إلى روحِ جدّتي التي تتنفّسُ بين السطور ...
إلى كل من واسانا و قدّم لنا أطيبَ العزاء ...
رِثاءُ جدّتي
أسدَلْتِ جفناً عن حياةٍ مرةٍ
جسدٌ هزيلٌ و السِّمامُ تغلغَلَ
قد أنهكَتْ أوصالَهُ أسقامُ عمـ
ـرٍ عاشَ صبراً بالهمومِ تَثاقَلَ
إن ما عَيِينا كنتِ تبكينَ الأمو
مةَ كيفَ لا تُنجي صغيراً مُبتَلى
تنسَيْنَ آلاماً بعظمِكِ و الحشى
من سُكّرٍ أو ضغطِ دمٍّ أوغَلا
أهملْتِ برَّ النّفسِ فازدادَ العنا
ءُ بقلبكِ الأدواءُ باتَتْ أليَلَ
و الطّبُّ لم يُجديكِ إذ عَظُمَ البلا
ءُ فكنتِ أيّوبَ اصطباراً أمثَلَ
كم كانَ مجلسُكِ الكريمُ مكلّلاً
بالودِّ و الدُّرَرِ الحكيمةِ ، مَحفَلا
يا زارعاً للوردِ في جيلٍ نما
نِعمَ النّتاجُ إذا الرسالةَ أكمَلَ
يا غيثَ خيرٍ للأنامِ مُسخّراً
نبعُ العطاءِ لكلِّ عينٍ أكحَلَ
أرثيكِ حبّاً و الدّموعُ تهاطلَتْ
في كلِّ شبرٍ من حياتي أسبَلَ
لكِ في القلوبِ محبّةٌ بين الأُلى
صيتٌ و خُلقٌ ، كنتِ بدراً أكمَلا
طوبى لمِنْ يستصغرُ الدّنيا و يز
هدُ ذاكراً متعبّداً عمراً خَلا
هذي الحروفُ فقيرةُ يا جدّتي
لم تنصفِ القلبَ المحبَّ المُثكَلَ
يا ربُّ فاجعلْ قبرَها من جنّةٍ
يزهو بأطيابِ النعيمِ مُكَلَّلا