جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
بين أحضان الشقاء
فما نفع المباهج والثناء
وقلبي بين أحضان الشقاء
شربت الكأس من مر السقام
وعشت العمر في نفق البلاء
وحظي من يد الأقدار صفر
.عقيم السعد من نار الجفاء
فما نلت المودة من صديق
ولا رحم الوصال من الأخاء
تجرعت الهموم وكل غم
على أيد المكاره والدهاء
رسمت على الشفاه خيال سعد
أمام الناس من صنع الذكاء
وما بين الضلوع لهيب جمر
ومنه اليوم نيران الغلاء
وداهية الزمان بكل مكر
تطاردني بأسلحة العداء
بحد السيف القتني ببئر
بعيد القاع في وحل الدماء
نهاري مثل ليل في ظلام
ونفسي بين أحجار العناء
ومن كثر الخطوب وسوء حظ
حرمت كل أنواع الصفاء
فما أدهي الحياة يدرب ظلم
ففيه المر من سم الفناء
جديد النفع في عينى قديم
وعمري بين أذرعة الوباء
فكم كنت الكريم بلا حدود
وكم أسعى إلى مد العطاء
طباع النفس من نبت أصيل
وزاد النفس في حفظ الولاء
وكفي كف جود من كريم
بأوقات المضرة والرخاء
لبست الجود من قبل الفطام
فجودي اليوم مكثار السخاء
زرعت الود في قلبي يقينا
وصنت الدهر عهدا بالوفاء
بنيت النفس من حسن السماح
وحرف الفكر من طيب النقاء
فما مالت على مر الزمان
طباعي نحو سكان العلاء
ولا هبت رياح الحقد مني
على ملاك أقطاب الثراء
فلا أهوى التكبر طول عهد
ولا أمضي إلى سبل الرياء
ولا تشتاق نفسي للمديح
ولا زيف الكلام من الهراء
فقد عشت السنين بكل كد
أعيش على البساطة والحياء
فكم ينتابني هم وحزن
تراني في سكون أو بكاء
إذا ما أشتدت الأثقال فوقي
أريد العون من رب السماء
الح على الإله بكل جد
بشتي القول في طلب الرجاء
فكم لبى الإله بكل حسن
مطالب كل مضمون الدعاء
بقلم* كمال الدين حسين القاضي