المساء الحادي عشر
--------------------------------
مساء تلك الأنثى الصاخبة كما الأمواجُ في هيجانها
أرتطم بصخور صدرها فلا أرتد بل أزيد في الطلب
ما بين المد والجزر تبللني تغرقني في مياه بحارها
تقلبني تعصفني تنهكني أمواجها فـأجثو على الرُّكب
---------------
تجيد طقوس الغوص حين تداعب أمامي أصدافها
مثيرة لا ينفع معها خجل إلا القليل القليل من الأدب
عيناها غواية فكيف الصمود أمام فحولة شيطانها
أغرقتني بين الشاطئين ورمتني في معصرة التعب
------------------
شراعي القديم ممزق لا يتحمل عواصف أنفاسها
أنفاسها جمر يذيب الثلج ومن ضلعي تصنع الحطب
السباح الماهر لا ينسى السباحة أبدا ولكنني نسيتها
فهل العَتَبُ على شبابها أم على كبرِ سنِّيَ العَتَب ؟
-----------------
ما علمتني فن العوم ولا تركتني أغرق في عينيها
فهل أمزق نفسي بين قلبها وقلبي أو أعلن الهرب
سيبقى زبد موجها بشفتي ولو قبلت نساء الدنيا كلها
امرأة كالبحر الأحمر تتشقق ولا تموت ،فيا للعجب
**********************************
حميد يعقوبي / المغرب
2018/08/04