مماثلة حيث يمكن أن يتبوأ هذا المجلس موقع قيادة الثورة. وتكون مهمة هذا المجلس بعد تشكيله هي توعية وحشد العقول الشبابية وتوحيدها ثقافيا وسياسيا وتنظيميا على مسار الثورة وتنقيتها من هلاوس التعصب والأحلام الخيالية أو من الجهل واللامبالاة والخوف. وهنا أقترح أن يتكون هذا المجلس من الشخصيات الفاضلة التالية:

<!--الدكتور البرادعي، رئيسا للجمهورية.

<!--الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح نائبا لرئيس الجمهورية.

<!--الدكتور حسام عيسى رئيسا للوزراء.

<!--الأستاذ حمدين صباحي، نائبا ثان لرئيس الجمهورية، أو نائبا لرئيس الوزراء.

<!--الدكتور مصطفى النجار وزيرا محتملا للصحة أو الخارجية.

<!--الدكتور عمرو حمزاوي وزيرا محتملا للتنمية والإدارة المحلية.

<!--الأستاذ محمد عبد المنعم الصاوي.

<!--الدكتور علاء الإسواني.

<!--الأستاذ ابراهيم عيسى.

<!--ويشكل السابقون بقية أعضاء المجلس ليكونوا فريقا متجانسا ومتكاملا.

أرجو أن يتم تشكيل هذا المجلس ولو من وراء الستار، وهذا ليس عيبا، فكل الأعمال التي تقود الحركة السياسية الآن في مصر تتم من وراء الستار سواء في طرة أو في دهاليز المجلس العسكري أو في مقر الإخوان المسلمين على الهضبة المعروفة أو في مخابئ رجال الأعمال السابقين أو في القاعات السرية بمؤسسات الداخلية والأمن الوطني أو غير ذلك، فاستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، وأيضا "داري على شمعتك تِقِيد." الشعب ماض والثورة مستمرة.

 

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع
  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 140 مشاهدة

ساحة النقاش

asmaaeldsouky

كارثة لو فقدنا الأمل واستسلمنا لليأس ولو تجبر كل هؤلاء يقول المولى عز وجل ( وخاب كل جبار عنيد ) أما بالنسبة لاختيارات الأشخاص هناك كثيرا من المخلصين يصلحون لإدارة شؤون البلاد ولكن المهم الاتفاق على اختيار هؤلاء الاشخاص .

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

99,127