زَغَارِيدُ الزَّيزَفُونِ ...
تَهْوِي عَلَيَّ المَسَافَاتُ
تُبعِدُنِي عَنْ جُذُورِي
تَقْتَلِعُ سَمَائِي مِنْ أَيدِي أُمِّي
وَتَنْثُرُ أيَّامِي على صَحرَاءِ الجَحِيمِ
وَأَرَى دَمِي خَارِجَ أَورِدَتِي
يَشقَى ..
وَيَبحَثُ عَنْ رِكنٍ ظَلِيلٍ
أو جِدَارٍ رَحِيْمٍ
يُطعِمُ مَوتِي نَبضَ النَّدَى
وَيُجِيْرُنِي مِنْ عَاصِفَةٍ تَكرَهُنِي
تُرِيدُ أنْ تَصلُبَ لُغَتِي
وَتَخبُزَ حُلُمِي
لِتُطعِمَهُ لِسَنَابِكِ الخَرَابِ
الَّذي يُلاحِقُ هَوِّيَتي
أَينَمَا أَشعَلتُ أَموَاجِي
وَأَعدَدتُ مَرَاكِبَ غُيُومِي
النَّارُ تُقَشِّرُ لَهفَتِي
وَتَكتُبُ اسمي على قَوسِ الهَزِيمَةِ
فِي وَطَنِي ..
كَانَ النَّهَارُ أَبيَضَ
وَكَانَ المَاءُ يُبَلِّلُ الرُّوحَ
وَلَمْ يَكُنْ
اليَاسَمِيْنُ مُظلِمَ الرَّائِحَةِ
فِي وَطَنِي ..
كَانَتِ الأرضُ تُغَنِّي لِلخُطَى
وَمَاكُنَّا نَتْعَبُ مِنْ حَصَادِ
القُبُلاتِ
في مَوَاسِمِ العِشقِ النَدِيَّةِ
إنَّمَا وَيْلاتُ الحَربِ
اجتَاحَتْ زَغَارِيدَ الزَّيزَفُونِ
وَتَدَفَّقَ المُوتُ
على رِحَابِ وَطَنِي *
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول