تنابلة السلطان وداعا

تشخيص وتحليل ومعالجة التنبلة وبناء مصر الحرة

Subject: المجلس العسكري وإنقاذ رأس مبارك

 الثقافة غذاء، وتبادل الفكر دواء، والتواصل الاجتماعي شفاء، وتفاعل الفكر نماء.

إن لم يعجبك قولي فأرشدني،

وإن ضقت بي ذرعا فأخبرني،

أو بلوكمي، أو سبام مي.

أ.د. محمد نبيل جامع [email protected]

المجلس العسكري وإنقاذ رأس مبارك

مع رجاء نشر هذه الرسالة

                                          بقلم                                         

26 يوليو 2011

أ.د. محمد نبيل جامع

أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية

0127435754

[email protected]

ماذا لو فلت مبارك من المحاكمة العادلة؟ مرت ستة أشهر ولم تبدأ بعد محاكمة الفرعون الطاغية. يا ليته من إنجاز يثلج صدور الطغاة في أرجاء المعمورة، كما تنطلق له الزغاريد والأفراح في أمريكا وإسرائيل. وأبشري يا كنانة الله إذ سوف تنهال عليك رشاوى الطغاة ووعود أعدائك بنصر الظالمين من أبنائك وتقديم الصدقات والفتات لجوعاك ومرضاك.

ولكن هل يتصور أحد أن يفلت مبارك من المحاكمة العادلة؟ نعم سيداتي سادتي. السبيل إلى ذلك أوله سماوي يتمم الله به نعمته على مصر وعلى مجلسها العسكري الحاكم. وهنا يذهب الطاغية – كما سنذهب جميعا – إلى محكمة الرحمن الجبار جل جلاله وعز مقداره. أما السبيل الثاني فهو أرضي، ليس له إلا فاعل واحد يستخدم أذرعه القوية وذيوله من أصحاب الشرك الأصغر -  والعياذ بالله – من المصريين الطفيليين. هذا الفاعل الأوحد هو حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، طالما هو المدير بأمره لشئون البلاد.

ولكن كيف يمكن لهذا الحل الثاني أن يتم؟ لا يمكن أن يتم إلا لو تحول القضاء المصري إلي قضاء ظالم، وهذا أمر مستحيل لما عرف من شموخ هذا القضاء وعظمته. كما لا يمكن أن يتم هذا الحل إلا لو تحول الشعب المصري عن بكرة أبيه إلى خنازير ديوث، عبيد أذلاء، وأغبياء جهلاء، وهذا أمر مستحيل أيضا فالشعب المصري مارد الشعوب قد خرج من قمقم الفرعون، وأراه وأسرته خزي الدنيا وعار الآخرة إن شاء الله.

إذن، فكيف يمكن أن يتم هذا الحل الأرضي مع استحالة حدوثه كما أوضحنا؟ هذا هو السبيل الثالث الذي يندمج فيه الحل الأرضي مع الحل السماوي، حيث يستمر المجلس العسكري في المرحلة الانتقالية للثورة مستخدما أساليب المراوغة، التي برعت فيها إسرائيل بتكنولوجياتها الفاعلة، وترعرعت وازدهرت بها تلك الدولة اللقيطة. يراوغ فيها المجلس العسكري بقوته العسكرية وعون الطفيليين المصريين من جميع مؤسسات الدولة والذين سمنهم الفرعون الطاغية ولا زالوا في مخابئهم ينفثون السم من وراء جدر، وهم يتواجدون في جميع المؤسسات بداية بالقضاء حتى بلطجية الطاغية وأذياله. كل ذلك يمكن أن يقوم به المجلس العسكري استمرارا لنهج التباطؤ والمراوغة الذي منع مبارك من بدء محاكمته حتى الآن. ويستمر بذلك مسلسل المراوغة إلى أن يأتي الحل السماوي، فيندمج الحلان ويفلت مبارك من المحاكمة الأرضية.

وهنا نتساءل، وما جعلنا نتساءل إلى سلوك المجلس العسكري، أإلي هذا الحد يا ربي يصعب تطبيق العدالة في أرض مصر الطاهرة؟

فما الحل إذن؟ الحل قولان أحدهما للمجلس العسكري والآخر للشعب المصري.

أقول للمجلس العسكري متواصيا تواصي المؤمنين: اتقوا الله يا مجلسنا الموقر، فالتقوى وجاء من عذاب الله في الدنيا والآخرة، مع اعتذاري الشديد وفيكم وجه يرسم لي أنا شخصيا خريطة التقوى وبنيانها، وهو وجه سيادة اللواء محمد العصار. وأقول أيضا أتستبدلون الذي أدنى بالذي هو خير؟ أتستبدلون مبارك بمصر وشعبها الجميل وشهدائها الأعطار؟ وأقول أيضا لقد تبرأ الخليل من أبيه آزر عندما تبين له أنه عدو لله. وأقول أيضا لقد قتل الخضر الغلام قبل أن يرهق أبويه الصالحين بطغيانه وكفره. وأقول أيضا امتثلوا لأمر الله بالقصاص، ثم أقول ألا تحبون أن تكونوا أول من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؟ أتريدون أن نترك ذريتنا من الأبناء والأحفاد ذرية ضعافا؟ فلنتق الله ولنقل قولا سديدا. ثم أقول في النهاية هل استشرتم في هذا العمل الكبير (التباطؤ في العدالة) مفتي الجمهورية أو شيخ الأزهر؟

هذا قولنا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولنا فيه الأمل والعشم بإذن الله بالرغم من الفوران الثوري المتلاطم، وبالرغم أيضا من الضغوط الإقليمية العربية والضغوط الغربية والإسرائيلية اللئيمة. وثقوا بالله عليكم في شعب مصر وعلمائها ومهندسيها وعمالها وفلاحيها، فلو عاد كل المغتربين بالخارج من دول الخليج وأمثالها سيكون خرابا على دول الخليج أولا، ثم يكون عمارا لكنانة الله في الأرض، لأن المشاريع القومية الجبارة تنتظر خلاصة مصر من قوتها العاملة في الخارج، وتنتظر مصر الحرة، مصر الديمقراطية، مصر العدالة الاجتماعية. وبعون الله وبقليل من التقشف والإلهام ستنظر دول العالم إلينا بعينين إحداهما اندهاش والأخرى انبهار.

أما قولنا للشعب المصري فهو أمران بسيطان، أولهما أن نحمد الله ونصلي له شكرا، ومن أعماق قلوبنا خاصة ونحن مقبلون على شهر رمضان الكريم، بلغكم الله إياه وأعاده عليكم وعلى مصر بالعزة والكرامة ورضا المولى سبحانه وتعالى – نحمد الله ونصلي له شكرا أن أنعم علينا بثورة يناير المستنيرة، فهي ميلاد جديد لنا ولمصرنا الحبيبة نكون بها من السعداء في الدنيا والآخرة.

أما الأمر الثاني ، فهو الوحدة والوفاق والتعاون والإيثار والتحاب والمهادنة والاستمساك بالمشتركات وتأجيل الخصوصيات، كل ذلك من أجل هدف واحد وهو تحقيق مطالب ثورة 25 يناير بالتمام والكمال.هذا هو التوجه الإستراتيجي، والذي يمكن أن يبدع في آلياته كل مبدع من المثقفين والسياسيين والناشطين الاجتماعيين والسياسيين، والذي أدلي فيه بدلوي المتواضع ببعض من هذه الآليات:

<!--جعل مليونيات يوم الجمعة عادة مستديمة تنمو فيها الوحدة الشعبية والتآلف الوطني والعقل الجمعي.

<!--تركيز أبطالنا المجاهدين، رعاهم الله، من الإعلاميين على الوحدة الوطنية والوفاق حول المشتركات وتأجيل الخصوصيات.

<!--التسامح مع الخوالف والصامتين وأصحاب المصاطب والكنب ومحاولة حثهم على الصبر وتوعيتهم بنعمة الثورة وحلاوتها.

<!--الكف تماما عن تخوين المؤسستين العسكرية والشرطية والاكتفاء فقط بالنقد البناء والتعبير عن المواقف بالحكمة والموعظة الحسنة.

<!--عدم التكاسل عن الحيوية الشعبية من أجل مطالب الثورة في شهر رمضان، فالجهاد في تحقيق مطالبها عبادة يضاعف فيها الثواب والجزاء بإذن الله، ونتمنى أن نرى في الشهر الكريم رموزا ومراسيم رمضانية شعبية وأدبية وفنية ثورية مثل الندوات والحفلات بل وحتى الفوانيس المزخرفة بعلم مصر ورموز الثورة.

<!--رجاء إلى الإسلاميين السياسيين ألا يتحالفوا إلا مع الشعب، وأن يصبروا على اعتلاء الحكم، وأن يلتمسوا الهدوء والخفض من الصوت والرحمة بمن يطلقون عليهم علمانيين ولبراليين ويساريين، فالمصري مشغول بلقمة عيشه ولا يفكر في تلك الهويات الهلامية. والإسلام الحق نعمة أظلها الله سبحانه وتعالى على عباده أجمعين.

<!--العمل ثم العمل ثم العمل والإنتاج، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.

المصدر: أ.د. محمد نبيل جامع

ساحة النقاش

أ.د. محمد نبيل جامع

mngamie
وداعا للتنبلة ومرحبا بمصر الحرة: يهدف هذا الموقع إلى المساهمة في التوعية الإنسانية والتنمية البشرية، وإن كان يهتم في هذه المرحلة بالذات بالتنمية السياسية والثقافية والإعلامية نظرا لما تمر به مصر الآن من تحول عظيم بعد الثورة الينايريةا المستنيرة، وبعد زوال أكبر عقبة أمام تقدم مصر الحبيبة، ألا وهو الاستبداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

99,782