الروائي القاص سليم عيشان
أمس الساعة ١١:٤١ ص ·
" قبلة الحياة ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان علاونة
===================
( أحداث وشخوص النص حقيقية حدثت على أرض الواقع .. وليس من فضل للكاتب على النص اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب ) .
إهداء خاص :
إلى الدكتورة بطلة النص
إلى الدكتور بطل النص
وإلى كل الشهداء الأبطال في كل مكان .
( الكاتب )
------------------------------
" قبلة الحياة " ؟؟!!
زوجة الدكتور روسية الأصل … لعلها من روسيا البيضاء .. أو بلا روسيا .. أو من الإتحاد السوفيتي سابقا .. تزوجها أثناء دراسته الجامعية هناك .. حصل على شهادة الدكتوراة وهي كذلك .. عادا إلى أرض الوطن .. عملا سوية طوال أكثر من عشر سنوات .. أنجبا فيها من الذكور ثلاثة .. ومن الإناث مثل ذلك .. كانا مثالاً للألفة والمحبة ومثلاً للحياة الزوجية .
اشتد القصف .. القتل والتدمير .. انتشر الموت في كل مكان نتيجة للقصف الهمجي من الجو والبر والبحر .. سمح لكل الأجانب بمغادرة غزة الملتهبة بالموت .. طلب منها زوجها الطبيب أن تغادر غزة برفقة الأطفال … ليبعدها والأطفال عن خطر الموت المحدق بالجميع .. خاصة وأن له رسالة إنسانية كطبيب تحتم عليه ضرورة البقاء في غزة .
رفضت المرأة المغادرة .. قررت أن تبقى إلى جوار زوجها وأولادها .. اعتبرت بأن غزة هي بلدها .. هي وطنها .. وصرحت له بأن مجرد التفكير بالمغادرة يعتبر خيانة .. خيانة عظمى .. وهي طبيبة مثله .. والواجب يحتم عليها ضرورة البقاء إلى جانب زوجها لعلاج الجرحى والمصابين .
أنهي نوبة العمل الشاق في مستشفى المدينة .. توجه لمنزله لأخذ قسط من الراحة .. وليحل محل زوجته في رعاية الأطفال في المنزل .. سمع القصف المدوي الصاخب يجلجل في المكان .. هيئ له أنه يعاني كابوساً مخيفاً .. حلماً مزعجا .. أخذ يعدو ناحية المنزل .. وجده أثراً بعد عين .. رجال الإسعاف والدفاع المدني يحاولون إخراج الجثث من المنزل المتهدم … راح يعدو هنا وهناك كالمجنون .. ينادي زوجته .. أطفاله .. استطاعت فرق الإنقاذ بعد جهد جهيد .. إخراج جثث الأطفال .. كانوا قد فقدوا الحياة جميعاً .. حاول لهم الدكتور شيئاً فلم يستطع لأنهم فارقوا الحياة .. أخرجوا جثة المرأة الروسية ... زوجة الدكتور … كان بها بقايا حياة .. بقايا دقات قلب … سارع الدكتور لعمل الإسعافات الأولية .. وضع فمه على فمها ليدخل بعض الهواء إلى رئتيها في محاولة لإعادتها للحياة فيما يتعارف عليه بـ " قبلة الحياة " .. أخذ يكرر العملية عدة مرات بسرعة .. وبسرعة أكبر كانت قذيفة جديدة من طائرة تعصف بالمكان وتقتل كل المتواجدين … وتجعل " قبلة الحياة " بين الزوجين الطبيبين .. قبلة أبدية ..!!! ..